الرئيسية » أعرف » العقل الباطن » العقل الباطن – تحقيق الاهداف

العقل الباطن – تحقيق الاهداف

بواسطة عبدالرحمن مجدي
8780 المشاهدات
العقل الباطن - تحقيق الاهداف

عندما يتواجد الهدف علي شكل فكرة أو خيال ؛ فإن تحقيقه بشكل محسوس ومرئي هو مسألة وقت.. فالإبصار والتأمل دائما ما يسبق التنفيذ

إذا كان التبصر تكوين فيلم فيديو خاص , فهذا يعنى أن غرس الأفكار هو مثل تمثيل الفيلم ، ولكن فقط ، بدل الكلمات ، أنت تضيف إلى التمثيل الإحساس المناسب . مثلا ، يجب عليك عمل إهداء للعاملين في شركتك ، زد على ذلك أنه سيكون هناك مهندسون وقادة . وإذا ما نجحت في مهمتك ، فستكون لديك فرصة لتلقي الترقية . وهذا الإهداء مهم جدا لبناء مستقبلك فأنت من يقرر قبول ” غرس الأفكار ” ، وفي غضون خمس او عشر دقائق ، ستكون الفكرة والإحساس أنك قد ألقيت الإهداء الذي لقي نجاحا عظيما ، فكلمتك تركت عند الجميع انطباعا ، وأصبح كل شيء وراءك ، وقد نجحت فى ذلك ، وقدمت إهداء عظيم !

وفي التميز عن التبصر ، وعند الغرس ، كان أول ما قمت به هو التركيز على الإحساس مما تقدمه . وهنا ، يدخل في اللعبة خيالك , فكيف تقدم لنفسك إحساسك بنجاح الإهداء؟ بماذا ستشعر عند ذلك ؟ بالتوتر ؟ السعادة العارمة ؟ أم الطمأنينة ؟ من المحتمل أن يكون الارتعاش ؟ مهما كانت ردة فعلك ، فتصور شعورك ذهنيا ، وأطلقه عبر نفسك ، وعش إحساسا بالثقة في أنك قد حققت ما تتمناه . واسمح لأن يكون كل شيء قد تحقق بشكل جيد ، ببساطة ، قوي ذلك في الوعي ، كأنه أمر واقع . وغير الوضع ، فبدلا من ” كل شيء يجب أن يجري بنجاح ” ، إلى ” كل شيء جري بنجاح ” . فكل شيء قد بات من الماضي ، ولأنك قمت بذلك ، فأنت تنعم بالنصر لما بلغته . فتهنئ نفسك : اصرخ واقفز من السعادة ومن جديد ارتعش من الشعور بأنك حققت الهدف .

عن هذا لا يجب إعارة انتباه خاص للوحات الذهنية لكيفية تحقيقك الفكرة ، فحتى تلك الأساليب ستظهر فى رأسك ، وما يجب أن يهمك أكثر هو الأحاسيس المادية (الفيزيائية ) مما حققته ، كاحمرار الوجنتين ، خفقان القلب بشدة ، والكفوف المتعرقة .

وفي الكتاب المقدي ، كان تلامذة المسيح يطلبون منه أن يعلمهم الصلاة . (لك الحق بالإيمان أو عدم الايمان , بتعاليم الإنجيل . إلا أنه يحتوي كثيرا مما يفيد عن عمل العقل ) ، أما عيسى المسيح فأجابهم : ” كل ما ستطلبونه من الصلاة ، ثقوا أنكم قد حصلتم عليه ، وسيكون لكم ” . ولاحظ أنه يقول : يجب عليكم أن تؤمنوا أنكم حصلتم – وليس تحصلون ، وقد حصلتم ، – لذلك بالضبظ ستحصلون .

وأنت لا تأمل أو ترغب ببساطة ، بشئ ما ، بل تعلق أمنيتك في العالم الداخلي الخاص – عالم الأفكار والطاقة الخلاقة . وأي شخص فاهم في مسائل استخدام قوة العقل يقول لك إن هذه العملية الأقوى .

وسأروي حادثة جرت مع صديقين لي عزيزين ، هما بيل وجانيت هندرسون وآل هندرسون . قدما من الريف إلى المدينة , وأرادا شراء منزل ، يمكنه أن يتسع لأسرتهما المتنامية دائما . ومن الطبيعي أن البيوت في المدينة أغلي ثمنا من الريف بكثير ، ولأن أسرتهما لم تكونا صغيرتين ، فقد كان يلزمهم منزلا كبيرا . وكان لدي آل هندرسون متطلبات خاصة ، فقد كان يلزمهم ليس المنزل الكبير فقط ، وإنما حوش ظليل كبير أيضا ، وكل ذلك مقابل سعر متهاود . وقد أكد الجميع بصوت واحد أنهم لن يجدوه مقابل تلك النقود ، التي قرروا دفعها، إلا أن آل هندرسون لم يستمعوا لأحد . وكان بيل قد استعمل قوة العقل في العمل وفي اجتماعاته مع الأسرة ، واقتنع بقوة تأثيرها . وقام بضم جانيت إليه ، وتصورا معا المنزل المستقبلي ذهنيا .

وبعد شهرين تلقيت دعوة منهما إلي زيارة بيتهم الجديد . وتسكعنا في حديقته الضخمة . وعند النظر الى تلك الأشجار ، والأعشاب والزهور ، تكون لدي انطباع أنهما جلبا معهما إلى المدينة قطعا من الغابات الريفية . ومن ثم ، كانت تنتظرني رحلة كاملة إلى البيت ، الذي كان واسعا لدرجة أن كل واحد من الأولاد حصل على غرفته الخاصة ، وكان يوجد مكتب وغرفة استراحة أيضا – وكل هذا مقابل الشعر الذي افترضاه !
“أسطورة …ببساطة ! – قلت أنا – ألا تعتبران أن نجاحكما في الحصول على منزل كهذا ، أعجوبة ؟!! ”

وقد أظهر لي جواب بيل مدى عمق مفهوم إمكان العقل ، لدرجة لن أنساها أبداا ” لا ، – قال هو – نحن ؟ حتى لم نستغرب ، فقد تخيلنا أنفسنا أصحاب هذا المنزل قبل شهرين “.

قال ذلك بثقة عظيمة . وفي نهاية الأمر هو عرض ما كان قد اعتبره خاصته قبل شهريت من الزمن . وبيل وجانيت… جاهرا بحقوقهما في المنزل في العالم الداخلي ، حيث امتلكا المنزل . فهناك استخدما النبرة والكلمات الحازمة ، ولم يترددا ولو لثوان . فهما لم يفكرا متى وأين سيجدان البيت المنتظر – ببساطة عملا مع إحساس أن المنزل سيعود لهما ، وهما في أفكارهما ، قد ” امتلكاه ” . ليس بالضبط هذا المنزل ، الذي أرياني إياه – فعند ذلك هما لم يخمنا عن وجوده . لكنهما عرفا بالضبط ما الذي يريدانه ، وهذا تحديدا ما غرساه في أفكارهما كل يوم , لحين ما أصبحت الأمنية واقعا .

واليوم ، آل هندرسون لا يستعملان أسلوب غرس الأفكار وأساليب أخري لاستخدام قوة العقل فقط ، بل يعلمانها لأولادهما ، حتى يتمكن هؤلاء من تحقيق السلامة والنجاح في حياتهم . فهل يمكن للوالد أن يمنح لأولاده ثوره أغني من الإمكانات الطبيعية الموضوعة فيهم ؟

كلنا نملك تلك القوة فالأفكار تخلق الواقع المحيط بنا ، وطريقة غرس الأفكار تقوم على توجيه العقل على أنك قد ملكت ما تتمناه..

وكما في الحال مع التبصر وبالضبط ، التكرار والمثابرة تميز أسلوب غرس الأفكار عن التخيلات التي لا فائدة منها . زد على ذلك ، أنك لا تعيش أوهاما ، ولا تحلق فيما وراء السحاب أياما كاملة ، إذا ما آمنت أنت تملك ما هو ليس موجودا معك في حقيقة الأمر . فالغرس – هو تمرين ذهني ، يحتاج إلى نحو خمس دقائق يوميا ، يا له من انفجار للطاقة ، ذو الدقائق الخمس ، الذين تكونه لنفسك بشكل مضبوط من دون تمرير أي يوم . وأهمية التكرار لا يمكن إعادة تثمينها . وكما هو الحال بالنسبة لكل الأساليب التفكيرية , فالاستخدام العرضي لهذا الأسلوب قليل التأثير.
إذا ضع لنفسك برنامجاً محدداً ونفذه وبدقه , ودائما , جذر في نفسك شعورا بأنك تملك الشيء الذي تريده . بغض النظر عن طبيعة الأمنية . فهي خاصتك . عش مع هذا واشعر به . افرح وارتعش , اعتبر أنه يعود إليك بالكامل وتمتع به في عالمك الداخلي .

شروط الاستخدام الناجح
لأسلوب غرس الأفكار

1- استخدم هذا الأسلوب دائما , مع فكرة أنك تملك ما تريده ، أول انك حصلت على ما تسعي إليه .

2- قم بذلك بشكل مضبوط ، وحرفي ، كل يوم ، وبالحد الأدني في ظرف خمس دقائق . ويكون أفضل بكثير ، إذا طبقت هذا الأسلوب لخمس دقائق ، مما لو طبقته لمدة ساعة ، ولكن مرة واحدة في الأسبوع .

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !