الرئيسية » قصص » قصص وعبر قصيرة  » قصص وعبر قصيرة مؤثرة

قصص وعبر قصيرة مؤثرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
10209 المشاهدات
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” أنا دائمًا حَزينة.”
– هل هناك أفكار مُحددة مرتبطة بهذا الحُزن؟
” لا، فالحزن مدفون في الدماغٍ في مستويات أدنى من الأفكارِ. يشبه الأمر أن تكون في رحلة تخييمٍ، ويكون الجو باردًا جدًا، فتلبس في قدميك جوارب فوق جواربك ومعطفًا فوق معطفك، ولكن الشعور بالبرد يبقى كما هو ولا تشعر بأي دفءٍ، لأن البرد صار في عظامك.”
 
– تأملين بالخلاص من هذا الشعور؟
” ليس بعد الآن. آمل فقط أن أتصالح معه.”
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” انتقلتُ إلى العاصمة قبل عشرين عامًا رفقة ابنتي وأخوّيها الصغار، حينها لم أدخر مالًا لنفسي ولو للحظة، كنتُ أمشي ميلًا وراء ميل أتنقلُ من بيتٍ لآخر أُعطي دروسًا خصوصيةً في الرياضيات، أقطع أحيانًا أكثر من ثمانية كيلومترات في اليوم الواحد، أنطلقُ عند السابعة صباحًا وأعود إلى البيت عند الحادية عشر ليلًا، وفي غالب الأوقات لم يكن لدي القدرة أن أستقل سيارةً أو عربة، كنتُ أحرم نفسي من ذلك لأوفر مالًا يتعلمُ منه أطفالي، وبعد كل يوم عملٍ كاملٍ كنتُ أعود مُنهكةً جدًا دون أن يكسرني ذلك أمام حلمي.
 
فارقَ والدي الحياة وأنا في عمر الثالثة عشر، ولأنني الابنة الكُبرى، كان عليّ أن أعتني بكامل أسرتي. عملت حينها لأجلهم ولأجل إكمال تعليمي. أحدثُ أطفالي طوال الوقت عن كفاحي في تلك الأوقات، وعن صعوبة أن تتعلم وتعمل في نفس الوقت. ها هم أطفالي الآن حريصين جدًا على التعلم. لم يطلبوا مني أشياء أكثر من طاقتي، عاشوا معي حياة بسيطة.
 
افتتحت هذه الصيدلية قبل أربع سنوات من دخلي الخاص. الآن، أنا لا أعمل في سلك التدريس ولستُ بحاجة إلى ذلك. أعتني بعائلتي وأرعاها من دخل الصيدلية. ابنتي طبيبة وابني البِكِر مهندسٌ ميكانيكيّ. أما ابني الأصغر، فهو يدرس في أكبر جامعات البلاد، كل أحلامي صارت واقعًا فقط لأنني كنت مُصممةً على النجاح بالعمل الجاد والتضحيات التي قدّمتها.
 
لو حملتْ كل امرأةٍ على عاتقها مسؤولية أن تعمل، فلن يجد الفقرُ مكانًا له بيننا. فبإمكان النساء أن يغيرن مُجتمعات بأكملها وفي نفس الوقت أن يعتنين بأنفسهن وحياتهن. ودائمًا ما أدعو الله أن يقبض روحي وأنا في غمرة عملي.”
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” بودي لو يتغير شيء، فأبُحر بقاربي هذا من غزّة إلي يافا، هذه المدينة التي طُردتُ منها غصبًا حين لم يكن عمري يتجاوز العشر، حرمونا أن نسكن فيها، فسكنت فينا، سجّل عندك – عائد إلى يافا “.
– اسماعيل / ٧٩ سنة / غزة
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
“واقع في حُب الرسم منذ صغري، ولا يمر يوم إلا وأنزل فيه إلى الشارع لأفعل شيء أجد نفسي ممتنًا له، أرسم على وجوه الأطفال شخصياتهم التي يعشقون، وأرقب ردة فعلهم فور أن أنتهي”.
– أسامة / ٢٨ سنة / غزة
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” سعيدة لأنني الوحيدة بين صديقاتي في المُخيّم التي تُهجئ الحروف الانجليزية بشكلٍ صحيح، ودائمًا ما أنصحهن بتعلم الانجليزية لأنها سوف تجعل من حياتهن أفضل، وحُلمي أن أكون مترجمةً أو معلمةً للغة الانجليزية”.
– شهد / ١١ سنة / غزة
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” تزوجتُ منذ ٣٠ عامًا، رُزقتُ بثلاث بناتٍ، وكان عليَّ أن أعمل لأجلهن، ولأجل حياةٍ كريمةٍ يَحيينها، لم أجد عملًا، فاضطررتُ لأوصل المياه إلى بيوت المُخيّم مقابل شيءٍ رمزي، وعلى مدى السنوات الماضية ممتن لأكثر من ١٠٠ دراجةٍ تعطلّت وكان إصلاحها كفيلًا أن أُدرّس بناتي الثلاث وأُدخلهن الجامعة، لم أجد راحةً أكثر من نظرة بناتي إليَّ وكأنني بطلهن الوحيد”.
– فؤاد / ٥٥ سنة / غزة
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” نحنُ توأم، توأم روح أيضًا، لكن لا يغرك، مع أننا وُلِدنا معًا ونرتدي نفس الملابس إلا أننا الأكثر شجارًا في المُخيّم كله! “.
– نجوى وتالا / ١٢ سنة / غزة
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” أصدقائي في الحارة ينادوني ميسي، أحُبه جدًا، حتى أنني اخترته ذات مرة ليكون موضوع تعبيري في المدرسة، وطلبتُ من الحلاق أن يصبغ شعري بلون شعره، هذا الرجل يُسحر قلبي، وطموحي أن أكون مثله”.
– أمير / ١٢ سنة / غزة
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” يعمل أبي طبيبًا جراحًا في باكستان وذات يومٍ عندما كنت في الصف التاسع وبينما كان أبي يُقلني من المدرسة، قال لي في طريقنا إلى المنزل أنه بحاجة ليطمئن على أحد مرضاه في المشفى وسألني إذا ما كنت أود الدخول معه. كنت أريد أن أنتظره في السيارة ولكنه أصر على مجيئي معه. أخذني إلى الغرفة حيث كان هناك امرأة متمددة على السرير، وكان أبي قد استأصل ورمًا خبيثًا من وجهها وأعاد ترتيب العظام في تلك المنطقة لإخفاء الضرر قدر المستطاع. انتفضت تلك المرأة بالفرح سرعان ما رأت أبي يدخل الغرفة. ومع أنها كانت قد دفعت له أجر العملية إلا أن الامتنان كان يفيضُ من قلبها. تصرفت وكأنه وهبها حياتها من بعد أن ضاعت. وكان هذا هو اليوم الذي قررت فيه أن أصبح طبيبًا.”
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” قبل سنتين، التقيتُ بطفلةٍ في هذا المكان، كانت على كرسي متحرك، مريضة وخارجة من المشفى قليلًا لتلعب في الهواء الطلق، كنتُ ألعب معها كلما كانت تخرج من المشفى، بعدها لم أرها لفترة طويلة، وقبل شهرين رأيتها مصادفةً، كانت تمشي نحوي ممُسكةً بيدي أمها، راحت تقول ” تحسنّتُ كثيرًا بفضلك، بفضل لحظاتي معك التي كنتُ تمنحني اياها وقت مرضي، شكرًا”.
 
” أعملُ تحت هذا الزّي منذ ثلاث سنوات، وكانت تلك اللحظة الأكثر جدارةً أن لا تُنسى”.
– طالب جامعي كوري
.
قصص وعبر قصيرة مؤثرة
.
” وُلِدت، وبعد دقائق أعلن الأطباء فقداني للبصر، وحين بلغت السادسة عشر أُرسِلت إلى مومباي لأتلقى رعايةً أفضل، لأن مرافق المكفوفين الطبية في مدينتي لم تكن جيّدة، ورغم أن جراحتي الأولى كانت فاشلة إلا أن إيماني بقدري كان كبيرًا، فأكملتُ تعليمي في مدرسةٍ خاصةٍ للمكفوفين، أحببتُ حياتي الدراسية، حصلتُ على أصدقاء رائعين، تعلمتُ أن أكون مستقلًا عنهم مُعتمدًا على نفسي في كل شيء، لم نكن نملك المال الكثير، كنتُ أتطلع لأن أُكمل دراستي، رحتُ أبيع أعواد البخور بعد محاضرات الجامعة، وأعود إلى البيت في وقتٍ متأخر لأتابع دروسي، كنتُ أعزف أيضًا من وقت لآخر، احتفظتُ بكل قرش جنيته لأواصل دراساتي العليا، جاءتني بعدها وظيفة من بنك الدولة.
 
أحُب عملي ومحظوظ بزملاء العمل الرائعين، علموني كيف أركب القطار معتمدًا على نفسي، حتى الطبخ، وحيّن تيسرت أموري المادية ارتبطتُ بحب حياتي، لم أرها أبدًا لكني انغمستُ بدفء قلبها وجماله، ومنذ ارتبطت بها لم يمر يوم واحد جعلتني أحس فيه أني أعاني من أي نقص، عشنا سويًا مع ابنتنا حياةً جميلة”.
 
– رسالة لمن حولك؟
 
” بعد ٥٥ عامًا من عيشي فاقدًا لبصري، يمكنني القول أن الحياة جميلة إذا أردنا أن تكون كذلك، لنتقبل أنفسنا ونحبها كما هي، حينها يصبح هذا العالم مكانًا جميلًا صالحًا للعيش فيه، كرر كثيرون سؤالي عما خضته من نضالات في حياتي رغم فقدي للبصر، لكني لم أخض أية نضالات، ولم أواجه أية مشاكل أيضًا، وسر ذلك هو الحب الذي أستشعره في قلبي، الذي أحسه ممن حولي، من زوجتي في المنزل ومن زملائي في العمل“.
 
” حين أسمع قصصًا عن الاكتئاب الذي يعانيه بعض الناس، أو عن البعض ممن يُقبل على الانتحار، أستشعر عظمة هذه المشكلة، فافتقارنا للحُب هو الذي يجعلنا أحيانًا في مشكلة“.
.
المصدر: سعيد كمال
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !