الرئيسية » أعرف » العقل الباطن » التغيير الايجابي – العقل الباطن

التغيير الايجابي – العقل الباطن

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1829 المشاهدات
التغيير الايجابي - العقل الباطن

مستقبل الإنسان يتلخص فيه شخصياً ؛
ويعيش فيه في هذه اللحظة بالذات .
أبراهام ماسلاو

الذي يحدث في حياتك في هذه اللحظات.. هو ليس مصادفة وحسب ، بل نتيجة عمل وعيك في السابق ، وجذور اليوم خاصتك غاطسة في الماضي .

تعالي أقول لك شيء : وأنت تنظر إلي السماء وتشاهد النجوم ففي حقيقة الأمر أنت ترى ماضيها ، حيث إن بعض هذه النجوم لم تعد موجودة ، والنجوم موجودة في مكان بعيد عنا لمئات بل آلاف السنوات الضوئية والضوء الذي ينتشر بسرعة 186000 ميل في الثانية ، يصل إلي الأرض أثناء مئات وآلاف السنيين وحسب ، وبهذا الشكل فإن النجوم البعيدة الملاحظة من قبلنا ، كانت قد أصدرته النجمة ذاتها منذ مئات السنوات وكان يمكن لهذه النجمة أن تتفجر أو تخمد منذ خمس وعشرين سنة إلا أننا وكالسابق نري ضوءها وسنراه لمئة سنة أخرى ، مع أن النجمة ذاتها لم يعد لها وجود منذ زمن بعيد .

مستخدماً قوة عقلك الذاتي ،تذكر دائماً هذه المشابهة لأنك عندما تغير أفكارك فإنك لن تلاحظ مباشرة تغييرات الواقع الذي تعيش فيه ، فبشكل دائم ستبقي موجودة القطعة الزمنية عندما ستطور معرفة جديدة متابعاً مع ذلك العيش في الواقع القديم .

والمرحلة المشابهة ” توقع كل ما يجري ” مهمة جداً : فتصرفك في هذا الوقت سيكون إما تسريع أو إبطاء قدوم الواقع الجديد ، الذي تريد خلقه ويمكن أن تظهر لديك شكوك في أن التغييرات ستحصل وتستطيع أن تخيب آمالك ، إذا ما فكرت أنك تضيع الوقت سدى وحسب ويحاول عقلك استغفالك هامساً أن شيئاً ما لن يحدث وإن كل شيء من دون فائدة ، هذه الأفكار طبيعية بالكامل وتظهر عند كل واحد منا ، فلا تٌعيرها انتباهك بل اعتصم بالصبر والاجتهاد وتابع ما بدأته ، وهنا تذكر أن الواقع هو عملية وليس شيئاً ثابتاً ولا متغيراً .

وكل ما هو أكثر جفافاً يتواجد في حالة تحول دائم إلي شيء ما آخر ، فظروف حياتك كذلك تتغير كل الوقت متحولة إلي أشياء أخرى ، لذلك وإذا ما كررت في نفسك هواجس ، فإنه لا يمكنها إلا أن تكون واقعاً جديداً ، إنه أمر يستحق التفكير .
فاسترخ وتمتع بهذا التمرين متجاهلاً أي أفكار سلبية ، لكل وقته وبالتدريج تبدأ حياتك بالتغير بشكل طبيعي وغير مؤلم والأمر لا يستحق الإسراع في هذه العملية .

تذكر هذه الملاحظات

1-أدرك دائماً ما تفكر فيه ، فأفكار اليوم تصنع مستقبلك .
2-غير علاقاتك مع أي ورطة حياتيه ، وإذا كنت لا تتقدم في سلم الخدمة أو أن حياتك لا تستقر؛ أنت مريض ، ليس لديك عمل أو أن كل ظروف الحياة تتجمع ضدك ، فاقبل ذلك كواجب ولا تحاول الإيحاء لنفسك أن الموضوع ليس كذلك فهو هكذا ، لذلك لا تضيع وقتك مشفقاً علي نفسك أو متصدياً للظروف ؛ بل تصارع معهم بمساعدة قوي العقل .
3-حدد لنفسك ” مرحلة إنشاء ” ، متحررة من الهموم اليومية .

وقد اتصلت مرة في إحدى الشركات طالباً أن يعطوني معلومة ضرورية من أجل العمل والمرأة التي تحدثت معها طلبت مني معاودة الاتصال بعد نصف ساعة ، قائلة : “اعذرني ، الآن لا يمكننا أخذ المعلومة من الكمبيوتر فإنهم يطبقون عليه برنامجاً ” ، وفكرت وأنا أضع السماعة : ” هكذا نحن نستخدم قوة العقل فعندما نطبق برنامجاً ذهنياً ، نغلق عقلنا في وجه كل المهيجات ونطرد البرنامج مجدداً ومجدداً

التغيير – عملية تنقيط

تصور لنفسك نقاطة مليئة صبغاً أحمر وأنت تقوم كل يوم بتنقيط نقطة واحدة منها في وعاء كبير ملئ بالماء وفي البداية لن تلاحظ أي تأثير : فالدهان سينحل سريعاً وتمتصه المياه – غير أنك لو تابعت التنقيط نقطة في اليوم ، فستري أن الماء سيصبح في البداية ذا لون زهري باهت ، ومن ثم زهرياً حتى يتحول في النهاية إلي محلول أحمر مشبع .

وعند تكوين واقع جديد بمثابة ” نقاطة ” ، تتدخل “مرحلة الخلق ” اليومية خاصتك عندما تتوقف عن ورطاتك ،صعوباتك وحقائقك اليومية التي تعيشها في اللحظة الحالية ، وهذه المرحلة يمكن أن تطول من خمس إلي ثلاثين دقيقة ، وهذا يتعلق بكيف تحددها لنفسك ، وعند استعمالك المنتظم للطرائق مجال البحث سرعان ما تلاحظ وبشكل دائم الأثر المقوى وأولئك الذين يمارسون هذا بنصف قوتهم يتلقون فشلاً سريعاً ، أما بالنسبة لأولئك الذين يعملون بدأب فلن يكون هنالك شيء غير ممكن .

هل يمكن الوثوق في أنك تملك موهبة النبوءة ، بمعني أن تكون أقوي وتقف أمام الظروف ؟ هل أنت جاهز يومياً مع عدم تمرير أي يوم لتقوي وتعزز في نفسك الأفكار حول الواقع ، الذي أردت لو تخلقه لنفسك ؟ هل ستكون مواظباً علي متابعة الدروس يومياً ، والثقة في نجاحها حتى لو لم يتغير أي شيء من مظهر حياتك الخارجي ؟

إذا كان الجواب بنعم ، فأنت ستحصل علي كل ما ترغب به ، فتخطي عتبة هذا العالم بشجاعة وهو سيلبي أي طلب تطلبه .

اقرأ أيضاً: الخوف من التغيير

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !