الرئيسية » خواطر » اقوال وحكم الفلاسفة » حكم مؤثرة في النفس

حكم مؤثرة في النفس

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1163 المشاهدات
الحب نقطة ضعفي - الحب أم الأمراض النفسية ؟
أنت فتاة مؤدبة.. عزباء.. ملتزمة دينيا.. ومن عائلة معروفة بصلاحها.. فجأة تتغيبين عن المنزل.. ولعدّة أشهر.. لدرجة أن أكثر المتحيزين لك يبدأ الشك يدور في قلبه.. ثم تظهرين فجأة وعلى يديك طفل لا أب له!! والأدهى والأمرّ أنك ممنوعة من الكلام.. ولو تكلّمت حتى لما صدّقك أحد.. كما أنّك يتيمة.. أي ليس هنالك من يمكن أن يدافع عنك حتى ويلتمس لك الأعذار..
 
رحم الله السيدة العذراء.. وضعت في ابتلاء عظيم يتمنى الإنسان فيه فعلا أن يكون نسيا منسيا.. والصلاة والسلام على ابنها المسيح عيسى بن مريم.. كلمة الله وروح منه..
– – – – – – – – – – – –
جرّب أن تسجل فيديو لنفسك وأنت تقوم بعمل بسيط، لكنه يتطلب منك استخدام كلتي يديك في وقت واحد.. كأن تقشر برتقالة.. أو تقوم بتقطيع بعض الخضار.. أو تقلّم أظافرك حتى..
 
أعد مشاهدة الفيديو وأنت تنظر فقط نحو حركة يديك.. كيف تتعاون كل منهما، على مستوى حركة الأصابع والمفاصل، لأداء المهمة على أكمل وجه بدون أدنى تدخل مباشر من عقلك..
 
هذا التنسيق المذهل بين كل تلك المفاصل والعضلات، لا يزال علماء الروبوتات – بكل ما أوتوا من تقنية – عاجزين عن الإتيان بنصفه أو بربعه أو بواحد على المائة منه.. بينما تقوم به أنت في اليوم مئات المرات، وبدون حتى أن تحسّ بذلك..
 
وفِي أنفسكم.. أفلا تبصرون!؟؟
– – – – – – – – – – – –
‫عندما تلقي سكّينك في قلب شخص ما، تبدأ العدالة الإلهية مباشرة في العمل.. بادئة النزيف في قلبك أنت أيضا.. قد لا تلاحظ ذلك في بداية الأمر.. وقد تغرّك ضحكاتك وانتصاراتك.. وقد تكابر وتنكر.. وتظنّ أن ما أنت فيه ضيق عابر سوف يمرّ.. لكن النزيف سيتجاهل كل هذا الهراء وسيستمر.. ملّوثا حياتك كلّها بالقلق والذنب والضيق والمرارة.. ودافعا إياك إمّا إلى طلب الصفح والمغفرة، أو إلى أن تجرّ نفسك إلى ضيق أكبر حتى مما كنت فيه..‬
 
‫يظن المظلوم أن حقّه ضاع.. وأنّ العدالة بعيدة وعاجزة.. وتنتظر شخصا آخر ليؤديها.. وأنك لا بدٌ الآن تعيش أزهى أيامك.. لكنك تدرك – كما يدرك كل ظالم- أن الأمر عكس ذلك.. وأن تلك العدالة تنهشك الآن.. تغرس أظافرها في جدران قلبك.. وتأكل روحك من الداخل كما يأكل الدود الثمر! ‬
– – – – – – – – – – – –
لا أمقت شيئا في هذه الدنيا بقدر ما أمقت فكرة البيوت المستأجرة.. بيوتنا هي أوطاننا الصغيرة.. فكيف تكون أوطاننا مستأجرة!؟ كيف نطرح أنفاسنا وضحكاتنا ودموعنا ولحظات حياتنا كلها في مكان يجب أن ندفع إيجاره في نهاية الشهر وإلا طردنا منه!؟
 
كيف نكون بشرا على هذه الأرض ونحن لا نملك ما تملكه النملة والنحلة ودودة الأرض؟ تقول آسية زوجة فرعون.. رب ابن لي عندك بيتا في الجنة.. حتى في جنة الخلد، نحتاج كبشر إلى أربعة جدران تؤوينا.. وسقف يظللنا.. وحيز نسميه البيت.. الوطن!!
 
لعنات الله عليكم تترى إلى يوم يبعثون، يا من حرمتم الناس مما فطرهم الله عليه..
– – – – – – – – – – – –
ساءني جدا هذا الصباح أن أشاهد تسجيلا مريعا لمقتل صبي في العراق يبلغ من العمر خمسة عشر عاما بدعوى أنه “مثلي” الجنس.. وبينما يضحك قاتل الطفل ومصوّره في الوقت نفسه، يردد الطفل وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أنه يريد أمّه..
 
والحقيقة أن هذه الجريمة الشنعاء تستفز الإنسان ليكتب عنها.. لكنني ما أن أمسكت قلمي حتى تذكرت أن دفاعي عن هذا الصبي، قد يدفع البعض لاتهامي بأنني مثلي يدافع عن مثليين.. وهذه تهمة جديدة أنا في غنى عنها..
 
ثم خطر لي أن هذا لا يجب أن يحدث بالضرورة.. ومن الممكن أن أقول أنني ضد المثلية قلبا وقالبا.. لكن هذا لا يعني أن يصمت الإنسان على جريمة قتل لصبي بهذه الوحشية.. وأن اللواط -كما السحاق- وإن كان يعد من الفواحش، إلا أنه الابتلاء به ليس رخصة جاهزة للقتل.. خصوصا أن القرآن الكريم أوضح عقوبة الشذوذ الجنسي للنساء وللرجال على التوالي، و بشكل جلي في سورة النساء الآيتين 15,16.. ولا تتضمن أي منهما القتل.. وإن قال شخص ما أن هذه الآيات منسوخة بسورة النور.. قلنا أن سورة النور مختصة بالزنا.. وهذه الآيات مختصة بالمثلية.. فإن قال أن هنالك أحاديث ثابتة تنص على قتل المثليين.. قلنا أن القرآن يحكم على السنة وليس العكس..
 
ثم تذكرت السلفيين.. وكم الهجوم الذي يمكن لهم أن يفتعلوه مع الإنسان إذا ما عارض إحدى أفكارهم.. خصوصا في موضوع كهذا.. فترحّمت على الصبي في خاطري.. ولعنت قاتليه.. وقررت أن لا أكتب عن الأمر شيئا..
– – – – – – – – – – – –
كمّية لا يستهان بها من القلق يمكن إزالتها.. ومساحة هائلة من السعادة يمكن للإنسان أن يخلقها في حياته، إذا ما اقتنع فعلا أن كثيراً من أسئلته، وخصوصا تلك التي تبدأ ب “لماذا”، تكون الإجابة الصحيحة والمنطقية لها أن الأمر لا يعنيه..
 
هموم وضعتها زورا على عاتقك.. تساؤلات افترضت خطأ أنها تهمّك وتؤرّقك.. معارك توهّمت أنك يجب أن تخوضها.. ومقدّمات ونتائج لا تمسّك.. ولربما لو فكّرت فيها بعقل منفتح، لدقيقة واحدة فقط، لاكتشفت أنّها فعلا لا تعنيك.. ولا تؤثر على حياتك، لا من قريب ولا من بعيد.. وأنّ بإمكانك، بالقليل جدا من التجاهل أن تتعايش معها، لأنها حتى لو كانت لا تروقك.. فالأهمّ من ذلك فعلا.. أنّها وبكلّ بساطة.. لا تعنيك..
 
رجل ينوي الزواج من فتاة أنت لا تراها مناسبة.. لا يعنيك.. شاب ينوي إقامة حفل زفاف ضخم إرضاء لعروسه مع أن ظروفه المادية صعبة.. لا يعنيك.. رجل يربي فتياته بطريقة تراها خاطئة.. لا يعنيك.. فتاة قررت أن تسافر لوحدها لتستقر في بلد آخر.. لا يعنيك.. لبس الناس.. أكل الناس.. آراء الناس.. الطريقة التي يعيشون بها حياتهم.. لا تعنيك..
 
في النهاية، لأن تلغي هذه الأسئلة بنفسك.. وتقنع نفسك بهذه الإجابة السحريّة، خير لك ألف مرة من أن يقولها لك الناس..
 
– الأمر فعلا لا يعنيك
– – – – – – – – – – – –
.
اقرأ أيضاً: حكم قويه ومعبره
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !