الرئيسية » خواطر » اقوال وحكم الفلاسفة » حكمة رائعة جدا

حكمة رائعة جدا

بواسطة عبدالرحمن مجدي
973 المشاهدات
أوشو - حكمة الرمال
ولقد كنت فيما مضى كما أنت الآن.. ساخطا ناقما معدما.. أجوب الأرض شرقا وغربا فلا أجد إلا كفاف يومي وسداد رمقي .. فما زلت أشكو ربي إلى خلقه، حتى فتح لي أبواب خزائنه، وأفاض علي من رزقه حتى لأنفق في الليلة الواحدة ما كنت أكدّ عاما لكسبه..
 
ثم طال بي العهد، فرأيت أناسا هم أدنى مني، لكن الله يفتح لهم أبواب الخير.. فترى الأجر يسعى إليه سعيا، ولا يزال يدور بين يديه حتى يناله.. ورأيتني أنظر للمحتاج ويمنعني شح نفسي أن أحسن إليه.. فعلمت أنني إنما حزت من الرزق أدناه، ومن الرضا أقله، ومن البضاعة أزجاها..
 
وعليه يا فتى، فاعلم أن أعظم رزق يعطيك إياه ربك هو أن يفتح لك أبواب الصدقة، فإنه عز وجل يعطي البر و الفاجر، لكنه لا يسوق للبذل إلا من أحبّ..
من رسائل المعلم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين
– – – – – – – – – – – –
سحرة فرعون
 
قصص الإيمان والكفر في القرآن كثيرة.. لكن لعل أغربها فعلا هي قصة سحرة فرعون.. الغريب فيها أن هؤلاء جاؤوا من مدن متعددة.. “وأرسل في المدائن حاشرين”.. لذلك كان من المقبول مثلا لما رأوا معجزة موسى عليه السلام.. أن يكتموا إيمانهم حتى يعودوا لمدنهم.. وهذا شيء متوقع في ظل سلطة وجبروت فرعون.. لكن هذا لم يحدث.. بل الذي حدث.. “ألقي السحرة ساجدين”.. ولنقل أن هذا تصرف عفوي نتيجة وقع المفاجأة.. لكن بعد تهديد فرعون بالقتل والصلب.. كان بإمكانهم أن يتراجعوا ويكتموا إيمانهم.. حرصا على زوجة وولد.. أو على حياتهم نفسها.. لكن هذا لم يحدث “إقض ما أنت قاض..” ثم قتلوا الواحد تلو الآخر دون أن يتراجع أحد..
 
ما سرّ هذا الإيمان الهائل الذي يقع في النفس في لحظة ويكون بهذه القوة؟ إيمان عمره دقائق.. لم تصقله العبادات ولم ترسخه التجارب ولم يدعمه العقل والتفكر.. ومع ذلك يجعلك ترحب بالموت في سبيله.. بل للدقة.. ترحب بالموت في سبيل عدم كتمانه .. وأي موت؟ موت محتوم بتقطيع الأوصال .. ولا مجال فيه للدفاع عن النفس أصلا..
 
اللهم أرزقنا إيمان سحرة فرعون.. أو نصفه.. أو ربعه.. أو معشاره.. أو إقبل منا بضاعتنا المزجاة.. إنك عفو غفور..
 
– إيمان عمره دقائق
– – – – – – – – – – – –
هذا ردي على سؤال أحد الإخوة في موقع آسك.. وأحببت أن أشاركه هنا..
 
###
 
س : اكظم غيظي كل يوم ..تعبت من احترامي للاخرين …قل لي شيئا؟
ج: هذا فهم خاطئ أخي.. الآية تقول “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”
العفو لا يكون إلا عن مقدرة.. ولا يكون عن ضعف.. وبالتالي كظم الغيظ يكون لمن له قدرة على إمضاء غيظه.. وليس للضعيف.. أي أن هذه الآية موجهة لمن هو في موقع سلطة وقدرة على الناس… كالأب أمام أبنائه.. كالمدير مع موظفيه.. كالحاكم مع رعيته.. هذه الآية لهم.. ليست لنا نحن الضعفاء الذين نكظم غيظنا قهرا وضعفا.. ثم نقول هذا دين الله.. ونحن كظمنا وعفونا..
 
لنا نزلت آية أخرى.. “أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا.. وأن الله على نصرهم لقدير.. ” الله يحب من ينتصر لنفسه من الظلمة.. ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. رد الكلمة بالكلمة.. والصفعة بالصفعة والخنجر بالخنجر.. لا تسمح لأحد أبدا أن يقلل من كرامتك ثم تسكت بدافع الأدب.. الموضوع صعب جدا.. أعلم ذلك.. لكن مع التدريب هو شيء ممكن.. ومتى فعلته مرة ستشعر بمقدار هائل من الرضا عن نفسك.. وستسامح نفسك على كل لحظة سكتت فيها على إهانة نفسك وبررت ضعفك بمبررات دينية واهية..
 
كل مرحلة في حياتك ستنتهي.. ولن تعود.. من آذاك في الجامعة لن تعود لتراه مرة أخرى.. فخذ حقك في وقته.. شركتك ستتركها.. ولن ترى الموظفين مرة أخرى.. فخذ حقك في وقته.. أفراد عائلتك قد يسافروا ولا تراهم.. وقد يموتوا.. خذ حقك في وقته.. لأنك إن لم تفعل فستخترق الندامة روحك إلى يوم يبعثون.. سيفنى الشيء الذي خفت عليه أن يضيع بردك.. ويبقى الألم الذي تسبب فيه خوفك..
 
الإسلام يا عزيزي حرر الإنسان من أكثر ما يستعبد الناس في عصرنا الحديث وفي كل العصور.. الخوف من الفقر والخوف من الموت.. حتى في أكثر المجتمعات “حرية” لا يزال هذان الشيئان يستعبدان الناس.. لكن الله قال لك .. أنا أحيي وأميت.. وأنا أعطي وأمنع.. ففيم االذلة خوفا من الفقر والموت؟ وهل حطم مستقبلنا كأمة إلا خوفنا أن نقول للأعور أنت أعور؟ خوفا على أرزاقنا وحياتنا؟
 
لو كان للإسلام إسم آخر.. لكان الحرية والعزة.. وستعود إن شاء الله.. بالوعي ستعود..
– – – – – – – – – – – –
من الأحاديث الرقيقة المروية عن الرسول عليه السلام, حديث قصير لأبي هريرة يقول فيه “ما عاب رسول الله طعاما قط.. إن اشتهاه أكله, وإن كرهه تركه”..
 
طبعا, بغض النظر عن كمية الأدب الجم في هذا التصرف .. لكن السؤال هو.. هل يمكن مد هذا التصرف على استقامته, ليشمل أمورا أخرى غير الطعام؟ هل من الممكن أن نتعامل بنفس الأسلوب مع ما يؤمن به الناس وما لا يؤمنون به؟ مع الأغاني التي لا تعجبنا أو الكتب التي لا تروقنا؟ مع ما يلبسه الناس وما يأكلونه أو يشربونه؟ هل من الممكن أن نشاهد خيارات الناس المختلفة عنا ونمر عليها مرور الكرام؟
 
هل من الممكن اغتيال ضبع الانتقاد هذا ليحل التجاهل المؤدب محله؟
 
– أمنيات العام الجديد
– – – – – – – – – – – –
في عشق الملكة..
 
بعد ما يقرب من عامين من الغياب المرّ.. أيمّم قلبي تجاه سيدة العواصم.. عمّان العشق والهوى… تلك الجنّة التي تركتها قبل خمسة عشر عاماَ في رحلة طويلة لشاب يبحث عن ذاته وقوت يومه.. وإن كانت قد تغيّرت هذه الغانية الآن.. فما لنا فيها لم يتغير.. ما زال لنا فيها وجوه الحبيبات وصدى الضحكات وبقايا الذكريات.. وهذه أشياء لا تسلب..
 
خلال ساعات .. سأكون في مطار الملكة عمّان الدولي في إجازة خاطفة.. أزور فيها قبر أبي.. وآكل من طعام أمي..وأقسم فيها لعمّان أنها أحب بقاع الأرض إلي.. ولولا أن ” أحداث الزمان” أخرجتني منها ما خرجت..
 
بعد الإجازة القصيرة .. ستنشر قصة طويلة (أطول من المعتاد) .. وتحمل عنوان “العروي وابن عبّاد” .. كتبت القصة على شكل مشاهد سينمائية, وتتحدث عن علاقة المثقف بالسلطة عبر سرد حياة صديقين .. كما أنها مبنية بشكل كبير على أحداث حقيقية, نراها ولا نراها كل يوم..
 
حتى ذلك الحين.. لكم مني أيها الرابضون تحت أغطيتكم.. كل الحب والود.. وكل عام وأنتم بخير..
– – – – – – – – – – – –
 
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !