الرئيسية » الحب » الحب الحقيقي » خاطرة عن الحب الحقيقي

خاطرة عن الحب الحقيقي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1558 المشاهدات
كلام عن الحب
هذا السؤال جاء تعقيباً علي إجابتني علي سؤال: كيف تأخذ قرار الإرتباط بأحد أو تقول له بحبك !؟ كيف تتأكد أن هذا الشخص هو من تحبه فعلاً !؟ في هذا المقال ، اقرأ: اسئلة جميلة عن الحب
.
س: مش عارف يا عبوده اقولك ايه بس انت بتتكلم بمثالية صعب تلاقى زيها النظريه شىء والتطبيق شىء اخر كنت بفكر زيك لكن دلوقتى بدأت اشك ف ده واحب اوجه لك اسئله من الواقع …
ازاى حب من غير مقابل !! لازم حب بمقابل حب ..
وازاى حريه كامله وانت بالارتباط دخلت شخص حياتك لازم له حسابات …
غير كده معنى الارتباط هو ان الشخص ده بقي ليا وعايش عشانى وانا له وعايش عشان سعادته ازاى هيبقي له الحريه المطلقه فى فعل اى شيء مهما كان طيب ان كان الحاجه دى ضد ساعتى زى الخيانه او غيرها او مثلا زى الغيره اللى هى بردو من معانى الحب !
 
ج: الواقع لم يخلق لي وأنا لم أخلق من أجل تلبية رغباته ولا أن أعيش تحت قدميه ، إذاً فليذهب الواقع إلي الجحيم .
 
الحب من غير مقابل أو الحب الغير مشروط سيأتي عندما يحب الإنسان قلبه ونفسه بكل حالتها الجيدة والسيئة .. الجميلة والقبيحة ، وعندما يحب الإنسان السماء والسحاب والطيور والطبيعة والهواء ويتغني بحب نفسه وبحب الحياة ، وهذا الأمر مقياسه الوحيد قلب الإنسان نفسه هو من يستطيع أن يخبر الإنسان بذلك بصدق عندما يسمح له الإنسان بالتحدث بحرية وبدون أي قيود وبدون أي حدود.
 
لا يوجد حب بدون مقابل ! ، ولكني أقصد حب بدون مقابل مادي ، وبدقة أكثر أقصد حب بدون مقابل لإرضاء فكر أو مخاوف أو غرور الطرف الآخر. الحرية إن لم تأتي مع الحب فبكل تأكيد لا يوجد أصلاً حب إنما هناك أمراض الناس تطلق عليها حب.
 
عل سبيل المثال: حب الله للإنسان يجب أن يحب الإنسان أخوه الإنسان هكذا سواء كان شريك حياته أو أطفاله أو أي أحد آخر ، وبكل تأكيد الإنسان لن يصل لمرتبة الحب الآلهي ولن يكون إله ، فعندما نقول للإنسان أرحم أو أغفر أو سامح أخوك الإنسان كما يرحمك ويغفر لك ويسامحك الله إن فعل ذلك لن يصل للألوهية وسيصبح إله يسير علي الأرض ، ولكن سيكون أقرب للمنطقة الروحية الأفضل له وللطرف الآخر ، وعندها فقط الحب سيكون مصدر للإرتقاء بروحه نحو السماء لا مصدر للهبوط بروحه إلي قاع الدنيا حيث تعيش قاذورات البشر التي صنعوها بأيديهم ثم يطلقون علي معاناتهم أنها حب.
 
أتحدث عن حب من نوع خاص جداً يسمي الحب الروحي أو قل العشق. أعلم أنه ليس واقعي في حياة ملايين الملايين ، ولكن هؤلاء الذين يطلق عليهم أكثر الناس. السعادة والحرية والحياة أصلاً تعيش خارج نطاق واقعهم. واقعهم يتمثل في التعاسة والسجن بداخل أنفسهم والألم والموت حقيقة قلوبهم.
 
أكثر الناس لديهم الكثيرين ممن يصنعون لهم أفضل الأفكار الواقعية كل يوم وهم يعيشون فيها وأنا لا أريد أن أعيش حياتهم أبداً ، ولا أريد أن أنتمي لواقع حياتهم أبداً. أكثر الناس تمثل دور الأحياء وتكذب علي أنفسها وحقيقتهم أنهم أرواح محتضرة تنتظر الموت وأجساد متألمة تنتظر أيضاً الموت ! .. هم أموات ولكن لم يتم دفنهم بعد.
 
هذه الصفحة وكل ما أكتبه هنا وكل ما سأنشره في المستقبل في كتبي لا أوجهه للناس المحبة للواقع بل لأصنع به واقع جديد سيكون واقع حياتي الطبيعي وروتين حياتي اليومي. ما أكتبه أوجهه فقط لمن يتفكر ويعقل ويريد أن يصنع واقع حياته الخاص بقلبه لا من يريد أن يعيش في واقع القطيع العريض من مجتمعه ويطلق علي نفسه إنسان ويطلق علي معاناته حياة .. !
 
آخر تعقيب علي هذه الجملة ( معنى الارتباط هو ان الشخص ده بقي ليا وعايش عشانى وانا له وعايش عشان سعادته ازاى هيبقي له الحريه المطلقه ) ، مع أن الموضوع كبير والرد طويل ولكن ببساطة:
 
– معنى الإرتباط أي المشاركة لا الإمتلاك .. الحرية لا الإستعباد ؛ لأنك سترتبط بإنسان آخر حي له روح لا بسيارة! ، لا يعني الإرتباط بشخص ما أن هذا الشخص أصبح ملكي ويعيش من أجل سعادتي التي تتمثل في إرضاء غروري الشخصي ( كأنه عبد لي أو مجرد سيارة أمتلكها ! ) ، فالإرتباط بشخص ما يعني أن هذا الشخص أصبح عضو في حياتي اليومية فهو يشاركني سعادتي وحزني وأنا كذلك أشاركه سعادته وحزنه ، ويشاركني نجاحي وفشلي وأنا كذلك أشاركه نجاحه وفشله. أي بكامل إرادته وحريته وحبه وروحه .. نبضات قلبه تشاركني تفاصيل حياتي وأنا كذلك نبضات قلبي تشاركه تفاصيل حياته ، وهنا تقع قمة السعادة والحرية النفسية والنشوة الروحية المفعمة بالحب وبداخلها تقع الحياة المثالية التي يرغب قلب الإنسان أن يحيا بداخلها .
 
أما فكرة أن الطرف الآخر يجب أن يعيش من أجل إرضاء غروري الفكري فالأفضل أن تبحث عن كلب وتقيده من رقبته ربما يخضع لك وتستطيع ترويضه ، وتذكر جيداً أنك لم تستطع ترويض الحياة وتسير الحياة وفقاً لغرورك الفكري سواء الموروث من أبواك أو الذي أنتجته أنت بنفسك وأضفته علي موروثاتك الفكرية ، وكذلك نفس الأمر مع الإنسان الذي ترتبط به لن تستطيع أن تسيره وفقاً لغرورك وإن تمسكت بغرورك وقدسته وأعليت مكاناته فوق مكانة الحب والحرية والسعادة التي تجمع بينكما ، فالنتيجة الوحيدة الأكيدة هي أن الآلام والمعاناة والبغضاء ستكون عنوان العلاقة بينكما .
 
ولو تفكر الكثير العرب قليلاً وخصوصاً الرجال بعد أن قيدوا المرأة وأستعبدوها في الحياة بإسم الله ! ، فالآن هم يعيشون قمة التعاسة مع المرأة العربية وبداخلهم آماني فارغة كثيرة تجعل ألسنتهم تلهس أمام المرأة الغربية ويتمنون بأن تصبح نساء العرب مثل النساء الآخرى الغير عربية. مع العلم بالنسبة للمظهر حقيقة لا يوجد إختلاف كبير بين العرب والغرب فكلاهما يحملون كل أنواع البشر أصحاب البشر السوداء والسمراء والبيضاء ولكن ما يجذبهم إلي المرأة الغربية روحها .. سحر روحها الحرة الحية ..
.
إستعباد الإنسان أي سلب روحه منه وعندما تسلب الروح من الإنسان فمهما كان الإنسان جميل من الداخل ومن الخارج فلن ترى أي جمال بداخله فهو سيصبح ميت بلا روح كالوردة الذابلة الميتة ، وأنت مع القليل من الوقت ستلقيه جانباً كما تفعل بالوردة الذابلة وتمضى في حياتك بحثاً عن وردة آخرى حية تشعرك بالحياة .
 
فجمال الوردة في روحها لا في ورقها ! ، وكذلك جمال المرأة في روحها وليس في جسدها ، وعندما تنزع منها الحرية فأنت تنزع منها روحها ومع الوقت تذبل الحياة بداخلها وتموت وتصبح قبيحة المنظر ؛ لأن أصحاب الأرواح الميتة غير صالحون للحياة فمكانهم ليس فوق الأرض بل تحت التراب .
 
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !