الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » خواطر حزينة جدا تبكي

خواطر حزينة جدا تبكي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2090 المشاهدات
اشتقت لك حبيبتي خواطر
واعلم يا فتى أنّ أنين المريض وإن طال، فإنه يسلم صاحبه إلى النوم في نهاية الأمر.. ويطغى تعب الجسد على جوع البطن، فينام الجائع .. ولا يزال العاشق يتقلب من جنب إلى جنب.. ومن طيف إلى طيف حتّى يغلبه النعاس…
 
أما المظلوم فَأَنَّى له أن ينام؟ من يُطفئ النار التي في داخله؟ من يقتل الأسئلة؟
 
من رسائل المعلم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين
– – – – – – – – – –
الليل والنهار
 
كل شيء في النهار مصمم لخداعك.. كل شيء يدفعك لتعتقد زورا بأنك إنسان كامل.. تجلس في المقهى فتأخذ كرسيا كاملا لوحدك.. ويحضر لك النادل كوبا كاملا من القهوة.. وقطعة كاملة من البسكويت.. تصعد في الحافلة فتحتلّ مقعدا كاملا.. ثم تدخل مقرّ الشركة فتجلس إلى مكتب كامل وحدك.. ولَك هاتفك وجهازك الخاصيّن.. كل شيء يتآمر ضدّك ليعطيك الإحساس بأنك كلّ متكامل ومستقلّ..
 
وحده الليل يكشف لك الحقيقة.. حقيقة أنك لست أكثر من نصف إنسان .. وحده الليل من يشاهد تلك اللحظات الثقيلة والكثيفة التي تئن فيها روحك بحثا عن نصفك الآخر.. وحده من يخبرك أن كل إنجازاتك هشة وبائسة و باهتة وباردة ومعدومة القيمة.. وحده من يشاهدك تتقلب في سريرك مصارعا تلك الحاجة الهائلة للالتحام بنصف آخر.. متمنيا أن تمسك بيديه.. تسمع صدى اسمك من شفتيه.. أو ترى انعكاس عينيك في عينيه..
 
وحده الليل من يخبرك أن هذه الحياة معركة.. ولا يمكن لجندي بذراع واحدة وساق واحدة وعين واحدة أن ينتصر.. ثم تنام.. هربا من كلامه القاسي ومن سياط دقّات الساعة.. وتستيقظ.. ليخدعك النهار مرّة أخرى!
– – – – – – – – – –
وليل كموج البحر..
 
لقد شاهدت وقرأت وسمعت عن الكثير من أعمال الخير في حياتي.. لكنني شخصيا لم أر فعل خير أكبر من تأخذ بيد إنسان وتخرجه من ضيقه وحزنه..
 
ما يبدو لك مفهوما وبديهيا ومعلوما بالضرورة هو ملغز ومحيّر ومؤلم للبعض الآخر.. وما يبدو لك تافها وبسيطا ولا يستحق.. هُو همّ كبير ومحزن للآخرين.. والمحطّات التي قطعتها أنت بسلاسة ويسر.. قد يعلق البعض فيها سنين عديدة.. وكل يرى الأمور بعين تجربته..
 
صدق نيّة واستعداد للاستماع وبعض الكلمات الطيبة والواعية ، هي كل ما تحتاجه لفعل الخير هذا.. لكن المقابل يكون عظيما جدا.. أن تشفي صدر إنسان مما يحيك فيه وأن ترفع همّه عنه، هو شيء دائم ولا يقدّر بثمن.. وخصوصا تجاه أولئك الذين لا زالوا في مقتبل حياتهم.. ويتحسسون خطاهم في هذا العالم الوعر..
 
ولإدراك شرف هذا الفعل، يكفيك أن تعرف أن الله نفسه قام بهذا تجاه أنبيائه.. وهم من هم.. و هنالك آيات كثيرة ، بل وسور حتى، نزلت في القرآن الكريم لسبب واحد فقط.. وهو رفع الحزن عن قلب النبي عليه الصلاة والسلام..
 
حتى لو كنت غارقا في أحزانك.. حاول أن تنتشل الآخرين
– – – – – – – – – –
الملاحظات الجارحة التي تطلقونها على أشكال الناس وتعتبرونها نكاتا مضحكة وتزجية للوقت.. لا تختفي في الهواء.. ولن تختفي.. إنها تذهب عميقا في أرواحهم.. إلى حيث لا يمكن لأحد انتزاعها.. ولا فهم الأذى الذي تتسبب به.. لكنهم – أي أولئك الناس- سيمضون حياتهم في وهم الصغار والضعة وانعدام الثقة بالنفس بسبب تلك الملاحظات.. ولقد يبذل الواحد منهم جل ما يملك ليحاول تأكيد ذاته مرة أخرى.. وانتزاع ذلك السم من دمه.. لكن بدون جدوى..
 
ومرة أخرى.. فإن تلك الملاحظات الجارحة لن تبقى في صدره أو صدرها إلى الأبد.. ستخرج عند الموت.. وتنتظركم يوم الحساب الأكبر.. لكنها – حينئذ – لن تكون ملاحظات جارحة أبدا.. بل خوازيق عملاقة.. تدخل من أفواهكم وتخرج من أقفيتكم.. في متوالية لا يعلم مداها إلا الله.. ولا يوقفها إلا عندما يهدأ غضب المنتقم الجبار.. وانتظروا.. إني معكم من المنتظرين..
– – – – – – – – – –
ومضة من حياتي ..
 
ذات ليلة رأيت فيما يرى النائم أنني أقود سيارة مسرعة جدا.. وكلّما حاولت إيقافها ازدادت سرعة.. حتى حدث المحظور وسقطت سيارتي من فوق جسر.. ثم رأيتني في بيتي.. وكانت زوجتي تبكي علي بكاء مُرًّا .. وحولها بعض النسوة اللواتي يحاولن التخفيف عنها.. حاولت أن أصرخ لأقول لها أنني هنا.. فلم تسمعني أو تراني.. فأيقنت أنني قد متّ.. وبدأت أتحرك في بيتي الذي بدا غريبا عليّ.. لكن حركتي لم تكن كحركة الناس.. أي بخطوات.. لكن مجرد انتقال سلس.. وكلّما دخلت غرفة من الغرف رأيت أناسا يبكون.. فبلغ مني الضيق مبلغه..
 
ثم حدث أن استيقظت.. وأنا أرتجف من الرعب.. وبعد أن هدأت.. بدأت أتحسس جسمي وأحمد الله أنني لم أمت وأن ذلك لم يكن سوى كابوس مرعب.. فقمت من سريري لأخبر زوجتي بذلك.. لكنني ما إن وصلت باب الغرفة حتى لاحت مني التفاتة نحو المرآة.. لأجد أن وجهي بلا جلد أبدا.. عظم فقط.. وتجويف عيني فارغ تماما.. مجرد فراغين سوداوين..
 
وهذا الحلم المركّب هو لعمري أغرب ما رأيت في منامي..
 
وتصبحون على خير
– قصة حقيقية
– – – – – – – – – –
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !