الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » خواطر حنين ليلة شتاء

خواطر حنين ليلة شتاء

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1989 المشاهدات
خواطر حنين ليلة شتاء
لماذا يُشعل الشتاء الحنين بدواخلنا دائماً !؟
ربما أمام برودة الخارج يشعر الإنسان كم هو وحيد ..
كم يحتاج لمن يُدفئ صقيع روحه ؛ ليحميه من البرودة ..
تلك البرودة التي يشعر بها في كل فصول السنة !؟
ولكنها في الشتاء تزداد بقوة وبعمق لا نفهمه حقاً ..
 
ربما لأنه في الشتاء تكون البرودة من الداخل والخارج !!
يحتوينا الصقيع من الخارج ، وينفجر من الداخل ..
فننهار أمام الحنين .. ليس إنهيار المهزوم ..
فنحن لم نحارب ، بل إنهيار فيه رقة الجنين أمام ثدي أمه ..
إنهيار يحمل معنى جمال ضعفنا ومشاعرنا الرقيقة
 
تلك التي تُذكرنا دوماً أننا مازلنا أطفال لسنا حجارة ..
مازلنا نمتلك بدواخلنا أشياء جميلة ورقيقة ..
الحنين .. صقيع أرواحنا .. الدموع ..
كل ذلك يُخبرنا كم هي جميلة ورقيقة قلوبنا
 
حينما تضطر أن تمسك أيدينا بعضها الآخر بقوة ..
حينما نحتضن أنفسنا بكثرة من شدة البردوة ..
حينما ينقبض كف أيدينا كالجنين حديث الولادة ..
حينما نلمس كل جزء فينا ونتحسسه بأيدينا وبأعيننا ..
لإزاحة قسوة البرودة عنه .. تلك التي لن تقتلنا حتماً ..
ولكنها قاسية تجعلنا نشعر بالغربة ، ولا نعلم لماذا ؟!
 
الشتاء أكثر فصل نحتضن فيه كل جزء فينا بقوة ..
لذلك ينفجر كل هذا الجمال والحنين فينا ..
كما لم يحدث في أي فصل آخر ..
 
البرودة حينما تأتي من الخارج أيضاً ..
تجعل الحنين فينا ينفجر بقوة أكثر ..
لأنها تكشف وتُعري دواخلنا تماماً ..
تلك التي دائماً تشعر بالبرد ..
حتى في فصل الصيف ..
حيث الحرارة الشديدة ..
والعرق يتساقط منا ..
هناك دائماً شيئاً ما عميق في دواخلنا ..
يحتاج لحضن ؛ لأنه يشعر بالبرودة القاسية ..
دائماً هناك نقطة عميقة فينا .. قد نطلق عليها أرواحنا ..
تشعر بالصقيع ، ولا يُذهب هذا الصقيع عنها سوى الحب
 
فروح الإنسان دائماً تجوع لهذا الحضن السحري ..
الذي يلمس الجسد فيه الجسد .. بينما الروح بالداخل ..
تدفئ .. يهدأ الإضطراب فيها .. تطمئن وتسكن وتآمن الحياة ..
وبعدها حتى إن غاب الجسد ، لا تشعر الروح بالصقيع أبداً ..
فالحضن الأول كافي ليُبدد الصقيع تماماً وللأبد ..
طالما الروح تؤمن وتشعر أن هذه الروح حية في مكاناً ما ..
 
– كم هي قاسية البرودة التي يشعرها الإنسان حينما لا يجد من يحضنه!
 
* * * * * * * * * * * * *
 
من أيام قليلة كنت أسير مع صديقي وأحدثه أنني مشوش هذه الأيام
لا أعلم!، قد يأتي إلي هجرة للدنمارك أو ألمانيا أو ..
ولا أخاف من الغربة بقدر أن أخاف أن لا أجدها ..
يمكنني أن أقوم بتأجيل السفر لـ 3 أو 4 أو 5 سنوات فقط لأجلها ..
إن كانت تعيش هنا في مصر .. قال لي وأصدقائك ! ..
لماذا لم تقل أصدقائك أو صديق واحد قريب منك ( مثل: اسلام ) !
 
قلت له: لماذا تقارن علاقة الصداقة بهذه العلاقة !؟
لا يصح المقارنة .. هذا شئ وهذا شئ آخر تماماً ..
 
قال: أليس من الممكن أن تأجل سفرك لأجل أصدقائك !؟
قلت: نعم ممكن أن أجل إن كانوا في حاجة لي فعلاً !
ولكنها تحتاجني حقاً ، وأنا في أمس الحاجة لها ..
 
سأخبرك عن شئ سقط من السماء على قلبي ..
ذات مرة كنت أتحدث لها بعدما فاض الحب بداخلي ..
شئ لم أقرأه لأي أحد أو أقتبسه من عربي أو أجنبي ..
وهو عندما خلقنا الله .. خلقنا نتيجة تفاعل حيوان منوي وبويضة ..
تكون الجنين الذي كان بحاجة لرحم .. فعشنا في رحم أمهاتنا 9 أشهر ..
ثم بعد ذلك كنا في حاجة لثدي أمهاتنا لنحيا .. وكذلك أبائنا ..
 
بينما عندما خلق الله آدم شاباً هل خلق له أم أو أب !؟ ..
هل خلق له أخ أو أخت !؟ .. هل خلق له صديق !؟ ..
لماذا خلق له حواء !؟ .. لأنه في حاجة لها كحاجة الجنين للرحم!
لا يصح أن تقارن حب الجنين لرحم أمه بحب أخواته أو حب أباه ..
هو لا يكرهه أباه ولا يصح أن نقارن .. هو الآن بحاجة لرحم أمه ..
بحاجة عميقة وحميمية للغاية .. حاجة كالهواء والطعام والشراب لك الآن!
لا يصح أن نقارن حاجتك أو حبك للهواء والطعام والشراب بحبك لي كصديق!
 
فصمت ، وابتسم !
وأنا تذكرتك وابتسمت ..
وفي داخلي شعور بالغربة ..
ولا أملك سوى أن أنادي عليكِ في كهف داخلي ..
حقاً وحشتيني لدرجة أنني أتنفسك وقلبي ينبضك ..
ويتردد صدى صوتي بداخلي: وحشتيني .. وحشتيني ..
 
مازلت أحاول فهم حبك !؟ أهميته ؟ .. حقيقته ؟ ..
لماذا زرعه الله بداخلي بهذا العمق ؟ …
ولما أنا أتألم أحياناً ؟ ، ولماذا الألم معه جميل !؟
والدموع في طريقه عذبة !؟
ولماذا ولماذا؟ .. أتمنى أن يكفى عمري لفهم هذا ..
والأهم أن أعيش فيه أكثر وأكثر وأكثر ..
 
مازلت أرتجف أمام غزوات حبك لقلبي ..
مازلت أستسلم وأُسلم أمامكِ تماماً ..
مازلت أحبك .. مازلت على قيد الحياة ..
 
حبيبتي، الحنين هو صوتكِ بداخلي ..
الذي يجعلني أنفجر وأفيض حباً ..
صوتك الذي يُنادي للصلاة ..
لتلك الصلاة المقدسة ..
التي أسمها حبك
 
حينما يسمع قلبي صوتك يبكي أحياناً ..
وحينما يبكي قلبي ليس أمام عيني سوى الأتباع ..
وأحياناً لا يبكي قلبي بل يفرح ويرقص حينما يسمعك ..
ولكنه في كل الحالات حينما يسمع صوتك ، يخشع
 
حبيبتي، من غرائب وطرائف الحنين أنكِ قد تجدين نفسكِ تنظرين ..
لا ليس مجرد نظر بل هو تأمل عميق لأشياء مختلفة ..
تأمل لا معنى له ولا تستطيعين تفسيره ؛ فتبكي !
 
وعندما أحن لكِ أشعر كأنني في خلوة معكِ ..
لا أرغب في أن يدخل علي أو يكلمني أي أحد ..
وعندما يكلمني أو يقاطعني أحد .. أغضب ..
لأنني أشعر كأنني نزلت من السماء للأرض !
 
حبيبتي، ربما أنتهت خواطري لكِ اليوم ..
ولكن حتماً لم تكتمل حتى نقرأها سوياً ونضحك ..
وربما نجمعها كلها في كتاب واحد ليقرأها أطفالنا ..
ليعلموا أنهم أبناء حب كبير جداً قبل أن يكونوا أبناء جنس ..
فالجنس مجرد وسيلة ؛ إنما البداية والنهاية والطريق كان الحب
 
أهديكِ هذه الأغنية الرقيقة والمؤلمة التي تجعل القلب يئن ويحن ..
أتمنى من الله أن أسمعها معكِ يوماً ونحن نقرأ هذه الكلمات ..
وأنتي بداخل حضن يداي ، وتحتويكي أجنحة قلبي 
 
– هذا كل ما أملك الآن وكل ما لدي ، أحبك
.

.
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !