الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » سبيل الله وسبيل الشيطان – احمد عمارة

سبيل الله وسبيل الشيطان – احمد عمارة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1501 المشاهدات
سبيل الله وسبيل الشيطان - احمد عمارة

يبرز عباد الموروث دوما في الظروف الممتعة والمفرحة والسعيدة ناشرين الطاقة السلبية وهم يجاهدون دوما في سبيل الشيطان ويتركون سبيل الله وهم يظنون أنهم مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون .
.
سبيل الشيطان : الحزن ، الألم ، الفقر ، السخرية ، السب ، الشتم ، التدخل في النيات ، الفضح ، الأحكام والتصنيفات
سبيل الله : لاخوف ولا حزن ، حياة طيبة ، غنى ، رقي ، أخلاق ، الستر ، لا حكم على شخص لأن الحكم لله
.
يقول الله : أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
ويقول لهم موروثوهم : أن الكفار هم الذين يكفرون بالله فقط ، لكن لم ينبهوهم أن من يكفر بآيات قرآنية يقع عليه في الدنيا عقوبة الكفار ودائما يكونون في خزي لعشرات السنين وهم لا يدرون ولا ينتبهون .
.
يقول الله أن من ينفذ أوامره في كتابه هو يقاتل في سبيل الله ومن يكفر ببعض الآيات في كتابه هو يقاتل في سبيل الطاغوت .
(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ)
.
الذي يقاتل في سبيل الله تجده : راقيا ، سعيدا ، مستمتعا ، غنيا ، خلوقا ، يدعو للتقدم والرقي ويسعى للتطور والتحسن أيا كان الأشخاص والصور
الذي يقاتل في سبيل الطاغوت تجده : ساخرا ، حزينا ، ناشرا للألم ، فقيرا ، ألفاظه قذرة ، يدعو للانتصار للأشخاص ويظن أنه الأفضل دائما لذا يحارب من أجل السلطة لأن الشيطان أقنعه أنه هو الأفضل وأن غيره الأسوأ وأن لا خير إلا ما يفعله هو فقط .
.
لهذا أمرنا الله أن ننظر في الأرض لكي نرى عقابه لمن يعبد الموروث والطاغوت ، ستجدهم دائما في معاناة وفقر وضيق وآلام وتشتيت كي نحذر وننتبه منهم :
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) ولقد أمرنا الله بالنظر إليهم لأنهم سيكونون في معاناة دائما طوال سنين حياتهم .
.
وبالطبع سيتهمون من يجعله الله يعيش في جنة الدنيا بأنه مخطئ وأنه مغيب ‏‎:) لأنهم اقتنعوا بسبب موروثهم أن العذاب هو الصحيح وأنه ابتلاء من عند الله ليختبرهم ‏‎:) مع أن الله وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات الرزق والسعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة .
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
لكنهم كذبوا كلام الله وآمنوا بكلام آبائهم بأن المؤمن مصاب وحياته ابتلاءات سلبية من الله وعليه فقط الصبر والاحتساب ، فأخذهم الله بما كانوا يكسبون بسبب هذا الطاغوت الذي يعبدونه من دون الله.
.
ولهذا فصل الله الأوامر والنواهي واضحة لكي نتبين الفرق بين سبيل الله وسبيل المجرمين ، وأمرنا أن نتركهم ونترك ما يعبدون من دون الله لأنهم في الغالب يعبدون الآباء والاجداد والشيطان وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
.
لذا تجد ظروفهم دائما جحيم ، ومشاكل وضغوط وقيود وفقر ، ويقول لهم آباؤهم (اصبروا ولكم جنة الآخرة) فيزينون لهم أعمالهم ويظنون أنهم في النهاية لهم الجنة !!
(وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ * قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
.
.
تأملوا هذه الأمثلة بهدوء لتتبين سبيل الله وسبيل المجرمين :
.
يأمرنا الله بالقتال ومعناه بذل الجهد الشديد وتركيز النفس للوصول إلى سبل الله (العلم – النفع – السلام – الهداية – الإبداع) وغيرها كالطالب الذي يقاتل ليحصل على أعلى الدرجات ، والزوجة التي تقاتل لكي تسعد زوجها وأولادها ، والأب الذي يقاتل ليعيش أولاده في نعيم .
بينما شوه الموروث المعنى وحصره في الدم والسير في سبيل الشيطان (الجهل والتمسك بعادات الجاهلية – الضر – الحرب – الضلال – التخلف والبقاء في آخر ركب الأمم) وفسر القتال بمسك السيوف والرشاشات والنار لنشر البلطجة باسم الدين والاعتداء على حرمات الناس وحرمات أوطانهم باسم نشر الدين ونشر الإسلام .
.
يقول الله : ولا تهنوا ولا تحزنوا
ويقول لهم موروثوهم : أظهروا الحزن وانشروا صور الحزن بين الناس
فيعصون الله ويطيعون موروثهم
.
يقول لهم للحزانا : لا تحزن إن الله معنا ، بل يأمرنا أن نقول ذلك لكل حزين كي ننتشله من حزنه
ويقول لهم موروثهم : لا تظهر الفرح لأنك بهذا تؤذي الحزين ، لازم تحس بالحزين وتعيش معاه الحزن وتكون حزين زيه لكي لا تؤثر على نفسيته !!
.
يقول الله : عليكم أنفسكم —- ليس عليك هداهم
يقول لهم موروثهم : ركز على الناس ، انتقدهم ، تهكم عليهم ، تتبع ذلاتهم وأخطائهم
.
يقول الله : إن حسابهم إلا على ربي — ثم إن علينا حسابهم — ما عليك من حسابهم من شيء
يقول لهم موروثوهم : لازم أحاسبهم ، لازم أفضحهم ، لازم أعلمهم الأدب
.
يقول الله : واذكر ربك إذا نسيت
يقول لهم موروثوهم : اذكر النبي إذا نسيت
.
يقول الله : وإن تولوا فما عليك إلا البلاغ — وما أرسلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل — وما أرسلوا عليهم حافظين
يقول لهم موروثوهم : لو تولوا افضحوهم ، اضغطوا عليهم ، حرضوا الناس عليهم ، انشروا الفضائح ، انتوا حافظين الدين وانتوا حماة الدين ، لازم تجبروا الناس على تطبيقه .
.
يقول الله : ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى
يقول لهم موروثوهم : طالما بينك وبينه مشكلة ، اطمس أفعاله ، حقر منها ، لو شفت شيء إيجابي تفه منه وشوهه ولا نكن عادلا أبدا . بل واتهم من يكون عادلا بأنه يناصر الظلم والفساد وأنه يوالي الطغاة وانشر الفتنة والأحكام بين الناس .
.
يقول الله : ود كثير من أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره . (أمرنا بالعفو عن من يريد أن يجعلنا كفار)
ويقول الله : فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم .
ويقول لهم موروثهم : لن ننسى ، سنعقد ذكرى للحزن ، ونتذكر أيام الحزن كل عام كي لا نعف ولا ننسى ولا نصفح ، فيعيشون في الجحيم والغل واستمرار الطاقات السلبية فتجذب المصائب تباعا لحياتهم المستقبلية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ولا يغفر الله لهم ذنوبهم ويصيبهم جزاءها في الدنيا أولا بأول .
.
يقول الله : اوفوا بعهدي أوف بعدكم — وألوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا – إن المتقين في جنات وعيون – إن الأبرار لفي نعيم
يقول الموروث : هذه في الآخرة وليس في الدنيا ، وإنما في الدنيا من يعبد الله يعيش في جحيم واللي يمشي في الحلال رزقه قليل يا حرام ، لكن اللي رزقه كثير يبقى أكيد ماشي في الحرام وماشي غلط !! فانقلبت في عقولهم الموازين ووقعوا في صدام عقلي رهيب يوقع بعضهم في آلام نفسية لا يدركها غير المتخصصين .
.
يقول الله : بل الإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره (أيا كانت الأعذار ، سوف تحاسب على الأفعال ، لأن الخطأ خطأ مهما كانت نيته ففي الدين الغاية لا تبرر الوسيلة)
يقول الشيطان : عادي ، انت نيتك خير ، اعمل كل نواهي الله في القرآن لأن العلماء حللوها وقننوها وبرروها (وكأن الآباء والاجداد هم الذين سيحاسبونك يوم القيامة) ويتناسون هذه الآية (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول * ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا)
دائما الشيطان يزين لهم الأفعال السيئة ليروها حسنة (أفمن زين له سوء عمله ليراه حسنا)
.
من يسير في سبيل الله : يعلم أن الدنيا فيها الخير والشر على الدوام ، فيركز على الخير ، ويضخمه ويسعد الناس به ، يسعى ناشرا للسعادة والتفاؤل والخير . أيام حزنه أقل بكثير من أيام فرحه ، يركز على السعادة والراحة ويحصل على مزيد منها يوميا وشهريا وسنويا .
.
من يسير في سبيل الشيطان : يريد الدنيا كاملة ، يعيش بالكمالية ، لو وجد شر ينسى كل الخير ويركز فقط على الشر ، يضخمه ويهوله ، ويذكر الناس به على الدوام ، بل لو لم يجد شرا في دولته يركزعلى مصائب دول أخرى ، لأنه اعتاد على الحزن والألم ولا يستطيع الفرح أبدا ، أيام حزنه أكثر بكثير من أيام فرحه ، وكلما حدث شيء مفرح قال (كيف أفرح وقد حدث كذا وكذا) ، هو دائما عنده كذا وكذا لذا لا يفرح إلا نادرا ويكون فرحه مبتورا ويجذب من هذه المصائب ما لا يتخيل يوميا وشهريا وسنويا .
.
في النهاية :
ستجد من يسير في سبيل الله : حياته روقان ، جنة ، تيسير لليسرى ، غنى ، هدوء ، سكينة وسلام داخلي
وستجد من يسير في سبيل الشيطان : حياته ضغطة ، جحيم ، تيسير للعسرى ، فقر ، توتر ، آلام وذل ونار داخلية وغيظ (وفي الغالب سيتهمون من بالأعلى بأنهم يميعون الدين ، ويميعون الحق ، لأن الدين عندهم دين الموروث والطاغوت وليس دين الله)
.
انظر إلى حياتك الحالية ، والنتائج الحالية الحقيقية في حياتك لتكون لك ترمومتر تعرف بيه هل أنت تسير في سبيل الله أم سبيل الطاغوت والشيطان ، سر في سبيل الله واترك من يتهمك ويتدخل في نيتك فهم في الجحيم مساكين يعانون ويبطفئون نارهم باتهام غيرهم .. أنت السبب .. اختر

تسريبة للأحبة من كورس (قوانين الاستحقاق) ، إذ أن كل نتيجة في حياتك هي استحقاق فعل من أفعالك ، ولو عرفت قوانين الاستحقاق تعرف كيف تستحق الجنة في الدنيا قبل الآخرة .
اقرأ: تقف مشاعر عدم الإستحقاق عائقا بينك وبين ما تريد الوصول إليه

س: بس عندي سؤال ما المقصود بيقول لهم موروثهم واذكر النبي اذا نسيت ؟؟؟ لو سمحت يا دكتور تاخدني على قد عقلي بصراحه ما فهمت كيف بيذكرو النبي اذا نسيو ؟؟؟

لما ينسى بيقول (اللهم صلى على النبي) 🙂 ولا يذكر الله لأنه تعود في الموروث على ذلك ، الصح أن يذكر الله ، يقول مثلا (لا إله إلا الله) (سبحان الله) (الله أكبر) يتذكر عظمة الله ويعلم أن الشيطان هو الذي ينسي ، فبتذكره لقوة الله وعظمته يتلاشى تأثير الشيطان فتعود الذاكرة له .هي شيء يراه الناس بسيط لكن وضعته لأبين كيف يتشكل تفكيرنا بالموروث وليس بأوامر الله
الموروث كل ما جاء عن شخص من الماضي غير الإله ، كل ما توارثناه ، فيه الخطأ والصواب ، من يعبد الله ينقح قبل أن ينفذ ، ومن يعبد الموروث يتشنج ويأخذه كله باعتبارهم لا يخطئون (يأكلون التراث أكلا لما) .

س: اللهم صلى على النبى ده نوع من انواع ذكر الله حتى انه تبع اذكار الصباح والمساء

ج: ذكر الله ليس معه أي شريك !! ذكر الله يعني تذكر قوة الله وعظمته وقدرته ، الدعاء دعاء وليس ذكر . انسي تسمية الموروث لها (أذكار) .
ولذكر الله أكبر لو كانوا يعلمون ، ذكر الله ينهى عن الفحشاء والمنكر أكبر من الصلاة .

س: دكتور احمد اليس الحزن مثلا عارض ياتي للانسان بسبب حدث معين فهل المقصود ان لو جاء موقف لا احزن اصلا ام يكون الحزن لدقائق ثم ينتهي

ج: أن يصيبك الحزن ، لساعات قليلة هذا شيء طبيعي ، لكن إن تعدى الثلاثة أيام يعتبر مخالفة شرعية رهيبة وسير في سبيل الشيطان . وكلما كان الحزن أكثر كلما أشار إلى نسبة شرك أكبر مع الله ، وكلما كان ترمومترا يبين انخداع الإنسان بزينة الحياة الدنيا (المال والبنون) ، لذا يكون عذابه وألمه أكبر دائما

س: دكتور احمد يعنى حضرتك تقصد ان الحزن والالم والضيق والقلق كل ده عادي يصيب الانسان لكن المهم انه يتعداه ولكن يدكتور هل يشمل كل المواقف ولا المواقف الشيديده فقط

ج: بحسب مرحلتك في الوعي ، عندما تصل لأعلى درجات الوعي ممكن تذبح ابنك بلا حزن وهذا ما وصل له سيدنا ابراهيم بسبب الحنيفية ولهذا امر الله سيدنا محمد أن يتبع ملة إبراهيم حنيفا . وبعد أن اتبعها تدرج في الوعي وتدرج نزول القرآن عليه حتى وصل إلى أعلى درجاته .

الوعي درجات ، لذا أنا تحدثت على أعلى درجة ، مش دائما إيجابي لكنه ممكن يحزن في السنة مرة أو مرتين 🙂

احمد عمارة

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !