الرئيسية » الذات » كيف تغير حياتك » علاج الخوف والقلق – الحب والخوف

علاج الخوف والقلق – الحب والخوف

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1122 المشاهدات
علاج الخوف والقلق - الحب والخوف

المشكلة الأكبر علي الكوكب الآن هي الخوف ، إنها مشكلة منذ زمن طويل لكنها أصبحت مشكلة كبيرة الآن ، انها تتزايد كل يوم ، وأصبحت تسبب خللاً في كل شيء

كل شيء نفكر فيه ونفعله وكل القرارات التي نتخذها ، كل ردود أفعالنا وتصرفاتنا ، كل شيء نفعله يمكنه أن يأتي عبر مكانين فقط : أما أن تأتي عبر الحب أو عبر الخوف .

مراقبتي للحياة تظهر أن معظم الناس .. معظم الوقت وأنا أيضاً لا أعفي نفسي من هذا تاتي ردود أفعال كثيرة منا عبر الخوف ، أذن علينا أن ننظر لخوفنا ، لنعرف ما هو الخوف ؟ من ما نخاف ؟ وما هو تأثير الخوف علي الاختيارات والقرارات لدينا ، والتي جعلنا أنفسنا مسؤولين عنها .

هذا هو النوع الأول من الخوف ، وهو الخوف من تحمل المسؤولية ، الخوف من وضع أنفسنا في موقع ما لتحمل المسؤولية عما نصنعه ، أذن الخوف هو الجهة الأولي للتجارب الإنسانية ، وعلينا أن نعمل بجد للتخلص من هذا او بمعني أفضل كي نغير الخوف ، حين تحول الخوف .. ستحول العالم بأسره .

لنأخذ نظرة إلي الأشياء التي نخاف منها ، أولاً كما راقبت نحن نخاف من الحياة ذاتها ، والأشياء التي تحدث في الحياة ، نحن نخاف من الحياة لأننا نخاف من الموت ،، ذكرت في كتاب ” حوارات مع الرب ” أن الخوف كله في النهاية ، هو خوف من الموت ،، إن لم تخف من الموت ، لن تخف من الحياة.

لكن ، كيف يمكنك ألا تخاف من الموت ؟ .. يمكنك ألا تخاف من الموت إذا تفهمت ما هو الموت حقاً وكنتيجة لهذا الفهم ستفهم ما هي الحياة .. الكتاب الرائع ” منزل مع الرب” يشرح هذا بتفاصيل رائعة حقاً ، يتحدث عن لحظة الموت ، وعملية الموت نفسها وأسباب تجربتنا الحياتية علي هذا الكوكب .. انصح أي شخص يود معرفة المزيد عن هذا الموضوع أن يتطلع علي هذا الكتاب .. من الصعب جداً بعد قراءة هذا الكتاب ان تخاف علي المستوي العميق من الموت .

حين يتلاشي هذا الخوف سيتلاشي الخوف من الحياة أيضاً. سنصبح غير خائفين من أي شيء أو شخص ؛ لأن الخوف مبني في الأساس علي حاجتنا لشيء ما ، أتريد ان تعرف ما معني الخوف ؟ تعريف الخوف هو فكرة أننا لن نتمكن من الحصول علي شيء نعتقد أننا نحتاجه ، الأمر بهذه البساطة.

الشخص الذي لا يحتاج لأي شيء ، لا يخاف من أي شيء .. إن لم احتاج أي شيء منك فلن أخاف منك. أيضاً انا لا احتاج إلي هذه النسخة من الحياة وهذا الشكل المادي . أذن أنا لا أخاف أن تقتلني ، أنا لا أخاف منك حتي أن لم تتوقف عن قتلي .. هذا يصنع حقاً حس من اللا خوف .

معظم الأساتذة الروحانيين يقطنون في هذا المكان الذي لا يعرف الخوف ، أذن حين ابدأ بالنظر إلي خوفي ، وأشعر به ، وحين أشعر أن خوفي بدأ يتملكني بشكل كبير لأننا بين الحين والآخر يتملكنا الخوف ، حين أذهب إلي هذا المكان ، افكر ماذا اعتقد أنني احتاج ؟ ما هذا الشيء الذي اعتقد أنني احتاجه هنا ؟ لأن هذا هو الأمر .. الخوف هو حاجة معلنة.

لذا انظر إلي ما اعتقد انني احتاجه وهل من الممكن الا احتاج هذا ؟ وماذا سيحدث ان لم امتلك هذا ؟ ماذا سيحدث ان لم أشعر بما اعتقد انني احتاجه ؟ نحن نشعر بنوعين من الخوف هنا ، فكرة أنني لن أحصل علي ما احتاج ، أنني لن اتلقاه أو الشعور بأنني سافقد شيء احتاجه هو لدي الان لكنني سأفقده ، وهذا ما يتجسد في التجارب الانسانية بوضوح في العلاقات . وهناك أشكال اخري مثل الخوف بخصوص المال او القوة او الصحة واشياء اخري كثيرة .

لكن في الاغلب معظم الخوف الذي يشعر به الناس يتعلق بالعلاقات ، وخصوصاً هذه العلاقات التي نطلق عليها ” رومانسية ” هذه أحد أكثر التجارب الانسانية التي تسبب الخوف ، أولاً أخاف انه لن يحبني أي شخص ، وبعد أن ياتي إلي الحب أخاف من أنني سأفقد هذا الحب !!!

يمكنني حل هذا ، حين أصل إلي مكان سأطلق عليه ” الصحة الروحانية ” هكذا يمكنني ان اتفهم من اكون وانني لا احتاج إلي الحب من شخص آخر ، كي أشعر حقاً بمن اكون ، كي أشعر بالاتزان والسلام والسعادة والفرحة ، في كل مرة أشعر فيها أن سعادتي يمكن تحقيقها أو ان سعادتي موجودة بمكان خارج ذاتي حينها أشعر بالخوف .

يجب أن أشعر أن مصدر سعادتي غير موجود خارج ذاتي ، لكنه يعطي لي بواسطتي .. المفارقة هنا أنني عندما اخاف لن أصبح أكثر جاذبية للناس ، ان الناس سيبتعدون عني ، لأن الناس ينجذبون إلي هؤلاء الأقوياء الثابتين ، ليس الوقحين بل الواعين والذين منسجمون بداخل ذاتهم بعمق .

ليس هناك شخص لا يحب أن يحتاج الناس اليه ، لأنني ان شعرت أنك تحتاجني بشدة ، خوفي سيكون انني لن اعطيك ما تحتاجه .. لهذا افقدك .

الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم للعالم علي انهم اشخاص متزنين ومسالمين وسعداء ، هؤلاء هم الأشخاص الذين يعيشون معاً وهؤلاً هم الأشخاص الواعين .. ان سعادتهم وفرحهم وسلامهم يأتي من الداخل .. هذه هي الكلمات التي نستمع إليها من كل المعلمين الروحانيين والكتب الروحانية ، لكن هذه التجربة يمكن تحقيقها يمكننا ايجادها .

اعتقد ان هذه هي الرحلة الروحانية هي طريق التغيير وأول شيء أن تبتعد عن الخوف ، في أحدي المرات قال لي شخص أننا يمكننا القضاء علي الخوف بالشعور بالحماس والاستعداد .

قال لي أحد المعلمين منذ سنوات ” اطلق علي مخاوفك ، أنها مغامرات
يا لها من فكرة رائعة ، لذا أود ان اتركك مع هذه الفكرة اليوم

أي كان ما تخاف منه الآن ، عليك أن تدرك شيئين:
1- انه ليس حقيقاً ، انت من صنعت هذا كله
2- ان حدث الشيء الذي تخاف منه .. أنا وانت سنبقي هنا إلي غداً ، انه لن يحدث أي فارق علي الاطلاق ، إلا ان كنت لن تبقي هنا غداً وهذا أيضاً لن يحدث فارق علي الاطلاق .
3- ان تطلق علي مخاوفك ” مغامرات ” ، ستجلب إليك طاقة يمكنها أن تعالج الخوف.. طاقة الحماس ، طاقة أن تكون ملهماً بواسطة الحياة ذاتها ؛ لأن الحياة كما تراها هي عملية وأنت تشعر بها عبر عملية الحياة ذاتها .

حين تعيش حياتك بالإلهام والحماس لن يكون هناك شيء لتخاف منه وستصبح الحياة هي السعادة الرائعة التي من حقك أن تشعر بها .

هذا ما اخبرتي به ” حوارات مع الرب ” عن الخوف ، ربما اكون مخطئاً حيال كل هذا ، لكنني لا أعتقد ذلك .

نصائح:
@ الذين يخافون يموتون عدة مرات في اليوم دون أن يشعرون.
@ لا تعتقد بان مصدر الحب بخارجك لأنك حينها سوف تخاف.
@ عند الخوف واجه… يتلاشى كل شيء لتبقى أنت… والحب.
@ اطلق على ما مخاوفك .. مغامرات ، لتملأ روحك بطاقة الحياة.
@ هناك الخوف وهناك الخطر وهما مفهومين مختلفين تماما.
الخوف من الخطر هذا طبيعي وهو مؤقت يزول بزوال الخطر
أما الخوف النفسي فهو الذي يرهق الإنسان.
.
نيل دونالد والش
.

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !