الرئيسية » الذات » تطوير الذات » علامات فتح البصيرة الروحانية

علامات فتح البصيرة الروحانية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
15674 المشاهدات
علامات القلب السليم - ماهو القلب السليم

المحتويات

– علامات فتح البصيرة الروحانية

الحالة الطبيعية للوعي بهجة ، مرح ، سعادة ،، هذه حال وعي الطفل ، الوعي البدائي قبل أن يخضع للشروط ، لذا جميعا نتوق للعودة لذلك الوعي حيث لم تبدأ الكارما عملها ولم تتفعل القوانين بعد .
 
لو دققت في الفرق بين القرى والمدينة ستلاحظ الفرق بين قلة القوانين وتعددها وتأثيره على حالة الوعي بشكل عام ، من ناحية فقلة القوانين تجلب راحة البال ، تجلب السكينة ،، لذا كلما أقتربنا من الله النور المطلق وخفت القوانين نشعر بذلك الحضور المقدس أكثر ، شعورنا بالسكينة أشد ،، ولكن من ناحية أخرى صحيح أن المدينة مزدحمة والكثير الكثير من القوانين تتجلى هناك بحكم تعدد العلاقات وتشابكها لتتجاوز حياة القرية ووعي أهلها البسيط بكثير .. إنما هي طريق أساسي لتوسع الوعي لا بد منه .. لذلك كان الإنطلاق من القرية إلى المدينة ضرورة جوهرية لخدمة غاية الخلق ،، الحياة الحالية متعبة مجهدة ، هي مدينة بالنسبة لمن عاصر الجيل الماضي والذي كان حرفياً يسكن في قرية بالمقارنة ،، فالموضوع ليس مكاني فقط بل وزماني .
 
الوعي الحقيقي لا علاقة له على الإطلاق بكم المعارف التي تحيط بها ، ولا بقدرتك على تفسير الأمور نظرياً فهذه كلها بالنسبة لك ظنية ،، ما أن نغادر مرحلة وعي الطفل حتى يتفعل قانون الكارما ، كارما كلمة يونانية تعني لتعمل ، لتسبب ،، لذا سمي بقانون السببية ، سبب ونتيجة ،، بديهي أن ما أنت عليه الآن نتيجة ما سببته، ما عملته بالأمس ، وما ستكون عليه غداً نتيجة عملك اليوم .
 
فالموضوع بسيط ، لتخلق كينونة أفضل فقط أعمل صالحاً ،، هذا العمل الصالح هو المقياس الحقيقي للوعي ، نحن نعتقد أن وعينا توسع ورؤيتنا اختلفت ومع ذلك نقوم بنفس الأعمال التي أعتدنا القيام بها ، ونتوقع تغيير في كينونتنا ولكن هذا لن يحدث لأن رؤيتنا ظنية ، غير نابعة من علامات ، ما زال وعينا مشروط ومقيد بشدة و الوعي المقيد طبيعي أنه غير قادر على التوسع .
 
بشكل عام كمية الشقاء تتناسب طرداً مع القيمة التي نضعها في الوهم المسبب له ،، نحرص على جمالنا خوفاً من علامات تقدمنا في السن وكأننا لن نشيخ أبداً ، نختار أفضل الملابس لأن رأي الناس مهم نسعى دوماً لمزيد عن حاجتنا من المال تحقيقاً لرغبات وشهوات ،، ومع ذلك نصف أنفسنا بالواعين ،، نعم أنها أشياء جميلة وتعطي شعور بنوع سعادة مؤقت لكننا بعيدين كل البعد عن الوعي الحقيقي ، هو وعي مشروووط ..
 
المال مهما إزداد فالشهوات ستبقى وتتطور مع هذه الزيادة ، الناس لا تهتم لكم الملابس التي تقتنيها والشيخوخة قادمة لا محالة .. وكذلك الموت قادم ، نحن نعرف ذلك ولكن لا ندركه ، وعينا غير قادر وغير مهيئ ..
 
حاول أن تلبي إحتياجاتك وليس شهواتك .. أنت مدخن ، لا بأس ، دخن حينما تحتاج وليس حينما تريد ، تأكل حينما تحتاج وليس حينما تريد ، أشتري حينما تحتاج … جرب أن تفعل ذلك وستجد في كل شيء طعمة مختلفة ألذ كثيراً ،، هكذا تحرر بعض من وعيك الخاضع للشهوات ، ولكن يبقى التأمل اليومي محفز أساسي ،، تخيل لو تقوم بالحمية أو باللياقة البدنية مرة في الأسبوع أو مرتين في الشهر ، هل ستسفيد شيء إلا الأرهاق ؟ .. كذلك التأمل ليبدأ بتشكيل جديد للوعي يجب أن يكون يومياً ،، من بعدها يبدأ الوعي بإدراك الحقيقة عملاً من خلال المتابعة لحظة بلحظة بدون تشتت .
 

– أحذروا السحر

 
لم أكن لأطلب منكم هذا الطلب لولا علمي وصلوكم مراتب مختلفة تماماً عن عامة البشر من حولكم ، درجات أرفع ، تبصرون ما لا يبصرون ،، وبما أن السحر أساساً متعلق بالبصر ( أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ) ،، كان تحذيري .
 
مشكلتنا الحقيقية ليست بطول الطريق أبداً ،، إنما بصعوبته ، وصلنا للنقطة التي بدأنا نفهم منها أن التخلص مما يحددنا هو عملية جوهرية للتحرر ، أساس هذه العملية هو الوعي اللحظي ، هكذا يستيقظ الوعي ، لكن طالما نحن غير قادرين على هذا ، طالما نحن نشرد بين اللحظة والأخرى فالوعي سيعود إلى نومه والوعي النائم لا يبصر .
 
السحر بالنسبة للناس العامة غير مؤثر فهم أساساً لا يبصرون ، إنما في المراحل المتقدمة يبدأ عمله ، السحر إمتصاص للبصر فنتحدد ثانية بما سحرنا ويغط الوعي في سباته ، قد يسحرنا الجنس الآخر ، أو ملابس جميلة في فترينة أو سيارة رائعة أو حتى متنور أو مدعي تنوير .. هذا السحر يمنع عنا وعي ذاتنا ، يمنع الإبصار الصحيح ، وبالتالي يمنع عنا التساؤل الصحيح ،، ما الذي سحرني في هذا الحذاء ولما يلائم شخصيتي ويجب أن أحصل عليه .. أنت نفسك ماذا تفعل هنا في صفحتي الأن ، هل سألت نفسك .. ماذا تعلمت مما تقرأ هذه اللحظة ،، انظر في نفسك لترى هل سحرتك أم هناك علامات فارقة تحدث واقعاً وليس فقط مجرد معلومات .. إن لم يكن كذلك فأنت مسحور بريم.
 

– وخزة الدبوس

 
يقول أينشتاين: ما لا تستطيع أن توضحه لمن هو في السادسة من عمره فأنت نفسك لم تفهمه .
 
قبل أن تتابع القراءة اطلب منك أن تتوقف للحظات مع هذا القول تفكر فيه ، تبنى رأي هل تتفق أم تختلف .. ثم تابع .
 
حسنا يبدو أنك وصلت لرأي إنما لا أدري تماما ما كانت المراجع التي أستندت إليها فيه .. هل هي دماغك فقط ،، شكل الجملة لطيف وممكن أن تأخذها مثلاً تستعمله في كل حين ،، أم نابع عن تجربة .
 
بكل تأكيد كل منا خاض العديد من النقاشات وفي أقربها من المحيط أو حتى على صفحات الفيسبوك ناقشت ملحد أو متشدد والذي هو بإعتقادي كما أنت قد تجاوزتما السادسة. بالطبع فكرتك واضحة تماماً ، ولكن مع ذلك لم يقتنع بل لم يفهم حرف مما تتحدث به ،، طبعاً سنعود لموضوع السماعة و الترجمة والوعي المشروط . فكلام أينشتاين صحيح .. إنما فقط لمن هو السادسة ،، لم يتقيد وعيه بعد ، لم يتبلور وجاهز ليتشكل مع أي شكل ، في حين أن من تحاوره قد قام بتحجيره مسبقاً مما جعل أختراقه لإعادة التشكيل أمراً شبه مستحيل ،، هذا أولاً .. ثانياً أينشتاين يتكلم علم مادي بالطبع تستطيع أن تشرح لطفل لما الضوء أمواج ولكن العلم الروحي يختلف جذرياً ، علم ينبع عن تجربة ، علم تجارب الحياة تعيشه ولا يمكن أن تشرحه ،، لا تستطيع أن تشرح لطفل ألم الجوع ، لا تستطيع أن توضح له معاناة الهجر أو الحاجة .
 
أعتقد جازمة أني لو وضعت المقولة في منشور مستقل أن الغالبية ستؤيدها ،، ذلك أن اسم أينشتاين سحرك فلم تستطع إبصار ما أتحدث عنه ، ولكن جاء تنبيهي بأن تتفكر قبل أن تتخذ رأياً كوخزة الدبوس أيقظت وعيك فأبصرت شيئاً ما حتى قبل أن تتابع القراءة ،، الوعي المستيقظ لا يحتاج وخزة الدبوس هذه ،، معالجة الوعي للمقولة عبر جميع مراجعك هو ما يعمل على توسع الوعي وبالأخص وعي التجربة ،، في البداية يجب أن تحمل معك دوماً هذا الدبوس وأن تحرص على إستعماله في كل مرة تباشر فيها محاولة إدخال شيء ما في دماغك .. ريثما تحصل الصحوة ..
 

– الأستنارة الكاملة

 
هل يوجد حقاً إستنارة كاملة ، وأذا كانت موجودة فعلاً فأين هي …
وكيف نصل إليها .
 
لا توجد استنارة كاملة وإنما استنارة مطلقة ..
 
الله النور المطلق ،، حيث القانون الواحد في البعد الأثني عشر .. الأثنا عشر ليس رقم ، إنما مفهوم للبث الكامل .. عندما ينتقل شعاع البث لبعد أدنى يحصل كما دخول الضوء في المنشور ويتحلل لألوان .. أنما هنا نور ، يتحول القانون الواحد إلى ثلاثة ، كلما انتقل النور لبعد أدنى تزداد القوانين وهذا أساس في التيه الحاصل في بعدنا الحالي ، تعدد هائل في القوانين والتي تبدأ بالتناقص والأندماج كلما أرتقينا ، فتتضح الرؤية أكثر .
 
نور على نور ، بعد يعلو بعد ، ويحكمه ، بعد مسيطر على بعد ، كما الزمن في البعد الرابع يحكم البعد الثالث ، كما السعادة في البعد الخامس تحكم الزمن في البعد الرابع .. لذلك: ( يهدي لنوره من يشاء ) .. فنوره في جميع الأبعاد ، هذا النور الذي يهدينا لنرتقي بما يضيء لنا من علامات .. لاحظ أنه يهدي لنوره .. ويهدي إليه: ( قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب ) .. عندما نهتدي إليه نصل للنور المطلق ، الأستنارة المطلقة . والقانون الواحد .
 
حيث تعدد القوانين نستعمل دماغنا لنربط ، لنفهم ، الدماغ يتوقف عمله في البعد الخامس لا يفقه ما السعادة أو الحب ، هنا يبدأ عمل القلب ، من هنا لا يوجد عقل ، حصولك على النور يكون برؤيا ،، كأنك تشاهد فيلم وتنقل المشاهد ، لا تحتاج أن تعقل أو تتفكر .
 
من الضروري أن نفهم أننا موجودين في كل مكان في كل لحظة تماماً كما الإلكترون المراقب ، لكننا لا نستطيع إستيعاب أو إدراك هذا لعدم وجود النور ، فقط عندما يضيء سنرى ونفهم .. العقل وهو جزء أدنى من القلب ،ليس دماغك ، لكنه عبارة عن قوى طاقية موجودة في كل مكان ومتصل بالدماغ ، لذلك أحياناً قد نسمع من يتكلم عنا أو نرى أشخاصاً نحبهم في مكان ما بالتحديد مع أن بيننا مئات الكيلومترات .. كمن ألقى هناك نور فتسمع وترى .
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !