الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصص جميلة ومعبرة

قصص جميلة ومعبرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1253 المشاهدات
قصص جميلة ومعبرة
قصص جميلة ومعبرة
.
” لم يكن سهلًا أن أرعى بناتي الثلاث لوحدي بعد أن رحل زوجي قبل ١٨عامًا، كانت مهمةً صعبة عانيتُ فيها وأنا أُقنع عائلتي أن تعليمهن أكثر أهميةً من أن يبقين في المنزل أو يُصبحن خادمات، بذلتُ قصارى جهدي في سبيل تعليمهن، بعدها بدأن يحصلن على وظائف بدوامٍ جزئي، ثم وظائف كاملة، اهتممن بي، تزوّجن وأنجبن لي أحفادًا، ولم أترك أنا العمل لرغبتي في إعالة نفسي بنفسي، ممتنة لأن بناتي الثلاث يُشبهنّني – يعملن ولا يعتمدن على أي مخلوق”.
 
– امرأة عظيمة آمنت أن التعليم سبب للحياة، سبب لُينتج امرأة قوية يُعتمد عليها!
.
قصص جميلة ومعبرة
.
” أتممتُ الماجستير في علم النفس، كنتُ أحلم حينها بالعمل وبناء عيادتي الخاصة، لم تسر الأمور كما هي عليه الآن، كانت عائلتي تريد أن أستقر أولًا، لكن كل شاب تقدم لي اتفق مع عائلته على أن لا أعمل بعد أن يتزوجني، كنتُ أرفض تلك الفكرة فلستُ مُجبرةً على البقاء بين جدران البيت، زاد عددُ المتقدمين للزواج مني وكان الوقت يمر، بدأ والداي بعدها يقنعاني لأكون متفهمةً أكثر، ثم جاء الرجل الذي كنتُ مولعةً بحبه، لكن تفكير عائلته لم يكن يختلف عمن كان قبله، أرادت عائلته أن أبقى في البيت بلا عملٍ، فأخبرته عن حلمي بامتلاك عيادةٍ. فرد بكلمتين قائلًا: ” ثقي بي “. لم أجادله بعدها، لكن ثقتي به كانت عمياء لأنه صادق!.
 
بعد أسابيعٍ قليلة من زواجنا، بدأ يُقنع عائلته لتسمح لي بالعمل، راح يشرح لهم أن الأمر بسيط ولا يحتاج لكل هذا التعقيد، كنتُ مصرةً جدًا على أن يتحقق حلم العيادة، أقنعهم للحد الذي جعلهم يستثمرون المال الذي يملكونه لفتح عيادتي، بعد أن جاء آلاف المرضى إلى العيادة، لا يسعني إلا أن أشكر زوجي على الكثير من الأشياء، على وقوفهِ إلى جانبي ودعمي لتحقيق أحلامي، ولأنه كان على قدر وعده لي، بفضله عرفتُ ما تعنيه الثقة، عرفتُ القيمة الحقيقية للراحة والصبر. يُقال ” وراء كل رجل عظيم امرأة “. لكن في حالات أخرى كثيرة يكون وراء المرأة العظيمة رجل يؤمن بها وبأحلامها، مطلوب رجال كثيرين من هذا النوع!”.
.
قصص جميلة ومعبرة
.
“ذات يومٍ كنتُ ذاهبةً إلى العمل، وفي طريقي صدمتني شاحنة، سحقتْ ساقي تمامًا، لم يكن خطأ السائق بل شيء ما أعاق رؤيته، بعدها فورًا أخذني المُتجمعون من الناس حولي إلى المشفى، كان ذلك صباحًا في التاسعة والنصف إلا أن العملية على قدمي لم تُجرَ إلا في الخامسة والنصف عصرًا.
 
حاول الأطباء انقاذ ساقي، لكنها التهبتْ جدًا، بعدها بأيامٍ لم يكن هناك من خيار، فكان لا بُد من بترها كما أخبرني الطبيب، سألته ” لمَّ كل هذا الوقت إذن ؟ ” فكنتُ أعرف أن هذا سيحدث.
 
ألهمتني تلك التجربة قوة التحمل، كان ذلك قَدري، وكان عليَّ أن أختار، إما أن أجلس وأبكي أو أربط على جرحي وأتجاوز ما أصابني، فاخترتُ الأخير، وبينما كان زواري في المشفى يُبدون التعاطف كنتُ أحكي لهم النكت ليضحكوا.
 
داومتُ على العلاج الطبيعي، وبدأت أتعلم المشي من جديد، كان أكبر مخاوفي أني لن أكون قادرةً على لعب كرة التنس مجددًا حيث كانت شغفي منذ طفولتي، عانيتُ جدًا في سبيل أن أمشي وألعب مرةً أخرى، وفعلتها فحققتُ فوزًا في بطولات التنس للشركات، وبناءً على اقتراحٍ من صديقٍ – مبتور الطرف – قررتُ التحدي على المستوى الوطني، ففزتُ بالعديد من الميداليات، وهذه السنة فزتُ بميدالية فضية في بطولة العالم لتنس الريشة في انجلترا، خُضتُ تدريبًا لمدة خمس ساعات يوميًا وبينما كنت أكمل عملي كمهندسة برمجيات، كنت قد أتممتُ تدريبي للغوص وسافرت تقريبًا إلى جميع أنحاء الهند. وحين يسألني الناس: كيف تقومين بكل هذا؟ فأجيب عليهم بسؤال آخر: “ما الذي يمنعك من فعل ما فعلته أنا؟”
.
قصص جميلة ومعبرة
.
” تزوّج أبي من أمي عن حُب، ومع ذلك كان مشهد ضربها منه يوميًا حاضرًا أمام عينّي فترة طفولتي، وأنا في عمر الخامسة، طُردتُ من مدرسة الرقص، لأن أبي استغل رسوم التسجيل لنزواته، حينها لم أكن أُدرك أي شيء، لكن أمي فعلت كل شيء بمقدورها أن تفعله لُتشغل بالي بأشياءٍ أخرى، ففي ذات المساء الذي طُردتُ فيه أخذتني لمشاهدة عرض سحري. كنتُ مندهشةً لدرجة أني أخبرتها أني أريد أن أصبح ساحرةً. بعدها اشترت لي أمي حقيبةً سحريةً وبدأت تدريبي على استخدامها. وأول عرضٍ سحري قمتُ بهِ كان وأنا في عمر الخامسة. ولتبعدني أمي عن أجواء المنزل المتوترة، حرصتْ على اشغالي لأطول فترة ممكنة خلال اليوم. فقد اعتدتُ السباحة صبيحة كل يوم، ثم لعب التنس ثم المدرسة ثم لعب تسلق الحبل بخفة ثم كرة السلة وبعدها أعود للمنزل لأجد العشاء جاهزًا، وبعدها أتوجه للنوم مباشرةً. أصبحتُ لاحقًا لاعبة على مستوى معروف في لعبة تسلق الحبل وعلى مستوى الهند في لعبة التنس، وكل هذا لم يكن ليحصل لولا أمي.
 
وأنا أكبر استمر أبي في ضرب أمي، وحين كنتُ في الصف العاشر ضربها بقوةٍ حتى انهارتْ وسقطت أرضًا ومُزّق وتر في عمودها الفقري، تغيّر لون وجهها للأسود والأزرق بفعل الكدمات، نُقلت للمشفى لتبقى هناك ستة أشهر، وعلى الرغم من زياراتي المستمرة لها في المستشفى، نجحتُ بترتيب الأولى على الفصل، ودخلت إلى جامعة صوفيا، كان لجدي مكتبة كبيرة في المنزل، بدأتُ باختيار كتبٍ من عدة لغات مختلفة من الكتب التي قرأها لي جدي من قبل، أردتُ تعلم اللغات بقوة، ولكن بسبب الأوضاع المادية، لم أكن قادرة على دفع أسعار دورات اللغة. كنتُ أبيع الكروت والمصنوعات اليدوية وأحيانًا أشياء من طبخي في الأعياد الرئيسية والمناسبات من أجل أن أدخر بعض الأموال لأدفعها كرسوم لتعلم اللغات، وهكذا كانت بداية رحلتي. خلال تلك الفترة، تم تشخيص والدي بمرض الإيدز، وعندها فقط، عرفنا أن لأبي ابنٌ آخر. وعلى الرغم من ذلك، اعتنتْ أمي بهِ حتى لفظ هو آخر أنفسهِ. توفي والدي وأنا في التاسعة عشر من عمري، وكان هذا تاريخ بداية حياتي أنا وأمي فعليًا. فمنذ ذلك التاريخ، أتقنتُ ٢٧ لغة وألفتُ ثلاثة كتب وأنشأت أكاديمية خاصة لتعليم اللغات. سافرنا حول العالم واستكشفناه. أنا الآن متزوجة ولدي ابن رائع، وعلى الرغم من أننا لا نمر بأي وقات عصيبة، إلا أنني دائمًا أتبّعُ ما علمتني إياه أمي: “ابتسمي طوال الوقت، وسيبدو كل شيء بخير”.
 
– اسمها ” Amrutha Langs ” لمن يود الاستزادة والبحث عن كتبها.
.
قصص جميلة ومعبرة
.
“مع أول راتبٍ لي اشتريتُ هاتفًا لأمي، كانت سعيدة جدًا وتنظر لي بفخر، راحت تخبر كل شخص تراه عن هاتفها وعما فعلته، كانت تلك أسعد لحظة في حياتي”.
 
– لا شيء يُعادل نظرة فخر من عيني أمك إليك!
.
المصدر: سعيد كمال
.
اقرأ أيضأً: قصص جميلة ومؤثرة
.
هل ساعدة هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !