الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصص قصيرة رائعة ومعبرة

قصص قصيرة رائعة ومعبرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1421 المشاهدات
قصص قصيرة رائعة ومعبرة
قصص قصيرة رائعة ومعبرة
.
” حين كانت ابنتي في العاشرة بدأتْ تفقد قدرتها على النظر بعينيها شيئًا فشيء، وقبل أن تتجاوز الخامسة عشر فقدتْ بصرها تمامًا، كانت فترة عصيبة جدًا ولم أمر بأيامٍ كتلك من قبل، ولكوني أم، لم يكن هناك أي شيء أسوأ من هذا بالنسبة لي، وددتُ البكاء لكنها واستني، قررتُ أن أكون قويةً لأجلها، كنتُ ولا أزال رفيقةً لها في كل ما تفعله، لا أعرفُ كيف أشرح لك، لكن بعلمٍ أو دون علمٍ منحتنيْ الحياة التي أعيشها الان،
.
كنتُ في حياةٍ مملةٍ، أجلسُ طوال اليوم في البيت دون شيء، معها جعلتني أخرج من قوقعتي وأفعل شيئًا يستحقُ الفخر، سافرنا سويًا إلى أنحاءٍ كثيرةٍ وخضنا الكثير من المغامرات وحضرنا سباق السيارات. طبخنا وسمعنا الأفلام معًا وحاولنا جاهدين جعلَ كل دقيقةٍ في حياتنا دقيقةُ تستحقُ العيش قبل مُضيّها. تخرجتْ هي اليوم، وها هي تستمر في جعلي فخورةً بها كل يوم. وقبل أيامٍ قالت لي: ” آسف أمي لأنكِ تتحملين صعابًا كثيرةً لأجلي، لأنكِ برفقتي في كل وقت.
 
لا تخطر على بالي كلماتٍ أقولها لأخبرها أنني لولاها لما كنتُ على هذه الشخصية الحالية، لقد فعلتُ الكثير وعشتُ الحياة بطولها وعرضها لأنها معي. فوجودها معي وحدهُ يُشعرني بالحياة”.
.
قصص قصيرة رائعة ومعبرة
.
” استطعتُ شراء ثوبٍ جديدٍ لطفلتي هذه بعد عامين من تحصيل ثمنه، وها نحنُ معًا نقضيَّ بعض الوقت في اللعب، اقترضتُ هذا الهاتف سرًا من جارتي دون علم زوجتي، فقط لأن ابنتي لا تملك صورًا لها “.
.
قصص قصيرة رائعة ومعبرة
.
وهذه فتاة هندية مُلهمة راحت تقول: “ترعرعتُ في أحد أحياء بومباي الفقيرة، كانت الدراسة بالنسبة للفتيات صعبة جدًا، فلم يكن متوقع أن يفعلن أي شيء كبير في حياتهن، وأصبح ” ربة المنزل ” هو الخيار الوحيد، طلبتُ من أبي أن يسجلني في دروسٍ تؤهلني للنجاح في امتحانات القياس – التي تؤهل للحصول على عمل أو دخول الجامعة في الهند – لكن لم أستطع مواكبة العلوم أو الرياضيات وفشلت، كان والداي سعيدين لأنني فشلت، قالوا لي: ” يجب أن تبقي في المنزل وتتعلمي الطبخ وتدبير أعمال البيت “.
 
لكنني كنتُ أكثر عزمًا من أي وقت مضى على تقديم الامتحانات مرة أخرى ومواصلة تعليمي، لم نتمكن من تحمل رسوم الإعادة، ورفض والدي السماح بعدها لي بالخروج من المنزل، لمعت في بالي فكرة، بدأت بصنع القلائد والاكسسوارات البسيطة لأوّفر مالًا وأُعلّم نفسي، كنتُ أصحو باكرًا، وأنتهي من أعمال المنزل، وبعدها أبيع الإكسسوارات ثم العودة لأدرس حتى الفجر للامتحانات، كان ذلك لسنواتٍ روتيني اليومي، كنتُ من عملي البسيط أربح تسع روبيات يوميًا، احتفظتُ بأموالي هذه وبعد أربع سنوات استطعتُ تجاوز امتحانات القياس بنجاح، كنتُ سعيدة جدًا، وكانت فرصة أيضًا لأتعرف على فتيات أخريات لم ينجحن في المرة الأولى عند تقديمهن للامتحانات، كدن مثلي يتخلين عن هذا الحلم بعد اخفاقهن في أول مرة.
 
بعدها أردتُ أن أُعلّم نفسي أكثر لأتمكن من إحداث فرقٍ حقيقي في حياتي، فسجلّت نفسي في تخصص علم الاجتماع في جامعة ماهاراشترا، وبتُ خلال تلك الفترة أذهب إلى فتيات حيي الفقير لإقناعهن بضرورة التعليم.
 
عام ٢٠٠٨م وبعد أن أتممتُ دراستي الجامعية، قررتُ أن أطُلق مشروع ” Sakhi ” – دروس تعليمية للفتيات في المدارس الابتدائية – بدأت مع خمس فتيات صغيرات، أتذكر حين كنتُ أذهب إلى بعض المنازل أتوسل لأباء الفتيات أن يُحضروهن لتلك الدروس، علمتُهن كيفية القراءة والكتابة والتواصل بشكلٍ أفضل، وزدن من خمس فتيات إلى ٧٥ فتاةً، فاضطررتُ إلى استئجار قاعةٍ أكبر، لم يكن هناك بعد تمويل، لكنني كنتُ محظوظةً جدًا حين تعهّد بعض الرعاة بتمويل المشروع كله،
 
عام ٢٠١٠م أنشأتُ مكتبةً للكتب الانجليزية للفتيات، وعام ٢٠١٣م ساعدتنا منحة دولية على انشاء أول مركز تعليم للبنات في الأحياء الفقيرة، حينها نلتُ جوائز عديدة، وكنتُ اسمًا بارزًا في كثيرة من المقالات، فتياتي أكبر انتصار لي، أكثر من ١٠٠ منهن الان يملكن أحلامًا كبيرة.
 
بعدها كتبوا لي – رسائل – يشكرونني فيها لما غيرت ” Sakhi ” في حياتهم، كانت رسائلهم بالإنجليزية كاملةً دون خطأ نحوي واحد! “
.
قصص قصيرة رائعة ومعبرة
.
“بعدما رُزقتُ بطفلتي، دخل زوجي علاقةً مع أخرى، ولأنني أحبه كثيرًا حاولتُ ثنيه فلم أجد منه غير المعاملة السيئة، وحين واجهتهُ ردَّ قائلًا ” هذا يحدث في أحسن الأُسر، وبما أنّي أوفّر لكِ بيتًا فيجب أن لا تشتكي”. منع عني المصروف، بدأتُ أعمل هنا وهناك في قريتي بثمنٍ بخسٍ لأضمن حياتي وحياة طفلتي.
 
ذات مساء مرضتْ طفلتي جدًا، توسلتُ له أن يعطيني مالًا لعلاجها لكنه رفض، كنتُ أخجل من أن أطلب مالًا من أهلي، ولكن لم يكن هناك خيار، ومع ذلك قررتُ حينها أن لا أشعر بالعجز مرةً أخرى، تركتُ ابنتي عند والداي، وتركتُ زوجي وجئتُ إلى بومباي لأوفر عملًا لي، منذ سنوات وانا أعمل ” مُعاونةً منزلية “، كان ذلك لأجل تعليم طفلتي ومساعدة أهلي.
 
قليل من المال أدخره شهريًا كي يكون بإمكاني عما قريب بناء منزل أفضل لطفلتي ووالداي، وشيء فشيء واثقة أن هذا سيتحقق.
 
أما أسعد لحظاتي فكانت حين أعودُ إلى قريتي، وعائلتي تنظر لي والفخر في عيونهم، ابنتي تحلم أن تصبح معلمةً ووالداي يودان زيارتي في المدينة، وهذا كله أنتظره بلهفة، أما بالنسبة لزوجي فمنذ ذلك الحين لم أدر وجهي للوراء ولم أفكر فيه، أن يُعطيني مساحة صغيرة في بيته ليس سببًا لأن لا يحترمني كإمرأة، لدي من القوة الكثير لأبني نفسي وأدعم عائلتي، ولستُ بحاجته أبدًا!”
.
المصدر: سعيد كمال
.
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !