الرئيسية » خواطر » كلمات رائعة » كلام راقي وانيق

كلام راقي وانيق

بواسطة عبدالرحمن مجدي
3219 المشاهدات
خواطر راقيه قصيره
على الأقَلّ، حاول.
– – – – –
الحُرية هي أن نفعل دون أن نُبرر.
– – – – –
يدّعي الإيمان والتقوى، وحين تتمنّى له أن يأخذه الله قريبًا يصرخ في وجهك “بعد الشرّ” ويصيبه الجزع والهلع.
– – – – –
أمنية تداعب عقلي بين الحين والآخر رغم تفاهتها. كنتُ أتمنى لو كان اسمي إليزابيث!
– – – – –
حينما يسألونك عن معنى “المُفارقة” في الأدب، اضرب لهم مثال: في مناسبة شمّ النسيم، يُعبّأ الهواء برائحة الفسيخ،
– – – – –
كلنا نريد أن ننجح، ولكن لماذا؟
هل سألت نفسك من قبل “لماذا أريد أن أنجح؟”
هناك إجابتان لا ثالث لهما:
١- أريد أن أنجح لأثبت للجميع أنني على حق، قادر، أستطيع النجاح.
أو،
٢- أريد أن أنجح لأحقق ذاتي، لأستمتع بالحياة، لأنعم بالرخاء والرضى.
 
إذا كنّا، وفي أعمق نقطة في صدورنا، نريد أن ننجح للسبب الأوّل، سنختار في كلّ مرّة اختيارات خاطئة، سنستغل الفرص الخطأ، وسنقع دائما في الفخاخ. ككاتب قد حدد نهاية القصّة قبل أن يشرع في الكتابة، ويحاول أن يلوي أحداثًا ويقحم أحداثًا أخرى غير مستساغة من أجل الحصول على النهاية المحددة.
 
غير أننا سنجلب لأنفسنا التعب والإرهاق الذهني والنفسي، وإذا حققنا الهدف، لن نرتاح لأننا نبغي من وراءه شيئًا آخر، وفي الغالب، سنكتشف أن الأطراف الذين نريد أن نثبت لهم أننا “نستطيع” قد نسوا الأمر تمامًا، ومشغولون بحياتهم الخاصّة حتى النخاع. سنكتشف متأخرًا، أن الأمر لم يكن يستحق كل هذا العناء.
 
لذلك، إجابة سؤال كهذا، مصيرية. وتصحيح المسار، أمر في غاية الأهميّة.
– – – – –
التحرر من الجدران والسقف، والخروج إلى الزرقة بالخارج، إحساس جميل وبه رهبة. رهبة الاقتراب روحيًّا من مكان وجود الله. تشُعر بعد أن صرت مندمجًا مع السماء الزرقاء القاتمة وعتمة الليل والأرض الواسعة، وكأنّك اقتربت خطوة من الله.
 
بعد أن تدخل غرفتك ولا ترى سوى فراشك والسقف، تعود دقّات قلبك لنظامها المعتاد، فلا رهبة هنا. هذه غرفتك، والسقف هو أقصى ما يمكنك أن تراه. يؤثر هذا بشكل ما على إحساسك بالقرب أو البعد من الـ ما ورائيّات، رغم أن الله في كلّ مكان، إلا أن حضور السماء الطاغي، المعجزة المعلّقة بلا أعمدة، شاسعة المساحة، وكونك تعرف أنها أحد المخلوقات الهائلة التي خلقها الخالق، يثير هذا فيك الرهبة، وربما القشعريرة أيضًا.
– – – – –
أسمح لكِ أيتها الرواية أن تبتلعيني. أكتبكِ وأتمنى لو تكونيني وأكونك، وأن أختفي تمامًا من هذه الدنيا ولا أظهر إلا بين سطورك.
أسمح لكِ أن تكتبيني وأقرأك، وأن تعبّري عن ذاتك التي هي في الأصل ذاتي.
أسمح لكِ أن تأخذي اسمي وروحي ولا تبقي منّي شيئًا هنا، فأنا على كل حال غير متمسّكة بهذا العالم الغريب.
– – – – –
لا يمكنك أن تفعل ما تشاء في حياتك؛ لأن حياتك عبارة عن دوائر متداخلة مع حيوات أناس غيرك، يتصادف دائمًا أن ما تريد أن تفعله لا يعجبهم، أو لا يناسبهم، وفي كثير من الأحيان، هم مستعدّون لقتلك إذا فعلت. لا يمكنك أن تفصل دائرتك عن دوائرهم. تلك الدوائر ذائبة في بعضها البعض كذوبان السكّر في الماء الساخن.
– – – – –
اللصّ.. لم تكُن بالنسبة له سوى إلهام يكتب بمداده. هي مجرد رمز، يكتبها كحبيبة، كطبيعة، كشجرة، كمطر، كمشاعر حزن وشجن واشتياق. كانت بنتًا لأفكاره، وخيال، ووهم، ووحي.. لم تكن أبدًا حقيقة ملموسة، ولن تكون.
– – – – –
كان وسيظلّ أكثر ما يحيرني، كيف نعرف الحقيقة من الزيف، وأين الشعرة التي تفصل بين الخيال والواقع؟ وما الوهم وما طعم اليقين؟
 
هل كان ما مضى كلّه حلم واستيقظت الآن؟ أم أنني أنام لتوّي وها هو سيبدأ الحلم؟ وهل أنت سرابًا تخيّلته أم حلم رأيته أم رواية بطلها قرر أن يسخر من قدره؟
– – – – –
الضمان.. هل ثمّة معنى حقيقي لهذه الكلمة؟
هل لها وجود؟ أم أنها مجرد خدعة من خدع الأمل الكاذب؟
كيف تضمن صحّتك؟ كيف تضمن أن خلل ما لن يحدث في جسدك فينقلب عليك؟
كيف تضمن مستقبل أولادك “كما يرددون دائمًا”
يفنى الأب نفسه في العمل، ينخرط فيه حتى التلاشي،
ينسى أن يعيش حياته الخاصة، كي “يضمن” مستقبل أولاده. وفجأة.. وفي المستقبل.. لا شيء! تدرك في النهاية أنه لا شيء كان يستحقّ كل هذا العناء،
وكان من الأجدر بك ألا تأخذ الأمر بجديّة..
كيف تضمن مشاعرك تجاه الآخرين؟ كيف تضمن أنك ستظل تكره من تكرهه، وستظل تحب من تحبه؟
في لحظة، لحظة واحدة فقط، يمكنك أن تهدم رابطة عشرات السنين!
كيف تضمن حقوقك؟ أيًا كانت هذه الحقوق..
كيف تضمن أنّك تتصدّق للمحتاج، وليس للنصّاب؟
كيف تضمن أنك تملك الوقت الكافي لبلوغ آمالك وإنجاز مهامك؟
كيف تضمن أي شيء في هذه الحياة؟
سأعيد عليك السؤال ذاته، والذي لا أنتظر إجابته:
الضمان، هل ثمّة معنى حقيقي لهذه الكلمة؟!
– – – – –
وإن دارت الأرض حول نفسها أو حول الهراء، ماذا بوسعي أن أفعل سوى الكتابة؟
صوت المؤذن له صدى يكاد يلمس السماء،
ولكنها محض تهيّؤات،
أسمعه وأكتب..
لا أسمع سوى الألف الممدودة،
وأتخيّل أن ليس لها نهاية، سيظلّ يؤذن
سأظل أكتب عنه..
ولكن فجأة يزحف السكون كحيّة لا تسمع منها سوى فحيح غريب،
الكون الآن ساكن، والناس نيام، وأنا أكتب..
في المجرّة تحدث أشياء، حركات جنونيّة تخيفني حينما أقرأ عنها، أو أشاهدها في أفلام ناسا الوثائقيّة،
أشاهد ثقب أسود يهدد بابتلاع الكرة الأرضيّة،
وكواكب قادمة بسرعة خرافية باتّجاهنا،
وما زلت أكتب..
وإذا انقلبت الدنيا رأسًا على عقب، ماذا بوسعي أن أفعل سوى الكتابة؟
وأنتَ أيّها الحلم الذي لا أملك غيره، ما بالك تتحقق فتصير مثلك مثل الواقع المرّ؟
السيّء في الحلم إذا تحقق، أنّه يخلع رداء النجوميّة، ويصير ملطّخًا بطين الأرض..
ورغم كل شيء أكتب وأكتب..
من ضمن الأفلام التي شاهدتها، أناس من آلاف الأعوام كانوا يعيشون على أرضنا، وبصعوبة بالغة جدًا، يحاولون فكّ رموز ما نحتوه على الحجر، ولا يستطيعون.
أنا لا أنحت على الحجر، ولكنّي أكتب كتُبًا، حبر على ورق،
وأكتب خواطرًا على موقع تواصل اجتماعي أزرق، حينما ينقطع الإرسال، سيضيع كل ما كتبته..
ما كتب على الحجر ضاع، فماذا سيحدث في كتبي الورقية؟
رغم ذلك، أكتب وأكتب..
لا شيء مضمون، كل شيء في طريقه للفناء،
وبعناد غريب، أكتب..
– – – – –
أحبّ فكرة ضياع الجزء متناهي الصغَر في الكلّ شاسع المساحة.
كأن أضيع في كرة صغيرة ضائعة في الفضاء.
كأن تذوب دقّات قلبي في نغمات أغنية.
كأن يذهب وعيي ليعي بالمجهول.
كأن أتضائل حتى لا أرى لي جسدًا،
ولكن تتجسّد الروح، فتصير مرئيّة.
أحبّ فكرة الهروب.
الركض بسرعة إلى نقطة بيضاء بعيدة، متناهية البعد، لا يمكنك أن تصل إليها،
ولكن المبتغى، فكرة الركض ذاتها..
أحبّ فكرة التخلّي.
كأن أترك أغراضي المحببة،
وأودّع أحبائي،
لأنني لو لم أفعل، سيودّعونني..
أحبّ فكرة الاندماج لأنها أيضًا نوع من أنواع التخلّي
أندمج في فكرة، في موضوع، في جزيء صغير،
فلا أكون إلا هذه الفكرة أو هذا الجزيء،
وهذا تخلّي عن كينونتي..
أحب تلك الفكرة..
– – – – – – – – – –
 
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !