الرئيسية » خواطر » كلمات معبرة » كلام راقي وحكم

كلام راقي وحكم

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2859 المشاهدات
نصائح وحكم في الحياة
كثرة الاحتمالات كثيرًا ما تكون أهوَن من اليقين.
– – – – – – – –
لم أعُد أحب المساء. لم أعُد أحب ساعات ما قبل النوم..
– – – – – – – –
سيتغيّر لأنه عاش كثيرًا، ومرّ بتجارب أكثر، لا لأنكِ طلبتِ منه ذلك؛
فلا أحد يتغيّر من أجل إرضاء الطرف الآخر، بل من أجل تجنّب الأذى.
– – – – – – – –
القلب يستطيع أن يعقِل ويفكّر أيضًا.
{أفَلَم يسيروا في الأرضِ فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها} الحج ٤٦
– – – – – – – –
أنا أكتب سرًا، كمن يرتكب جريمة، ويحاول ألا يراه أحد!
منذ وقت غير بعيد، كنت أكتب كل ما يخطر على بالي بأريحية.
صارت الآن أفكاري جريمة، وخواطري آثام، وكلامي جارح للجميع.
– – – – – – – –
تقفُ أعلى الجبل في الليل الموحِش امرأة، لقبّوها “سيّدة الأحلام” لكثرة أحلامها وأمنياتها وربما أوهامها. تقف سيدة الأحلام في مهبّ الريح، والسماء حالكة السواد تبرق وترعد، وهي مستسلمة للأعاصير، فاردة يديها، وقد قررت تجربة الطيران..
 
أنا الفراغ الذي يتحداك أن تُفرِغ منه جزيئاته. أنا ذلك الفراغ الممتلئ جدًّا بذاته.
فراغي أكثر وجودًا من حضورك.
– – – – – – – –
إذا “احتجتُ” شيئًا بشدّة، أعرفُ أنني لن أحصُل عليه أبدًا، بل سأُحرَم منه أكثر وأكثر. هذا لأنني تعلّمتُ أن الدنيا لا تُعطي المحتاج، الدنيا تعطي “المستغني”. لذلك لا تستعجب أبدًا عندما تجد أن أكثر شيء تحتاجه في الدنيا يهرب منك.
– – – – – – – –
كل منّا له شخصيّتان على الأقل. الازدواجيّة في الآراء نابعة من هذا. تجد الشخص يؤمن بشيء، وينفّذ عكسه. هذا لأن الإيمان شيء سهل، لا يتطلب سوى الإحساس. أما التنفيذ فهو شيء أكثر صعوبة وتعقيدًا، ويتطلب تصرّفات ربما تكون فيها مجازفة، وغالباً ما تكون مختلفة فتلفت النظر. لفت النظر دائماً مخيف؛ لأن معناه في بلدنا أن المُختلف هذا يجب أن يُرجَم. من هنا تأتي الازدواجيّة. من هنا يأتي التناقض في النفس الواحدة. الخوف هو السيّد، والبشر جبناء.
– – – – – – – –
التدخل في شؤون الآخرين الخاصة، والحُكم على أخلاقهم ومدى قربهم أو بعدهم عن الله، والاستهزاء بطريقة تفكيرهم، والغصب الذي يُمارَس تجاه الأصغر والأضعف، ونقد الآخرين بطريقة مؤلمة ودائمة، صار من العادات اليومية التي لا يشعر أحد بالذنب للحظة إذا فعلها. صارت أشياء تشوّه النفس البشرية وتشوّه عالم كان قد خُلِق جميلا وحُرًّا.
 
لم يعد هناك إله يُحاسِب فقط، بل هناك بشر سمحوا لأنفسهم أن يلعبوا دور الإله، يخبرونك إذا كنت ستدخل الجنّة أم النار بناءً على رأيهم فيك. ابتداءً من الأب والأم اللذان يخبران طفلهما ” ستدخل النار إذا فعلت كذا. ستدخل الجنة إذا نفذت أوامري بالحرف” وإلى الأغلبية الذين رجموا الناس بخطاياهم لمجرد أن الله اختار أن يسترهم.
 
يجلس فلان على مقعد المتفرّج بما ارتكب من خطايا وذنوب مستورة ليشاهد التلفاز ويقول “ما أقذر الممثلة الفلانية، وفلان هذا فاسق، وفلانة منحرفة” وينسى تماماً أن يقوم نفسه بدلًا من الحكم على الناس والخوض في أعراضهم بهذا الشكل!
 
الجَلد والتهكّم والاستهزاء والنقد السلبي والسبّ وإصدار الأحكام وعدم احترام الخصوصيات، كل هذه الصفات الفاسدة شوّهت الأنفس، وصار العالم قبيحًا بما فيه الكفاية. صار العالم قبيحًا بما فيه الكفاية. صار العالم قبيحًا بما فيه الكفاية.
– – – – – – – –
– فلان فاسق فهو لا يصلّي.
– فلان منافق وكذّاب فقد كذب على فلانة وورّطها معه ثم هجرها.
– فلان مزواج ويأمر الناس بالتعفف! لقد جعل الزواج لعبة.
– فلانة متحررة في ملابسها، تشبه الراقصات.
 
انتبه. أنت الآن تصدر أحكامًا على الجميع. لقد وضعت نفسك في مكانة عالية، ونظرت للناس من الأعلى، ثم حكمت عليهم جميعًا بالسوء. انتبه؛ لأن هذا الذنب من أسوأ الذنوب عند الله وأقبحها. لا تذكر أحدًا بالسوء، وإذا رأيته شيطانًا رجيمًا. فكثيرًا ما يكون المظهر والظاهر لك خدّاع.
 
تذكّر أنك لا تعرف الغيب، لا تعرف ما في الأنفس وما في القلوب، ولا تعرف إذا كان هذا الشخص أقرب إلى الله منك أم لا. تذكر أيضًا نقطة في غاية الأهميّة. تذكّر أنّك خطّاء، ومذنب، فأنت تعرف ذنوبك جيّدًا. لذا، لا تحكم على أحد، مطلقًا.
– – – – – – – –
كنت أريد أن أعيش كما أريد، لا كما يجب أن أعيش. كنت أريد أن أحب ما قضيته من عمري دون أن أندم على سنوات كثيرة ضاعت من أجل إرضاء الغير. كنت أريد أن أرضى أنا، دون أن أفني عمري لإرضاء الجميع. كنت أظن أنني اخترت، في الحقيقة لم أختر شيئًا حتى الآن سوى اختياري لأن أحقق توقعات من حولي عنّي.
– – – – – – – –
رغم وحدتي إلا أنني أشعر بأعين كثيرة تحيطني من كلّ اتجاه. تراقبني، وتنتظر أن أخطئ لترجمني. أعين كثيرة تنظر إليّ، تملأ سقف الغرفة وتنبثق من ورق الحائط. رغم كوني فردًا إلا أن العشرات يطوفون حولي، يثرثرون بجواري، ويعترضون على طريقة أخذي لأنفاسي.
– – – – – – – –
عجيب هذا الزمن الذي يمضي ثم يبدأ من حيث ينتهي! دوائر نحن سجنائها، لا نخرج من حيّزها. تربط بيننا الأرحام، وتتناسل الأجيال، والقصص نفسها تتكرر، لا أحد يتعلّم؛ لأننا ننسى.. ننسى كل شيء. تعاني الفقيرة أيّما معاناة، وتصرّ أن تُنجِب للعالَم أكبر قدر ممكن من الجوعى البؤساء. الأرض تضجّ بالبشر، والزمن يدور، وكل شيء يُعاد. رغم هذا، نتوق للحياة، للعَيش، وللتفاعل بأرواحنا مع العالم المحيط!
– – – – – – – –
هذا ما كتبته عام ٢٠١٦ ، وكنت أتساءل وقتها “ما الذي سيدور في رأسي عام ٢٠١٧؟”
اليوم أنا أعرف الإجابة، وأعرف أيضًا أن من رحمة الله بنا، أنه جعلنا لا نعلم الغيب.
هذا العام، لا أريد أن أعرف ما سيحدث العام القادم، بل أحلم بأن أعيش اللحظة، وأكون حاضرة بكل كياني في الوقت واللحظة الراهنة، وعدم التفكير في ماضي أو مستقبل.
وهذا ما كتبته قبل عامين:
“فوضَى الأفكار، وحرقة المشاعر، وعَبَث الظروف، وتصارُع المُعتقدات، والسّهر، وجنون الدوافِع، وشَغَف القراءَة، والتفريغ بالكتابة، والغوص في عقل رضوى، ومحفوظ، وتأمُّل أناقة لغة الرّافعي، والتعقُّل مع العقّاد، وتأمُّل نفسيّة نيتشه،ومحاولات التركيز فهم آيات القرآن، والتفكُّر في فلسفة هيجل، والتوهان بين السطور، ومقاومة الروتين، ودوستويفسكي وأبطال رواياته، ومحاربة الهوى، وإحساس حب ممزوج بكُره للحياة، وإحساس رهبة ممزوج بتفهُّم للموت، والحُب في المُطلَق، والحَرب ضدّ الجَمع، والغفران، واستحقار اللصوص.. لصّ الفكرة، ولص المال، ولص الحلم! وسخافة المنفوخين هواءً، وحوادث القتل والإرهاب، والمستقبل الغامض، والوعود الكاذبة، والذين يرحلون، والذين يقتحمون حياتك فجأة، والذين يخرجون، كلها أشياء تدور في عقلي..
 
ترى ما الذي سيدور في عقلي عام 2017 ؟!”
– – – – – – – –
 
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !