الرئيسية » الذات » تطوير الذات » كيفية الصلاة – تعليم الصلاة وفن الاستمتاع بها

كيفية الصلاة – تعليم الصلاة وفن الاستمتاع بها

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2278 المشاهدات
كيفية الصلاة - تعليم الصلاة وفن الاستمتاع بها

حي على الصلاة
– هل تصلي؟
– لماذا تصلي؟
– هل فعلا تغيرت حياتك بعد الصلاة؟
– لماذا الصلاة ثقيلة أحيانا؟

حسناً هذة بعض الأسئلة التي قد وردت على ذهنك ولم تجد لها جوابا شافياً. الصلاة يا صديقي هي الصلة بينك وبين الله. هي البوابة التي تدخل منها إلى ملكوت الله فتشحنك بالنور من رأسك حتى أخمص قدميك.

كلما إبتعدت عن الإنهيار العاطفي والرهبانية كلما صار الموضوع مفهوما أكثر لك. أرجوك إفهم أنا لست رجل دين يحاول أن يسوقك للجنة ويرهبك من ربك الذي خلقك، ولا يعنيني كثيراً إن دخلت أنت الجنة أو وقفت على بابها لأنني بكل بساطة شخص مختلف عنك. أنا خارج حدودك وأنت خارج حدودي.

والآن نعود لتلك الصلاة الجميلة التي يتمناها أكثر الناس ولا يعرفون كيف يصلون إليها. البعض يصلي وهو خائف، والبعض يصلي وهو فاقد الأمل، والبعض يصلي بحكم الموروث، والبعض يصلي لأن المحلات تغلق أبوابها وقت الصلاة.

إن كنت تصلي من أجل الله فالله غني عنك وعن صلاتك، وإن كنت تصلي من أجل رفع عدد حسناتك فأكفل يتيم أو ساعد عجوز على عبور الشارع وستكون قد قدمت حسنات تفوق كل صلواتك ربما لأعوام.

الصلاة لك أنت، لمصلحتك أنت، لتوازنك أنت، لتحقيق رغباتك أنت، لشفائك أنت، لزيادة رزقك أنت. الله لا يستفيد من صلاتك، الناس لا يستفيدون من صلاتك، الملائكة لا تستفيد منك، الشياطين لا تكترث إن صليت أم لم تصلي.

لا تقلق، إن لم تصلي فلن يتوقف الكون عن الدوران، لن تحزن الطيور، لن تختفي الجاذبية الأرضية، وأخيراً لن تدخل النار. الناس لا يدخلون النار لأنهم لا يصلون ولكن بما ظلموا وأفسدوا في الحياة الدنيا. قد يقنعك البعض بأن الصلاة تدخل العبد الجنة وهذا غير صحيح بالمرة لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وهناك الكثير من البشر الذين لا يقدمون على الفحشاء والمنكر بدون صلاة.

إذاً صلاتك لك أنت وحدك في هذة الدنيا، إنها هدية الله لعباده وبوابة الخير والنور والسباحة في ملكوت الله للإستزادة من كل خير. إنها قانون الجذب في أرقى صوره لكن الناس لا يعلمون لأنهم لا يعرفون كيف يصلون !

– جرب هذة المرة فقط… قم ، توضأ بالماء الصافي لتغسل نفسك من كل الطاقات السلبية والأفكار الواهنة، أغسل كل المشاعر السيئة، إغسل الغل، الحسد، البغض، الغيرة، الخوف، ضيق الحال، أغسل الديون، أغسل الهموم، أغسل وجهك من كل المناظر الكئيبة التي رأيتها طوال اليوم، إفتح عينيك وإبتسم وستشرق الحياة في صدرك وسيضيء وجهك بالنور.

إمشي بأناقة وإرتياح إلى ركن هاديء وإجلس على سجادتك، أصمت. فقط أصمت وإستشعر جمال اللحظة وأنك عن قريب ستقابل الله. تنفس بهدوء، خذ النفس عميقا إلى كل خلية من خلايا جسمك.

عندما تهدأ نفسك وتستقر مشاعرك، قم وتوجه للقبلة وكبر تكبيرة الإحرام. هذة كفيلة بأن تعزلك عن العالم أجمع وتدخلك في ملكوت الله.

إقرأ الفاتحة فهي الصلاة.
– بسم الله الرحمن الرحيم ( إستفتاح بإسم الله الأعظم للدخول في الرحمة )
– الحمد لله رب العالمين ( إقرار بأن الله رب كل شيء )
– الرحمن الرحيم ( إقرار برحمة الله وإستشعارها في النفس )
– مالكِ يوم الدين ( إعتراف وتسليم بأن مصيرك النهائي إلى الله )
– إياك نعبد وإياك نستعين ( إقرار بالعبودية والتسليم لله والحاجة للعون )
– إهدنا السراط المستقيم ( طلب الهداية إلى الطريق الأسرع للخير )
– سراط الذين أنعمت عليهم ( طريق الذين أنعمت عليهم برحمتك وهدايتك )
– غير المغضوب عليهم ولا الضالين ( تعوذ من الدخول فيمن غضب الله عليهم أو ضلوا الطريق )

ثم إركع لله وأسجد. كرر الفاتحة والركوع والسجود قدر ما تطيب به نفسك. صلي من أجل نفسك حتى تهدأ وتطمئن ولا تحاول إنهاء الصلاة بل إستمتع بها وبالنور الذي يمتلىء به جسمك.

بعد أن تسلم وتنهي الصلاة إجلس في صمت وتأمل الهدوء، ثم أطلب من الله ما تريد بكلماتك أنت. إبتعد عن الأدعية المأثورة لأنها ليست أدعيتك، خاطب الله بلسانك. أطلب الخير لنفسك، أطلب الشفاء، أطلب الرخاء، أطلب تسديد الديون وما تطلبه عشه وكأنه تحقق.. ما تطلبه الآن عشه في عقلك الآن.. أنظر إلى نور الله يهبط على رأسك فيضيئه ويشفيه ويسري النور حتى يخرج من قدميك وأنت تجري وتلعب وتتحرك في صحة ونشاط، وإن كان ما تطلبه مادي فأنظر على أنك ملكته فعلا وهو بين يديك. عش اللحظة بحذافيرها في ملكوت الله. أملك ذلك البيت وأنت في ملكوت الله ، أستشعر الشفاء وأنت في ملكوت الله. ألم تقرأ الفاتحة وأقررت بأن الله رحمن رحيم وأنه معينك وهاديك إلى الصراط المستقيم؟ إذا لا داعي للخوف أو الريبة، فقط عش اللحظة في حضرة الله الرحمن الرحيم.

وعندما تطيب نفسك، إبتسم وإذهب وقابل الناس بوجه حسن مضيء بالنور فكل من يراك سيرى النور في وجهك وستفتح لك القلوب والأبواب.

هذة هي الصلاة وهذة فائدتها لك. لا تحاول أن تحملها فوق ما تحتمل وستجد بأن صلاتك فعلاً تنهاك عن الفحشاء والمنكر لأنك لست بحاجة لهما ولك رب يرحم ويعين ويعطي ويهدي.

– وأشرقت الأرض بنور ربها

بعض أسئلة القراء وإجابتها .. بالتأكيد سوف تفيدكم جداً يا أصدقائي ^_^

س : ايه رايك في اللي يتركها
هل بتعتقد بصحة الحرمان من الجنة وتوجب عذاب النار؟؟

ج : أنا أجبت عن هذا في المنشور نفسه. الصلاة لا علاقة لها بالجنة او النار. دورها هي التوازن الروحي والتواصل مع الرب..
انا تحدثت عن الصلاة كما افهمها ولا علاقة لي بما يقوله الرهبان. يمكنك مناقشة الامر معهم لعلهم يفيدونك

هل تعلم بأنك تستطيع المحافظة على هذة الحالة طوال اليوم؟
الصلاة لا تنتهي وإنما تستمر طوال العمر وإنما نحن نقذيها بالمزيد كل يوم
يمكنك أن تكون في صلاة دائمة…
كل أصحاب دين لهم صلاتهم ومن المفروض أنها توصلهم إلى نفس النتيجة كل بطريقته

ومن يقولون ذلك بأن من لا يصلي يدخل النار … يؤمنون بأن الله أدخل بغي الجنة ( بغي أي ليست فقط قامت بالفاحشة نتيجة ضعف في النفس ولكنها تتاجر بعرضها! ، وبالتأكيد البغي لم تكن تصلي ) .. أدخلها لماذا الجنة لأنها أسقت كلب ،، وامرأة آخري دخلت النار في قطة لأنها حبستها ولم تتركها ولا تطعمها إلي أن ماتت ،،، ورجل آخر دخل الجنة لأنه سقي كلب وجده يلهث في الصحراء عندما كان يشرب .. ذلك الرجل سقي الكلب فشكر الله له فغفر له .

قال تعالي (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) [البقرة : 62]

قال تعالي ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) [المائدة : 69]
لاحظ أخرة آياتين نفس الكلام ونفس المعني ، وفيه آيات أكتر من كده بكتييييير اوي ، بالله عليكم ابحثوا ، تفكروا ، تدبروا … مش معقولة أهم حاجة في حياتك اللى بتحركك فى الحياة وهي إيمانك ، يكون مجرد ظنون موروثة !! .. لو إيمانك ظنون وأفكار ورثتها عن الأهل أو رجال الدين أو … ؛ سوف تحصل علي أسوء حياة !
(اقرأ : القدر مسخر لك .. لا عليك! )
( اقرأ : عبادة الله – أي إله يجب أن أعبد ؟!! )

س : عاجزة عن شكرك اخي الكريم ، انني تائهة بسبب هذا الموضوع ،الله يعطيك الف عافية على هالموضوع الاكثر من رائع ،سؤالي هل هناك طرق اخرى تؤدي نفس الغرض ام ان الصلاة الاسلامية أقوى هذه الطرق مع فائق شكري وامتناني

ج : كل صلاة في أي دين القصد منها الوصول الى هذة المعاني لذلك اي صلاة تربطك بمصدر النور فهي صلاة

لو شاء الله لجعلنا أمة واحدة وانتهى الامر ولكن اختلاف الأديان من العدل الالهي فلكل أمة شرعة ومنهاج والمفروض انها جميعا تؤدي الى الله. اما من لم يستفد من هذة الرحمة فلن يجدي نفعا ان يكون تابعا لأي دين. هو كالحمار يحمل أسفارًا
– – – –
س : طيب كيف الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر و أغلب الناس يصلون و ينهبون ويختلسون و يرتكبون جميع المعاصي ؟؟؟؟

ج : الذين يصلون بطريقة ميكانيكية لا يستفيدون من صلاتهم لذلك هي لا تنهاهم عن اي شيء
– – – –
س : يقال عالم الماني دخل الاسلام قائلا ان الله يريد بكم خيرا لما امركم بكثرة السجود فالاطالة في السجود تجعل الارض تمتص كل الشحنات السالبة الموجودة في جسم الانسان…..والتجربة خير برهان

ج : المشي حافي القدمين يمتص الشحنات السالبة. مشكلة المسلمين إنهم ما عندهم إختراعات يجارون بها العالم لذلك صاروا يأخذون عباداتهم ويحاولون إستخراج شيء يتفاخرون به على الناس!!
– – – –
س : ممكن تشرح ازاى نحتفظ بهذه المشاعر دائما ؟

ج : عندما تقومين بالصلاة في خشوع فإن أثرها يمتد طوال اليوم وربما لأيام بلا توقف. لذلك نصلي وأعيننا مفتوحة حتى نجلب تلك المشاعر للوعي ومن ثم تنتقل معنا حتى بعد إنتهاء الصلاة.

ربما الأصدقاء يعتقدون بأنني أقول كلام رائع ولكن في الحقيقة هذا الكلام محفور في أعماقهم لذلك يعجبهم كلامي لأنه ينعش ما هو موجود فيهم أساسا. عندما أنعشت كلماتي ما هو في داخلهم إطمئنت أرواحهم له وشعروا بأنه قريب منهم. شعروا بأن هذة هي الصلاة التي يبحثون عنها.

عارف الدوسري

هل تعلمت الآن فن الاستمتاع بالصلاة ؟
هل ساعدك هذا المقال في فهم معاني أعمق عن الصلاة ؟

مقالات ذات صلة

2 تعليقات

سمية 22 مارس، 2016 - 11:59 ص

اسمح لي ببعض الملاحظات
الصلاة هي حق الله على العباد وهي صلة العبد بربه صحيح أن الله غني عن عباده لكن هي قوام الدين وأحد أركانه فنرجو طرح الموضوع كما جاء في أحاديث الرسول وليس من وجهة نظر البوذيين
وليس كل شخص يعبد الله كما شاء فلا تستطيع أن تنكر آيات الحجاب كما ذكرت في اجابتك لاحد الاخوات حين سألت ولكن العبرة بالمقاصد والاسلام لم يضع نماذج متحجرة تصلح لشعب واحد او عصر واحد إنما هو يسع الناس بجميع اختلافاتهم و العبرة بالتقوى و مقاصد القلوب وهذا محل العمل والاختبار واتنمى ان يكون رأيي صوابا و متقبلا وشكرا

رد
Aboda Magdy 22 مارس، 2016 - 12:19 م

رأيك صواب ومتقبل وشكراً سمية .. ^_^

رد

اترك تعليقك !