الرئيسية » الذات » تطوير الذات » ما اسباب وجع الراس – علاج وجع الراس

ما اسباب وجع الراس – علاج وجع الراس

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1239 المشاهدات
ما اسباب وجع الراس - علاج وجع الراس
مشاعر سيئة .. مشاعر ضيق أو خنقة أو ألم أو ضجر ..
هذا يعني أن ما تفكر فيه بداخل رأسك وتؤمن به عكس ما يؤمن به قلبك !
هذا يعني أن ما تفعله بصورة آلية بإستخدام رأسك عكس ما يريده قلبك !
هذا يعني أن ما يجعل رأسك مضطرب ومتوتر هو عكس ما يجعل قلبك حياً ورأسك هادئاً ومتناغماً مع قلبك !
 
هذا يعني أن هناك تعارض وصدام بين أفكارك وقناعاتك وبين رغبات قلبك وصوته بداخلك .. وهذا شيء ضار جداً ؛ لأن هناك حرب أهلية بداخلك بين رأسك وقلبك ، ومن الطبيعي والمفيد لك ولكيانك أن الاثنين يكونان في حالة توازن وتناغم وإنسجام لا في حالة صراع وقتال !
 
– عندما يحدث ذلك فهذا يعني أن هناك صراع بين أصنامك التي صنعتها في رأسك وبين الحياة بداخل قلبك ، فالرأس كل ما يفعله هو إعادة تدوير وإحياء الأصنام التي تم حفرها بداخله ( سواء أنت من حفرها أو الآخرون من حولك ) بصورة أتوماتيكية وكأنه يدور في حلقة مفرغة ، بينما القلب لا يوجد فيه شيء ثابت ولا معني للثبات بداخله ؛ لأني يسعي دائماً للأكثر نوراً وللأفضل وللأروع .
 
فالرأس كالبركة والقلب كالنهر …
 
* فالرأس يفهم لغة الإيمان الأعمى فما تأمره بحفظه سيحفظه فوراً وسوف يتعامل معه علي أنه الحقيقة المطلقة والصواب المطلق وحتي إن كان ما تحفظه بداخله هو مجرد زيف وخطأ ، فسواء كان ذلك الشيء يفيدك أو يضرك هو لا يفهم ذلك هو فقط يحفظه ويجعلك تعيشه ويكرره عليك ويجعله واقعك ويجعل أيامك كلها تدور حوله .
 
بينما القلب لا يفهم لغة الإيمان الأعمي هو يفهم لغة الثقة والحب ، القلب يفهم الإيمان القائم علي التجارب ، يفهم الإيمان القائم علي الحب والطمأنينة والسلام ، يفهم الإيمان القائم علي التناغم والإنسجام ، يفهم الإيمان القائم علي الإنصهار والذوبان ، أي يفهم الإيمان القائمة علي الثقة التي تتولد من التجارب ومن الحياة نفسها ؛ لذلك لا تستطيع أن تكذب علي قلبك أبداً ، ولا تستطيع أن تحتفظ بداخله بأي شيء مزيف أو خطأ ، سيقوم بطرده وإلقائه فوراً ، فهو لا يحتفظ بداخله بالزيف ولا بالأشياء المقدسة الثابتة ( أي لا يؤمن بالأصنام ، لأن الأصنام ثابتة وهو يعيش ويحيا في الحرك والتغيير والتجديد ويحتضر ويموت عند الثبات ) ، وإن أجبرته علي حفظ أصنام معينة ( أفكار أو قناعات .. ) بالقوة سينغلق علي نفسه ويحتضر ويموت ، ولكنه لن يحفظها أبداً ولن يقبل بأي زيف أو بأي صنم بداخله أبداً ؛ لذلك فهو سينغلق علي نفسه ويختار الإنتحار أفضل من أن يخضع لهرائك .
 
* الرأس يفهم لغة الثبات وما لم تجدده أنت بنفسك وتغيره فلن يتحرك ولن يتغير ، وسيستمر يعيش ويدور في الدائرة المغلقة التي حصرته بداخلها إلي أن تقوم بتحديثه ، وكلما كانت أفكارك ثابتة ولا تتغير أبداً أو لا تغيير إلا علي فترات متباعدة جداً بأفكار تدعم الأفكار القديمة الثابتة ، كلما كان رأسك مسمم بالكامل وليس ذلك فحسب فرأسك سيكون مصدر لأنواع مختلفة من السموم والفيروسات التي سينشرها في كل أركان جسدك .
 
فحينها رأسك سيشبه البركة التي مر عليها الوقت الطويل ولم يتغير مائها ولم تتجدد ولم تتحرك المياه بداخلها ولم تسقط عليها الأمطار ، فهي نتنه وميتة لأنها متوقفة وثابتة ، بينما النهر أو البحيرة حية ولا يمكن أن تموت أبداً ؛ لأنها متحركة باستمرار فلا مجال للتوقف ومتصلة بالمصدر الذي يمدها بالحياة المتجددة دائماً .
 
بينما القلب لا يفهم لغة الثبات بل يفهم لغة التجديد والتغيير ، وما الحياة إلا تجديد وتغيير وحب مستمر .. أي القلب يفهم لغة الحياة ، فالقلب كالنهر الذي يتحرك ويتغير ويتجدد كل لحظة .. كل لحظة هناك تغير .. هناك حركة .. هناك حياة بداخله .. ولا يوجد ثبات بداخله أبداً ، لأن الثبات يقتله .
 
فكما أن البركة من المستحيل أن تعيش بداخلها الأسماك والكائنات البحرية الآخري الرائعة وحتي إن قمنا بإدخال تلك الكائنات إلي البركة فسوف تموت فوراً ولن تستطيع العيش بداخلها ، فإن رأسك يفعل ذلك تماماً عندما يكون كالبركة ، فأي شيء ذا قيمة لن يستطيع أن يدخل رأسك وحتي إن مر أمام رأسك ملايين من الأفكار والفرصة الجيدة التي من الممكن أن تقلب حياتك تماماً سيقوم رأسك بقتلها أمامك ويحتفظ بالطحالب والفيروسات بداخله كأنها هي حقيقية الحياة .. وهي واقعه الميت .
 
أنصحك يا صديقتي \ يا صديقي :
 
– حاول أن تنظف رأسك دائماً وقم بتحديثه بصورة مستمرة ولا تتوقف عن تحديثه إلا عند موت جسدك ، طالما أن روحك بداخلك جسدك فرأسك في حاجة للتحديث ، وعندما تشعر بمشاعر سيئة .. مشاعر سلبية أعلم أنه حان وقت التحديث وإدخال مياه جديدة لرأسك حتي لا تموت الحياة بداخله ، فأمامك أمرين أما أن تحدثه بصورة مستمرة أو تحدثه فور خروج مشاعر سلبية .
 
– قلبك كالنهر ، شئت أم بيت فهو سيظل كالنهر ، وإن حاولت أن تعيق حركته وحياته وتكدس بداخله الأصنام سينغلق علي نفسه ويتركك لرأسك الثابت الميت ولأفكاره البائسة تتحكم في حياتك وتقودها .. وهذا سيزيد الإضطراب في حياتك .. التوتر سيزيد .. الخوف سيزيد .. الروتين سيزيد .. الموت سيزيد .. والحياة سنتعدم .
 
– أترك قلبك ( نهرك ) يعيش طبيعته ولا تقيده ولا تخنقه بأصنامك ولا بأصنام أهلك ومجتمعك ، أتركه ينساب في الحياة ، أسمح له أن يسير كيفما يشاء وقتما يشاء وفي أي طريق يشاء .. فقط عش فيه وألقي بنفسك بداخله وأسبح معه .. وحينها ستجد أن الحياة ساحرة ، كل يوم في الحياة هو يوم ساحر لأنه جديد ومميز .
 
عبدالرحمن مجدي
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !