واعلم يا فتى أن الله لم يمقت في خلقه صفة مثل الحسد.. هي فاتحة الصراع وأول الخطايا.. وفِي حين تكلم الله في السارق والقاتل والزاني وآكل مال اليتيم والعاق لوالديه بل والكافر حتى.. وتوعّد بالعقاب ووعد بالتوبة.. إِلَّا أنه استثنى الحاسد من ذلك كلّه.. ولَم يزد على أن قال استعيذوا بي منه.. جاعلا إياه والشيطان في صعيد واحد..
فاستعذ بالله من الحاسد .. واستعذ أن تكون أنت هو..
– من رسائل السيد فرحان إلى الفتى ذي الرأسين..
– – – – – – – – – – –
النضج لا يعني أن تتعلم أشياء جديدة.. هو فقط إعادة تقييم للأشياء التي تعلّمتها.. إعادة ترتيبها في حيز دماغك.. اهتمام أقل هنا.. أكثر هناك.. فقدان الأمل هنا.. تقويته هناك.. وضع كل شيء في حجمه الذي يجب أن يكون عليه..
والأهم .. فصل روحك عن كل ذلك.. لست شيئا بعينه.. لست مجموع أجزائك..
– – – – – – – – – – –
واعلم يا فتى أنه لن تصيبك نعمة قط .. إلا ويداخلك خوف من تحولها.. ولن تحل عليك مصيبة قط .. إلا ويخالجك أمل في زوالها..
وهذا هو حال الدنيا التي تقلبنا كما يقلب اللحم فوق الحطب.. وإنّ تغير الزمان الذي نخشاه في حين, نرجوه في حين آخر.. فما هذا بالشيء الذي تخافه.. إنما الخوف الخوف حين يتوقف الزمان والمكان.. فنعيم لا قلق من زواله.. أو عذاب لا رجاء بالخلاص منه..
وقد عرفت فالزم..
من رسائل المعلم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين..
– – – – – – – – – – –
بالضرورة أمّ.. وبالفطرة أمّ.. أنجبت أم لا تنجب.. تزوجت أم لم تتزوج.. تورّطت في حياتها برجل أم نجت من هذا الابتلاء العظيم.. تظلّ أمًّا..
ولعلّ أجمل هديّة نقدّمها للأم اليوم، هي أن نريحها قليلا من هذا العناء.. أن نعطيها إجازة منا.. أن نحمل عبء أنفسنا بأنفسنا ليوم واحد.. لنذكّرها كيف كانت حياتها قبل أن نحتّلها نحن كالتتار.. كيف كان لديها صديقات ونشاطات وأحلام وهوايات وكتب وموسيقى وأغاني .. قبل أن يتسبب رجل ما، في أن تذهب يوما ما إلى المستشفى، لتأخذ الممرضات كل ذلك منها، ويعطونها بدلا منه كائنا صغيرا لا يكفّ عن الصراخ والشكوى والأكل والتبرّز..
علّها تدرك.. كيف حلّت رضاعات الحليب محل القهوة .. و تحضير الشطائر بدلا عن تمرين الصباح.. وكيف أن موضة القراءة صارت قديمة.. واستبدلها الناس بهواية غسيل الملابس.. وكيف يكون تغيير الحفائظ مهارة.. وكوي الملابس في الليل، إدمانا لا تنام بدون فعله.. وكيف كانت تصلي، قبل أن تتحول الصلاة بحسب المذاهب الجديدة، إلى خمس دقائق تتصنع فيها الصمت لتهرب منا؟
علها تعرف كيف تغير ذوقها الموسيقي من كاظم الساهر إلى فوزي موزي.. ومن إد شيران إلى جوني جوني.. وكيف استبدلت متعة البحث عن معنى للحياة، بمتعة التحقيق في من ضرب من أولا؟ ومن عضّ من أولا؟ ولمن تعود ملكية ساق اللعبة المكسورة التي أشعلت حرب البسوس.. وما هي المتعة التي يجدها الكائن البشري الصغير حين يفرغ علبة الكريم في حوض السمك؟
كل عام وهذا الحنان الفطري الذي لا نتقنه بخير.. كل عام وهذا الظلّ الكبير الذي يحمي العالم بخير.. كل عام ومن أخفى الخالق أسرار خلقه في بطونهنّ بخير.. كل عام ومن قررن ألا يكنّ بخير، إلا إذا كنّا بخير، بخير..
– – – – – – – – – – –
من المحزن حقا أن يكتب الإنسان نصًّا صغيرا يقول فيه أن الوصف الذي استخدمه الرسول عليه السلام، في سياق معيّن “الزنا بالتحديد”.. لا يجوز تعميمه على الجميع.. لأن هذا يعتبر قذفا في الأعراض، فيفاجأ بهذا الكمّ من قذف الأعراض..
والمحزن أكثر أن تكتشف أن الناس الذين يمشون إلى جانبك في الأسواق ويجلسون معك على نفس المقعد في المدارس والجامعات ووسائل النقل، ينظرون إليك بهذا الشكل وبهذه الكمّيّة من الاحتقار..
لو كنت مسؤولا تربويا في هذا البلد، لنظرت بعين الرعب إلى تعليقات كهذه .. لأن السكوت عن هذه الكراهية التي تزرع في عقول الناس ضد بعضهم البعض بدعوى أَن هذا ملتزم وهذا غير ملتزم، سيكون مكلفا جدا..
عموما، لم يتغير في داخلي شيء.. ولَم تزدني الردود إلا إيمانا بما أقوله.. وأرجو ألّا تقل لي أن أكتب أو لا أكتب.. هذا خيار شخصي لي.. كما لك خياراتك الشخصية التي أحترمها.. ومبادئي واحدة.. في القصص أو المقالات أو أي شيء آخر.. لا فرق بين الوجه والقناع..
– – – – – – – – – – –
أولّ داعية استخدم لفظ “ديّوث” لوصم أهالي الفتيات غير المحجّبات، يستحق الخلود السرمدي في جهنّم.
ليس فقط لتأويل الحديث بغير معناه، وتقويل رسول الله ما لم يقله.. لكن لأنه أنتج أجيالا من الحمقى المتشددين الذين يجوبون الأرض طولا وعرضا، يقذفون أعراض الناس، وهم على تمام الاقتناع أن هذا هو الدين!
الأعراض يا أيها المشوّهون ، هي ثالث أهمّ شيء نزلت الشريعة لحمايته، بعد الأنفس والأموال.. والطعن فيها كبيرة من الكبائر كالقتل والسرقة.. وتتقدم كثيرا في سلّم الدين على أمر تغطية الرأس والجسد.. ولو كان رسول الله -الذي تحرّفون كلامه – بيننا لجلدكم أنتم ودعاتكم، ثمانين جلدة.. ولَم يقبل لكم شهادة أبدا.. تماما كما جُلِد بعض الصحابة في حادثة الإفك والطعن في السيدة عائشة..
ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود!!
– – – – – – – – – – –
لا المقدّسة..
استخدام أسلوب النفي في النصّ التأسيسي للإسلام “لا إله إلا الله” لم يأت عبثا.. وأن تكون “لا” هي الكلمة الأولى التي تدخلك ملكوت الإيمان هو شيء ربما يجب الوقوف عنده.. شخصيا.. لا أستطيع فهم هذا غير أنه دعوة للتمرد.. دعوة للكفر بكل الآلهة المصطنعة التي علم الله بحكمته الكاشفة أنه سيكون هنالك الكثير منها.. آلهة من تمر وخمر وذهب وطين وحجر ودم ولحم وأيدي وسيقان.. سنخلقها.. وسيعبدها البعض طوعا وسيستعبد الباقون قهرا وظلما.. لذلك كانت ال “لا” هي أول ما بدأ به الله حديثه مع البشر.. لا تنحنوا لأحد.. لا تخضعوا لأحد.. لا تؤمنوا بأحد.. اكفروا بالظلم والذل والصغار والتبعية والتقديس.. وارفضوا كل شيء من شأنه أن يحني جبهة الإنسان..
باختصار.. هذه ال “لا” تعلّمك أنك لن تكون مؤمنا قبل أن تكفر بكل شيء يشبهك.. ولن تكون حرّا إلا إذا كنت عبدا لهذا الإله العظيم.. أي انحراف عن هذه العبودية سيدفعك حتما للوقوع في عبودية من نوع آخر..
– – – – – – – – – – –
.
اقرأ أيضاً: عبارات وحكم مؤثرة
اقرأ أيضاً: عبارات حكيمة مؤثرة
اقرأ أيضاً: عبارات مؤثرة جدا عن الحياة
اقرأ أيضاً: أقوى العبارات المؤثرة في الإنسان
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!