الرئيسية » الذات » كيف تغير حياتك » الاحساس بالذنب وتأنيب الضمير – اسئلة واجوبة

الاحساس بالذنب وتأنيب الضمير – اسئلة واجوبة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1228 المشاهدات
كيف اقنع اهلي بالزواج من حبيبي
رهف:
انا مو بخير ونفسيتي كتير تعبانة
 
هالسنة كانت صعبة علي كتير
من الشهر الرابع لهلئ كلو مرض
طلع معي خشونة بلرقبة ونقص حاد بفتامين دال
عم يسببلي الام عضلية ومفصلية
وعندي مشاكل بلهرمونات
 
مقضياها كلها ادوية ودكاترة وتعبت من هالقصص
كل مااحاول اتفائل
الالم برجعني لورا
استغفر الله ما بعرف كيف اتعامل مع المرض
عقلي ماعم يستوعب اضل هيك وانا صغيرة
وخصوصي اني مقصرة كتير ببيتي
مع زوجي وابني بسبب المرض
 
بصراحة انا غذائي سيئ
لا اكل بيض ولا سمك ولا حليب ولا فواكه
وهالشي جعل جسمي مناعتو ضعيفة
 
وهلئ عم اكل ما كسبت يداي
ايه والله يعني استحق هالشي
ما كنت مفكرة حتئثر بلصغر
فكرت لاصير ختيارة ممكن اتئثر
فرب العالمين ورجاني اني مخطئة بحق نفسي من هلئ
وطلعت الامراض ورا بعضا
 
عبدالرحمن:
لو بتحبي زوجك وأبنك لازم تحافظي على نفسك وعلى حياتك قدر المستطاع .. واقل شئ تستطيعين فعله: الأكل الصحي + حبة رياضية خفيفة ولو بداخل البيت
– – – – –
رهف:
بعرف للاسف عرفت بعد مامرضت
ياريتني انتبهت عحالي زمان
الدكاترة عطوني نظام غذائي مع فتامينات وحكولي بدي اربع خمس شهور لاتحسن
بس انا صبري نفد
استغفر الله نفسيتي مو تمام
 
عبدالرحمن:
لا يهم متى عرفتي .. المهم أنكِ عرفتي فيه ناس لا تعرف هذا أبداً وقد تموت فجأة مثلاً بسبب سوء تغذية !
– – – – –
رهف:
ماعم اعرف كيف اصبر حالي
المشكلة فيني انا
كل ما ارفع طاقتي بصلاة او دعائ
و خيال جذب او اي شي ايجابي
بيجي الالم بيخفضلي طاقتي وبحسسني بليئس
 
عبدالرحمن:
ولكن دائماً العلاج النفسي مهم للغاية .. لابد ان تكون نفسيتك متناغمة مع العلاج والصحة ، حتى يكون تأثير العلاج أفضل
– – – – –
رهف:
السؤال كيف ما اجعل المرض يأثر على نفسيتي على تفكيري
كيف أتألم وتضل مشاعري سلام
ويضل تفكيري منشغل بلصحة
 
اسفة اني عم اثقل عليك بس انا بعرفك انسان طاقتك عالية وبتحب الخير ودغري خطرت عبالي لاستشيرك
 
عبدالرحمن:
كيف سترتفع طاقتك وأنتِ تلومين نفسك !؟
كيف سترتفع طاقتك وأنتِ تحملين نفسك مسؤولية فوق طاقتها !؟
أنتِ تحاربين نفسك وتحطمينها من الداخل ، وفي نفس الوقت تريدينها أن تصبح قوية !؟
 
أول شئ قبل كل شئ يجب أن تتوقفي عن لوم نفسك ، وإلا لن ينفع معكِ أي شئ .. لا صلاة ولا دعاء ولا دواء ولا علوم علم النفس كله ستصلح فيكِ أي شئ ، وأنت تلومين نفسك بشدة … لأن اللوم الشديد وأنكِ تجعلين من نفسك مجرمة يولد كراهية عميقة لا يعالجها شئ إلا أنتِ !
 
ولذلك الله ذكر في القرآن في أكثر من آية ، أن الاستغفار بعد العمل مباشرة الله يقبله ، فلا حاجة لأن تلوم نفسك كثيراً أو تصفها بالجرم أو تحاربها لأجل أي شئ خطأ فعلته … إذا فعلت شئ خطأ اطلب المغفرة ستجدها ، ولكن كيف ستطلب المغفرة وأنت لم تغفر لنفسك !!
 
الإنسان ليس شيء واحد الإنسان الفعل وعكسه ؛ لأنه بيديه أن يفعل الشئ وعكسه ، ولذلك إذا فعل أمر ، وظهر أنه لا يؤدي إليه بالنتائج التي يريدها يلوم نفس لأنه كان من الممكن أن يفعل الأمر بشكل مختلف ، ولم يكن يحصل على نتائج سيئة .. وهذا الأمر في حد ذاته قاتل ؛ لأنه يدمر الحاضر !
 
والإنسان لا يملك سوى الحاضر ! … لا مستقبل ولا ماضي يملكه ، وبالتالي يضيع الإنسان في الحاضر على فضلات الماضي ، فيضيع حاضره ، وإن كان له مستقبل يصبح أسوأ احتمال قد يتوقعه على الإطلاق !! ..
 
ولذلك الله دائماً يقول للإنسان فعلت شئ خطأ اطلب المغفرة ، وخذها .. الأمر بهذه البساطة ! ،، ويجب أن تكون هذه البساطة موجودة في الإنسان بداخله حينما يتعامل مع نفسه .. أي يغفر لنفسه ببساطة هكذا ! … لأنه لا يوجد عائق أمام الإنسان سوى هذه ..
 
وحينما الإنسان لا يستطيع أن يغفر لنفسه يخسر أكثر مما يتوقع ، فالفرق بين الناجح والغير ناجح أو السعيد والغير سعيد .. أن الأول الناجح في حياته والسعيد يغفر لنفسه حينما يفشل أو يُسبب لنفسه التعاسة بسبب فعل خطأ .. بينما الآخر الإنسان الفاشل والتعيس حينما ينجح أو يُسبب السعادة لنفسه ينسى بسرعة هذا الأمر ، ولكنه حينما يفشل أو يتسبب في إتعاس نفسه يظل يضخم ويهول هذا الأمر حتى يشعر أنه لم يفعل شئ جيد في حياته قط !!
 
كأنه شيطان رجيم ! ، وهذا ما يريده الشيطان من الإنسان ، في حين أن الإنسان ما يميزه أنه إنسان ليس شيطان وليس ملاك .. هو يخطأ ولكنه ليس بشيطان ، وهو يفعل أعمال صالحة ولكنه ليس بملاك ! .. بل مجرد إنسان بشري ، هكذا خلقنا الله .. وهكذا كياننا وعندما نفهمه سنتاغم مع الحياة أكثر ..
 
وأحد أهم أهداف الشيطان أن يجعل الإنسان يكفر ، والكفر ليس مجرد كلام لا معنى له ، فالإرهابي الذي يكرهه الناس ويقتلهم حينما يتحدث بلسانه ستجدينه أكثر الناس تحدثاً عن الله وعن إيمانه بالله !! .. رغم أن الأمر ليس كذلك ! .. الإيمان بالله ليس لسان يتحدث إنما أفعال وأسلوب حياة كاملة …
 
كفر الإنسان بنعم الله هو كفر بالله .. كفر الإنسان بالنور هو كفر بالله .. كفر الإنسان بأنه إنسان وليس شيطان أو ملاك أو مقدس يجب أن يخضع الآخرون له هو كفر بالله .. كفر الإنسان بقانون الله الواضح من رغبته في وجود اختلاف على الأرض اختلاف اشكال البشر وأديانهم ومعتقداتهم هو كفر بالله …
 
وحتى ما قولته لكِ سابقاً .. أن الإنسان التعيس والفاشل حينما يرى فقط أخطاء نفسه وعيوبها ويضخمها وينظر لنفسه نظره دونية سوداوية سيئة ، هو كفر بالله .. لأن ببساطة هكذا هو لا يعترف بأن الله خلق له جانب جيد ، ولا يعترف ولا يؤمن بأن الله خلق له إردة بشرية وحرية وقدرة على تغيير ما يريده في حاضره ومستقبله ، ولا يؤمن بنعمة الله أنه أظهر له هذه الأخطاء ليتعلم منها وليستفيد بها في حياته .. ولا يؤمن بالكثير من الأمور … وهذا في حد ذاته سيجعله يقع في أمور أسوء .. وحينها سيزداد داخله ظلاماً أكثر وكفراً بنفسه الجيده الصالحة .. النفس التقية التي تحب النور والسعادة والحرية .. والتي أمره الله بأن يحافظ عليها ويُنميها فيه .. وحينها يرجع لدائرة الخسارة والكفر وهكذا !
 
أما الإنسان الأخر الذي يؤمن أكثر بنفسه الجيده مهما فعلت نفسه السيئة أخطاء أو ذنوب .. فهو يُنمي هذه النفس الجيدة فيه ، فرتقي بها فيسعد وينجح في عيش رحلة حياته على الأرض بسعادة وبحرية .. وهذا كل ما يريده الله من الإنسان …
 
ولذلك قولتها لكِ ويمكنكِ ان تبحثي عن آيات الاستغفار في القرآن ، كلها آيات سريعة ، لا يوجد شروط ولا قوانين للإستغفار ولا شعائر حتى ! .. مجرد أن تطلب المغفر تحصل عليها .. الأمر أنتهى .. أذن الخطأ او الذنب الذي فعلته مات في الماضي .. الآن أمامك الحاضر لتفعل ما تريد أن تعيشه الآن .. ولترسم ما تريد أن تحصل عليه في المستقبل ببساطة وبحرية من ماضي مات .. تعلمت منه أن تقترب أكثر لنفسك الجيدة الصالحة ، وأن تسامح نفسك السيء أو البشرية التي تخطأ بجهل أو بدون قصد وأحياناً عن عمد ، ولكن مازالت نفس بشرية وهكذا تم برمجتها من خالقها .. فعليك أن تحب هديته .. وتتقبل نفسك بحبك ، لتتقبلك الحياة بحب
 
معلشي طولت عليكي في الكلام تقريباً دا مقالة لوحديها ^ _ ^ … بس اتمنى أنها تفيدك وتحل مشكلتك من جذورها .. ربنا ينور بصيرتك ويسعد قلبك يا رهف
– – – – –
رهف:
كتييير كلام حلو ومفيد يارب يجزيك كل خير
فعلا مع اني بردد باللسان استغفر الله الا اني من جواتي بلوم نفسي دائما على سوئ استخدامي للغذائ واذية نفسي
دائما افكاري اني كان لازم اعرف من زمان خطورة يل بعملو
ما خطرلي اني لازم اغفر لنفسي الخطأ
وابدا من جديد واتعلم من خطئي
وخلص
مو اضل. بللوم والعتب وياريت وياريت
 
عبدالرحمن:
تمام ، واليوم لاحظتي هذا ..
أذاً أشكري نفسك لأنها بحث وسألت ..
وأشكري نفسك لأنها فهمت واستوعبت الدرس ..
واشكري نفسك لأنها ستساعدك على التغيير من الآن ..
ثم اشكري ربنا على كل ما سبق ، وأنه خلق لكِ نفس جميلة هكذا وحية ومتفاعلة معكِ هكذا .. وليست مُسيرة مثل الحيوانات أو الإنسان الآلي ..
 
وأعلمي جيداً وهذا إيماني الذي بنتيه بنفسي وعن تجاربي الشخصية لا أردد كلام أحد أو كلام لم اجربه شخصياً .. أن أي مشكلة بينك وبين نفسك ، هي مشكلة بينك وبين ربك الذي تؤمنين به بداخلك ! ، وأي مشكلة بينك وبين ربك .. ليست بمشكلة بل تستطيعن حلها ببساطة ، لأن الطرف الآخر وهو ربك قريب منك للغاية ويغفر لكِ أي خطأ تقومين به فوراً ، لا تأخير ولا تأجيل لذلك .. وسيبقى الأمر بينك وبين نفسك .. أن تصلحي هذه العلاقة .. لأن الطرفين بيدك .. أنتِ الروح ، وأنتِ النفس .. وأنتِ المتحكمة في كلاهما … وكلما أصحلتِ شئ في نفسك أشكري نفسك وأشكري الله .. ولا تفقدي هذا الشعور بالحميمية تجاه ربك .. لأن الله سيظل الأقرب إليكِ .. قد يكون كلامي جيد الآن وأفادك ، وتشكرينني بداخلك ، ولكن من خلقي في الأساس !؟ أليس الله !؟ .. ومن منحني القدرة على الرد عليكِ ؟ اليس الله !؟ .. ومن منحني القدرة على كتابة اكثر من 800 كلمة ، لا استطيع أن اكتبهم مرة آخرى بنفس الأسلوب وبنفس الكمية مرة آخرى ؟ أليس الله !؟ …
 
وأشياء كثيرة ، لا تكفري أبداً بأهم شئ وأن علاقة الله بكِ في غاية الحميمية .. طوال الوقت ، وطرف العلاقة الآخر بيدك أنتِ من تختارين الإبتعاد أو الاقتراب ، ولكن الله دائماً في حالة اقتراب منكِ بحميمية لا تصفها الكلمات .. ، وكل ما عليك فعله ان تؤمني بذلك ، وأن تنشئ علاقة حميمية مع نفسك .. حتى تقتربي من ربك أكثر .. وحينها تستطين أن تقتربي من ابنك ومن زوجك بحميمية أكثر بأضعاف الماضي ، وكذلك بالحياة من حولك ، وهذا هو كل ما في الأمر ، أن تعيشيي بحميمية مع كل شئ ، يعني أن تعيشي حياة كاملة لا ينقصها شئ !
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
.
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !