الرئيسية » الذات » تطوير الذات » التضحية من اجل الاخرين – معنى التضحية الحقيقي

التضحية من اجل الاخرين – معنى التضحية الحقيقي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
6480 المشاهدات
التضحية من اجل الاخرين - معنى التضحية الحقيقي

قانون التضحية قانون جميل جدا قليلون الذين يعرفونه وأقل منهم الذين يطبقونه في حياتهم. كثير من الناس يضحون ويضحون كثيرا لكن تضحيتهم تذهب هباءً منثورا. هم لا يعرفون معنى التضحية لأنهم يضحون بأنفسهم وبمستقبلهم وبكل الأشياء الجميلة في حياتهم لينتفع بها أشخاص آخرين.
اقرأ: في تقدير الذات كل الحياة .. وبدونه لا حياة!

إذا أردت أن تضحي ، فضحي من أجل نفسك لا من أجل الآخرين وبهذة الطريقة تصبح أقوى وأقدر على دعم ومساندة من كنت ستضحي بنفسك من أجلهم.

ما هو قانون التضحية؟
—————
قانون التضحية هو التضحية بشيء منخفض القيمة للحصول على شيء ذا قيمة أعلى.
هذا هو كل شيء.
ممممم تريد شرح، أعلم ^_^

التضحية التي نتحدث عنها هي التضحية بمتعة أو غرض من أجل الحصول على مردود أكبر. التضحية بالوقت مثلا أن تقضي وقتا كنت قد خصصته لزيارة الأصدقاء في المقهى من أجل أن تدرس وتتعلم أشياء جديدة، أو تقضي ساعات عمل إضافية لتحل مشكلة لزبون في مكان عملك. التضحية بقليل من المال في سبيل شراء كتاب يفتح لك آفاقا جديدة. التضحية بالراحة من أجل إتمام عمل إقترب موعد تسليمه.

هذة التضحيات الصغيرة التي تقدمها من أجل نفسك هي التي تعود عليك بالنفع والخير الوفير فأنت تضحي بأشياء تعتبر زهيدة مقارنةً بما ستجنيه من وراء تلك التضحية. لذلك نرى الناجحين يعملون بلا كلل أو ملل. يقدمون ويقدمون، ويقضون الساعات الطوال في قراءة وتتبع وفهم مواضيع تعتبر مملة جدا بالنسبة لأكثر الناس. فعندما يختار أحدهم قراءة مجلة الأخبار الرياضية نرى الإنسان الناجح يقرأ كتابا عن متلازمة داون أو يشاهد فلما وثائقيا مملا جدا عن الأمراض الوراثية.

هذا العمل الدؤوب والمستمر في المجالات التي يعزف عنها الناس هو التضحية الحقيقية التي بها ينال الإنسان النجاح لأنها مؤقتة. فالتضحية تنتهي بأن يكتسب الإنسان مكانة علمية مرموقة أو يفهم أمرا يفتح له أبوابا أوسع من الرزق أو النفوذ أو كلاهما.

لو لاحظنا فسنرى أن معظم الناس لا يقدمون ما يكفي من تضحيات من أجل النجاح، يريدون وصفات سريعة للنجاح، وصفات جاهزة للعلاج، وصفات رخيصة تخدرهم مؤقتا. لا ينفقون المال ولا ينفقون الوقت ولا الجهد من أجل تحقيق طموحاتهم لذلك ينتهي بهم المطاف كآلات تعمل لدى الآخرين.

عندما تنزعج من أمر تقوم به فتذكر بأنك تضحي بشيء متدني القيمة من أجل شيء عالي القيمة وهذا قد يساعدك على الصبر أثناء قراءة ذلك الكتاب الممل. لأنك بعد أن تقرأه ستتغير حياتك.

س: هل التضحية بعلاقة تجلب لك راحة مؤقتة من اجل افساح المجال لعلاقة اخرى اكثر طمأنينة وثقة يعتبر من قانون التضحية؟

ج: العلاقات لا تضحيات فيها وإنما إستبدال.

س: ..الاحظ حولي اشخاص يضحون بأنفسهم وحياتهم وسعادتهم من اجل ابنائهم ويعتبرون ذلك بطوله..ويتلذذون بهذه التضحيه بعضهم يعتبرها عطاء واﻵخر يعتبره ان انكار الذات من أجل ابناءه فضيله…والغريبه انهم مستمتعون بذلك فما تفسير حالتهم بالنسبة لك ؟

ج: هم غير مستمتعين وإنما يحاولون العيش بسلام مع أنفسهم. لو كانوا يعرفون القوانين الكونية لما إحتاجوا للتضحية بتلك الطريقة ولحققوا نجاحا أكبر هم وعائلاتهم التي يضحون من أجلها.

س: عندما اناقشهم بالموضوع يحاولون اسكاتي بكلمة انتي لم تجربي معنى اﻷبناء عندما تصبحي ام ستفهمين ذلك

ج: لسان حالهم يقول إذا رأيتي سيارة معطلة لن تعرفي بأنها معطلة إلا إذا كانت لديك رخصة سياقة ههههههههههههههههههه

س: أنا لا اثق يوما في شخص يضحي بنفسه من أجل الآخرين ،
لانه ممكن يضحي بك في يوم من الأيام .
اذا نفسه هانت عليه ، اي نفس اخري ممكن تهون عليه .

ج: بالضبط ، لا تضحيات وإنما هو عطاء وهذا العطاء له مردود مضاعف ضمن قانون آخر. لذلك الذي يضحي بنفسه هو لا يطبق القانون لذلك لا يناله إلا الألم وقد يتنازل عن الألم يوما ويتركك أو حتى يضحي بك.

الفرق في مقدار العطاء والفكرة التي يحملها الإنسان عما يعطيه. كل شيء يجب دعمه بفكرة وإلا لا قيمة له. لذلك الذي يفني عمره في إعطاء الآخرين هو يخلق واقعا بائسا لأنه يتنازل عن حقه في المردود أو المنفعة أو المصلحة.

هذا كمن يدعو الله ويقول أريد حقي في الآخرة لذلك يبقى معذبا في الدنيا. الله دائما يستجيب الدعاء والإنسان الذي لا يعلم يدعو بما لا يفيده ويعمل ما لا طائل منه.

س: أستاذي وتضحية الأم منشان تربية وﻻدها بعد زواج فاشل او نفصال بدون طلاق هل هي عم بتضحي بنفسا او بوﻻدها ان ارادت ان تلتفت ﻻحياتها

ج: تقدر تضحي بوقتها وتتعلم كيف تعيش الحياة بشكل صحيح وحينها لن تضطر للتضحية بنفسها من أجل أولادها.

س: اليست الحقيقه تمثل هزة في الداخل فتبدا الحركة بداخل الانسان .

ج: الخصوصية مع الذات ضرورية وهي ما يجعلنا نحن. هذا هو الجزء الوحيد من الإيغو الذي يميزنا عن الآخرين فإن تنازلنا عنه صرنا أي شيء آخر إلا نحن.

مهمتنا في الحياة هو معرفة كيف نقوم بعمل الأشياء. لذلك حملنا الأمانة ( العقل ) فالعقل إن إستخدمناه كما ينبغي في فهم القوانين سننجو من الوقوع في مطبات الحياة.

س:ماذا عمن يقرر ان يضحي بنفسه لأجل الآخرين
وبعدها يذلّ الآخرين بتضحيته ..
زي الام الأرملة الشاابة التي تعزف عن الزواج لتربية ابنائها … وبعد ما يكبروا تذلهم بما قدمت .. وتخنقهم باممتلاكها لهم
كأن اطفالها غصبوها ع هذا الانتحار العبثي ..
هل هذا المثال ينطبق يا دكتور عارف ع ما تفضلتم بذكره؟

ج: هذا عكس ما أتحدث عنه تماما. التضحية هي من أجل الذات والعطاء من أجل الآخرين. لا يمكن لإنسان أن يعطي إلا ويأخذ أضعاف مضاعفة. هذا قانون بحد ذاته لذلك الأم التي تضحي بنفسها هي أساسا تعاني من إيغو متضخم كثيرا ناتج عن عدم إدراك لحقيقة نفسها.

تكون قد خسرت نفسها لذلك هي تضحي بشيء لا قيمة له من وجهة نظرها. لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. كيف إذا هي تنفق وهي لا تحب ذاتها. هذا يعني بأنها تنفق من شيء لا تحبه لذلك المردود يكون متواضعا في أحسن الأحوال أو يسبب آثار عكسية وهي التي تفضلتي بها.

الذين يضحون بالطريقة القديمة من أجل أولادهم في الحقيقة لا يعرفون قانون الزيادة لذلك لا يجدون طريقة للحفاظ على نفسيات أولادهم حسب تصورهم إلا بالإنغماس في تمثيل دور الضحية وإثارة الشفقة ثم بعد أن يكتشفون خطأهم متأخرا يحاولون إبتزاز من ضحوا من أجلهم عاطفيا.

س: مثلا الامهات الوحدة تختار لابنها زوجة ولو رفضها تقول لة انا ربيتك وكبرتك هذا ماذا يسمى ؟ او مثلا انا ربيتك عشان تعطيني مال وايش يسمى

ج: هذا هو العطاء المشروط. فهي تعطي لتحصل على وضع تفضيلي عند أبنائها يسمح لها بإبتزازهم وفرض سيطرتها عليهم.

س: واكبر تضحيه ماتروح واثرها سريع المفعول
(التضحيه من اجل راحة الوالدين) لكن برضو بذكاء وعطااء ما يطغي ع جوانب ثانيه

ج: إعادة لمفهوم التضحية. التضحية هي من أجل الذات. ما للآخرين بمن فيهم الوالدين هو العطاء. عندما نعطي لن نكون مضطرين لإستهلاك أنفسنا لأن الكون سيعطينا أكثر لذلك مهما أعطينا لن نشعر بعبىء بل سنقدم المزيد من العطاء لأنه يسعد الآخرين وفي نفس الوقت يتضاعف المردود إلينا.

المشكلة عندما تختلط المفاهيم. الكل يتألم.

اقرأ: الشرك بالله في طاعة الوالدين – احد مصائب الوطن العربي
اقرأ: بر الوالدين – طاعة الوالدين خارج حدود حياتك الشخصية

بالنسبة للأم أو الأب عندما يهتمان بأولادهما بعد الإنفصال أو الترمل فهذا يعرف بالمسؤلية. نحن نتحمل مسؤلية قراراتنا في الحياة دائما لكن هذا لا يعني التضحية بسعادتنا من أجل الآخرين ( أولادنا ) بل نمنحهم الحب ونقوم بحاجتهم دون أن ننسى أنفسنا وهذا ما يجعلهم متوازنين نفسيا. الأم خصوصا التي تنظر إلى أولادها على أنهم ضحية فإنها بطريقة أو أخرى تزرع في عقولهم فكرة الضحية فتبرمجهم على الألم. لذلك نحن نتعلم فك الإرتباط حتى نتمكن من العيش بسلام مع أنفسنا ومع ظروفنا المستجدة وفي نفس الوقت نكون قادرين على النمو والتقدم دون أن نخل بمسؤولياتنا تجاه من نحبهم.

يكفي الأم أن تنظر إلى أولادها نظرة إعجاب وأنهم رائعين ويستحقون النجاح لينعكس ذلك على أدائهم في الحياة فلا يشعرون بالنقص ولا يصابون بالعقد النفسية.

المشكلة أننا نبرمج أولادنا على الألم ونزرع في عقولهم أنهم ناقصين ثم نقول بأننا سنضحي من أجلهم. يعني نحن نخلق المشكلة ثم نقوم بإهدار حياتنا في تمثيل دور البطولة في حياة من نعتقد بأننا ضحينا من أجلهم.

الدليل بأننا لم نضحي من أجلهم هو أننا نطالبهم برد الجميل. كيف نطالبهم بما لم نزرعه فيهم؟ نحن زرعنا فيهم النقص والحرمان وإنكار المعروف وعدم تحمل مسؤولية الذات.

س: احيانا تتحول المسؤلية لتضحية ولو مؤقتة ولكنها بقرار . لم تفرض علينا ، وانما اتخذ القرار لمصلحة الاولاد بغض النظر عن هل سيشكرونا ام لا ، انها مسؤليتنا ان نوفر لهم بيئة امنة و تعليم عالي ، التفرغ الكامل لتحقيق هذا الهدف لابد وان يسبب توقف او الغاء لفرصة العمل مثلا او الابتعاد عن الزوج لفترة معينة ، وما ان يتحقق الهدف نرجع الى ان نعيش الحياة بمتعة كاملة اضافة الى شعور جميل و رائع بمساعدة الاولاد على تحقيق اهدافهم . انها تضحية لذيذة هذه وجهة نظري ولك كل الحب و التقدي

ج: نعم نضحي بشيء متدني القيمة للحصول على شيء ذا قيمة أعلى. هذة القيمة الأعلى يجب أن تعود علينا بالنفع. مثلا الأم التي تضحي بجزء من وقتها من أجل أولادها فهي ترجو أن يعوضها الله بزوج أفضل من السابق تعيش معه حياة كريمة. لكن عندما تغلق هي أبواب الخير وتتعلق بأولادها فإنها تتوقف عن الحياة وتتوقف عن النمو وهذا غير مقبول من وجهة نظر القوانين الكونية.

الله خلقنا لننمو دائما وعندما نخفق في إدراك هذة الحقيقة تحدث مشكلات كثيرة

س: ،فقط أردت أن أشارك بفكرة ، إذا كنا في النهاية بعد هذه التضحيات سوف نحقق نتائج ،إذا هي دفع الثمن من أجل النجاح وليس تضحية

ج: نعم هو دفع الثمن وكما نلاحظ أن الثمن في متناول الجميع. من منا لا يملك الوقت؟ من منا لا يستطيع العمل قليلا؟ من منا لا يستطيع منح الإهتمام؟

لذلك عندما يعتقد أحدهم بأنه لا يملك ما ينفقه في سبيل تطوير نفسه والتقدم في الحياة فهذا يحتاج إلى إعادة برمجة لأنه يتهم الله بالظلم. العملة الرسمية للكون هي العمل والتضحية بالوقت والجهد وهذة متوفرة لكل البشر.

الخلاصة:
العطاء أمر مختلف عن التضحية. العطاء للآخرين والتضحية للذات. البعض يتنازل عن حياته من أجل الآخرين ويعتقد بأنه يعطيهم فالذي يحدث أن الذي يتنازل عن نفسه يتنازل عنه الناس حتى الذين تنازل لهم. إن لم يجد الإنسان قيمة في نفسه فلن يجدها الناس فيه.

التضحية بالصورة التي يعرفها أكثر الناس فيها ظلم للنفس كبير. من يظلم نفسه لن يجد من ينصفه أبدا.

عارف الدوسري

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !