الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » الحرية الشخصية وحدودها

الحرية الشخصية وحدودها

بواسطة عبدالرحمن مجدي
3131 المشاهدات
مفهوم الحرية في الفلسفة

المحتويات

1- مفهوم الحرية الشخصية

لأغراض التجرّد، لنتّفق أنه – وبغض النظر عن رؤيتنا للأمر – فمن حقّ كل إنسان أن تكون علاقاته بالجنس الآخر مبنية بشكل أساسي على التسلية وقضاء الوقت والمتعة.. ولا تهدف أبدا إلى الزواج أو إنشاء أسرة أو أي وضع آخر مُلزِم.. علاقات مُخصصة فقط للمتعة العابرة.. قد تكون هذه ثقافته واختياراته وحساباته.. وليس لنا نحن أن نحاسبه عليها.. أو نجبره على تبني منظورنا الشخصي والديني والاجتماعي لها..

لكن يلزم أيضا من هذا الحقّ، أن يكون هذا الإنسان نفسه صريحاً جداً وواضحا مع الطرف الآخر فيما يتعلّق بخياراته تلك منذ البداية.. وأن يضعها بشكل بارز وصريح على الطاولة.. بحيث لا تحتمل نواياه أي تأويل أو تفسير آخر.. وبحيث يكون للطرف الآخر الحقّ في رفض تلك العلاقة منذ البداية.. والبحث عن علاقة أخرى تناسبه وتناسب تطلعاته.. أو قبولها وتحمّل تبعاتها..

أمّا إبقاء الباب مواربا.. للظفر بالحسنيين.. وتمويه النوايا وتمييعها لاحتمال التفسيرات المختلفة، وبيع الأمل تلو الأمل لمطّ الوقت، والاكتساب بالخداع ما لا يمكن اكتسابه بالحقيقة، فهذا شيء حقير فعلا وجبان.. واستغلال سافل ومشين لحاجات الناس العاطفية..

باختصار، يمكن لك (كشابّ أو فتاة) أن تكون عابثا كما تريد، هذا شأنك.. لكن مع الناس، وفي أمور كهذه بالتحديد، لا تكن جبانا وصغيرا ومخادعا.. هذا كل شيء.. لأنّ العمر قصير.. والفرص محدودة.. وليس من السهل أبداً أن يلملم الإنسان شتات روحه بعد أن تتبعثر.. وأن يرى أحلامه التي سقاها بدمع عينيه لياليَ وأيّاماً، تتحوّل في لحظة إلى رماد.. والأهمّ أن هنالك عدداً محدوداً من المرّات التي يمكن للإنسان فيها، أن يعيد بناء قلبه بعد أن يتحطّم..

2- الحرية الشخصية وحدودها

– شكرًا للأشخاص الذين تفهموا الفكرة .. وشكرا أيضا للناس الذين ظنوها دعوة الانحلال..

وللطرف الأخير أقول.. أننا عندما نقول أن لإنسان ما الحق في عمل شيء ما.. فهذا لا يعني أبداً موافقتنا له أو تشجيعه عليه.. هنالك مساحة واسعة بين الأمرين يمكننا أن نراها لو وسعنا فكرنا قليلا.. أو فكرنا بشكل حدّي بعيداً عن الأبيض والأسود.. هذا طبعا عدا عن فكرة أن هذا الحقّ قائم واقعا وتطبيقاً شاء الرافضون أم أبوا..

ومع عدم رغبتي في خلق صدمة ما، لكن رب العالمين نفسه ضمن للناس حق الكفر فيه كخالق.. وهذا مثبت بنصّ القرآن في عشرات الآيات.. “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ” هذا حقك يا إنسان.. “قل كلٌّ يعمل على شاكلته”.. وفِي الحديث القدسي قال جِبْرِيل لمحمد عليه الصلاة والسلام “اعمل ما شئت فإنك ملاقيه..” ما شئت!! بل وأعظم من ذلك أن الله عز وجل في حواره مع إبليس.. لم يضمن له حق الكفر به وحسب.. بل وأمدّ في عمره حتى إلى يوم الدين.. ليضل من شاء لو استطاع.. فهل هذا يعني بأي حال أن الله عز وجل تسامح مع الكفر به حاشاه؟

حرّية الإنسان مناط تكليفه.. وبدون هذه الحرية لا معنى أساساً للتكليف.. هذا مبدأ إسلامي ومنطقي راسخ.. ولا تستطيع إلغاءه إلا بتحريف القرآن.. كره هذه الحقيقة في عقلك، وكره حقيقة أن الناس فعلا يقومون بما يرغبون به وبما يتعارض مع ما تفكر به، لا يغير من الأمر شيئا..

الحياة سوق ضخم للأفكار.. إقناع الآخرين بأفكارك هو السبيل الوحيد لنشرها.. وليس الحجر على تصرفات الناس ولا أفكارهم.. لأن هذا الشيء ببساطة عملياً غير ممكن، كما أنه حق ضمنه لهم الخالق، وليس بإمكانك نزعه.. وهذا بالضبط ما فهمه النبي عليه السلام وطبّقه..

ديك الجن
.
اقرأ أيضاً: اقوال عن الحرية الشخصية
اقرأ أيضاً: معنى الحرية الشخصية
اقرأ أيضاً: تقنية الحرية النفسية EFT
اقرأ أيضاً: ما معنى الحرية – ما هي الحرية
اقرأ أيضاً: مفهوم الحرية في الفلسفة

هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !