الرئيسية » الذات » تطوير الذات » الحيرة في اتخاذ القرار – كيفية اتخاذ القرار الصحيح

الحيرة في اتخاذ القرار – كيفية اتخاذ القرار الصحيح

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1356 المشاهدات
فن اتخاذ القرار - الحدس الروح صوت الرب بداخلك
– الأفكار مشاعر والمشاعر أفكار ، لا يوجد فرق بين الإثنين .
المشكلة تحدث فقط عندما تكون مشاعرك في إتجاه وأفكارك في إتجاه آخر ..
.
فمشاعرك قوية ولكنها غير منطقية طبقاً للمنطق الذي تعرفه فلا تحمل أي أفكار من الأفكار المحفورة بداخل رأسك ولا تحمل أي أفكار من الأفكار التي تراها في واقع أهلك ومجتمعك الصغير ، بينما أفكارك قوية وتحمل الكثير من المنطق التي ورثته من أهلك ومجتمعك بينما لا تحمل أي مشاعر علي الأطلاق أو قد تحمل مشاعر ضيقة مؤلمة .. !
 
أن سألتني الآن أيهما تختار ، سأقول لك: مشاعرك اللامنطقية التي تأخذك لطريق لم يسير فيه أحد من قبلك أو سار فيه القليلين جداً من البشر من قبلك ، طريق يحمل غموض كأي طريق آخر ( فحتى الطريق الذي سار فيه أهلك وكل المجتمع من حولك يحمل الغموض ، بل يحمل الكثير من الغموض لأنك لن تصل للنتيجة التي حصل عليها أهلك في جيلك الحالي أبداً ، فإما ستحصل علي نتيجة أفضل أو أسوء ! ) ولكن ذلك الطريق الذي إختاره قلبك الغموض الذي يحمله ممتلئ بموسيقى قلبك الحي .. طريق ممتع للغاية .. طريق سيجعلك تحيا الحياة من أعماق قلبك .. طريق سيجعلك تحيا كل لحظة .. طريق سيجعلك تحيا حياتك كلها بدون أن تهرب منها وبدون أن تهرب هي منك .
 
وهناك إجابة آخرى لمن لا يقدرون مشاعرهم ، أو لم يتعرفوا علي قيمة قلوبهم وكيف تنتج المشاعر والأفكار الحية كل يوم ، أو لم يتعرفوا بعد أن يفرقوا بين مشاعر قلوبهم وبين مشاعر رؤوسهم ، أو الذين يشعرون بأي شيء من تلك الأمور: خوف أو تردد أو تشوش .. سأقول لهم:
 
عندما تحدث لك تلك الحالة ( طريقين أحدهما مشاعر عالية والآخر أفكار كثيرة ) عليك أن تلاحظ وتتأمل كلا الأمرين وكلا الطريقين ، ثم إختر طريق وسير فيه فوراً وابدأ فيه من الآن ، أما طريق مشاعرك وأما طريق أفكارك ، ثم إحتفظ بالطريق الآخر الذى لم تختره فى دماغك البشرى ، وأثناء السير في الطريق الذي إخترته لاحظ الطريق نفسه كيف يكون بكل تفاصيله !؟ ، وبعد فترة من الزمان توقف لدقائق ولاحظ النتائج التي حصلت عليها من ذلك الطريق ، فإن لم تعجبك فسير في الطريق الآخر ، وإن أعجبتك تأمل الطريق الآخر الذي كان من الممكن أن تكون فيه الآن ، وتأمله جيداً وتفكر فيه ، ثم أرجع وأكمل في طريقك الصحيح ..
 
ولكن أياك أن تظل كالحمقى تضيع نصف حياتك كلها في الخوف والتردد في أي طريق ستختار !؟ ( لمجرد أن هناك طريق مختلف عن طريق من حولك وأنت تريد رضاهم ولو علي حساب سخط قلبك وخنقه وقتله بداخلك .. من الآخر أنت تعبدهم . ) ، والنصف الآخر ستضيعه بكل تأكيد في الطريق الخطأ والنتائج السيئة التي حصلت عليها ؛ لأنه دائماً وأبداً طريق القطيع ( الذين لا يعقلون ) في حالة البشر طريق مميت ، بينما في حالة الحيوانات قد يكون طريق جيد .
 
– صديقتي \ صديقي كن حي وعش الحياة بالكامل ولا تقبل بنصف حياة أبداً ، سير فى الطريق الذي تريده وتختاره بكامل إرادتك الحرة ( بعيداً عن مخاوفك التي نصفها الخوف من التراب أقصد من الناس ، والنصف الآخر الخوف من الفشل والسقوط ! وكأنك عندما كنت طفل كنت أكثر شجاعة وهذا الأمر يجعلك تشكر الله في اليوم مئة مرة لأنه خلقك علي الفطرة ولولا ذلك لكنت الآن عاجز في الفراش لا تستطيع حتى أن تجلس ! ) ، وبعد أن تختار الطريق أياك أن تستمر في السير في طريق يجلب لك الألم الذي لا يحبه قلبك ، الألم الذي يأكل في جسدك .. الألم الذي يأكل في قلبك .. ذلك الألم الذي يكون منبعه من داخلك .
 
* نعم هناك ألم يحبه قلب الإنسان ، وهناك ألم يكرهه قلب الإنسان .. !
الألم الذي يأتي للإنسان أثناء سيره في طريق الحب يحبه قلبه الإنسان ، بينما الألم الذي ياتي للإنسان أثناء سيره في طريق الكره أو الإكراه والقيود ، يكرهه قلب الإنسان .
 
– الألم الذي يأتي للإنسان أثناء ممارسة هواية ما أو شغف ما يحبه ، علي سبيل المثال: بيل غيتس قديماً كان يشعر بالألم لأنه كان الوحيد الذي يعمل في هذا المجال وهو الوحيد الذي كان يؤمن بتلك الفكرة ( مايكروسوفت ) ولو يكن معه أي أحد مؤمن به ، فحتى أبواه كانوا يعترضون عليه ويحاربونه ! ، وكذلك الأمر مع مارك مؤسس موقع فيسبوك شعر بالألم في بداية مشواره مع الفيسبوك ، وغيرهم الكثيرين .
 
وأيضاً الألم الذي يأتي للإنسان أثناء سيره في علاقة حب بشخص ما ، قد يكون هناك بعض الألم لأي سبب مثلاً أنهما قد يواجهان مشكلة مالية أثناء علاقتهما ببعضهما الآخر وعندها سيشعران الإثنان بالألم ، ولكن هل هذا الألم يساوى الألم الذي يشعره أي إثنان تجمعهما علاقة مادية بحتة مقابل المال ولولا المال ما كانت هناك علاقة تجمعهم !؟ ، بكل تأكيد لا يتسوون ولن يستوون أبداً .
 
وكذلك الأمر في علاقة الإنسان بربه ، الألم الذي يشعره الإنسان نتيجه أنه تأمل كل الأفكار التي يؤمن بها أهله والمجتمع من حوله عن الله ووجد أن أغلبها سيئة وناقصة ، فكفر قلبه بها جميعاً وبدأ يسير مع الله بداية رحلة جديدة طاهرة نقية خالية من أي خوف ولا توجد فيها أي شيء موروث كل شيء طبيعي خارج من القلب الحي ، بكل تأكيد سيواجه بعض الألم في البداية ، ولكن هذا الألم محبب لقلب الإنسان ، وأيضاً مع قليل من الوقت سيخف الألم وسترتقى روح الإنسان أكثر وستظل المتعة والسعادة والحب هي حقيقة حياة هذا الإنسان ، وهذا ينطبق علي كل الأمثلة السابقة أيضاً .
 
بينما الألم الذي يشعره الإنسان نتيجة أنه يمارس عمل لا يحبه ، فهو فقط يمارس عمل لأن أبواه أرغموه علي ذلك أو لأن تلك هي الحدود التي وضعها له أبواه أو مجتمعه ، أو الألم الذي يشعره الإنسان في أي علاقة آخرى لا يوجد فيها حب حقيقي طبيعي ، أو الألم الذي يشعره الإنسان نتيجه أنه يعبد أفكار أبواه ومجتمعه عن الله والتي هي ما بين أفكار سيئة وما بين أفكار فاسدة غير صالحة اليوم .. هذا الألم غير محبب للقلب .. هذا الألم سيأكل في قلبه حتى الموت !
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !