الرئيسية » أعرف » عاهات وتقاليد » الفكر الاسلامي

الفكر الاسلامي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
825 المشاهدات
الفكر الاسلامي
معضلة الفكر الإسلامي ( الجزء الذي صنعه البشر )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعاني الفكر الإسلامي من شرخ توسع على مدى قرون من التلوث بعالم المادة. وكأي إمبراطورية أخرى سبقت أو تلت الإمبراطورية الإسلامية كانت المادة مسيطرة وبقوة. فتوحات، نفوذ، سيطرة، أموال، عبيد، سبايا، قصور، وتضخم كبير للإيغو البشري.
 
هذا التضخم في الإيغو واجهه على الجانب الآخر روحانيات الدين التي تأنف عن المادة وتتسامى فوقها. هذا الصراع بين عالم المادة وعالم الروح هبت عليه رياح النفس العربية المليئة بالغلظة والصلافة فأنتجت مسخا هجينا يحتقر كل ما يريد منك تجنبه. وبما أن العرب ملكوا فصاحة اللسان ودقة التعابير وسلاسة المبالغة في الوصف فقد أبدعوا في ذم عالم المادة وبالغوا في ذمه من أجل مصلحة عالم الروح حتى تحولت الثقافة الإسلامية إلى ثقافة لا تعرف الصواب إلا بتضخيم وإستقذار ما يعتقد أنه خطأ.
 
هذا التوجه الغير مقصود أدى في النهاية إلى ظهور فكر مشوه قائم على إنكار وإحتقار وإستحقار المادة والرغبة وحاجات الجسد لتعزيز القيم الروحية والسمو الأخلاقي مما صنع حالة ملائكية كاذبة أدت إلى شعور الفرد المسلم وكأنه ملاك طاهر يمشي في مستنقع مياه آسنة. فهو لا يرى إلا القذارة في كل مكان فخاف المسلم على نفسه خوفا شديدا جعله ينفصل عن الواقع بالمرة.
 
وعليه ظهرت نظريات فكرية لا معقولة بالمرة ذروتها فكرة درء المفاسد. فمن منظور الفكر الإسلامي محاربة المفاسد أعلى قيمة من الترويج للصالح ولا يكاد يحدث الترويج للصالح بلا التشدد في ذم الفاسد حتى بات الناس لا يشاهدون إلا الفاسد ونسوا الصالح. لقد نسي المسلمون الخير المزروع في النفس البشرية وإكتفوا بذم القبيح فيها ولسان حالهم يقول ونفس وما سواها فألهمها فجورها وكفى.
 
الفكر الإسلامي في شكله الحالي يمكننا تشبيهه بالمزارع الذي يقتلع الأشجار التي لا يريدها ولكنه لا يعتني بتلك الشجيرات الصغيرة التي يريدها. من منظور الوعي يسمى التركيز على ما لا تريد وهذا ما حدث بالفعل، إذ صار الناس الآن يعيشون عالمين مختلفين، عالم ظاهر باهت المعالم وعالم سفلي مليىء بالقذارة.
 
أنكر المسلمون أن للضوء ظلا فعاشوا في الظلام.
 
س: عبرت عن الواقع ببلاغة لكن اسمحلي حتى بالوعي نصل لنفس النقطة وهي ان لا نتمسك بالماديات
 
ج: لا داعي للتمسك بأشياء سنحصل عليها تلقائيا، الماديات دائما موجودة وستبقى وكل ما علينا أن نكون رائعين، هذا هو كل شيء
 
س: ارجو تعريف عالم الروح
 
ج: بالنسبة لي هو العالم (الحقيقي) الذي يعبر عن وجوده من خلال تكوين وتشكيل عالم المادة (الوهمي)
 
– عالم الروح يستوجب وجود عالم المادة، الخطأ هو عندما نتمسك بعالم المادة وننسى الأصل وهو عالم الروح. وخطأ أيضا أن ننكر عالم المادة لأنه من صناعة عالم الروح.
 
الجسد في العالم المادي ليس إلا دلالة على عالم الروح. إنكار عالم المادة هو إنكار عالم الروح إذ كيف نؤمن بشيء وننكر تأثيره. هذا كمن يؤمن بالجاذبية لكن ينكر تأثيرها.
 
فالناس في هذا الأمر إما ميالين للمادة أو ميالين للروح والأصح حسب تقديري هو إعطاء كل عالم حجمه الحقيقي. فعالم الروح عندما نتجه له سنكتشف أنه يمنحنا متع مادية لا يمكن إنكارها.
 
س: ابدعت عارف هذا ما كنت اقوله لمن حولي وينتهي النقاش بالاتهام بالعلمانيه وكراهيه الحضارة العربيه الان التزم الصمت
 
ج: لا ما عليك منهم. دائما إذا ما أعجبك كلام أحد إسفهيه. صناعة الفكر تحتاج إلى الكثير من التطنيش.
 
س: ليه يكون الوصف (الفكر الاسلامي ) ونعمم الموضوع علي الفكر كله
مع ان انت نفسك فكرك اسلامي وكتير من الدكاتره المعاصرين في مجال التنميه البشريه فكرهم اسلامي وطريقتك وطريقتهم تختلف عن ماهو مرورث
لذلك من الافضل ان يكون الوضف (افكار بعض المسلمين ) او اي وصف يخصص ولا يعمم
 
ج: ليش أنت متحسس من كلمة فكر إسلامي؟ لو كنت أتحدث عن المسيحيين وقلت الفكر المسيحي ما كنت لتعترض.
 
س: الفكر الاسلامي او المتأسلم يختلف الفكر الرباني الفطري
 
ج: الإسلام هو الدين الوحيد الذي ينكره أهله. الكل يقول الإسلام شيء والمسلمين شيء آخر.
 
س: المشكلة استاذ عارف ان هذا الموروث المنسوب الى الإسلام مؤلم جدا وتبعاته الزلزالية تروع الافكار النيرة كيف نتصرف الآن ونحن نريد العودة إلى الفطرة التي شوهها من اعتبروا أنفسهم اربابا من دون الله
 
ج: كل واحد مسؤل عن فكره
 
س: الله عليك انت ذو فراسة عالية ولك من القدرة علي تشخيص الاوضاع و فهم الواقع بكل اختلافاته .لديك من الفكر الرائع اللذي يسمو فوق كل كل شئ .كيف تعيش في هذا الواقع الاليم الذي نحياه؟ كيف توفق بين نبل افكارك وسمو مشاعرك مع ردود افعالك تجاه عالمنا بما فيه من تناقضات؟شكرا لك
 
ج: ههههههه عادي جدا، أعيش بسلام مع نفسي. واقعي جميل وإنما أحاول شرح أسباب الخلل لعل الناس تفيق وتعود للخير فيها
 
س: التوازن بين الروح والمادة هو صراع كل البشر فكيف يكون التوازن في ظل هذه التغيرات حتى نعيش في سلام
 
ج: الصراع أمر شخصي، عندما ينهيه الإنسان بينه وبين نفسه ينتهي ويبقى الآخرون وكأنهم فيلم سينمائي ممل يستطيع الإنسان التوقف عن مشاهدته
 
س: خلوا المحبيين للحياه و النجاح يكرهوا الدين لانه بيمنعهم وبيشدد عليهم من اللي نفسهم يوصلوا له ..و اللي ضميرهم مانبهم بيريحوا نفسهم بالاتجاه للدين و التكاسل بحجة ان دا الاهم وانه كدا بقي مع الله
 
ج: الفاشل في الدنيا فاشل في الآخرة
 
س: حضرتك بتقول الفاشل في الدنيا فاشل في الاخره طب الحكم بالفشل في الدنيا يبقا ازاي يعني الناس يقدر يحدد نجاحه في الدنيا ازاي
 
ج: الفشل هو عدم فهم الحياة. أن يعيش الإنسان دون أن يفهم دوره في الحياة أو يفهمه بطريقة خاطئة. فالنجاح في الحياة في حقيقة الأمر نتيجة لفهم الإنسان لذاته ومكانته ودوره وهذا ينعكس عليه بالشعور بالسعادة والرضى
 
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !