كيف تتخلص من الحوار الذاتي !؟ .. سؤال ..
ما هو المفتاح لإيقاف الحديث الذاتي بداخل الرأس ؟
حسناً ، أولاً يجب أن تعلم أنه هناك حديث ذاتي بداخل الرأس ليس بعد ساعات من الإستغراق في الحديث الذاتي وفجأة تكون لديك لحظة من الإستيعاب ، يا إلهي لقد كان هناك الكثير من الحديث الذاتي في الرأس ! .. كي تتحرر عليك أن تعلم أن هناك حديث ذاتي بداخل رأسك وإلا سيكون هناك حديث ذاتي بلا وعي .. يجب أن تكون هناك لمحة من الوعي ومن هناك يمكنك أن ترى أنك تريد التحرر منه ، وأن هذا ليس أنت ، حين لا يكون هناك وعي تكون أنت الحديث الذاتي .. أنت الصوت الموجود بالرأس ..
أذن حين يكون هناك لمحة من الوعي يمكنك عبرها أن تقول: أنا ارى تفاهة هذا الأمر ، وهذا يدور داخل دائرة ولن يصل بي إلى أي مكان ، وترى أيضاً أن هذا في أحيان عدة يتسبب لك في مشاعر سلبية وأحاسيس سلبية ، ويجعل حياتك يائسة ، وكلما نظرت إليه كلما أدركت أنك لست في حاجة له .. هذا إدراك رائع ؛ لأن الحديث الذي يبرر ذاته بأنه شيء هام خصوصاً حين يكون الحديث الذاتي حول القلق ..
يجب أن أفكر في هذه المشكلة الهامة الآن إنها مشكلة هامة في حياتي ، ولا يجب أن أتوقف عن التفكير في هذا لأنه سوف أفقد السيطرة على الوضع تماماً ، وأواصل هذا الأمر يجب أن أفكر في هذا ، ماذا يجب أن أفعل ؟ ماذا إذا حدث ذلك ، لكن …
ثم في لحظة لا تريد هذا وترى تفاهة الأمر ، ثم تأتي بعد ذلك إمكانية التحرر وهي أنه بإمكانك الاختيار بأن تبتعد بوعيك عن التفكير ، وحينها تبتعد بوعيك عن التفكير عن طريق الاختيار ، لكنك تفعل هذا فقط حين يكون هناك على الأقل كمية صغيرة من الوعي ، ومن هناك يمكنك أن تختار ، ويمكنك أن تختار ألا تتورط في عملية التفكير هذه بعد ذلك ، وأن تضع انتباهك على شيء آخر ، على سبيل المثال التنفس …
وبذلك أنت تنزع الإنتباه عن التفكير ، وتنتقل إلى التنفس .. بعض الناس يطلق عليه التأمل لكنك لست بحاجة لأن تطلق عليه ذلك بل فقط تشعر بنفسك خلال التنفس وبإنتباهك .. يمكنك أن تشعر بالنفس بينما يدخل الهواء إلى الجسد ، وبينما يخرج الهواء من الجسد ، وإنتباهك سيذهب إلى هذا .. إلى الجسد ، ثم يخرج إلى الجسد … هل أنت تفكر هكذا ؟
لا ، لا يمكنك أن تفكر هكذا ، لا يمكنك أن تكون واعياً بتنفسك ، وتفكر في نفس الوقت ، وهذا شيء رائع ..
أذن . ها أنت تختار .. هذا لا يعني أن التفكير لن يقوم بجذب إنتباهك مرة آخرى .. هذا لا يعني أنك لن تفقد إنتباهك حول التنفس في مرات عدة ، لكن كون هذا ممكناً فهو شيء رائع .. من هناك يمكنك أن تذهب إلى وعي جسدك الداخلي ، وتشعر بالحيوية في يديك وقدميك وذراعيك وجسدك بأسره ، وتشعر بالحيوية القاطنة بداخل الجسد وألا تفكر ، هذا شيء رائع حقاً ..
أذن أنت اخترت ذلك ؛ لأنك رأيت تفاهة هذا النوع من التفكير ، وأنت اخترت أن تبتعد بإنتباهك إلى مكان آخر .. التنفس .. الجسد الداخلي أو الإدراكات الحسية …
انظر حولك وأدرك الأشياء .. أي كانت الزهرة ، السماء ، الأرضية .. أدرك كل هذا بشكل واعي ، واستمع إلى الأصوات .. الروائح .. قم بإيقاظ أحاسيسك .. وضع انتباهك عليها هذا أيضاً سيوقف التفكير بلا تأويل إدراكاتك الحسية .. فقط قم بالإدراك ..
أذن لديك ثلاثة أبواب: التنفس … الجسد الداخلي … الإدراكات الحسية
يمكنك أن تختار أن تبتعد بإنتباهك عن التنفس ، لكن سيقوم التفكير بأسر انتباهك مرة آخرى بعد فترة ستلاحظ هذا وسوف تختار أن تبتعد بإنتباهك مرة آخرى ، ثم يحاول التفكير أسر انتباهك مرة آخرى ، وستحدث هذه العملية مرات عدة …
لكن في كل مرة تضيع فيها ويقوم التفكير بأسر إنتباهك بكامله .. هذا كله جزء من عملية اليقظة ؛ لأن التفكير حين يقوم بأسر انتباهك ، فهذا يعني أنه لم يكن موجوداً قبل ذلك .. أذن هذه ليست هزيمة ، فأنت تدرك التفكير قبل أن تحدث الهزيمة .. أذن عليك أن تعتاد على أنه في كثير من الأحيان ستمر بهذه العملية من الإختبار الواعي بألا تفكر حين يكون التفكير ببساطة عديم الجدوى .. هذا شيء رائع ، وهذا هو التدريب الروحاني الحقيقي
وتدريجياً ستصبح اللحظات التي لا تفكر فيها أطول ، وسيضعف التفكير المفرط ، والتفكير الحقيقي والتفكير الإبداعي سيصبح أقوى ….
إيكهارت تول
هل ساعدك هذا المقال ؟