– التأمل … 1/3
اغلب البشر على ظهر الارض يعيش حاليا بوعي مملكة الحيوان ، الوعي المتمثل بالاكل والشرب ، التكاثر واتباع ما تمليه الغرائز والشهوات … كمستويات للوعي هذه الحالة تشكل المستوى الاول وهي النوم العميق ، فيها الوعي البشري في ادنى حالته ، يبحث عن تعاطف الناس ، رأيهم ، احترامهم وتقديرهم ، يسخر طاقته لارضاء شهواته التي تسحب كامل طاقته…
المرحلة الثانية أعلى قليلا ، مرحلة ما قبل اليقظة ، ببدأ فيها باستغلال جزء من هذه الطاقة في خلق نوع من الروابط المتبادلة مع الأخرين و المحيط من حوله ، يبدأ بالشعور بآلام الغير واهتماماتهم بشكل حقيقي نوعا ما ، و يباشر الاحساس بالجمال من حوله حتى في وجود بعض الشقاء في نفسه . يتخلى قليلا عن طبائعه و شهواته بسبب تحرر بعض من الطاقة التي كانت تسخر كاملة في مرحلة النوم العميق .
التأمل يشكل المرحلة الثالثة ، مرحلة الصحوة ، تبدأ بفك الروابط المادية واعلان تشكل اكبر للروابط الروحية ، هذا الاعلان من شأنه تخفيف الشقاء الناتج عن المادة ، فراق ، موت ، فقر ، ألم جسدي ، ..الخ ، تبدأ برؤية الأمور على حقيقتها بشكل اوضح ،ستجد فيها انك تستطيع التخلي عن الشهوات بسهولة اكبر كثيرا .. انما في سباق الوعي يجب ان نفهم كلما ارتقيت كلما زاد التعب والجهد لتحقيقه..
فنحن نلاحظ الوعي بشكله البسيط كشرارة بداية في الفلزات التي تشكل كل شيء ، ثم ينتقل ويتطور الى النبات كأول وعي حي منظور ومن بعده وعي اكثر تعقيدا ..مملكة الحيوان .. إلى الوعي البشري كأعلى مستوى معلوم من قبل الحواس .هنا التعقيد الحقيقي .. لذلك الناس تستهل العيش بالوعي الحيواني حيث لا جهد . وربما بعضها يعيش بوعي مملكة النبات الأقل وعيا والاقل جهدا … انما وكما سنرى لاحقا هذا الوعي يفنى
مرحلة الصحوة ستلاحظ معها مدى سعة هذا الوعي ومن ثم سترى انه غير منتهي .. يمكن ان يمتد الى ما لا نهاية …. ولكن بشرط …. ان تدخل مرحلة التأمل .
.
– التأمل … 2/3
وعي للحظة منصة الدخول لعالم التأمل .
ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ..
الفاسق من يخرج عن غاية خلقه .
متى تنسى نفسك ؟؟
عندما تحددها بما لا يمثلها ، لا ينتمي لها و لا تنتمي له ، كم من مرة يوميا تقوم بعمل ما ، لتتبين لاحقا انه يفوق قدراتك ، او ليس لك علم بما تعمل ، كم من مرة تقوم برد فعل توهمت صحته لا ينالك منه الا الاذى والحزن .. الكثير من الامثلة التي تستحضرنا نقوم بها يوميا بدون ادراك نتيجة فقدان وعي اللحظة ، ما زال وعينا نائم لذا فهو قابل للتشتت عند أدنى محفز … لو عكسنا الاية السابقة : الذين ذكروا الله فذكرهم انفسهم .. سنحصل على معادلة قياسية مهمة جدا جدا .
وعي اللحظة = وعي النفس + وعي الذكر .
وعي النفس ان تكون مدرك تماما ما في وسعك ووعي الذكر يضمن لك الاستمرارية .. ان تكون واعي دقيقة بدقيقة وثانية بثانية لما يدور داخلك ومن حولك .. لذلك : فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم … بالتأكيد في البداية عملية متعبة جدا ، تحتاج الكثير من الجهد .. انما لاحقا وخلال فترة ليست بالطويلة سيتحول الامر الى عمل تلقائي روتيني ولن تحتاج لجهد .. ما ان تمتلك هذا الوعي حتى تكون قد استحوذت على اهم مفاتيح الدخول لبوابة التأمل … ولكن ايضا تحتاج بعض المساعدة
– التأمل … 3/3 .
كل مادي على الاطلاق نهايته الموت المؤكد .. بنظرة واحدة فيما حولك تستطيع تأكيد هذه الحقيقة ، تبدأ الحياة وتنتعش وتزهر ثم تخبو وتذبل ومن ثم الموت .. هذه الحلقة هي عجلة الحياة الدنيا ، فالوعي المادي اذا ليس مستقيم وبالتالي لا يمتد الى المالانهاية ، هو حلقة لها نهاية حتمية .. دخولنا مرحلة الصحوة هي السبيل الوحيد للوعي ليستمر عبر صراط مستقيم للمالانهاية ، في مرحلتنا الراهنة كل ما يقدمه لك اي متنور ، أي علم ، هو كيف تمتلك الادوات ، أن يقدم لك علامات لدخول مرحلة الصحوة والتي ما أن تدخلها لن يفيدك شيء خارجي على الاطلاق ، أنت فقط معلم نفسك وصوتك الداخلي مرشدك ، هي تجربتك وحدك ورؤيتك وحدك.
في هذه المرحلة تبدأ بفك حقيقي للارتباط مع الاشياء التي أنت سميتها لتباشر التعامل معها من خلال اسمائها الحقيقية ، هذا التعامل يأتي بشكل تلقائي وعفوي بدون أي تدبر للاسم نفسه وكأن الذكر حصل بدون تدخل منك .. ربما أنت الأن تتعامل مع زوجك ( زوج / زوجة ) بحسب التقاليد والاعراف المتبعة ولكن في مرحلة التأمل ستتعامل كزوج ، مكمل ، ستنغمس في مهمتك ولن تعنيك تصرفات الأخر ، كذلك كأخ ( شد وربط) ، كأم حاضنة …الخ ، هذا التغير في الاعمال من خلال حقيقة الاسماء والناتج عن تغير تركيبة الدماغ إلى الاحسن هو ما يسميه العمل الصالح ومنه الباقيات الصالحات .
اهم الادوات التي تعطيك مفتاح الدخول و يجب أن تملكها بداية هي :
1 – التركيز والضبط .
2- تسخير الطاقة الجنسية .
.
اقرأ أيضاً: التأمل الروحي – التأمل في الكون
اقرأ أيضاً: التفكر في الكون – التأمل في الكون
اقرأ أيضاً: الخيال والتأمل – العقل الباطن