الرئيسية » الذات » تطوير الذات » كيفية التسليم لله

كيفية التسليم لله

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1382 المشاهدات
التسليم لله - سر السعادة في الحياة
التسليم
 
هو ببساطة أن تتناغم مع الحياة.. تقول القاعدة الكونية إن الشئ إذا تقاومة يزداد تنمرا.. فهو ينمو ويقوى بطاقة تركيزك عليه .. ان اعتراضك على ما يصيبك يضعك على التردد الموجي للاعتراض.. فيتحرك نحوك المزيد مما ستعترض عليه ويعترض عليك.. ويحدث العكس تماما إذا تقبلت ورضيت بقانون الحياة.. إفهم أن الكون بتمامه بين يدي خالقه.. يعتني به ويدير شئونه.. أنت متناهي الصغر في هذا الكون العملاق.. دع روحك تفكر عنك قليلا فليس بالعقل دوما تكون النجاة.. لا تظن أنك تملك أن تغير من قوانين الكون قدر أنمله.. هي سارية بك وبدونك.. سارية عليك وعلى غيرك.. كف عن الإعتراض ومحاولة اصلاح العالم.. فقط راقب وتأمل واصلح ما بنفسك.. تأكد إذا اصلحت ما بداخلك، إنصلح عالمك وفقا لقانون الإنعكاس الكوني.. اطلب الجديد وأنت راض عن القديم.. توقف عن المقارنة مع الآخرين.. فأنت أنت ولست غيرك.. كرمك الله على سائر خلقه إجمعين.. وحسبك تكريما أيها الإنسان أنك تملك إرادتك.
 
* النية والتسليم..
 
ويسألني سائل.. كيف تدعو للتسليم بالحياة.. ثم تنادي بتفعيل النوايا لتغيير الحياة؟ .. كيف للتسليم وهو أداة إذعان وخضوع أن يلتقي مع النية وهي أداة سيطرة وتوجيه.. وحقيقة يقودني هذا لتأمل الجدلية القديمة جدا.. هل الإنسان مسير في حياته أم مخير؟… فإذا كان مسيرا فلما خلق الله له عقلا يفكر وينقد وقلبا يحب ويكره و شعورا ينفر وينجذب.. هل أراد الله لآدم أن يشقى بآدميته.. ولما إذن حساب الناس في آخرتهم إذا كانوا جميعا ضحايا أقدارهم المحتومة.. وإذا كان الإنسان مخيرا.. فلماذا يشقى في الدنيا ويعجز كثيرا أن يختار لنفسه الصحة والغنى ويسر الحال؟.. هل الإنسان مسير فيسلم أم مخير فينوي ويسعى ويجتهد؟ وأجيب لك الآن..
 
خلق الله الكون ودبر أمره بجملة قوانين كونية نافذه تحافظ على اتزانه وتضمن بقاءه.. وأنت الآن مخير.. إما أن تتناغم مع قانون الحياة فتسعد وإما أن تناطحه فتشقى.. وهنا يجب أن تصحح مفهومك عن القدر.. ربما أفهموك أن لكل إنسان قدر خاص به.. واقع عليه لامحاله.. وهذا يدفعني لأسألك.. هل يعني ذلك أن الله قد كتب على آدولف هيتلر أن يبيد البشر؟ وإذا كان قد كتب فلما إذن يحاسبه؟ أم أنه لن يحاسبه؟.. كلا .. لقد إختار هيتلر إبادة الناس بمحض رغبته وكان بمقدوره أن يختار لنفسه طريقا آخر..
 
إن الأقدار خطوط حياة أنت تختار أحدهم لتسير فيه.. كل خط منهم هو سلسة من أحداث أنت لا تملك تغييرها ولكن تملك تغيير الخط ذاته إذا شئت وتمكنت.. ولكن إنتبه.. رغم أن جميع خطوط الحياة متاحه لك إلا أنك لا ترى منها سوى تلك التى تكافئ نواياك.. فالظالم لا يرى سوى خيارات الظلم.. والكريم لا يرى سوى خيارات الكرم.. والمجتهد لا يرى سوى خيارات العمل وهكذا.. حقيقة أنت ترى الدنيا بعين نواياك.. ثم يأتي عقلك ليختار أحد هذه الخطوط المدركه بحسب وعيك لحظة الإختيار.. كما أن كل الخيارات التي تراها أمامك في لحظة ما تتساوى جميعا في جوهرها وإن اختلفت أشكالها.. حيث أنها جميعا من الصنف الذي يكافئ نواياك..
 
فإذا كنت تبحث عن خيارات أفضل.. فلا سبيل لك سوى أن تتبنى نوايا أفضل.. وهنا تبزغ أهمية تزكية النفس.. إن تزكية النفس ترفع طاقة نواياك.. فلا تظهر لك في حياتك سوى خيارات القوة والوفرة والجمال.. وبناء على ما تقدم ياصديقي.. عندما يعترضك حدث ما في حياتك إفهم أنه لا عبث في الحياة وأن هذا ليس الا مشهد من مشاهد السيناريو الذي قمت أنت باختياره سلفا.. أي أن أحداث حياتك – حلوها ومرها – هي حلقات تتسلسل لتبلغك نواياك..
 
وهنا تأتي لحظة التسليم.. سلم أن ما تراه هو قانون الحياة الذي يقضي بأمره عليك.. سلم أنه قانون.. ثم داوي الأمر بالتي كانت هي الداء.. إذا كانت نواياك هي من جاءت لك بأقدارك.. فلتغير نواياك لتتغير أقدارك.. الحل يكمن دائما بالداخل.. إذن الدعوة هنا سلم بالحياة وأصلح نواياك.. هكذا تجتمع النية مع التسليم.. ولا يعني التسليم بقانون الحياة أن تقف مكتوف اليدين أمام ما يحدث حولك.. ولكن تعامل مع الموقف بلطف.. لا تعترض أو تصطدم بعنف.. لا تنشغل كثيرا بدراسة وتحليل السلبيات.. انخرط مباشرة في الممارسة الايجابية وسيتم الإحلال تلقائيا.. حاول إصلاح ما يمكن اصلاحه بهدوء ووفر طاقتك لميدان الإصلاح الحقيقي.. ميدان الداخل.. ميدان نواياك.. وتذكر دائما أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !