الرئيسية » الذات » كيف تغير حياتك » كيفية تقدير الذات – في تقدير الذات كل الحياة وبدونه لا حياة !

كيفية تقدير الذات – في تقدير الذات كل الحياة وبدونه لا حياة !

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2366 المشاهدات
كيفية تقدير الذات - في تقدير الذات كل الحياة وبدونه لا حياة !

تقدير الذات ليس هو الشعور بالإستحقاق وهو ليس الاعتزاز بالنفس ولا الغرور ولا يمت للأنانية بصلة ، تقدير الذات يعني أن تقف إلى جانب نفسك، أن تكون أول من يهب لنجدتها وأن لا تقبل أبدا بأن يقلل كائنا من كان من مكانتها.

عندما يحاول أحدهم الاعتداء على ذاتك أو يفرض آرائه أو سطوته عليها فأنت المتصدي الأول له ولحماقاته مهما كان ومهما على شأنه في الدنيا ، ويجب أن يفهم كل منا محورية الذات وضرورة الدفاع عنها بكل ما أوتينا من قوة.

لا تخسر انتمائك لنفسك ؛ لأنه لن ينفعك بعدها أي انتماء ، ولأنك إن لم تقف أنت مع ذاتك ومع كيانك لن يقف معك أحد مطلقاً ، لا زوج ولا زوجة ولا حبيب ولا أم ولا أب ولا ولد ولا صديق ولا أحد مطلقا ، أمك التي تحبك لن تقف مع ذاتك إن لم تقف أنت مع ذاتك ، أولادك، أحبابك، أصدقائك، زملاء العمل وحتى الكون نفسه لن يقف معك.

سيستفيدون جميعاً من ضعفك، سيستغلونك أسوء استغلال معتقدين بأنك راضي عما يعملون ، سيظنون بأنهم يسعدونك ، يظنون بأنهم يقدمون لك خدمة لكنك من الداخل مكبوت ! ، تشعر بالإذلال النفسي ، بالإهانة، بالقمع، وبالهوان… لقد خذلت نفسك لذلك يخذلك الناس جميعا.

ستتحول كل تجاربك وخصوصاً علاقاتك بالآخرين إلى الخذلان وخيبة الأمل.. نفسك حزينة، عاتبة عليك، زعلانة.. نعم ستكون نفسك في غاية الزعل منك لأنك لم تقف إلى جانبها أيها الإنسان.

يأمرك الناس فتطيع ، تتنازل عن حقوقك ، تتنازل عن صوتك ، تضحي بمطالبك ، تضحي بكل ما يسعد نفسك على أمل أن تحافظ على ذلك البيت وعلى لم شمل العائلة أو كي لا تكسر العادات والتقاليد الحمقاء !! ، في كل مرة تحتاجك نفسك تخذلها ، تتخذ كل القرارات التي تسعد الآخرين فإنك تدوس على كرامتك من الداخل فتفقد احترامك لنفسك ولذاتك وحينها لا يحترمك الناس ، لا يشعرون بقيمتك بينهم ، يتسلقون على أكتافك بل ويحتقرونك.

كثير من الناس يعيشون الألم ، يعيشون في عائلات تبدو من الخارج متماسكة ، تبدو عادية جداً لكن في العمق هناك شخص أو اثنان أو ربما أكثر قد فقدوا احترامهم لذواتهم .. يتألمون بصمت ، يبكون بحرقة لكن في داخلهم.

يجب أن لا تسمح لأي كان بأن يقل احترامه لك ولرأيك ولمكانتك. دافع عن كيانك، دافع عن كرامتك، قف إلى جانب نفسك لأنه في الحقيقة ليس لك في هذه الدنيا إلا أنت وأما بقية البشر فزائلون بطريقة أو أخرى.

الأهل والأحباب يتغيرون، يموتون، تلهيهم الحياة، تبدلهم الأيام، تجبرهم الظروف على الابتعاد عنك وليس لك بعد الله إلا ذاتك.

كيف تعرف بأنه وقت الوقوف مع الذات؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ستجبرك الظروف على الخنوع لرغبات الآخرين. زوج أحمق متجبر، زوجة تحبها بجنون، أهل الزوجة، أهل الزوج، مديرك في العمل.. هؤلاء هم من سيحاولون إذلالك، سيطلبون منك أشياء ضد رغبتك ، أشياء تتطلب تنازلات عظيمة ليرضوا عنك وليقبلوا بك بينهم.

هذه هي المواقف التي عادة تخذل فيها نفسك. تريد أن تكون محبوباً بينهم، تريد رضاهم، تريد أن تكون مقبولاً بينهم وتريد أن تحافظ على عشك أو أكل عيشك فتتنازل عن كرامتك من أجلهم، تكبت رغباتك الحقيقية، تقدم التنازلات من أجل أن تستمر الحياة بسلام.

لا تفعل طز ؛ لأنك إذا خسرت احترامك لذاتك وخذلت نفسك لا قيمة لوجودك. كن شجاعا، قف مع ذاتك.

إفعل ذلك وأنظر كيف تتفتح أبواب الدنيا لك. أنظر كيف يبدأون باحترامك، أنظر كيف أن الصلب شديد المراس الذي كنت تخاف منه قد بدأ هو بالتنازل لك. الكون بأسره سيساندك.

– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
س: نستطيع ان نكون وسط بين الأمرين
نسعد ونرضي من نحب ولا ننسى أنفسنا ؟

ج: الحب جزء من المعادلة لكن عندما يخسر الإنسان نفسه ما فائدة الحب ؟
لا يوجد وسط في إحترام الذات. أما التعامل اليومي ففيه مرونة. نتعامل بمرونة لكن ضمن حدود إحترام الذات.

المرونة شيء والتنازل عن الدفاع عن الذات وصيانتها شيء مختلف تماما.

المرونة أن تجد لي العذر وأجد لك العذر
المرونة هي أن أمنحك وقتا لتصلح أخطائك
المرونة هي القبول بتأجيل الشيء حتى وقت لاحق مناسب أكثر
المرونة هي أن أخفف من مطالبي في مقابل أن تخفف أنت من إستبدادك.
المرونة هي أن أوافق على إختيارك هذة المرة في مقابل أن توافق على إختياري في المرة القادمة

الأقربون اولى بالمعروف .. وأولى الأقربون هى نفسك العزيزة التي تحبها وتقدرها والتى لا ترضي لها أن تهان او تذل .. ذاتك مقدسة كرمها خالقها نفسه وعليك ان تحافظ عليها كأمانة..
– – – –
س: لماذا الشخص يضعك دون قدرك عندما تضعه فوق قدره ؟

ج: لأنك وضعت نفسك بنفسك بمكان اقل منه ــ يعني قللت من شأنك ــ
يعني الحق عليك ــ يعني آنت الغلطان ــ وهذا عقابك حتى تتعلم درس ــ
وإثباتا لذلك إلعب مع الطفل يضربك ..!

س: ولكن لا استثناءات ؟

ج :لا إستثناءآت أبدا. هناك مرونة نعم لكن لا إستثناء لأي إنسان. يجب أن يعرف الطرف الآخر أننا غير متفقين معه ولكنه يرغمنا على شيء لا نريده هذا إن كنا في موقف ضعف. الموافقة رغم المعارضة الداخلية هي ما يصنع المشكلة.

مثلا بنت يريد أبوها أن يزوجها رغما عنها، فعليها أن تبين له أنها غير راضية، طبعا سيوعز لأمها بإقناعها وعليها أن تبين بأنها غير راضية بذلك الزوج. أما إذا خدعت نفسها وهادنت وقبلت بالأمر الواقع فهي هنا كسرت نفسها ولن تغفر لها هذا.

على الأب المجرم أن يعرف بأن إبنته غير راضية وحينها فليفعل ما يشاء، وأن يعرف الزوج بأنها غير راضية به، وأهله وأهلها وكل من تعرفهم يجب أن يعرفوا بأنها إن تزوجت فإنها ستتزوج مجبرة وضد إرادتها.

بهذة الطريقة فقط تعرف النفس أن صاحبتها قد دافعت عنها بكل ما تملك من قوة. هذة هي المرونة. أما المهادنة فهي خيانة للذات.

هذة الأمور يتعرض لها الكل تقريبا في مرحلة من مراحل حياته وعليه أن يتعلم منها. القصد هو تقوية النفس. الرجال والنساء على حد سواء في هذا الشأن. وسواء في الزواج أو في قرار آخر .

هل يمكن التفاهم على حل وسط ؟ طبعاً ولكن يجب أن تكون النفس راضية عنه تماما. مثلا زوجان يريدان السفر في رحلة سياحية، أحدهما يريد بلد معين والآخر يريد بلد مختلف هنا قد يقرران أن يذهبان إلى بلد ثالث ينال رضى الإثنين أو هذا العام هنا والعام القادم هناك، هذا أيضا نوع من المرونة.

لكن إن إستمر طرف واحد يملي شروطه ورغباته دون إكتراث للطرف الثاني فهذا ظلم شديد لا تقبله النفس ويجب على صاحبها أن يدافع عنها.
– – – –
س: ليه فصلت تقدير الذات عن الاستحقاق ،،، أليس اللى يرى نفسه انه انسان يستحق الجميل لن يقبل ان يكون طوعا لحد ام ان هناك امر ما مختلف ،،، ايضا اليس هذا نوع من الناس اللى يريدك فقط ترضيه ،،، وعمره مايرضى يمكن اكتشافه سريعا ؟؟؟وشكرا لك

ج: الإستحقاق شعور مختلف تماما وفي الغالب هو أمر شخصي لا يتحكم به الآخرون. بالعكس الشعور بالإستحقاق يفاقم الوضع لأننا نعلم بأننا نستحق معاملة أفضل لكن لا نملك الشجاعة أو القوة الكافية للدفاع عن ذواتنا.

لتتضح الصورة أكثر. تقدير الذات يعني بأن لهذا الكيان كرامة يجب أن تصان وأنني مسؤول عن تلك الكرامة فلا أسمح لأي كان بالإعتداء عليها أو الإنتقاص منها.

المشكلة ليست في إكتشاف الأناني الذي يريد إرضاء نفسه أو المستبد والمستفرد برأيه، هذا نكتشفه بمجرد أن يفرض رأيه علينا. إنما المشكلة في التجاوب معه، أن نتنازل عن رغباتنا لإرضاء رغباته أو لتفادي الوقوع في مشكلة أكبر. أحيانا نتنازل عن رغباتنا وعن راحتنا لأننا في موقف ضعف وأحيانا بدافع الحب وأحيانا إتقاء لشر.

في جميع الأحوال تكون النتيجة واحدة وهي أن النفس تشعر بالخذلان والإنكسار. عندها تزعل النفس وهذا مما لا يلاحظه الناس. نفسك تزعل منك فتتبلد المشاعر وقد يتطور الوضع ليصبح خضوع مستمر وحالات إضطراب نفسي قد تظهر على شكل خجل مفرط أو إنطواء وعزلة.

والحل هو أن يعقد الإنسان صلحا مع نفسه ويواسيها ويعتذر منها ويعدها بأنه يقف إلى جانبها ويستمر في تطمينها ودعمها حتى تطمئن النفس وتشعر بأن هذا الإنسان أمين عليها وعلى مصلحتها.

نحن نعتذر من الآخرين ونطلب سماحهم ونبتسم لهم ونقدر ظروفهم بل وندعمهم ونقدم لهم الخدمات لكن لا نفعل ذلك مع أنفسنا !!!

عارف الدوسري

اقرأ: الشرك بالله في طاعة الوالدين – أحد أكبر مصائب الوطن العربي
اقرأ أيضاً: أكبر خدعة تعيشها في حياتك ؟

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !