الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » مقولات جميلة ومؤثرة

مقولات جميلة ومؤثرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1078 المشاهدات
اجمل مقولات عن الحياة
واعلم يا فتى أن القلق والتفاؤل وإن بدا للوهلة الأولى أنهما متناقضان، إلا أنهما يجيئان من نفس الجزء في الدماغ.. ذلك الجزء الذي يعنى بالنظر إلى المستقبل.. لكن ما يغلب أحدهما على الآخر، ويجعله الأقوى والأقرب للحدوث، هو حقيقة ما تفعله في يومك.. فإن كنت قد أهملت في عملك، زارك القلق وأقض مضجعك.. وإن عكس ذلك، نمت حالما بغد أفضل..
 
وبنفس المنطق، فإن الندم والفخر ينبعان أيضا من نفس المكان الذي ننظر به إلى ما مضى من أيامنا.. فإن أحسننا، حق لنا أن ننظر إلى الوراء بفخر،.. وإلا أكل الندم أرواحنا.. وعليه ترى أن الدعوة لاستحضار التفاؤل بالتفاؤل ما هي إلا دجل لغوي لا أكثر.. فمشاعرنا انعكاس لما نحن عليه.. ويتغير الانعكاس بتغيير الأصل، لا العكس..
 
فاحرص يا فتى على عمل يومك.. تكف شر أمسك وغدك..
والسلام عليك حتى ألقاك..
 
من رسائل المعلم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين
– – – – – – – – – – – – –
إن مهمة العقل الإنساني الأساسية هي الربط والاستنتاج, وذلك يعني ببساطة , خلق حقائق جديدة من حقائق قائمة باستخدام العلاقات المنطقية بينهما.. كمثال, فإنني حين أرى آثارا لأقدام حيوان ما.. يقوم عقلي مستخدما حقيقة رؤية آثار الأقدام, وحقيقة شكل أقدام الحيوان, بخلق حقيقة جديدة , مفادها أن هذا الحيوان مر من هنا, وإن لم أكن قد رأيته عيانا..
 
لذلك فإن الشخص الذي يقول أعطني دليلا ملموسا على وجود الله, هو في الواقع يحقر من شأن العقل الإنساني ولا يحتج به كما يدعي.. إذ أنه لا يريد أبدا أن يستخدم مهارة الربط بين الحقائق الدامغة في الكون ليخرج منها بحقيقة الإيمان بقوة عظمى تسير الكون.. لكنه يريد شيئا ملموسا محسوسا يراه أمامه.. وهذا مشابه تماما لما فعله بنو إسرائيل قبل آلاف السنين حين قالوا لموسى “لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة”..
– – – – – – – – – – – – –
واعلم يا فتى أن أدنى درجات الحكمة معرفتك نفسك.. وأعلاها مناهضة الظلم والطغيان.. وأن الله لم يأمر ابن آدم بأمر أعظم من ذلك، بل وقدمه على الإيمان نفسه..
 
وإنك إن ظننت – جهلا أو جبنا أو طمعا – أن إصلاح الطاغية إنما يكون بالقرب منه ونصحه وإسداء المشورة له، فاعلم أنما قد ضللت ضلالا عظيما.. فإن الإنسان لا يعلو في بلاط الطاغية إلا بمقدار ما يحط من كرامته.. ولا ترتفع منزلته عنده إلا بمقدار ما تنحط في ذاته ووجدانه..
 
ولا يزال الرجل أمام الطاغية بين ترهيب وترغيب، حتى يمسي كلبه المطيع؛ ينطق حين يؤمر ويصمت حين يزجر.. وتراه واقف أمام الناس على جسده ثياب العز، وعلى وجهه سيماء الذل.. يرى الحق فلا يستطيع نصرته، ويرى الباطل فلا يجرؤ على إنكاره.. ممسيا مصبحا بين لعائن الله ولعائن الناس..
 
ألا وإنك إن وضعت نفسك في هذا الموضع، أضحت حياة البهائم في الزرائب خيرا من حياتك.. فها هي تأكل مما تنبت الأرض كما تأكل أنت.. وتشرب من ماء السماء كما تشرب أنت.. وتنام ليلها الطويل كما تفعل أنت.. إلا أنها لو غصبت على ما لا ترضى، عبرت عن رفضها بالركل والرفس، وليس ذلك لك..
 
من رسائل السيد فرحان إلى الفتى ذي الرأسين
– – – – – – – – – – – – –
لطالما أذهلتني الطريقة التي قدمّ الله لنا بها عبده الخضر عليه السلام.. “آتيناه رحمة من عندنا.. وعلّمناه من لدنا علما”..
 
أعطاه الرحمة قبل أن يعطيه العلم.. الماء قبل النار.. كي لا يموت غضبا وقهرا.. أي شيء يمكنه أن يحطم قلوبنا الهشة أكثر من المعرفة؟ من انطباع الحقائق في أذهاننا؟ من رؤية كل ما يدور حولنا من خبايا بوضوح تام؟ أي شيء أثقل في الروح من شفافية الرؤية؟ أي شيء قادر أن يمزق نياط هذا القلب أكثر من أن تعرف طبيعة البشر.. دوافعهم.. جشعهم.. شهواتهم.. تقديمهم مصالحهم على كل شيء آخر.. السواد الذي تخفيه ابتساماتهم ؟ وأي أمنية أغلى عند الإنسان من أن لا يعرف اليوم نصف ما يعرفه؟
 
هذا هو العلم الذي أعطيه الخضر.. هذه هي النار التي ألقيت في صدره.. ولكي لا يتحول إلى وحش.. أعطاه الله رحمة خاصة من عنده.. رحمة سبقت نار المعرفة..
– – – – – – – – – – – – –
لا أعتقد أنني كشخص.. ممتن لأحد على هذه الأرض.. قدر امتناني لذلك الذئب الذي قرأت قصته صغيرا.. خان الليل الذئب وأوقعه في شرك لأحد الصيادين.. ولما لم يستطع تحرير قدمه وخشي أن يطلع النهارعليه ويمسك الصياد به.. بدأ بنهش قدمه بأسنانه حتى قطعها تماما.. لم يستطع السير بعد ذلك لأكثر من عدة أمتار.. وسقط على الأرض بقرب الشرك.. نازفا دمه كله حتى مات..
 
لروحك الرحمة أيها الذئب العظيم.. فلقد علّمتني في صغري شيئا, لم يعلّمني إياه أحد من العالمين.. ولعلني حين يأتيني الموت.. وأنظر حينها إلى ما حولي من مال وولد ومتاع أوقن أن مصير كل مكسب قل أو كثر إلى زوال.. وأنني لن آخذ معي منها شيئا.. فأحمد الله أنني لم أبذل كرامتي رخيصة مقابل أي من ذلك.. وحينها لا بد لي أن أشكرك..
– – – – – – – – – – – – –
شوف يابا.. شو ما كان الدرب اللي بتمشي فيه، سواء دراسة ولا فلوس ولا شغل ولا شو ما كان.. تأكد تماما إنه في ناس قبلك مشيت في الدرب هذا.. ووصلت أماكن انت بحياتك ما راح توصلها..
 
عشان هيك خليك دايما متواضع.. ولو شو ما صار معك.. لا تشوف حالك على الناس.. لأن الواحد يابا، لو ما علّم حاله التواضع، الله راح يعلّمه إياه.. بس ما بيجي لحاله وقتها.. بيجي مع ذلّ وكسرة نفس..
– – – – – – – – – – – – –
وعيون قتّالة وجارحة يا بوي..
 
“أما وقد سألت يا فتى.. فالقتل هو قصد الموت.. والموت لا يقاس بمقاييس أهل الدنيا .. بل بمقاييس أهل الآخرة.. فلا يعتد فيه بحزن أهل القتيل ، بل بحرمانه من فرصة التوبة لو كان مسيئاً ، أو زيادة الخير لو كان محسناً.. وهذا جوهر تعظيم هذه الفعلة.. وسرّ التشديد عليها، وإلا فالموت بطبيعته حاصل لا رادّ له.. والقتل ثلاث..
 
أولها قتل الدولة الفرد، وهذا لا يكون إلا عندما يصدر منه شر مستطير، لا يدفع إلا بقتله.. كأن يقتل غيره، أو يزني بمتزوجة فيدمّر أسرة، أو يخون المسلمين فيقوّي شوكة عدوّهم عليهم.. وفي كل ذلك، فإن قتله منع له من إكمال شرّه ، وعبرة لغيره..
 
وثانيها قتل الحرب، وهنا يقتل الرجل ما دام يحمل سلاحاً ضدك.. لأنك لو لم تقتله قتلك.. لكن، إن حدث وأسرته فقد حرم دمه.. لأن الشرّ الذي أردت دفعه بقتله ، قد زال بزوال سلاحه عنه.. وإذن لا يحلّ لك قتله..
 
وثالثها قتل العيون ، وفيه لا يجب على القاتل دية ولا تلزمه توبة .. بل يتدلل كيف شاء.. وعلى القتيل أن يحمد الله على ما أعطاه، ويسأله الصَّبر على ما ابتلاه.. ويكتم ما حَوت الجوارح بالعفاف.. فإن العفاف دواء الهوى.. ومصداق ذلك قوله تعالى “وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتّى يغنيهم الله من فضله..” وحتّى هنا تحمل معنى الظرفية، أي إلى أن يغنيهم الله.. وتحمل معنى السببية، أي لكي يغنيهم الله.. والغنى في الحالين حاصل.. وبه يحصل الوصل وترتاح القلوب بعد النَّوَى..
 
وهذه هي فلسفة الدين في القتل.. وفلسفته في الحياة.. وفلسفته في الهوى.. والله الموفّق والمستعان ..”
 
من رسائل السيد فرحان، إلى الفتى ذي الرأسين..
– – – – – – – – – – – – –
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !