أصعب شيء علي المواطن العربي التقليدي. أن يترك الناس وشأنهم ، أن يتوقف عن إنتاج الكره باسم الله ، أن يفكر بحق وبصدق ويتحمل مسؤولية حياته كاملة ..
– أول مصيبة في نظره: أن يترك الناس وشأنهم ..
كيف يحدث هذا !؟ يتوقف عن الإعتداء علي من يختلفون معه في منطقه وأفكاره الضيقة والمحدودة ، أن يترك الناس أن تفكر بالطريقة التي تريدها وأن تقرر لنفسها ما تريد ، الله بنفسه .. الله سبحانه وتعالي ترك الناس تقرر لنفسها ما تريد ، ولكن الواطن العربي التقليدي البائس لن يتركهم .. لن يترك ( زوجته ، زوجه ، ابنه ، بنته ، أحد أصدقاء ، أو ربما أحد المارة في الشارع ، …. ) لن يترك أحد أن يقرر لنفسه ما يريد ، وبالإخص إن كان ما يريد ذلك الشخص لنفسه عكس ما يريد ذلك الإنسان المتعصب الأحمق وما يؤمن به من حماقات وفيروسات ! .. ” الله ترك البشر وشأنهم ليختار كل شخص ما يريد وهو لن يتركهم ! ” .
أنا أتعامل مع ذلك النوع من بعيد لا أجعله يقترب مني ولا أقترب منه ؛ لأنه يرى نفسه إله يتحرك علي الأرض ، وأنا إنسان بشري وأتعامل مع البشر فقط مهما كانوا ما يؤمنون به وما يعتقدونه متفق معي أو مختلف معي .
وأيضاً ذلك النوع إن ترك الناس وشأنهم من أين سيملأ نقصه وفراغه النفسي والعاطفي تجاه نفسه وحياته ؟! ، وللأسف من يفعل ذلك لن يزيد نفسه إلا ألماً علي ألمه ، وضعفاً علي ضعفه .
– ثاني مصيبة: يتوقف عن إنتاج الكره بإسم الله ..
مرتبطة بأول مصيبة ، أتمني أن يبدأ ذلك المواطن في أن يسمح للحب أن ينتشر ويتوقف عن إنتاج ونشر الكره في كل مكان ، ولن يحبك أي شخص بعمق وبحق وأنت تحاول أن تستعبده أو أنت تستعبده بالفعل ! .. مهما كان ذلك الشخص قريب منك أو بعيد .. حتى لو كان ( زوجتك ، زوجك ، ابنك ، بنتك ، اخوك ، اختك ، …. ) ، وتذكر دائماً: إن لم ينتصر الحب في حياتك ، ستخسر كل شيء وستعيش في ظلام الكراهية .
– ثالث مصيبة: أن يفكر بحق وبصدق ويتحمل مسؤولية حياته كاملة ..
هو يكره علوم التنمية البشرية والقراءة والفكر والفلسفة بسبب تلك الجملة القاسية ( تحمل مسؤولية حياتك كاملة ) ، إذا تحمل مسؤولية حياته كاملة أذن من سيحرك حياته ؟ هو سيحركها بنفسه !!! ، وهو يريد أن يظل مجرد كلب مطيع للأوامر والتعليمات الأسرية والإجتماعية و… ، أي كلب يتم ربطه بسلسلة من الحديد ويتم سحبه بالقوة من قبل أي حد وأي شيء حتي لو كان ذلك الشيء مجرد خيال أو مجرد تراب مثل: الأهل ، الأصدقاء ، المجتمع ، البيئة المحيطة ، النظام الاجتماعي بما فيه عاهات مجتمع ، النظام السياسي ، … أي شيء يريد أن يسحبه يمنحه القدرة ليفعل ذلك ، وإن لم يجد من يسحبه ويحرك حياته سيبحث بكل قواه عن من يستعبده ويربط نفسه بالسلسة ويعطي طرفها الآخر لذلك الشخص !
عبدالرحمن مجدي
اقرأ أيضاً: التنمية البشرية المواطن العربي يخاف منها !
اقرأ أيضاً: حل أكثر المشاكل في حياتك في – تحمل مسؤولية حياتك
هل ساعدك هذا المقال ؟