الرئيسية » أعرف » العقل الباطن » الادراك – العقل الباطن

الادراك – العقل الباطن

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1101 المشاهدات
الادراك - العقل الباطن

النجاح يجتذب خلفه نجاحاً آخر

الكثيرون يميلون إلي رؤية فشلهم وعجزهم بسرعة أكثر من إدراك إنجازاتهم ونجاحاتهم الخاصة . ونحن بعد أن نحقق شيئاً ما ، نشعر لعدة أيام أو أسابيع بالسعادة ، وبعد ذلك نضع أمامنا أهدافاً ونقاط رؤيا جديدة ، وبسرعة كبيرة يغادرنا إحساس المتعة لما حققناه ؛ وبعد ذلك بقليل ننسي أننا حصلنا علي أمنيتنا بشكل عام ، وكل الانتباه يتركز علي الأمنيات والأهداف الجديدة ، ويضيع الإحساس بالسعادة لما تحقق سابقاً من منجزات ، وهكذا يبذر الإنسان طاقة النجاح القوية عبثاً .

وإذا ما ركزنا علي شيء لم يتحقق بعد ، فإننا ومن دون أن نشعر نقوي التفكير بالإفلاس الخاص في العقل ، ويستطيع الإنسان مرة أخري استخدام قوة نجاح منجزاته السابقة ، محققاً نتائج مدهشة ولكن وللأسف فهو نادراً الأشخاص الذين يقومون بذلك.

وذات مرة ، وبعد إحدى المحاضرات ، اقتربت مني امرأة وسألت : ” جون ، كيف تظن ، هل سأحقق أهدافي في يوما ما ؟ ” . فطلبت منها أن تحدثني عنهم ، وكان أول هدف هو شراء بيت جيد ، ثم أرادت بعد ذلك الطيران إلي بريطانيا للقاء والديها وأقاربها ، الذين لم ترهم منذ أربع سنوات ، وثالثاً توثيق علاقة راسخة مع أحد الأشخاص التي تعرفهم ، وبحيث كانت أمً – وحيدة مع ثلاثة أطفال بين يديها وعاشت بتواضع ، فقد بدت هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق إلا أنها ، وهي تزور حلقات بحثي ، كانت تأمل في تعلم طريقة جديدة لاستخدام قوي العقل ، لكي تحسن ظروف حياتها .

وقد أكدت لمها أنها باستخدام قوة العقل تملك في الحقيقة ، فرصة للوصول إلي الأهداف الموضوعة . ولم أستذكر شيئاً حول هذه المرأة بعد ذلك إلي أن حدث فجأة أنه وبعد عام من لقائنا الأول ، اتصلت بي هاتفياً : ” جون – بدأت باضطراب – أنت لن تخمن أبداً ما حدث! أنا أعيش الآن في بيت جديد ، فيه مسبح وحديقة رائعة ، حيث يمتد أمامك منظر مدهش ” . فقلت لها ” إنني سعيد جداً من أجلها ، ولكن هي لم تنه كلامها ” هذا ليس كل شيء لقد قضيت ثلاثة أسابيع في بريطانيا وتقابلت مع أسرتي و ….-احتفظت بأفضل خبر إلي النهاية – فقالت ” أنا سعيدة إلي درجة خرافية ، أنا وقعت في الغرام ، في الواقع لقد أحببت ” !

من الطبيعي أنني أردت بشدة اللقاء معها من جديد وهذا ما حصل بعد عدة أشهر ليس إلا ، وهي قابلتني في المطار ولكن بعكس المتوقع ، لم تبدو سعيدة ومبتهجة بحياتها ، رمقتها بمجرد نظرة استغراب ، وأنا أسمع سؤالاً كئيباً : ” جون ، لماذا لا تساعدني قوة العقل ؟ … لماذا قوة العقل لا تساعدني ؟ !! ” – كررت مرة أخري ولم أستطع تصديق أذني !
فقولت لها ” أسمعي وصححي لي ، إذا أنا أخطأت . ألست تلك المرأة التي أرادت أن تملك منزلاً ، وتسافر إلي بريطانيا وتحصل علي صديق ؟ هل أنت أم لا ؟!! .
ونظرت إلي بإبهام واستغراب : ” آه ، لقد نسيت ذلك ” !

نسيت ذلك ! كيف يمكن نسيان هذا ! نعم ببساطة شديدة – هذا يحدث معنا دائماً . فهي حققت الأهداف السابقة وتسعي لتحقيق الأهداف الجديدة ، وهي لم ترسم الأهداف بوضوح بعد ،افترضت بصراحة أن قوة العقل لن تساعدها مرة آخري ! وهي بنبوءتها هذه نسيت إنجازاتها السابقة ، معتبرة إياها كواجب ، وتحول عقلها بالكامل إلي الأهداف الجديدة

ونحن نركز علي ما نود تحقيقه ، ناسين بالكامل إنجازاتنا السابقة فلماذا الدوران علي ما هو غير موجود لدينا؟ وبطريقة ما ، كلنا نطلب الفشل!؛ فتعلم تشجيع نفسك علي النصر السابق والحالي ، ولو كانت زهيداً ابحث عن اللحظات ، التي تسمح لك بالشعور بنفسك قوياً ، ناجحاً ، فخوراً بنفسك ، وافرح ، حتي ولو بالقليل واستخدامه لكي تشعر بالنجاح الآن . وهذا يساعدك لتحقيقه في المستقبل أيضاً .

ابحث – وأنا أصر علي كلمة “ابحث ” – عن اللحظات ، التي يمكن اعتبارها ناجحة ، والاعتراف يجب أن يكون ليس واضحاً فقط ، وإنما كلياً بشكل عام ، فلا تفكر أن هذا غباء أو هو غير لازم ، فصفاتك الإيجابية ليست أقل واقعية من السلبية ، لذلك افتخر بها واشعر بالنجاح ، واسمح لعقلك بالاستمتاع ، ولبضع دقائق بالنجاح الذي سبق أن تحقق.

وهذا الأسلوب ، يمكن استخدامه ليس فقط للوصول إلي هدف محدد ما وإنما لتحقيق النجاح كاملاً . فخصص عشر دقائق مباشرة الآن ، وسجل علي ورقة كل النواحي القوية خاصتك ، والتي تخص نواحي حياتك كلها في الماضي والحاضر.

أمثلة :
أنا ألبس بذوق
أنا شخصية إبداعية
أنا أعرف كثيراً فيما يخص ….
أنا ميال للمحادثة والعلاقات مع الآخرين
أنا كريم
أنا أرسم جيداً
أنا متفائل
لا تتوقف عند هذا ، فصفاتك الإيجابية غير محدودة..
الناس يحبونني
يتعاملون معي بلطف
أنا أعمل كثيراً
أنا أستمتع بحياتي
أنا محب لقرينتي (قريني )
أنا أساعد أسرتي وأصدقائي
أنا وضعت الآن قائمة صفاتي الإيجابية

شكل قائمة كاملة وطويلة إلي الحد الأقصى : غير أنها يجب أن تحوي ليس أقل من عشرين نقطة ، وحاول التملص من التواضع الكاذب ، فهدف هذا التمرين يتلخص في إجبارك علي إدراك أنك تملك الحق في الفخر بنفسك ، وهذه الأحاسيس الإيجابية تستدعي الشعور بالنجاح ، الذي ينفع أساساً لنجاحاتك المستقبلية .
والطريقة المشابهة يمكن استخدامها لتحقيق أي هدف : شكل قائمة تحويل عشر نقاط علي الأقل ، تعترف فيها بخدماتك ، التي تساعد في رأيك علي تحقيق الهدف المنشود.
مثلاً : في محاولة الحصول علي موقع وكيل تجاري ، يمكن وضع قائمة المواصفات التي قد تفيدك في هذا العمل ، وتنتقيك من بين عدد من المرشحين الآخرين لهذا الموقع .
ويمكن لقائمتك أن تبدو كما يلي :
أنا خير
أنا أستطيع التعامل مع الناس
الناس يحبونني
أستطيع العمل مع الناس
لقد تمكنت من العمل ، بشكل رائع ، في مكاني السابق
أستطيع إقناع الناس
أنا موهوب
أنا ألبس بذوق ومظهري جيد
أنا منظم
أنا اعمل كثيراً
أنا أحقق الهدف المنشود

إذا لم تشكل قائمة كهذه ، فيمكنك الذهاب إلي اللقاء آملاً ، ببساطة بالحصول علي هذا الموقع وفي هذه الحالة ، من الضروري أن تكون واثقاً من أنك تملك تحضيراً كافياً للحصول علي هذا الموقع .

و” النجاح يجذب خلفه نجاحاً جديداً ” ، وأنت قد أفلحت في نواح كثيرة ، وبقدر ما تشعر أكثر بتلك الطاقة المنطلقة من هذه الانتصارات السابقة ، تكون أكثر اجتذاباً ، لنفسك ..نجاحات من الخارج ، لذلك رتب هكذا قوائم ، وغير عقلك واعمل بطاقة – وعش بنشاط ، ولا تكف عن الإيمان بنفسك ، ولا تنتظر شيئاً يهبط عليك من السماء .. فابدأ بالخلق ، كما قال جون لينون : ” المستقبل من اليوم الحالي ”

اعترف ، اعترف .
ومرة أخري اعترف بجدراتك .
الوعي يخلق الواقع ، وأنت تخلق وعيك .

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !