الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » الجهاد في سبيل الله – كما لم تعرفه من قبل !

الجهاد في سبيل الله – كما لم تعرفه من قبل !

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1472 المشاهدات
الجهاد في سبيل الله - كما لم تعرفه من قبل !
الجهاد في القرآن منقسم إلي قسمين :
1- الجهاد في سبيل الله .. ( وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله )
2- الجهاد في الله .. ( وجاهدوا في الله حق جهاده )
 
لأن الناس الآن تحسب أن الجهاد في سبيل الله = القتال في سبيل الله ، مع أن الحقيقة وأن القرآن يقول أن الاثنين لهم معاني مختلفة تماماً.. الجهاد أمر فردي وجماعي .. ربنا قال: ومن يجاهد فإنما يجاهد لنفسه ..
 
ما معنى ( في سبيل الله ) ؟
هي جاءت في القرآن 5 مرات
1- أنفقوا في سبيل الله
2- جاهدوا في سبيل الله
3- هاجروا في سبيل الله
4- قاتلوا في سبيل الله
5- انفروا في سبيل الله
 
– ماذا تعني أيضاً ( في سبيل الله ) ؟
الله سبحانه وتعالى له سبل كثيرة ، فهو يقول: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
فربنا سبحانه وتعالي له سبل ، والسبيل الوسطي في كل هذه السبل هي القوانين الكونية التي نسير عليها .. مثل: أنت تريد أن تتزوج أو تريد أن تأكل وذاهب لشراءه .. أنت الآن تسير علي سنن الله في الكون .. لأنك لا تستطيع أن تخرج خارج سنن الله في الكون .. أن تتزوج وتأكل وتتكاثر .. أن دي قوانين الله .. أنك تكون جعان وتريد الأكل وخلق لك زوجاً من نفسك ..
 
عندما يقول الله أنفقوا في سبيل الله ، أنا مثلاً ذاهب إلي المطعم حتى أقوم بشراء الأكل ، هذا الإنفاق علي الأكل ماذا يعني ؟ وما اسمه في القرآن ؟ .. اسمه سبيل الله .. أي قوانين الله في خلقه .. لأنه هو من خلق جسمي وهو من خلق الأكل .. وبالتالي عندما أذهب لشراء الأكل وأضعه في جسده ، عندها أكون سائر في سبيل الله … أي عندما أقوم بشراء الأكل ليتناوله ويتغذي جسدي هذا يسمي إنفاق في سبيل الله
 
تريد شراء ملابس جديدة ؟ ، الملابس هي أشياء الله خلقها لك في الطبيعة وخلق لك جسد ، وقال لك أن تلبس من أحسن الثياب .. إذاً هذا إنفاق في سبيل الله .. هذا يعني أن: أكلك – ملابسك – مسكنك – سيارتك – زواجك – تعليمك – عملك – ذريتك – أهلك – علاجك – سفرك وحركتك .. كل هذا يعتبر إنفاق في سبيل الله ( سبيل الله عبارة عن كل قوانين الله الخاصة والعامة عليك )
 
– ثاني أمر: جاهدوا في سبيل الله ، ماذا يعني ؟
مثلاً: أنت تريد الآن الزواج ولا تملك مال ، أو العملية بالنسبة لك صعبة أو لا تستطيع الإختيار وتشعر بالتشويش .. فتبذل مزيد من المشقة ومزيد من الجهد حتى توفر الفلوس التي تستطيع أن تبدأ بها حياتك .. هذا المجهود وتلك المشقة التي تبذلها في طريق إسمه سبيل الله .
 
تأمل تلك الآية الله يقول: ومن يجاهد في سبيل الله إنما يجاهد لنفسه
– بالله عليك يا أخى إذا يكون الجهاد في سبيل الله هو القتل والذبح الذين يمارسونه علي الآخرين ، هل هذا جهاد لنفسك !؟ .. أنت تذهب أما لتقتل شخص ما أو لتقتل نفسك .. فهو لا علاقة به للجهاد في سبيل الله ، لأن الله يقول ( ومن يجاهد في سبيل الله إنما يجاهد لنفسه .. )
 
– وهناك ثلاث أمروا آخرى
( هاجروا في سبيل الله ) ، عندما تجد بلدك لا تستطيع أن تعيش فيها كإنسان طبيعي وتتزوج وتسعد وتنجح ، تبدأ في البحث عن مكان آخر أو عن بلد آخرى .. لتقوم بتحقيق طبيعتك وفطرتك وهدفك في الحياة وهو الزواج وسهولة معيشتك والحياة الكريمة الناجحة السعيدة لنفسك .. فهذا يسمي أنك تهاجر في سبيل الله ..
 
– المجاهدون في سبيل الله هم مثل :
* شاب يسعى للبحث عن وظيفة وفرصة عمل ( فيسافر من منطقة لآخرى ليبحث عن وظيفة )
* شاب يتعب يويماً في الذهاب للجامعة ( يبذل يومياً ساعة كاملة في الوصول للجامعة او مكان دراسته )
* شخص يجتهد لتوفير علاج ودواء لأسرته
* شخص يتابع موظفيه ويساعدهم بجهد
* شخص يجتهد أكثر ليؤدي العمل أفضل
* شخص يتعب في سفرياته لاتمام أعماله
* شخص يجتهد ليحصل علي تأشيرة أو إقامة
 
– هل شاهدت كيف أن معنى الجهاد في سبيل الله أمر عظيم ! ، فالجهاد الله أمرنا به بشكل فردي وجماعي .. فقال ( ومن يجاهد .. ) وقال ( جاهدوا .. ) ، لأن كل شخص يحتاج أن يجاهد بشكل فردي ، والمؤسسات والمجتمعات تحتاج إلي ان تجاهد بشكل جماعي ..
 
* أما قاتلوا أو انفروا في سبيل الله دعنا نرجع لها في آخر المقال ..
 
والآن ننتقل للجزء الثاني وهو الجهاد في الله ، الله يقول ( وجاهدوا في الله حق جهاده .. ) فالجهاد في الله ، هو بذل الجهد ليس لأجل رزق أو حياة كريمة بل لأجل فهم إرادة الله ومشيئته وأسماءه وخلقه .. أي أنت تبذل المال والمجهود وبحث وتعب وقراءة من أجل أن تفهم فقط وتعي ” ماذا يريد الله منك ؟! ” .. فعندما تسافر من مكان لآخر فقط لأنك تبحث عن معلومة أو تذهب لكورس ما أو تقرأ كتاب ما وتظل سهران طوال الليل فقط لكي تبحث ” يارب يا خالق الكون .. لماذا خلقتني في هذا الكون !؟ وماذا تريد مني ؟ ومن أنت ؟ ومن أنا ؟ وما هي طبيعة العلاقة بيننا ؟ ”
 
– الملحدون بذلوا القليل من المجهود فوصلوا لنتيجة أن كل الموروثات البشرية خاطئة ، فقاموا بوقف بذل الجهد عند هذا المستوى وخرجوا من الدين ، هؤلاء يحتاجون نوعاً من العبادة اسمه ( جاهدوا في الله .. ) وهذا الأمر لكل الناس وخاصة الملحدين ، ماذا يعني هذا الأمر ؟ أي أتعب أكثر واقرأ أكثر وأبذل الجهد أكثر وتأمل الكون أكثر .. حتى تفهم للخالق سبحانه وتعالى ..
 
فأنت عندما تبذل جهد أكثر .. لأن الله يقول ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) أي هو ( الله ) يستحق أن تبذل مجهود أكبر وتبحث أكثر وتتامل الكون أكثر .. فالله عندما تكلم عن الجهاد في سبيل الله لم يقل حق جهاده ! .. لأنك تتعب علي نفسك لذلك قال ( ومن يجاهد فإنما يجاهد لنفسه ) أما عندما تتعب أكبر وتبذل المجهود لتفهم مراده منك وتفهم الحياة فهذا يسمى ” جهاد في الله ” .. ( وجاهدوا في الله حق جهاده )
 
والآن نحن نعرف نوعين من الجهاد ، والجهاد في القرآن طلع أمر مختلف تماماً عن ما هو متوارث ..
 
– القضية التي تكمل الجهاد هي: المجاهد في سبيل الله ، ما هو عكسه ؟
أي أنت إن لم تجاهد في سبيل الله ، إذاً انت ماذا تفعل ؟
 
سأذكر الآن الآيات التي ذكر الله فيها الجهاد بالتفصيل ، لكي ترى معنى الجهاد ويوضح ما قولنا سابقاً :
 
* خلاصة اختبار الحياة ” جهد وصبر ” ، ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
– أي كأنما الله يقول لك: يجب ان تعلم أنك لن تذوق الجنة والنجاح إلا عندما يقوم بإختبارك ويرى هل أنت كنت مجاهد ( تبذل الجهد وتتعب ) ويعلم الصابرين .. آية واضحة جداً
 
* ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الحسنى وفضل الله المجاهدين علي القاعدين أجراً عظيماً )
– الناس فئتين: المجاهدون والقاعدون ، الله يقول لا يستوى القاعدون وهم الناس الجالسة في بيتوها وتنتظر النجاح والتميز .. الناس الجالسة في بيوتها وتنتظر الزواج أن يأتي إليها .. الناس الجالسة في بيوتها وتنتظر العمل .. ولا يبذلون أي مجهود أو مشقة .. فالله يقول ( لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر .. ) أي قاعد في البيت وهو ليس مريض مرض يجعله يجلس في البيت قهراً مثلاً .. هو سليم ولكنه قاعد في البيت بمزاجه وبإرادته ..
 
الله يقول: ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة .. ) مع أن الله يقول في البداية أن كلاهما مؤمن وكلاهما وعد الله الحسنى ، ولكنه فضل الله المجاهدين علي القاعدين .. ويقول في نهاية الآية: ( وفضل الله المجاهدين علي القاعدين أجراً عظيما )
 
* المؤمنون الحقيقيون
( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم )
( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون )
– أي هل أنت تعتقد لأنك تقول أنك مؤمن بالله أن تلك الجملة أو ذلك الإيمان باللسان يكفي .. بالطبع لا ! .. أنت تحتاج إلي جهاد وتعب وحركة وفي نفس الوقت تحتاج في سبيله .. تحتاج هجره في سبيله .. وعندها ماذا يقول الله فيهم ( أولئك هم المؤمنون حقا )
اقرأ: الإيمان بالله – هل أنت فعلاً مؤمن بالله !؟
 
* الجهد والبذل لك أنت ، يقول الله: ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين )
– من الآخر يعني ، من يتعب ويبذل المجهود سيكون لنفسه .. أن ستبذل الجهد والوقت لتأخذ الشيء الذي تريده وتفوز .. ( إن الله لغني .. ) أي الله لا يحتاج لا لتعبك ولا لمجهودك ولا لنجاحك ولا لزواجك ولا لأي حاجة آخرى .. هو فقط صنع لك القوانين وقال لك أنا اريد أن أراك أن تبذل الجهد لتأخذ تلك الأشياء التي تريدها بتلك القوانين التي صنعتها من أجلك لمصلحتك أنت ..
 
* من الآخر الله يقول ، ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم )
– أي الله يقول لك ستجد بعض الصعوبة أمامك في طريقك لأي شيء .. هبعد عنك ذلك الأمر شيئاً قليلاً .. هصعب الزواج عليك قليلاً .. من الآخر ( ولنبلونكم .. ) لماذا ؟ هل حتى اتعبك وأرهققك وأبعد عنك نعمتى يا عبدي ؟ بالطبع لا ، ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم …. ) ، لنعلم من سيذل الجهد ويتعب ومن يترك الأمر .. الله بوضوح يقول للبشرية كلها لا يوجد شيء ستستطيع أن تأخذوها بسهولة كل شيء سنجعلكم تبذول قليلاً من الجهد .. حتى تجاهد .. وعندما تجاهد فالنهاية لنفسك ! .. أي الله لا يريد منك أن يتعبك بإستمرار ولكنه يريد أن يرى منك الجهد والمشقة ولو ذهنية عقلية شعورية فقط .. أي أنت تحتاج لأمرين الآن .. الجهاد والمشقة وتحتاج إلي الصبر حتى تنتضج الأمر الذي تسعي إليه والله يأتي بها إليك ..
 
( هل شاهدت وتأملت كيف أن الآيات التي تتحدث عن الجهاد لا علاقة لها لا بالحرب ولا بالقتال تماماً ! ، بالطبع سنتكلم عن القتال في سبيل الله في المقال القادم .. ولكن كما ترى آيات الجهاد لا علاقة لها بالقتال بل علي العكس آيات الجهاد كلها هدية من الله سبحانه وتعالى لنا ولكي تطمئنا أن أي صعوبة في التعليم .. أي صعوبة في الزواج .. أي صعوبة في السفر والحركة .. أي صعوبة في أي شيء .. ” نبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين .. ” )
 
آخر آيتين في موضوع الجهاد :
* وجاهدوا في الله حق جاهده ( يقول في الله ! )
– أي جاهدوا وأتعبوا لتعرفوا وتتعرفوا علي الله سبحانه وتعالي
 
* والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين
– أي من يريدون أن يصلوا إلينا ، ويتقربوا إلينا .. ويصبحوا أولياء لنا .. ومتقين معنا .. وصابرين معنا ( وهذا بالطبع نوع أعلى من الجهاد في سبيل الله ، لأن الجهاد في سبيل الله لك أنت ولمصلحتك ولزواج أما الجهاد في الله فهذا لعلاقتك بالله سبحانه وتعالي )
 
وهكذا تكلمنا عن الجهاد في سبيل الله والجهاد في الله بالتفصيل .. والمقال التالي سيكون عن آيات القتال في القرآن ، وتفسيرها وتوضيحها بشكل أكثر دقة ..
 
أمين صبري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !