الرئيسية » الذات » تطوير الذات » الرحلة الروحية – رحلة الروح نحو الحياة

الرحلة الروحية – رحلة الروح نحو الحياة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2355 المشاهدات
غذاء الروح والجسد - الجسد والروح
تكرار دورات الخلق فقط خاصة بالقطيع ، الطبيعة الدنيا لا تهتم لعرقك أو دينك ، لجنسك أو شكلك ،، لا تهتم إن كنت مؤمن أم ملحد ،، لا تهتم بفنوننا ولا ما توصلنا اليه من علوم ، لا تهتم بالحروب والمآسي ولا بالسلام والرفاهية ،، ما يعنيها فقط هو دورك في استمراريتها .. الناس تحيا ، تعيش ، وتموت مغيبة تماما ، غارقة في أوهام نسجتها من وحي خيالها ،، القليل القليل فهم أن الروح هي الأبدية فعمل على تغذيتها لينتمي إلى خلق أسمى في رحلة عودته إلى الطبيعة العليا حيث ينتمي وما تبقى يعمل على تغذية الايغو .
 
فالتغذية هي الاساس ،، التغذية لها قواعد ، قواعد تبدأ أولا بنوع الطعام ثم والأهم قدرة وجاهزية المعدة لهضمه بطريقة سليمة توطئة لتحويل الصالح منه غذاء لسائر الجسم … هل سبق وتسائلت لما تصاب بالغثيان عندما ترى مشهد مؤلم ؟؟
 
لو حاولنا تقديم أبسط مفهوم لسبب الغثيان سنقول هو الرغبة الشديدة في إخراج شيء خاطئ دخل المعدة .
 
كما لك في جسدك المادي معدة كذلك في باقي الاجساد لكل منها معدته والتي تقوم بنفس دور المعدة الفيزيائية ومتصلة معها ، قد تقرأ مقال فتصاب بالغثيان ﻷن معدة جسمك العقلي لم تستطع هضم الكلام لسبب أو لأخر ، تصدر أوامرها تحث على إخراجه من حيث لا ينتمي فيتولد لدينا فيزيائيا شعور الغثيان ، كذلك عندما تشاهد صورة حبيبك السابق مع شخص آخر أو تشاهد منظر مقزز يحدث نفس الأمر في معدة الجسم العاطفي … الاسباب كثيرة جدا لكنها جميعا على المستوى الروحي لها منشأ واحد … الانطباع .
 
كل أشكال الارتقاء والانحلال في الحياة تقوم على شيء محدد ، التحول ، هذه العملية يقوم بها كل كائن مادي حي ويصدر من خلالها الطاقة الخاصة به إلى أن يموت نتيجة التحول الانحلالي ،، نحن بدورنا خاضعين لهذا القانون الذي في العالم الهابط لا ينجو منه شيء مطلقا ،، لكننا نملك سلاح خارق ،، سلاح يعطينا القدرة على التحول الارتقائي لنحيا ونحيا ونحيا … الروح .
 
يجب أن ندرك أن العلاقة بين الوعي والروح علاقة تكاملية ،، لا غنى لاحدهما عن الأخر ،، بتعاظم الروح بالنفخ يتمدد الوعاء ويتسع الوعي ،، ومع اتساع الوعي تتعاظم الروح ،، الوعي يعطيك العلم والروح تصلك بإرادة ربك ،، بدون قوة الارادة والوعي نحن غير قادرين على تحقيق شيء مطلقا .
 
التحول مرتبط بشكل وثيق بالتغذية ،، والتغذية متعلقة بالمعدة ، أو البطن كما سماها الكتاب كتعبير عن كامل جهاز الهضم ، فما تتغذى عليه يقوم ببنائك ، إن كان بناء جسم رشيق عن طريق التغذية الرياضية أو بناء بشرة صافية عن طريق تغذية الجلد أو بناء آدم أو بناء اسرائيل .. الخ .
 
قال تعالى: “ قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير … ”
 
بما أن ما تتغذى عليه يقوم ببنائك فما برأيك نوعية البناء المتولد عن التغذية على الميتة ؟ .. بالطبع كيان ميت ،، معظمنا يتغذى على الميتة بشكل يومي تقريبا ،، ماديا كالسجائر و روحيا كرأي الناس فينا … لحم الخنزير هو بالضبط العقائد الارضية المتينة التي لا تتزحزح ، البناء يكون مخنزر ، لا يسمح ﻷي تغذية أخرى بتخلله .. أما الدم المسفوح فسنتركه حاليا لسلسلة قادمة .
 
مسارنا الروحي يتمثل ببني آدم بداية كبدء للتسوية الربوبية ، في هذه المرحلة لا نزال غير قادرين على تركيب صورة الحدث ، لا نستطيع الرؤية الصحيحة .. نتغذى عليها فيكون البناء متزعزع ،ضعيف ، ينهار سريعا ، لاحظ أن الفرق بين الارتقاء والاتقاء هو الراء ، الرؤية فقط ،، هكذا نرفع البنيان ،، كمسار للذين آمنوا ما يحدث معنا في النهار يجب أن نعيد تركيبه في الليل ، نحاول الوصول للصورة الحقيقية .
 
هذا عمل يومي وستتغير تركيبتك بكل تأكيد ، خلال وقت ليس بطويل ستبدأ بملاحظة هذا الاختلاف ،، سترى بشكل مختلف ، ستستقرأ الحدث قبل أن يقع ويكون استقرائك صحيح ،، أي خطأ على وشك أن تقوم به سيأتيك انذار مباشرة أن هناك غذاء خاطئ قد دخل البطن ،،، اخرجه … هكذا أنت في عملية التحول الارتقائي وفي طريقك لبناء اسرائيل .
 
– د / دين
 
د : دفع
ي : اتصال
ن : جوهر ، اساس ، أصل .
 
الرحلة الروحية تبدأ دوما من شقاء ما ، بدون هذا الشقاء يبقى الدخول الى هذا العالم باب مغلق ،، في هذه الرحلة كثير من العلامات التي تشير انك دخلت .. أهمها الدين .
 
نرى من حولنا العديد قد باشر خطواته الأولى ، ثم لاحقا تملكته الحيرة ومن ثم بعض التململ ،، فيقرر الانسحاب ،، ولكن شيء ما يدفعه للعودة ،، قوة خفية ترجعه ثانية رغما عنه ،، هذا الدفع هو : د .
 
الدفع يكون خفيا إن كانت الكسرة تحت الدال ويكون واضحا وقويا إن كانت فتحة فوقها ،، إن كان عليك دين ( بالفتحة ) .. فكل ما في دماغك مقاد تحت قود الدفع الملزمة هذه .. قد يكون هذا الدين لأحدهم أو فاتورة كهرباء أو حتى ضرورات المنزل .. المهم أنت ملزم به بالضرورة ( اصل ، اساس ) و أنت لا تملكه و إلا لانتفى عمل الدال .. وهذا ما يحصل لدماغك فعلا عندما تتخلص منه ،، ينتفي عمل الدال الناتج عن اتصالها بالاساس … لكن طالما الدين قائم والدال متصلة بالنون فهذا الدفع نحو النون يغمرك شئت أم ابيت .. كل ما تفكر به كيف تدفع .. حتى انك تفقد اي اهتمامات أخرى
 
أما في الدين ( بكسر الدال ) فالدفع خفي كما ذكرنا ، من بعد قرارك بترك الفيس مثلا وما يحمل تبدأ بالتململ وكأن هناك شيء ما مفقود فيك ، ثم لا شعوريا تجد يدك امتدت للموبابل او اللاب لتطالع ما يوجد من معارف تنوير لتنهل منها .. هذا عمل الدال الخفي عندما تتصل بالنون .
 
ما احاول قوله هنا أن العربي هو لسان المقدس ، هو لسان الكون في حقيقته وكل حرف عالم لا منتهي من الاسرار التي تؤثر فعليا في حياتنا كل لحظة ،، دراسة الحروف مدخل إلى هذه الاسرار لنفهم كيف تسيطر وتتحكم بكل الوجود .
 
اذكر ان ما ذكرت في المسار الروحي فقط لمن فتح الباب ودخل ،، فهناك الكثير ممن وقف أمامه حائرا متعجبا ثم ما لبث أن قفل راجعا .. الدال لا تعمل هنا لانتفاء الاتصال .
 
.
اقرأ أيضاً: غذاء الروح والجسد
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !