الرئيسية » الذات » تطوير الذات » انواع الانفعالات وطرق علاجها

انواع الانفعالات وطرق علاجها

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2741 المشاهدات
انواع الناس - انواع البشر فى الحياة

المحتويات

1- الانفعالات النفسية

– وذات صباح.. تستيقظ متأخرا عن موعد العمل (تفزع).. تنهض مسرعا في دقائق تتجهز وتنصرف.. يزدحم الطريق (تتوتر).. يستقبلك مديرك بنظرة فاحصة (تقلق).. يلومك يزجرك يحذرك (تخجل).. تسمع أنباء عن ترقية زميل (تغار).. تتراكم الأعمال على مكتبك (تمل).. ينتهي موعد العمل دون إنجاز (تحبط).. تعود وزوجتك لا تكف عن الشكوى (تغضب).. يأتيك اتصال يخبرك بوفاة قريب (تحزن).. تدخل غرفتك مهموما متجهما (تكتئب).. تفترسك أفكار المرض والرحيل (تخاف).. تخر قواك.. تنهار.. يغلبك النوم.. وأخيرا تنام.. لتستيقظ في الصباح التالي وقد تأخرت مجددا عن موعد العمل.. يا عزيزي لا تتعجب.. إنها دوامة الانفعالات!
 
– يظن الناس أن العواطف جياد جامحة لا لجام لها.. ووحوش كاسرة لا سلطان عليها.. وأنهم أسرى لدى المثيرات تأخذهم كيفما شاءت وأينما ذهبت.. وهذه حقيقة هي الخدعة العظمى والوهم الكبير.. فقد أثبت العلم أن الانفعالات مكتسبة.. وتظهر وفقا للبرمجة المسبقة التى يكون عليها الفرد.. حيث يختزن في أعماقه مجموعة من الأفكار والقناعات التى تحدد نمط استجاباته على الأحداث.. وهذه بدورها تختلف من شخص لآخر.. والدليل على ذلك شديد الوضوح.. لماذا يستجيب الناس إستجابات مختلفة على نفس الظروف؟ فما تعده أنت مزعجا يستمتع به غيرك وهكذا.
 

2- خصائص الانفعالات

– ويتألف الإنفعال من أربعة عناصر هي الأفكار- المشاعر- الأحاسيس الجسدية – السلوك الخارجي.. فالخائف مثلا يفكر في الخطر، ويشعر بالذعر، ويحس بخفقان قلبه، ويهرب ويختبئ.. وربما يذهب به خوفه إلى ما هو أبعد من ذلك.. هذه العناصر ترتبط فيما بينها وتتفاعل.. بحيث يدل أي منهم على الآخرين.. كما أن تغيير أحدهم يغير الآخرين مباشرة.. فمثلا عند تغيير وجهة نظرك في شخص ما تتغير تلقائيا مشاعرك تجاهه وبالتالي سلوكك نحوه.. أيضا تغيير وضعية الجسد من الجلوس إلى التمدد يمنحك شعور بالإسترخاء.. الوقوف بثقة يشعرك بالثقة.. التبسم أمام المرآه لدقائق يشعرك بالبهجة وهكذا.. ولكن رغم كل هذا الإتساق بين عناصر الإنفعال إلا أننا لا نتمكن أحيانا من تمييز إنفعال شخص ما من سلوكه الظاهر.. ويرجع ذلك لسببين: الأول أن الإنسان عادة لا يمر بإنفعال واحد بشكل خالص.. وإنما تكون هناك إنفعالات رئيسية تطرأ عليها إنفعالات أخرى فتتأثر الصورة النهائية.. لك أن تتخيل شخصا مكتئبا يسمع نكتة.. فستجده يكتفي بإبتسامه متحفظة أو ضحكات مكتومة مما يصعب تمييز عاطفته بشكل جلي.. والسبب الآخر هو ميل الناس إلى إخفاء مشاعرهم كما تعلموا ذلك من أسلافهم.
 

3- السيطرة على الانفعالات

– والآن كيف تسيطر على إنفعالاتك؟
سأطرح عليك ما تقدمه البرمجة اللغوية العصبية في السيطرة على الانفعالات..
 
1. تغيير المعتقدات
عليك أولا مراجعة جميع القيم والمعتقدات المتعلقة بالعاطفة المراد التخلص منها ثم تنشيط القيم والمعتقدات والأحاسيس الداخلية المتعلقه بالعاطفة المراد اكتسابها ويفيدك كثيرا تمرين حرق المعتقدات المعروض سلفا في مقال الذي تحدث عن النية مقابل الرغبة بعنوان: فن اختيار شريك الحياة
 
2. وضعيات الجسد:
استعد بجسدك الوضعية المصاحبة للإنفعال المطلوب.. فإذا كنت تبحث عن الثقة.. فتمثل وقفة الواثق، وضعية الأكتاف، العنق، الرأس، الفك، تعابير الوجه، نظرة العينين، نبرة الصوت، ولغة الواثقين.. نشط الأحاسيس الداخلية من تنفس منتظم واحساس بالدفء وانشداد عضلات.. كرر ذلك كثيرا.. لاحظ الآن ما يحدث فيما يدخل جسدك هذه الحاله بمزيد من التفاصيل.
 
3. الرابط..
هو إشارة ملموسة تثير حالة نفسية مطابقة.. وعالمك ملئ بالروابط دون إدراك منك.. فمثلا عندما تمسك بعصا تشعر بالأمان، تنظر لأعلى فتشعر بالثقة، انحناء رأسك للخلف يشعرك بالاسترخاء.. ملء الرئتين بالهواء يشعرك بالهدوء، التفكير في الدفء يشعرك بالحب وهكذا.. فماذا لو صنعت من هذه الروابط طقوسا يومية.. فمثلا إذا شعرت أن التمطط في الصباح يمنحك القوة فلما لا تحوله إلى طقس يومي وهكذا.
 
4. التجربة المرجعية..
هي تجربة محددة حدثت في مكان وزمان محددين في حياتك وتسترجعها عندما تستدعي إنفعالا بعينه.. مثلا اذا ذهبت الى العمل شاعرا باسترخاء فيمكنك ان تسترجع في ذهنك وقت العمل فتشعر بالهدوء.. فهنالك علاقه وثيقة بين التجربة المرجعية والعاطفة المصاحبة لها.. وكل منا لديه مجموعه من الذكريات يمكن لها أن تكون مخزونا للتجارب المرجعية.. أذكر أني قد انتقلت سابقا للإقامة في مدينة أخرى وكنت أعاني في البداية من أحاسيس الوحدة والإغتراب لإختلاف طابع المدينة الجديدة عما كنت أعيشه في مدينتي الأم.. ولكن سرعان ما تبدل بي الحال وأصبحت أحيا حياة سعيدة مبهجة لدرجة أني اعتبرتها من أجمل فترات حياتي.. وعليه فقد اتخذت من هذه الفترة تجربة مرجعية ألجأ إليها في كل مرة انتقل فيها للحياة في مكان جديد.. فقط كلما شعرت بالغربة أو الوحشة جلست في استرخاء واستحضرت في خيالي ذلك الجمال الذي رأيته في غربتي الأولى.. وما هي إلا دقائق معدودة واشعر بانتعاشة لذيذة في وجداني وتفاؤل كبير بمستقبل مشرق في مكان إقامتي الجديد.. شكرا لتجربتي المرجعية.
 
5. طريقة الإنفصال والإرتباط..
مثال: (التخلص من الخوف واكتساب الثقة)
 
– الإنفصال: هو أن تنظر إلى الموقف بعين المراقب كأنك تشاهد فيلما أنت تمثل فيه.. فمثلا عندما تخاف من أمر ما انفصل عنه وكأنك تشاهد نفسك في الموقف من على بعد.. وعالج المشكلة بمنطق.. اعرف المخاطر المرتبطة بالمشكلة بشكل عقلاني فإن توصلت إلى أنك تستطيع معالجة الأمر والتعامل مع المخاطر فهذا يعني أنك لا تحتاج إلى القلق بعد الآن.. عندما تتغير أفكارك ستتغير مشاعرك.. وقد آن لك أن تشعر حيال الأمر بطريقة أخرى.
 
– الإرتباط: هو الإندماج في الموقف وكأنك تعيش التجربة بالفعل.. يمكنك أن تتذكر حدثا بالماضي كنت فيه شجاعا.. انغمس فيه بحيث تندمج في كل تفاصيله من مشاهد واصوات وروائح ووضعيات جسد.. تمثل الموقف كما لو كنت به فعلا واستمد منه القوة.. (إن لم تجد فاستحضر في ذهنك شخصا تعرف فيه الجرأة والثقة.. فإن لم تجد فاستحضر شخصية في رواية أو مسلسل تلفزيوني كانت تؤدي بثقه وثبات.. في كل الاحوال حاول ان تضع نفسك مكان هذا الشخص وعش الحاله بكل ما فيها من مشاعر وحركات واصوات والوان وردود أفعال) إلى أن تشعر بالثقة.. هنا فكر في مشكلتك من جديد وأعد تقييم الحاضر.. ستكتشف حلولا كامنة.. فقط لأنك استعدت الثقة.
 
أن تنفصل عن الأحداث الأليمة لتتعلم منها.. وترتبط بالذكريات السعيدة لتستفيد بها.. هذا هو المطلوب.
 

4- التخلص من الانفعالات السلبية

– الآن جاء دور التمرين الرائع والشهير للتخلص من انفعال سلبي والوصول إلى العاطفة المرجوة (مثلا التخلص من الخوف واكتساب الثقة) وهو مبني على تقنيات الإنفصال والإرتباط وتركيب الرابط المشروحة أعلاه..
☆ تمرين الـ 10 خطوات:
1. حدد المطلوب (التصرف بثقة) وفكر جيدا في مواصفاته.
2. ابحث عن تجربة من الماضي كنت تتصرف فيها بثقة.
3. اختر مكانا بالغرفة وارسم فيه دائرة على الأرض.
4. تذكر التجربة المرجعية وادخل الى الدائرة.. استرجع كل التفاصيل بكل الحركات وانغمس في المشاعر.
5. اخرج من الدائرة وتخلص من التجربة.. اختر رابط مادي مثلا مسك الزند الأيسر باليد اليمنى -أو أي رابط آخر- .
6. ادخل الدائرة واستدع الحالة وانغمس فيها ونشط الرابط.
7. اخرج من الدائره وتخلص من التجربة.. اختر كلمة رئيسية بالإضافة إلى الرابط.. مثل كلمة “نعم”.
8. عد إلى الدائرة ونشط التجربة والرابط والكلمة.
9. كرر الخطوات 7،6،5،4 لتعزيز الرابط.
10. فكر في موقف مشابة في المستقبل وتخيل أنك تنشط الرابط فيحرك مشاعر جديدة فيك.. انتهى التمرين كرره.
** كلما تعرضت لموقف تحتاج فيه إلى الثقه.. نشط الرابط (مسك الزند الإيسر).
 
– استراتيجية راعي البقر:
طريقة عجيبة غريبة للسيطرة السريعة على الإنفعالات.. نتذكر جميعا المشهد الشهير في أفلام الغرب الأمريكي لراعي البقر الهمام وهو ممتط جواده ويتحرك بين البراري في زهو وخيلاء.. فجأه يلمح عربة البضائع التى يجرها أحد الخيول وقد شرد عن القافلة وظل يركض جامحا الى مصيره المجهول.. ينطلق راعي البقر مسرعا بجواده نحو العربة الشاردة.. يركض ويركض حتى إذا تحاذى مع الخيل الجامح قفز في شجاعة بارعة من على ظهر جواده وامتطي صهوة الخيل الشارد وأمسك بلجامه في حركة واحدة.. لحظات تمر يتساير فيها البطل مع الجواد بنفس سرعته الجامحة.. حتى اذا ما استقر الأمر.. وأحس الجواد أن هناك من يسيطر عليه سلم نفسه لقائده الجديد.. هنا يمتلك البطل الزمام.. ويبدأ في ممارسة سيطرته وقيادة الخيل نحو التبطئة وإعادة توجيهه نحو القافلة من جديد.. وسط صيحات الفرحة وتصفيق الجميع.. أنت الآن يا صديقي تلعب دور البطل الهمام..
 
عندما يجمح بك إنفعالك لا تقاومه.. بل سايره وجاريه.. إذا تملكك الغضب.. حاول أن تقتنص لحظة قرار.. استدع كل الأفكار التي تشيطك غضبا.. سواء كانت تتعلق بالموقف الذي أغضبك أو مما تخزن ذاكرتك من أفكار.. عندها سيصبح عقلك هو مصدر الأفكار وسينتقل مركز القيادة إليك.. بعد لحظات ستسلِّم عاطفتك أمرها إلى القائد الجديد.. هنا اسأل نفسك سؤالا (هل تريد الإستمرار في هذا؟).. بالطبع لا.. قم الآن باستبدال أفكار الغضب بأفكار تعرفها تهدئ أعصابك وتعيد إليك سلامك الداخلي.. يمكنك ممارسة هذا مع مختلف الانفعالات السلبية.. وستندهش في كل مرة من استجابة انفعالاتك لك في غضون دقائق معدودة لأنك ببساطة القائد الجديد.
 
– عطر السعادة..
إذهب إلى بائع العطور وأقتن قنينة صغيرة من عطر رائع جديد لم تعرفه من قبل.. لا تستعمله.. ضعه في جيبك واصطحبه معك أينما ذهبت.. وراقب نفسك.. كلما مررت بموقف سعيد أخرجه من جيبك وتعطر منه أثناء ذلك الموقف.. لا قبله ولا بعده.. استمر هكذا لمدة ثلاثة أشهر.. الآن أصبح معك عطر السعادة.. لقد ربط عقلك بين هذا العطر والشعور بالسعادة.. كلما شعرت بضيق بعد ذلك.. أخرج العطر وأقتبس منه نفحات.. وسترى كيف تنتقل في لحظات إلى عالم السعادة.. بعد ذلك يمكنك تعزيز الرابط بربطه بحدث سعيد على فترات.. والآن هنيئا لك بالمارد الصغير.
 
– أخيرا.. إن العواطف بذور إن زرعتها في غيرك حصدتها في نفسك.. بمعنى أنك إذا هدأت من روع مذعور عاد عليك ذلك بالأمن والهدوء.. عزيزي.. إنفعالاتك بين يديك.. لو تمكنت من تغيير نمط استجاباتك على الأحداث لتخلصت من جل آلامك وكل همومك ولتلونت دنياك بلون الورد.. نعم يمكنك الآن أن تفهم.. أن الفرج بات وشيك وأن العاطفة أصبحت إختيار.. شكرا جزيلا.
 
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !