الرئيسية » منوعات » نحو الصوفية » بداية طريق الصوفية – التخلي و التحلي

بداية طريق الصوفية – التخلي و التحلي

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1209 المشاهدات
بداية طريق الصوفية - التخلي و التحلي
الصوفي يبدأ الطريق بأنه ينتصر على ذاته .. فهل هو صراع ؟ .. لا .. الموضوع ليس صراع ولكن إفاقه .. هو يستفيق من الغيبوبة .. فهو يدرك في لحظة ما إن هناك أشياء مسيطرة عليه ولا تسمح لذاته الحقيقية إن تظهر وتكون واضحة .. فيدرك إنه في خلال الماضي صنع لنفسه ذات مزيفة وعليه أن يتخلص منها لكي يقدر يعيش الصوفية التي ستؤدي به إلى كل الحب والجمال والسعادة في الحياة .
 
وهذا المقصود بمصطلح ( التخلي ) و ( التحلي ) .. فالتخلي هو أن يحذف الصوفي من نفسه كل خلق سيئ وكل توجه قبيح .. والتحلي هو إنه يبدأ يتحلى بكل خلق جيد وتوجه جميل .. يعني يحذف كل قبيح من نفسه ويغرس كل جميل .
 
طيب. كيف يحدث هذا ؟ .. لابد أولاً إنه يدرك ذاته الزائفة .. والتي هي تتكون من خلال:
 
1- الرغبات الجسمية .. وهي الاحتياجات الجسدية الطبيعية والتي لا تحدث مشكلة للإنسان إلا عندما تتحول من مرحلة اﻹشباع لمرحلة الاستمتاع ، فيبدأ اﻹنسان يبرر لكي يشبعها .
 
2- الرغبات النفسية: وهي أخطر ما يؤثر على الذات الحقيقية ؛ ﻷنها تكون خفية ومظهرها من الخارج جميل لكن حقيقتها قبيحة .. فمثلاً يرغب اﻹنسان في الامتلاك والاستحواذ فيسميه نجاح وطموح ويسمي الصراع تنافس والأنانية حقوق … ويبقى همه الكبير في الحياة إنه يرضي ذاته الزائفة ورغباتها ولو على حساب قيم الجمال والحب بداخل ذاته الحقيقية .
 
3- الدين .. عندما يتحول لتفسيرات وأحكام يدعي أصحابها صوابها المطلق رغم بشريتهم مما يؤدي إلى إلزام الذات بأفكار مدعية القداسة وهذا يجعل ذواتهم الحقيقية تختفي أمام هذا اﻹيمان .
 
4- التربية .. بما فيها من أخطاء وعقد نفسية والتي تلازم اﻹنسان طوال حياته وتظل مؤثره عليه وعلى اختياراته حتى لو كانت ضد ذاته الحقيقية .
 
5- نمط الحياة السائد .. فالمجتمع من حولك يفرض عليك شروط لابد ولازم عليك تنفذها لكي يقبلك واﻷغلبية يطيعون هذه الشروط لأنهم لا يستطيعون أن يدخلوا في تحدي مع المجتمع ويتمردون عليه حتى لو كانت هذه الشروط ضد قيم الحب والجمال للذات الحقيقية .
 
المفروض عندما يدرك الصوفي هذه النقاط إنه يقف مع نفسه وينظر بصدق مدى تأثير هذه المؤثرات عليه ويبدأ يتخلص من تأثيرها لكي يتخلص من ذاته الزائفة ويبدأ يكتشف ذاته الحقيقية .
 
لكن كيف يفعل ذلك … هذا هو موضوع الحلقة القادمة إن شاء الله
 
أحمد مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !