الرئيسية » خواطر » اقوال وحكم الفلاسفة » حكم وكلام جميل

حكم وكلام جميل

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1122 المشاهدات
مفهوم الحرية في الفلسفة
العمر و الزمن اوهام.
 
اذا كنت حامل هم ضيق الوقت و ضياع الوقت لحد الان ، لانك تخاف من انحسار عمرك ، فانت تعيش في وهم ، لانك تربط وجودك فقط في هذه التجربة و كأنك هذا الجسد و تنتهي كل شيء عنك مع الجسد . و السبب يعود لعقلك الذي لا يدرك غير افق هذه الحياة ، وليس غريبا و العقل صنع بعد ولادتك في هذه الحياة و لاجل اختبار هذه الحياة .
 
اهتم بخوض تجاربك الشعورية الغنية بشجاعة و شغف و تقبل ، ولا تنظر للوراء و الحزن على ما فات و بهذا تضيع الحاضر و ثم تنظر اليه للخلف عندما لا تستثمره في تجارب ملهمة .
 
العقل اسير الزمن و انت اكثر من ذلك و كنت قبل العقل و تكون بعد العقل .لا تحمل هم الزمن و دائما صمم حكمة وجودك حسب امكانياتك و قدراتك في اللحظة لكي تخرج افضل ما عندك بقدر نقاط قوتك و تاثيرك بحكمة ، لا تنخدع بقوة الفعل فقط ، فهناك نقطة قوة لديك دائما ، فقط كن ساكنا دون خوف من الماضي و المستقبل و دون مقارنة ، و ترى ذلك .
– – – – – – – – – – – – – –
الحرية من انعكاساتك.
 
كلما قل تعلقك بالاشياء و الأشخاص و انحسار رغبتك في التحكم في مصائرهم ، دليل ارتفاع وعيك. حتى اقرب المقربين لك و حتى من تعتبرهم اعدائك. قد ترغب بالعيش بقرب اشخاص من المحبة المطلقة و لكن تعطيهم كامل الحرية بالابتعاد ان أرادوا ، ان كانوا حتى اهلك. رغم انك تحب سلامتهم و توفيقهم ، و لكن ليس لديك مخاوف و هواجس من الظروف عليهم ،لان الواعي يدرك ان ما يحصل هو حاجتهم و اختيارهم العميق في تجربتهم حتى لو قالوا بعقولهم غير ذلك و تألموا.
 
قد يقول شخص عادي ، كيف لا نخاف من مصير احبائنا ؟
و هو لديه الحق ، لانه لايثق بالقوانين الذي يتحكم بالحياة ، أو لا يعيه ( بلغة دينية ، هو لايؤمن بأقدار الله و حكمته في خلقه ) .
او يقولون اذن الرحمة اين موقعها ؟ كلمة الرحمة الحقيقية تعني التعاطف من المحبة و بقدر وسع الشخص .
 
الحرية هي ان تعي تلك القوانين الكونية و تستشعره و تعيش في سلام و محبة كل الخلق و دون محاولات التحكم الداخلي و المخاوف .
هذا كلام الوعي رغم صعوبته .
– – – – – – – – – – – – – –
الوعي مرفوض و مخيف للبعض ، لماذا ؟
 
– هناك من يجهل نعمة الدين ، لان وعيه منخفض جدا . ولا يعرف انه هناك حالة عيش افضل داخليا ، هو يتصور العالم خطير و ظالم و هو محروم منها و الدين لايفيده بشيء طالما غير عادل له و لم ينصفه . ممكن هو لا يستطيع التفكير اصلا و لا يحس بغير المحسوس المادي حوله .
 
– هناك مرحلة اعلى ، الانسان يشعر بتأثير الدين على سلامه الداخلي النسبي ، و هو يتصور انه خلق لاجل ان يكون عبدا وفق طريقة دينه لكي يضمن رضى الله عنه و اللذي يطلب منه ان يعترف بفضله عليه و ولاءه في السر و العلن ، حتى لو أجبر نفسه و على مضض . نوع من المساومة لتجنب غضب الله في الحياة و الجهنم بعد الحياة .
 
– نوع ثالث و بوعي أعلى ، يعي بأن الدين ليس الا طريقة لغرض الارتباط الروحي بخالق الكون ، و الارتباط يضمن سلاسة التزامن مع نور الوجود و ما يترتب على نوعية عيش تجربة الحياة و بعد انتهاء الحياة . لذلك لديه سلام داخلي أعلى .
 
– نوع رابع يعي نور الخالق او الكون و قوانينه و كيفية الارتباط ، و قد لايحتاج اي دين و لا حتى الترغيب والترهيب ، و ممكن ان يمارس طقوس الاديان طالما يشعر بالراحة و القوة . و يشعر بالسلام والمحبة دون شروط .
 
من صفات هذه المراحل الاربعة يظهر كيف يمكن ان يكون الوعي مخيفا للبعض . التعارض مع المعتقدات يسبب التشويش لأغلب الناس بالذات للنوع الاول و الثاني ، و قد يتهمون الثالث و الرابع بالكفر و الزندقة . و هم معذورين لانهم لم يدركوا النظر للحياة من مستويات اعلاه كحقيقة شعورية بسبب حجم العقد المكبوتة و المقموعة ، و الواعين يتقبلونهم و يحترمون حرية اختيارهم لمرحلتهم لكي يعيشوا بها في مشوار الارتقاء .
 
مغزى الحياة في عيش مراحلها و تطوير التجربة وليس الثبات على معتقدات بعينه . فهم التوازن بين المتضادات لاختيار عيش مناسب ، قد يكون أفضل انواع العيش .
– – – – – – – – – – – – – –
هل انت متكيف في بندول ؟
الانغماس داخل مفاهيم منظمة او حزب ، و كانك اصبحت معتقدات تلك المجموعة و دون ان تعي ذلك . رغم ادعاءات مبدئية و عقائدية في العلن و مرغوبة من الوعي الجمعي ، الا انك داخل بندول تلك المجموعة و ليس بالضرورة تلك المعتقدات المبدئية المعلنة .
 
بعد تجارب محبطة متعددة ، قد يبدأ قسم منهم التفكير بالحلول او التجديد ، ولكن الحل صعب جدا لمن اصبحت ارضية وعيه تلك البندولات ، لانهم يفكرون بالحل مع افتراض ثوابت البندول و حتى ثوابت اشخاص و كان تلك الثوابت خطوط حمراء ، و لذلك يجربون حلولا ترهيمية هامشية لا يعطي نتيجة .
 
قد نرى التغيير يحصل بعواصف عنيفة في بعض الانظمة نتيجة رفض واعي او غير واعي من الوعي الجمعي بعد تلمس المعاناة الكثيرة العامة بسبب عدم الحكمة و الابتعاد عن الحقيقة الحياتية و لعب الأنا ( Ego) الفردية و الجماعية ادواره فيهم .
 
الاشخاص و الانظمة المعروفة بالدكتاتورية خير مثال في منطقتنا .
دائما ممكن التنبأ بهذه النقاط عندما يتم تقييم سهولة التغيير في الوجوه و القوانين ، و فصل ادوار المؤسسات و الشفافية الحقيقية .
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
.
المهندس نجاة نوري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !