الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » خواطر طويلة ورائعة

خواطر طويلة ورائعة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1140 المشاهدات
كلام فلسفة - خواطر فلسفية
الثائر الحقيقي
قصة قصيرة ﻷورنينا ماري
في يوم من اﻷيام في أحد البلدان، امتلأت الشوارع باﻷوساخ.
بداءت هذه الأوساخ تتسبب بالازعاج و في بعض اﻷحيان باﻷذى و الضرر لسكان هذا البلد.
فقرر بعض افراد الشعب المطالبة بتغير هذا الواقع، فنزلو إلى الشوارع في مسيرات سلمية مطالبين بالتغير .. و مشيرين بأصابع اللوم و الاتهام للنظام الحاكم في هذا البلد.
انصار النظام قابلوا هذه الهتافات و المسيرات و المطالبات بالرفض و الاستنكار و اتهموا المحتجين بالخيانة
كلٌ من الطرفين بداء بالقاء اللوم و الاتهام على الطرف اﻵخر و لم يحاول اي منهم تفهم اﻵخر أو استيعاب رأيه و موقفه و أسبابه
سرعان ما باتت المشكلة الحقيقية و هي تراكم اﻷوساخ منسية و بدأت مشاكل جديدة بالظهور،
تحولت المسيرات السلمية الى معارك دامية
و ظهرت مجموعات متطرفة من الطرفين باتت تثير الذعر و تمارس الارهاب
بعض الدول الخارجية رأت أن من مصلحتها تعزيز النزاع فتدخلت و ازداد الوضع سوءا
قتل الكثير و شرد الكثير و تدمرت مناطق هائلة و تدهور حال البلاد أكثر فأكثر
و بدلا من ان تختفي الأوساخ … ازدادت و تراكمت و باتت البلاد غارقة بالدمار و بالقاذورات
بدى هذا الوضع المزري كأنه الواقع الوحيد الذي لا مفر منه بعد اﻵن و حتى الى ما لا نهاية، إلى أن ظهر شخص اسمه الثائر الحقيقي
هذا الثائر و في ذلك اليوم قرر تنظيف غرفته،
في اليوم التالي بداء بتنظيف باقي البيت، ثم خرج و بداء بتنظيف البناء، وفي اليوم التالي بداء بتنظيف الشارع القريب.
سكان تلك المنطقة لاحظو الفرق و اعجبتهم النتيجة، فبداء كل منهم بتنظيف بيته ثم بنائه، ثم ساعدو الثائر الحقيقي في تنظيف باقي المنطقة، دون ملامة و دون ان يتهم احد منهم الآخر بأنه السبب او بالخيانة كونه كان مع الطرف الاخر.
اراد كل منهم ان يكون ثائرا حقيقيا، فبدؤوا بأنفسهم و توسعوا للخارج.
خلال فترة قصيرة امتلأت البلد بالثوار الحقيقين الذين جمعتهم المحبة لبعضهم و لأرض الوطن و الذين استطاعوا تنظيف البلاد بالكامل، و انتقلوا إلى اصلاح و اعادة اعمار ما تهدم.
بعد تلك التجربة أدرك الجميع أن المشكلة بدأت من انفسهم و انتهت هناك
و أن ثورتهم الحقيقة كانت على انفسهم و تصرفاتهم هي التي كانت بحاجة للتغير، ليتغير واقعهم
– – – – – – – – – – – – –
شاب، راهب حديث في الدير، كان يسير مع مبشّر من المخضرمين الكبار في السن في الحديقة يوما، ولديه الشعور بعدم الأمان عن ما كان خطّة الله بالنسبة له، وكان يستفسر من الناصح الأكبر في السن. مشى الكهل إلى غصن الورد وسلم الداعية الشاب برعما وطلب منه فتح الوردة دون تمزيق أيا من البتلات (اوراق الورد).
 
نظر الشاب بتعجّب للمحترم وهو يحاول معرفة ما يمكن ان تكون علاقة البرعم برغبته في معرفة إرادة الله لحياته وكهنوته. وبسبب احترامه الكبير للكاهن الأكبر سنا، بدأ بمحاولة فتح الوردة، مع الحفاظ على كل بتلة على حالها … لم يمض وقت طويل قبل أن يدرك كم كان من المستحيل فعل ذلك.
 
عندما لاحظ الأب المخضرم عدم قدرة الشاب لفتح البرعم ، بدأ الراهب الأكبر سنا بالقاء القصيدة التالية …
 
أنها ليست سوى برعما صغيرا،
زهرة من تصميم الله.
ولكني لا أستطيع أن أكشف البتلات
مع هذه الأيدي الخرقاء.
سر انفتاح الزهور
ليس مكشوفا لمن هو مثلي.
الله يفتح هذه الزهرة بمنتهى العذوبة،
بينما تتلاشى وتموت في يدي.
إذا كان ليس بامكاني كشف البرعم،
هذه الزهرة الّتي صمّمها الله،
فكيف يمكن أن أعتقد أن لدي الحكمة
لكشف حياتي هذه؟
ولذا فإنني سوف أثق به لقيادة
كل لحظة من كل يوم.
وسوف أنظر إليه لهدايته
كل خطوة على طريق الحياة.
فالمسار الذي يكمن امامي،
لا يعلمه إلا أبي السماوي.
سأكون على ثقة منه أن يكشف اللحظات،
تماما كما تتكشف الوردة.
– – – – – – – – – – – – –
يمكن لأي شخص أن يستيقظ ، ولكن هناك البعض ، نسبة مئوية ضئيلة، من الذين سيختارون البقاء نائمين وسيشاركون في أعمال القتال التي تبدو وكأنها لا نهاية لها. هؤلاء هم الذين تعرضوا لأضرار بالغة بسبب تجاربهم الأرضية الكثيرة لدرجة أنهم اصبحوا غير قادرين على التخلي عن دفاعاتهم الشخصية والفرعية بما يكفي للسماح بتسونامي المحبّة، الذي يحيط بكل شيء ، ليخترق قلوبهم المؤلمة بشدة – خوفهم كبير جدا يمنعهم من المراهنة على المحبّة. حقل المحبّة الذي يحيط بهم سيجلبهم إلى صحوتهم ، لكنهم ليسوا مستعدين بعد للاستسلام لأحضان المحبّة.
 
على الرغم من أن أعدادهم صغيرة جدًا ، فإن قدرتهم على التأثير على الآخرين كبيرة جدًا. يتم الآن نقلهم بلطف بعيدًا عن مواقع النفوذ، ومع رحيلهم سنشهد تغييرات هائلة وستدخل حيز التنفيذ في جميع أنحاء الكوكب وتؤدي إلى سلام غير مسبوق ، وهي حالة لم تكن موجودة على الأرض منذ فترة طويلة.
 
فالرغبة الجماعية للبشر ترغب في السلام بشدّة، والفكر الجماعي قد وضع هذه النيّة، غالبا كأفراد، وهذا ما سيحدث. كما تدركون جيداً أن العديد من المجموعات تتأمل وتتضرع من أجل السلام في جميع أنحاء العالم كل يوم بكثافة متزايدة ، وتنضم أعداد متزايدة من الأعضاء الجدد إلى تلك الجماعات يومياً. هذه النية هائلة القوّة وتعززها بالطبع النية الإلهية المستمرة في دعم صحوتك الفرديّة.
 
فالمصدر المقدس لكل ما هو موجود ، الخالق ، الحكمة المُحبّة السرمديّة، العقل الأسمى، يرغب في صحوتك، كما كان دائما، ولكن الآن بعد أن اتخذ الوعي الجماعي قراره الحرّ بالإستيقاظ ورؤية الحقائق، تضاف قوة إرادة الله إلى الإرادة الجماعية. قبل اتخاذ هذا القرار كانت ارادته متاحة ، في انتظار أن نصل الى الوعي الجماعي لكي يتمكن من الانضمام معك وتحقيق السلام. ستغمرك الفرح عندما تختبر في النهاية المحبّة التي يحمل الخالق فيها كل واحد منكم ، إلى الأبد.
 
مع محبّتي الكبيرة جدا.
شاول
– – – – – – – – – – – – –
.
اقرأ أيضاً: خواطر رائعة جداً
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !