الرئيسية » خواطر » خواطر جميلة » خواطر عن الانتظار

خواطر عن الانتظار

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2782 المشاهدات
خواطر عن الانتظار

أريد أن أتحدث عن علاقتي مع الانتظار

كل انتظار مررت به كان مصحوبا بألم
لم أفهم لما أنتظر شئ فيأتيني غيره و ما أردته لا يأتي!
حتي حدث أمر جعلني أنتظر و أنتظر و أنتظر ….

في البداية و لأن بداية كل انتظار تكون بالأمل كان هناك نوع من الهدوء ثم شيئا فشيئا بدأ الملل يظهر
فأحذت أشغل نفسي حتي لا أحس بالانتظار و يمر الوقت سريعا
أخذت الهاتف و كتبت عما جال بخاطري حينها
انتهت كلماتي و عم الصمت و لم تمر و لا فكرة لتشغلني، اه منها تلك الافكار حين تغيب تُعريني و تكشُفُني و حين تحضُرُ تُلهيني ….

فلم يبقي أمامي غير الانتظار فأخذت أنظر له بملل ثم بدأت أتسائل متي؟
ثم رويدا رويدا بدأ تاريخ الانتظار يمر أمامي
من يوم ما كنت أنتظر عودة والدي الذي أخذه الموت و لم يعد
حتي انتظار أن أكبر و لم أكبر
انتظار أن أملك و لم أملك
انتظار……..

يالله كم أنا غاضبة منه لو كان أمامي ل … لا أدري ما فعلت به لكني كنت أجد شئ في حينها.
المهم تأمُلي جعلني أعي أن المشكل ليس في الانتظار بل فيما كنت انتظر

أنتظر الموت أن يعيد أبي
أنتظر نمو و لا يكون النمو الا بموت من كان ليولد من يكون
أنتظر مُلكا و لا شئ يمكن أن يكون لي الا و الموت تأخذه
كنت أنتظر ما لا يمكن انتظاره، فجل ما انتظرته كان رغبة تجلت في فكرة و أردتها الآ أن تتجلي و ما لي بها حاجة…

فالانتظار هو تلك الحركة التي تكون بين الباطن و الظاهر و التي نسميها الحياة، حياة تأتي في وقتها لا صدفة و لا خطأ فيها.
الانتظار هو ما يحتاجه الباطن ليتجلي فيكون الظاهر هو الحركة التي من خلالها تكون الحياة.

و بعد أن كان يؤلمُني صرت اليوم له من المُتابعين و لحركته من الشاهدين لأسطر تتجلي لروح و أمر من خالقها.
الانتظار الان ما عاد يشغلُني فما هو الا خطوة لسمو و ما هو الا باب لعُلو.

لا زلت أتأمله لكن ما عادت الغصة تأتيني بذكره و لا الدمعة تُسكب لفقد ما قلت يوما انتظر و ما قالت الحياة هو ليس لك.

المشكلة ليست في الألم الغضب الملل ال…
المشكلة في مواصلة مقاومة الحالة و محاولة اخفائها.
التحدي ليس في كيفية التخلص من الحالة بل في السماح لها بالتجلي و تأمل مرورها و ما يحمله من نمو و اتساع في الادراك و الوعي.

مني الصالحي

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !