الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » دعاء صلاة الشكر لله مكتوب

دعاء صلاة الشكر لله مكتوب

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2315 المشاهدات
دعاء صلاة الشكر لله مكتوب

المحتويات

1- دعاء صلاة الشكر لله مكتوب

(صلاة شكر) ..
بورك من فى الصلاة ، و من حولها .. بورك من قالها ، و من حضرها ، و من سمعها ..

قالها صديقى (ناجاماى) بصوت عذب هادىء ، و (ايكارا) و أنا نستمع إليه فى سكون ، و نحن جميعا جلوس فى حديقة منزلهما ، على العشب الأخضر ، و علينا ثياب خضر ، بناء على إقتراح صديقتى ، و نحن الثلاثة كل منا يمسك بيد الآخر ، نغمض عيوننا ، و نستمع فى تركيز و استرخاء :

نشكرك ربنا على ما آتيتنا ، و كل يشكر ربه على ما آتاه ..
نشكرك ربنا عليك ، أنت رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، عوضتنا بك عن ما أكلته السبع العجاف ، و عن كل السنوات التى أكلها الجراد ..
نشكرك ربنا على المدد و الجود ، فى نسختى العدم و الوجود ..
و على النور الذى تنحل به العقد ، فى السماء و الأرض و فى البر و البحر مهما طالت المدد ..

نشكرك ربنا على الأسماء و البيان و القرءان ..
وعلى ذخائر الفلك وقت الطوفان ..
نشكرك على سجود الملائكة ، وعلى سجود السحرة ، وعلى سجود تأويل الرؤيا ..
نشكرك على البطشة الكبرى ..
و على ما تحت الثرى ، و على ما فوق الثريا ..
نشكرك على خزائن الأرض و حصون السماء ..
و على أبواب الأدب والعلم ،
و على مجالس الذكر ..

نشكرك ربنا على نفحات العناية الإلهية ، و تجليات الرحمة الربانية :
على من ينقذون الغريق و يطفئون الحريق ،
و على الجار الصالح الذى يرفع بوجوده البلاء عن ألف بيت من جيرانه ..
و على الصحبة الطيبة التى تستجلب بها الخيرات و تتنزل بهم النعم و البركات ..
نشكرك ربنا على دفء الشتاء و مرح الصيف ..
وعلى بشاشة الوجه ، و حسن الصوت ، و راحة القلب ..
و على تمايل الطرب ،
و رقصة الفرح ، و ضحكة البكاء ،
و غنوة الأنس ..

نشكرك على اطمئنان النفس ، و لذة الرضى ،
و على أهل الصدق و الصداقة ،
و على العناق بعد الغيبة ..
نشكرك ربنا على الدندنة ، و الهمهمة ، و الطبطبة ، و البسمة ، و القبلة ،
و على تهويدة المهد فى الصبا ..
على من علمونا صغارا ، و على من ربونا صغارا ..

نشكرك ربنا على اللطف مع الجبروت ، وعلى الحكمة مع العزة ، وعلى الرقة مع البأس ، وعلى اليسر مع العسر ، وعلى الجمال مع الصبر ..
نشكرك ربنا على أنبيائك و رسلك و كتابك و صلاتك و نصرك و حفظك و آلاءك .. نشكرك على كلامك وكلماتك ، على جنودك : نعلمها أو لا نعلمها ، نراها أو لا نراها .. نشكرك على جودك و خيرك ، إنما من يدك نأخذ ، و لك نعطى : أنت خير الوارثين ..
نشكرك ربنا على حفظ الذكر ، و نصر الرسل ، و سطوة الآيات ، وحراسة الحكمة ..

نشكرك على روح اللغة ، و روح العلم ، و روح الوحى .. نشكرك على المشيئة وعلى الإرادة ..
نشكرك ربنا على العروة الوثقى و لباس التقوى ..
نشكرك ربنا على مذاق الرحمة ، و على رائحة الألوان ، و صوت المشاعر ، و صور الحياة ، و ملمس المعانى ..
نشكرك ربنا على الرفق فى الضعف ،
وعلى الرحمة عند اختبار القوة ،
و الهداية عند استخدامها ..

نشكرك على ثوب الهيبة فى أعين من لا نعرفهم ، و على ثوب الجمال و نحن بين من نعرفهم ..
نشكرك على الستر فى الضيق و المرض ، و على الحفظ عند الصحة و السعة ..
نشكرك ربنا على لسان الصدق ،
فإن صوته يصل آذان الأولين و الآخرين ..
و على مقعد صدق ،
فإن جاره هو الرحمن الرحيم ..
وعلى قدم صدق ، فإن لها ثلاث خطوات :
الأولى ، تطوى بها الأرض كلها ، و الثانية ، تعلو بها السماوات العلى ، و الثالثة ، تضعها فوق رأس عدوها ..

نشكرك ربنا على المبتدأ و الخبر ،
نشكرك على الفتح و الضم و السكون ..
نشكرك ربنا على الحروف التى شكلت بها وعينا ، و على الأرقام التى حفظت بها قوامنا ..
نشكرك ربنا على صدقة بماء ، و صدقة بطعام ، وصدقة بنقود ، و صدقة بفضة ، و صدقة بذهب .. نشكرك على صدقة بابتسامة ، و صدقة بكلمة ، و صدقة بعلم ، و صدقة بحلم ، و صدقة يعفو ،
و على صدقة بضربات فأس فى أرض جرلة بعيدة التنائى تحت حر الشمس ، حتى ينكسر الفأس .. فيكون فأس تلو فأس إلى أن تجرى المياه فى الأرض ، و تنتفع الخلائق ..

نشكرك ربنا على ما سطره الأولون ،
فإن الرجل منهم كان يفتح له الباب من العلم ، و الكلمة من الصواب ، فيكتبها على الصخور ، حتى لا تضيع على من بعده ، فلم يرضوا بما فازوا به من الفضل لأنفسهم ، بل أشركونا معهم فيما أدركوا من خير الأولى و الآخرة ..

نشكرك ربنا على اللبن و العسل ،
و على الرحيق و الدقيق ،
نشكرك على الحبوب و السمن ،
و على كسرة الخبز ، و ذرة السكر و الملح ..
نشكرك على الفاكهة واللحم ،
وعلى الطيبات من الرزق ..

نشكرك ربنا على الأكلة ، أكلة منك نتذوقها من يدك ،
و أكلة منك لنا نتذوقها من يد من تحب ،
و من يد من نحب ..
نشكرك ربنا على مذاق الطعم فى طعامه ،
و على مذاق الطعم فى غير طعامه ..

نشكرك ربنا على لباس التقوى الذى يختفى به المرء عن السوء ،
و على سر الاستغفار الذى تتبدل به الأحوال ،
و على سر التسبيح الذى تلقى به الدنيا نفسها على شاطئ الحقيقة ، فتموت الدنيا ، و تحيا الحقيقة ..

2- اهمية وفضل سجدة الشكر

فى البدء كان اللوجوس ،
و الحكماء قالوا : من يعرف اللوجوس يعرف الحقيقة ،
واللوجوس هو كلام الله ..
فى البدء كانت الكلمة ،
فمن أهانها أهانه الله ، و من أكرمها أكرمه الله ..

فى البدء كان صوت ،
فإذا هو لون ، فإذا هو شكل ، فإذا هو تسبيح ، فإذا هو عمل ، فإذا هو فطرة ، فإذا هى صلاة ،
فإذا هى صبغة ،
ومن أحسن من الله صبغة ،
صبغة الله فيها الحفظ والغنى ،
و كل قد علم صلاته و تسبيحه ..
و إن السماوات السبع و الأرضين السبع يسبحون ربهما تعبدا و شكرا ، فإن هما أهملا ذلك ، انفلتت عليهم دابة مكنونة فى مرج من مروج الله ، كائنة فى علم من علوم الله ، تبتلعهم جميعا دفعة واحدة ..

و إن الدنيا كلها ، بكنوزها وخيراتها ، وخزائنها وثرواتها ، لو وضعت فى لقمة واحدة ، فأكلها رجل فشكر الله عليها ، لكانت كلمة الشكر خير من الدنيا وما فيها ..
سبحانك ربى ..

إن من فاته شكرك لو بكى نهرا تلو نهر تلو أنهار ما كان يكفيه ،
و من الهمته شكرك لو ضحك من الفرح ألف دهر لكان قليلا عليه ..
أيا كان ما يختاره العبد ، فأنت تقف بجواره ..
والشكر خير اختيار ..
نشكرك ربنا .. نشكرك عليك …

سبحانك ربى ..
لو زهد أكثرهم فى الدنيا كما زهدوا فى شكرك : مشوا بلا شك على الماء ..
رب ، خلقتنى فشكرتنى فأصلحت حالى .. فأتيت أشكرك وجدت الشكر لا يكفى ..

سبحانك ربى ..
من يشكرك ينصرك ،
و من ينصرك تفتح له فتحا مبينا ، و تغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، و تتم نعمتك عليه ، و تنصره نصرا عزيزا ..

من يشكرك ينصرك ،
و من ينصرك تنصره ، و من تنصره فلا غالب له ..
و لقد روى (نصر بن يسار) عن (عكرمة) عن (ابن عباس) عن النبى عليه الصلاة و السلام أنه قال :
“من أنعم على رجل نعمة ، فلم يشكرها له ، فدعا عليه ، استجيب له.” ..

و إن (نصر بن يسار) قد أنعم على قوم نعمة ، شملت خيراتها أولهم و آخرهم ، و كثيرهم و قليلهم ، فجحدوا النعمة و اذوه إيذاء شديدا ، فقال : اللهم إنى أنعمت عليهم فلم يشكروا ، اللهم اقتلهم .. فقتلوا جميعا ..

ربنا إنا قد أنعمنا على أقوام نعما ، فلم يوقروك ، و لم يشكروها ، و عاملونا بالإيذاء ، على اختلاف ألسنتهم و ألوانهم ، فاللهم أسكن ريحهم ، و عاملهم بعدلك ..

ربنا إنا قد أنعمنا على أقوام نعما ، فوقروك ، و شكروها ، و عاملونا بالمحبة ، على اختلاف ألسنتهم و ألوانهم ، فاللهم عاملهم بفضلك و حنانك ، و اشملهم برعايتك و حفظك و رحمتك ..
و أتم نورك ..
أتم نورك يا أرحم الراحمين ..
قلنا جميعا :
آمين .

محمد صبحي
.
اقرأ أيضاً: صلاة الصوفية – روح الصلاة
اقرأ أيضاً: صلاة الغفران – صلاة لطلب المغفرة
اقرأ أيضاً: كيفية الصلاة – تعليم الصلاة وفن الاستمتاع بها
اقرأ أيضاً: كيفية الصلاة الصحيحة – فوائد الصلاة الصحية
اقرأ أيضاً: دعاء طلب العون من الله – الله يعاونك بطريقته!
اقرأ أيضاً: اسرار الصلاة الخاشعة – ما هي روح الصلاة – فوائد الصلاة النفسية

هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !