الرئيسية » الذات » تطوير الذات » عبارات عن طيبة القلب 

عبارات عن طيبة القلب 

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1748 المشاهدات
عبارات عن طيبة القلب 
هناك شخصيات ساحرة ومميزة بشكل رائع .. تلمس قلبي بعمق ! ، فهي لا تفعل شئ سوى أنها تعيش حياتها التي بالنسبة لها عادية ! .. تتخذ قراراتها التى تحسبها عادية وتعيش حياتها التي تحسبها عادية .. رغم أنها ليست عادية على الإطلاق ! .. لا يوجد إنسان (كبير) على فطرة الله أو قريب من هذه الفطرة أو يحاول الاقتراب والوصول إلى هذه الفطرة أو يحاول البحث عن هذه الفطرة إلا وهو مميز جداً في كل شئ تقريباً ، وكلما كان قريب من فطرة الله كلما كان أكثر تميزاً سواء شعر بذلك أو لم يشعر ..
 
الفلسطيني الجميل ” سعيد كمال ” أحد الشخصيات المميزة جداً .. بعيداً عن خواطره ومشروعه الذي يعمل عليه هو وصديقه المقرب .. هذا المشروع المميزة جداً والرائع والذي يُعتبر بالنسبة لي من أهم المشاريع القومية في فلسطين الآن! … هناك أمر آخر شدني بعمق له بعد خبر “القدس عاصمة إسرائيل” ، وهو أنه كتب جملة واحدة فقط بسيطة للغاية لا تحمل أي كراهية أو غل للإسرائليين أو تحمل غباء كالمعتاد من القطيع .. رغم أنه فلسطيني ويعيش الآن في فلسطين ولم يترك بلده ويهاجر رغم أنني اعتقد أنه بمقدروه فعل ذلك بسهولة جداً إذا أراد ..
 
وثاني أمر بعد حدوث هذا الأمر الخاص بمدينة القدس بيوم تم قصف غزة وهو يعيش بداخلها ! ، وفي نفس يوم القصف أنزل خواطر بسيطة تقول أن غزة تتعرض للقصف فقط ! .. ولم يدعو بالسوء يوماً على الإسرائليين أو يقول أنهم يكرههم بشكل مباشر أو غير مباشر حتى !!! .. رغم أنني أتابعه منذ شهور وأضعه في أول أهتماماتي فأنا تصل لي إشعارته أول بأول .. وأهتم أن أراها بشكل مستمر ودوري !
 
في آخر قصف لغرة بالأمس وصلني أكثر من أشعار له يصف فقط أن غزة تتعرض للضرب ثم بعد ساعتين أو 4 ساعات وصل مني أشعار له حوالي الساعة الرابعة صباحاً يقول فيها أن غزة تتعرض للقصف الآن ، وصاحب خاطرته بقوله: أنه كان نائماً وأستيقظ على صوت القصف ؛ لأن القصف كان قريباً من بيته ، وصاحب هذه المقولة رمز وجه يضحك ! .. فقط ، نعم فقط !
 
لا يوجد ذرة كراهية في قلبه لأناس يجعلونه يستيقظ من النوم على صوت إنفجارات! .. أنا في بلدي مصر وفي بيئتي الشعبية حينما أستيقظ على صوت عالي بسبب شجار أو بسبب فرح أو جنازة ويكون الصوت عالي جداً لا إحترام لأي شئ كالمعتاد .. أحياناً أغضب بشدة! .. هو يستقيظ في الفجر في البرد الشديد الذي نعيشه على صوت إنفجارات! .. ويقول فقط هذا ويضحك !
 
أين الكراهية يا هذا !؟ .. أين الغل ؟ّ! .. أين الغضب !؟ ..
أين الدعاء بالسوء والإنتقام !؟ .. أين الشيطان !؟ .. أين الظلام !؟
 
هناك قلوب لا تحمل هذه الأشياء! ..
لا ظلام يتغلب على نور مُشتعل ..
النور فقط يستطيع أن يفعل ذلك ..
فلا يمكن أن يحدث العكس!
 
يوم الجمعة بعد موضوع القدس عاصمة فلسطين ، رجل الدين لدينا من كثرة الدعاء على الأخرين .. على أمريكا واسرائيل وأرووبا كلها .. شعرت أنه كان من الممكن أن كان له متسع من الوقت كان دعى بالسوء على الحيوانات التي تعيش على هذه الأرض! ..
 
واليوم وأنا اتفقد حسابه الشخصي كالعادة لأقرأ مرة آخرى تعليقه البرئ: أستيقظت على صوت القصف ! .. لأتأمله .. لأتفكر فيه .. لأرى فيه الله ! ، ولكنني كالعادة وجدته حذف هذه الخاطرة! ، وحذف كل خاطرة كتب فيها عن أن غزة تتعرض للقصف! … أندهشت أكثر من عمق وعي هذا الشخص! .. بالإضافة لقلبه الذي استطاع أن يصل إليه لهذه الدرجة من النقاء والصفاء .. وسط هذا الكم الهائم من الظلام !
 
أن لا تكره حتى من يُعتبر عدوك ..
أن لا تدعو عليه أو تتمنى هلاكه أو موته ..
أن لا تتمنى إصابة إنسان بضرر رغم أنه يحلق بك الضرر ..
أن لا تحمل في قلبك ذرة كراهية لنفسك أو له أو للحياة ، وأنت في قلب الحرب ..
أقسم بالله أنه لأمر عظيم جداً جداً جداً ، ولا تستطيع القلوب المريضة أن تتحمل رؤيته يحدث في الحياة الدنيا بين البشر .. ناهيك عن الإيمان به وممارسته ببساطة ! ..
 
الأنبياء ومن يتعرفون على الله حقاً لا من يعيشون عابدون لأصنام مجتمعاتهم معتقدون أنهم يعبدون الله أو يقتربون حتى من عبادته! .. لا يكرهون أي إنسان أبداً أبداً ، ولا يخافون الموت .. قلوبهم التي عرفت الله لا يمكن بعد أن عرفته أن تعرف شئ أسمه كراهية إنسان أو الخوف من موت الجسد! .. هم فطرة الله تسير على الأرض .. هم أطفال في أجساد كبيرة ورؤوس مرنة وقلوب تسع العالم كله وما فيه !
 
في الماضي بعد أن عرفت الله حقاً ، وضعت قانون لنفسي ؛ لأن هذا المجتمع المقدس بعلماءه العظماء “الحفظة” ومذاهبه الدينية “التراثية” أوصلني لشئ واحد فقط وهو أنني مريض بالحياة وعلاجي الوحيد هو الموت! ، فالأفضل أن أتلذذ بالألم والمعاناة فهذا ما سأصل إليه طالما أريد الايمان بما يؤمنون من فضلات بشرية ! ، لذلك كان يجب أن أضع قانون لنفسي لأعرف: من سأسمع بعد اليوم !؟ من سأضيع وقتي أمامه لأستفيد لا لأضر نفسي !؟ من سأذهب إليه لأتعلم منه شئ جديد حي لا فضلات أو جيف ميتة !؟ ؛ لأن في مجتمع كهذا لا يرى ولا يسمع ولا يتفكر ولا يعقل ومجرم ، وهو لا يعلم أن فيه كل ذلك وغير مستعد أن يفهم أي شئ أو يفعل أي شئ .. يجب أن تتوخى الحذر من كل فكرة يؤمن بها.
 
قولت لنفسي: كيف تعرف الفرق بين رجل الدين الجيد العالم الذي تستطيع أن تستثمر وقتك أمامه وتفكر وتجرب أفكاره في حياتك ، وبين رجل الدين الجاهل السئ ( وهم كثيرون جداً في بلادنا في هذا العصر) !؟! .. القانون ببساطة هو: كيف يتعامل هذا الإنسان مع من يختلف عنه مهما كانت درجة الاختلاف بينهم صغيرة أو كبيرة جداً !؟ ، وكيف يتعامل مع من يُسبب له الأذى وبالأخص باللفظ !؟ ، وكيف يرى نفسه مقارنة بالشخص المختلف عنه !؟ .. هل يرى نفسه أعلى قيمة من أحد !؟ .. وإذا كان يرى نفسه مُقدس ، فهو مريض عقلياً لا تقترب منه ، فقط عندما تراه قل: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا .. واصلح نفسك أكثر ..
 
آسف على الأطالة ، ولكنني أحببت أن يخرج ما في قلبي ..
أتمنى أن تكون هذه الخواطر أفادتكم أصدقائي ..
ربي ينور بصيرتكم ويسعد قلوبكم
– – – – – – – – – – – – – – – – – – –
اقرأ أيضاً: خواطر من القلب
.
عبدالرحمن مجدي
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !