الرئيسية » الذات » كيف تغير حياتك » علاج التفكير الزائد

علاج التفكير الزائد

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1634 المشاهدات
التفكير الابداعي - الخيال طريقك لتحقيق ما تريد
الحديث الذهني الذاتي
ايكارت تول
 
سؤال: ما هو مفتاح الحل لإيقاف الحديث الذاتي في الذهن ؟
 
حسناً ، قبل كل شيء أنت بحاجة لمعرفة أن هناك ذات تتحدث في الذهن ، وليس بعد عدة ساعات من كونك منغمس كلياً في الحديث الذهني الذاتي ، وفجأة تأتيك لحظة من الإنقطاع وأخد النفس ، أوه كان هناك الكثير من الحديث الذاتي بالذهن ! .. لكي تتمكن من أن تصبح متحرراً .. أنت بحاجة لمعرفة بأن هناك ذات تتحدث في الذهن ” أثناء الحديث الذهني الذاتي ” ، وإلا ليس هناك سوى ذات تتحدث في الذهن بدون وجود وعي متيقظ .. هناك حاجة لوجود لمحة من الوعي المتيقظ ، ومن هناك يمكنك رؤية بأنك تريد أن تكون متحرراً منها وأنها ليست أنت !
 
وعند وجود لمحة متيقظة واعية ؛ لأنه بحال عدم وجود اليقظة تكون أنت الذات التي تتحدث في الذهن .. أنت الصوت الجاري في الرأس ، لذا توجد لمحة يقظة واعية ، وعندها من هناك يمكنك القول حيث ترى عدم جدواها .. تدور في دائرة مفرغة لا تفضي بك لأي نتيجة ، وترى أيضاً أنها معظم الوقت تسبب لك مشاعر سلبية .. أحاسيس سلبية جاعلة حياتك تعيسة ..
 
وكلما أطلت التأمل عليها أدركت أكثر أنك بحاجتها ، وذلك إدراك مدهش ؛ لأن الذات التي تتحدث تبرر ذاتها على أنها ضرورية ، وخاصة عندما تكون الذات التي تتحدث من نوع القلق .. أنا بحاجة فعلاً للتفكير بهذا .. لدي مشاكل ضخمة في حياتي .. فعلاً بحاجة للتفكير بها الآن ، ويجب ألا أتوقف عن التفكير بها وإلا افقد السيطرة كلياً …
 
حسناً ، عندها تمضي الليلة بطولها مستلقياً مستيقظاً ينبعي علي كذا لأنه لدي كذا .. ماذا علي أن أفعل .. وماذا إذا حدث ذلك .. وعندها من جهة ثانية ….. أوه لا ” لستم بحاجة لذلك ” .. ترون عدم جدواها وعبثيتها ، وعندها إمكانية التحرر تظهر ، والتحرر هو إمكانية إختياركم .. سحب وعيكم من التفكير …
 
تسحبون وعيكم أو إنتباهكم من التفكير عبر اختياركم ، ولكن أذكركم أنه يمكنكم القيام بذلك فقط إذا كان هناك يقظة واعية .. لو بأدنى مقدار من اليقظة من هناك يمكنكم الاختيار .. يمكنكم أن تختاروا عدم الإنغماس في عملية التفكير أكثر ، بل أن تولوا إنتباهكم لشيء آخر .. على سبيل المثال ” التنفس “
 
لذا بدلاً من ذلك تأخدون انتباهكم عن التفكير إلى الشعور ، وبعض الناس يسمونه ” تأمل ” لكنكم لستم بحاجة لتسميته تأمل .. تشعرون بأنفسكم تتنفس ، وبإنتباه تتبعون مجرى التنفس فى الجسم أثناء دخول الهواء إلى الجسم .. والهواء يخرج من الجسم .. وانتباهكم يرافق ذلك .. إلى الجسم وخارج الجسم .. إلى الجسم وخارج الجسم ..
 
هل تفكرون !؟ .. لا ، لا يمكنكم .. لا يمكن أن تكونوا واعين لتنفسكم وتفكرون .. لا يمكن أن تكونوا واعين لتنفسكم وتفكرون بنفس الوقت ، كم ذلك مدهش ، وبالتالي ها أنتم هنا فجأة .. لقد اخترتم ذلك ، وذلك لا يعني بأن التفكير لن يسحب انتباهكم من جديد ..
 
إرجع إلى هنا .. إرجع الى هنا لا يعني بأنك مرات عدة لن تفقد وعيك لتنفسك … لكن فقط أن ترى بأن ذلك ممكن بحد ذاته أمر مذهل .. من هناك يمكنك الولوج إلى وعي جسدك الداخلي .. أشعر بالحيوية بكل يد .. ذراعيك .. ساقيك .. كامل كيانك .. أشعر بالحضور الحي الساكن المحرك في الجسد ، وحينها أنت لا تفكر بواقع الأمر فيها غبطة رائعة …
 
بالتالي قد اخترت ؛ لأنك رأيت عدم جدوى ذلك النوع من التفكير ، واخترت بأن تولي انتباهك لشيء ما آخر ” التنفس ” الجسد الداخلي ” أو ما تدركه الحواس .. انظر للمحيط حولك وأدرك الأشياء .. النظر لأي شيء كان .. الزهرة .. النور .. السماء .. الأرض .. أدرك بشكل واعي .. إستمع لأي صوت يصدر .. الروائح .. أيقظ حواسك .. أعطي انتباهك لها ، ذلك يأخدك بعيداً عن التفكير …
 
بدلاً من تاويل ما تدركه الحواس ، فقط إستقبلها بإدراك .. اذاً لديكم ثلاث مداخل ” التنفس ” الجسد الداخلي ” وما تدركه الحواس ..
 
يمكنكم الإختيار أن تأخذوا انتباهكم من التفكير ، وعندها التفكير بحكم العادة سيقوم بجذب انتباهكم ثانية .. يعد برهة تلاحظه وتختار من جديد أن تأخد انتباهك خارجه ، وخلال التنفس يعود فيمسك انتباهك من جديد .. وتحدث هذه العملية مرات ومرات عدة ، لكن في كل مرة لا تكون قد انغمست بالكامل …
 
التفكير لا يعود مستولياً على كامل انتباهك .. ذلك كله جزء من عملية التيقظ .. لم تنغمس كلياً ؛ لأنه إذا كان التفكير قد أعاد سطوته على انتباهك .. معناها أنه لم يكن بالتفكير قبل ذلك .. لذا بالتالي فإنه ليس فشل .. لقد كنت نسبياً واعياُ للتفكير لبرهة قبل ذلك ، لذا عليك أن تسلم بالحقيقة .. من المحتمل أن تتعرض عديدا من المرات لهذه العملية .. الأختيار الواعي بألا تقكر .. عندما يكون التفكير بساطة اختلال وظيفي
 
شيء رائع القيام بذلك ، وذلك يُعد تدريب روحي حقيقي ، وتدريجاً تصبح اللحظات التي لا تفكر فيها أطول ، والتفكير القسري يصبح أضعف ، والتفكير الفعال .. النتفكير الخلاق يصبح أقوى …
 
إيكهارت تول
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !