الرئيسية » قصص » قصص حب رومانسية » قصة حب قصيرة واقعية

قصة حب قصيرة واقعية

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1254 المشاهدات
قصة حب قصيرة واقعية
“قبل أن أرتبط بزوجتي، لم يحدث وإن رأينا بعضنا، حتى أن كلانا لم يُدرك معنى الحُب من قبل، لكن حين ارتبطنا تعرفنا على بعضنا البعض، أصبحنا أصدقاء أولًا، وقادتنا الحياةُ البسيطةُ التي عشناها معًا لنتحمل المسؤولية ونتشارك أعباء البيت، سندتني، كنتُ دائمًا ما أستمعُ لها، ولم تتخل عني أبدًا حين مالت الدنيا في وجهي ولم تسر الأمور معنا كما كان مخططًا، انتقلنا من وإلى أكثر من منزل، سافرنا معًا، وما زلتُ أتذكر كلانا يستمتع بتناول كوب الشآي الساخن في جبال سويسرا الباردة كما ولو كان ذلك البارحة..”
 
“كان زواجًا دون أي ضغائن، فلم نقع في أية مشكلةٍ على الإطلاق، وتسربتْ بفضلها تلك القيم الجميلة إلى عقول أبنائنا، كانت العمود الفقري للبيت..”
 
“ثم تقاعدتُ، وصرتُ أقضي كل وقتي معها، والذي كان يبدو كالنعيم، وفي يومٍ من الأيام بينما كنتُ أوقعُ على بعض الأوراق، نسيتْ زوجتي توقيعها، فأخذتها إلى الطبيب لمعاينتها، كانت تبلغ السبعين من العمر. انهار عالمي، لكن كان علينا أن نتعامل مع الموقف بشجاعة، أصبحت مناعتها ضعيفة، وقد عانت من ورمٍ، وبعد الجراحة أصبحت مريضةً بالذهان (اضطراب العقل)، حتى أنها كانت تخافُ ممن يدخل عليها الغرفة، بحجة أن شخصًا ما قد يؤذيها في الظلام بما في ذلك أنا، حطمني ذلك جدًا من الداخل..”
 
“في السنوات الأربع التي مضت، نسيّْتْ مَن أكون، فقد كانت في مسيرة معاناةٍ يومية، توقفتُ عن السعي لأن يكون كل شيء على ما يرام، فتصالحتُ مع ما يحدث، وبذلتُ كل ما في وسعي لأجعلها سعيدة اكثر، حتى أدركتُ أنني أحببتها بجنون، الموت ذاته لم يكن يخيفني، كنتُ لا أريدُ لها أن تعاني أكثر، فحينما تنامُ على السرير كنت أنام على الآريكة القريبة حتى إذا احتاجت شيئًا أُلبيه سريعًا..”
 
“أخذتها لنمشي سويًا، رافقتها إلى دور العبادة، إلى أي شيء يجعلها تشعرُ بالعافية، ربما هذا هو الحب – أن تتفانى في خدمة المحبوب، في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز، تناولنا عند الخامسة صباحًا كأسنا الأخير من الشاي معًا، ثم تُوفيتْ بسلام، في السنوات الاثنى عشر الماضية لم يحدث وإن تركتها وحيدةً لأكثر من نصف ساعة. إنني أتعلمُ الآن أن أعيش بدونها، لكن هذا هو الحب: حتى في الموت يزداد قوةً، حتى في الموت لا يمكن أن نكره ذلك، وعلى الرغم من أنني لا أستطيع العيش بدونها، إلا أنني سعيدٌ لأنّي لا آراها تعاني، لأن معاناتها انتهت وللأبد!”
 
 
هل ساعدك هذا المقال ؟ .. شاركه الآن !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !