الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصة حياة محمد رمضان – الغيرة في الحب

قصة حياة محمد رمضان – الغيرة في الحب

بواسطة عبدالرحمن مجدي
875 المشاهدات
الغيرة والحسد تعامل بوعي - كلام عن الغيرة
– الفنان ( محمد رمضان ) – ( بصرف النظر عن موقفك منه فنياً ) – بيحكى فـ 2011 فـ لقاء معاه ع قناة التحرير اللى حالياً إسمها قناة TEN عن قصة شخصية .. بيقول إنه سنة 2007 لما كان لسه ممثل مغمور بيدور ع أى فرصة من تحت طقايق الأرض ومع إن سنه وقتها كان صغير جداً إلا إنه كان خاطب واحدة بنت بيحبها وكان أهلها بيضغطوا عليه عشان يتمم موضوع الجواز لأن حاله زى ما هو ومفيش أى جديد فـ ظروفه الملعبكة والبنت ماينفعش تبقى متعلقة كده .. فجأة وبدون سابق إنذار جاتله فرصة مـ السما عشان يعمل دور صغير لا يتعدى الـ 3 مشاهد فـ مسرحية إسمها ( يمامة بيضا ) بطولة ( على الحجار ) و ( هدى عمار ) .. طبعاً قفش فـ الفرصة بإيديه وسنانه وشكر صديقه مخرج المسرحية اللى رشحه ليها .. سافروا عشان يعرضوا المسرحية فـ إسكندرية لمدة أسبوعين .. مـ أول وتانى وتالت يوم فـ العرض كان ( رمضان ) ورغم دوره البسيط قادر يخطف ضحك الجمهور يادوب بالكام كلمة اللى بيقولهم ولأن المسرحية غنائية إستعراضية فـ المقام الأول مش كوميدية فده خلّى فيه طعم لطيف لـ دور رمضان ..
 
لما لقى الجمهور متجاوب معاه وبعد ما أستأذن مـ المخرج والمؤلف راح غيّر شوية فـ لبس الشخصية بتاعته وزود 4 جمل بالعدد لـ دوره .. حط التاتش بتاعه يعنى لكن بعلم المسئولين عن العمل .. الحقيقة إن اللى عمله وقتها خدم المسرحية وبقى ياخد ضحك وتسقيف مـ الجمهور له ع حساب كل الممثلين التانيين وده طبعاً ولأننا بنى آدمين عمل شوية ” غيرة ” عندهم .. بعد نهاية الفصل التانى وقبل بداية التالت أثناء الإستراحة دخل ( على الحجار ) لـ المخرج وطلب منه بلهجة عنيفة إن ( رمضان ) مايكلمش المسرحية ! .. المخرج استغرب موقف الحجار غير المبرر ورفض وأعتبر إن ده تدخل فـ تخصصه وكمان شاف أن ده مش من مصلحة العمل ومادام الخروج ع النص فـ الصالح العام بتاع المسرحية وملتزم بالآداب العامة يبقى فل .. الحجار نشف دماغه .. المخرج ركب دماغه أكتر .. هيكمل مش هيكمل .. هيكمل مش هيكمل .. هيكمل مش هيكمل .. صوتهم بقى عالى ..
 
فـ وسط الخناقة اللى حاصلة دخل أمير عربى كان مـ ضمن الحاضرين لـ الكواليس عشان يسلم ع الواد الأسمر ( رمضان ) اللى فطسه مـ الضحك فـ الفصل اللى فات ويتصور معاه .. اتصور معاه فعلاً و( رمضان ) مش مصدق نفسه .. الأمير طلع مـ جيبه قلم جاف لونه دهبى فيه 30 فص صغيرين جداً بيلمعوا وإداه هدية له .. طبعاً كل الحاضرين شايفين الى بيحصل .. ( الحجار ) إتغاظ بزيادة وهدد إنه هينسحب مـ العرض واتصل بنقيب الممثلين وقتها فـ القاهرة وقال كده بالنص : ( يا أنا يا البتاع ده فـ العرض ) .. طبعاً وبسبب الضغوط والنفوذ بتاعت الحجار وعشان الدنيا ما تقفش بيبقى الخيار الوحيد لحل الموضوع إن رمضان يمشى ويتم إستبداله ! ..
 
بيرجع ياخد شنطته مـ الأوضة الصغيرة اللى كان قاعد فيها فـ شارع خالد بن الوليد وبيركب ميكروباص فـ إتجاهه لـ الموقف عشان يركب لـ القاهرة والدنيا سودا قدامه .. والميكروباص واقف فـ إشارة ع الكورنيش ع البحر لمح بـ طرف عينه مول كبير ع شماله .. جه فـ باله القلم اللى لسه واخده مـ الأمير .. طلعه وبدون تفكير قرر يدخل المول ويشوف بيعة للقلم ولسان حاله بيقول : أهو أبقى طلعت بـ أى حاجة مـ أم السفرية والسحلة دى .. راح لافح الشنطة بتاعته ع كتفه وعدى الطريق ودخل المول وهو مخضوض مـ مناظر الناس الشيك اللى جوه وهو لبسه بسيط .. دوّر ع محل مجوهرات لـ حد ما لقى توكيل ألماظ ومجوهرات مشهور جداً .. دخله .. طلع القلم وإداه للراجل اللى واقف هناك .. الراجل أستخف فـ الأول من شكل الشاب اللى داخل عليه وراح رماله كلمة كده بـ تريقة يعنى بما معناه ( وده سارقه منين ده ؟ ) .. رمضان بيقول إن لولا تكشيرته فـ وش الراجل ونبرة التهديد اللى بجد إنه هياخد القلم ويمشى كان هيفضل مستخف بيه .. الراجل بدأ يهتم وحط عدسة سودة ضيقة ع عينه عشان يفحص القلم .. مكملش كام ثانية وراح باصص لـ رمضان وهو مذهول ورجع بص تانى ع القلم من العدسة .. رفع راسه تانى وبلهجة سريعة قال لـ رمضان : ( هاخد منك الفصوص اللى فـ القلم بـ 150 ألف جنيه حالاً؛ لو قولت آه الفلوس موجودة ) .. رمضان إفتكر إن الراجل بيشتغله فـ رد : القلم ده بـ 150 ألف ! .. الراجل قال بنفس اللهجة السريعة : لا القلم ده خليه عشانك ذكرى هو دهب آه بس ميسواش؛ أنا عايز الفصوص بس وخليلك أنت القلم ؛ ها قولت إيه ؟ .. بدون تردد رمضان قال خليك ورا الكداب لحد باب الدار .. وافق .. الراجل طلع رُزم الفلوس مـ الخزنة وإداهالوا .. حطها فـ الشنطة بتاعته وفوقهم القلم ناقص الـ 30 فص ! .. بيقول إنه رجع القاهرة وهو حاسس إنه بيحلم ! .. كلها كام يوم وبسبب الفلوس اللى نزلت عليه مـ السما راح إتجوز البنت اللى كان خاطبها واللى بقت زوجته الأولى و أُم بنته ! ..
 
فـ نهاية اللقاء وتحت إلحاح وضغط المذيع الغلس اللى كان معاه واللى بالمناسبة كان ( محمد الغيطى ) طلب منه يوجه كلمة لـ ( على الحجار ) ع أساس إنه يشعلل الحلقة وكده بس رمضان طلع ناصح ورد بـ عقلانية وهدوء : ( أنا بشكر ربنا على كرمه ليا وبشكر كمان الأستاذ على الحجار عشان موقفه اللى عمله معايا وهو فنان كبير وعلم مـ أعلام الغنا فـ مصر ) .. المذيع سأله : ( إيه أهم درس اتعلمته ؟ ) .. رد بما معناه : ( اتعلمت إن ربنا مش على كيف حد و إنى ما أغيرش مـ أى مخلوق عشان الغيرة ممكن تقطع عيش حد وممكن تموتنى وتخلّى حد غيرى يموت بالحيا )
 
* ” حكمة عربية ” : ( الغيرة عدسة تكبر الاشياء الصغيرة )
 
– السنة قبل اللى فاتت كنت بعمل تحقيق صحفى عشان أنشره هنا ع الفيس بوك عن ( إحنا ليه بنفركش ؟ ) وفعلاً نزلته هنا تحت عنوان ( المفركشون ) .. من ضمن كل الناس اللى سألتهم السؤال ده فيه واحدة بالذات بمجرد ما بدأت تجاوب كأنها ماسورة وإنفتحت وهى بتتكلم عن خطيبها اللى كانوا بيحبوا بعض 4 سنين كاملين وحاربت الدنيا وأهلها عشان يبقوا مع بعض ورغم كده هى اللى طلبت الفركشة و سعت ليها ! وقالت إن ده كان بسبب تحكامته غير المبررة فـ كل همسة ليها ( إلبسى ما تلبسيش ، أخرجى ما تخرجيش ، كلمى ماتكلميش ) وهى بتفضفض وأنا بكتب لقيتها قطمت كلامها و مسكت رقبتها بغيظ وضغطت عليها بعصبية وصرخت : ( خنقنى ) كلمة واحدة بس لكن خرجت مـ حنجرتها كأنها صرخة شايلة جواها تراكمات ضغوط كتير والحجة دايماً ( بغير عليكى ) .. نفس الفكرة برضه واللى حصلت مع أغلبنا لما بتلاقى شلة صُحاب فيهم إتنين قريبين من بعض بس واحد فيهم بيبدأ يغير لما يلاقى صاحبه ده قرب مـ الباقيين ! .. بيكون عايزه له هو لوحده ويبدأ يقول : ( لأ أنا اللى صاحبه أكتر منهم وليا حق فيه عنهم ) ! .. والنتيجة ؟ .. النفوس بتشيل والشلة بتتفشكل وبتبقى شلل صغيرة
 
* الكاتب ” سوفاج ” : ( الغيرة فـ الحب كالماء للوردة؛ قليله ينعش وكثيره يقتل )
 
– فـ قصة مـ القصص الإنسانية فـ كتاب ( The Best of Bits & Pieces ) المواطن الأمريكى ( ديفيد فاريل ) بيحكى عن إكتشافه لـ طريقة جديدة لتجديد الحب مع زوجته ( بيجى ) بعد مرور تقريباً 21 سنة ع جوازهم ! .. الطريقة بإختصار هى ( دخول ست تانية فـ حياته ) ! .. الغريب إن الطريقة كانت من إكتشاف زوجته اللى فجأة وبدون مقدمات لقاها فـ مرة بتقول له : ( أعرف إنك تحبها وبما إن الحياة قصيرة جداً فإنك بحاجة إلى قضاء بعض الوقت معها ) .. أعترض ع كلامها وقال : ( ولكنى أحبك ! ) .. ردت : ( أعرف ذلك ، ولكنك تحبها أيضاً وقد لا تصدقنى إذا قلت لك إننى أرى أنه إذا قضيتما وقت أكبر فسيزيد ذلك من تقاربنا وحبنا ) .. طبعاً مع غيرة الستات الموضوع يبان مش منطقى صح ؟ .. لكن مش هتستغربوا لما تعرفوا إن الست اللى كان يقصدها هو ومراته بكلامهم هى ( أُمه ) ! ..
 
( ديفيد ) بعد جوازه كان عنده مشكلة كبيرة مع ( بيجى ) بسبب الغيرة بتاعتها من أمه .. لإنه إبن أمه الوحيد؛ كانت حاسة إن أمه واخدة منه مساحة مش هتقدر هى تعوضها كـ زوجة .. مـ بداية جوازهم وشوية بـ شوية كانت بتبعده عن أمه تدريجياً .. زياراته لها قلت .. كلامه معاها فـ التليفون قل .. حتى مقابلاتهم فـ الأعياد بقت نادرة ! .. الحقيقة ساعد فـ كده برضه بُعد بيته عن بيت أمه ( حوالى 80 كيلو) + ظروفه وشغله اللى كان بيستمر لمدة 10 ساعات يومياً وطبعاً ده كان مفرح ( بيجى ) جداً ..
 
بس بدأت تحس إن ( ديفيد ) عايش نصف حياة .. آه هو معاها ومع الولاد وقايم بكل واجباته كـ زوج وتقريباً مبقاش يشوف أمه وبقت هى اللى مسيطرة عليه بالكامل لكن برضه فيه حتة ناقصاه وحتة مش صغيرة كمان .. لحد ما فـ مرة وبعد 21 سنة جواز كاملين فكرت ( بيجى ) فـ لحظة مـ لحظات الصراحة النادرة مع الذات وبمنتهى الذكاء خدت قرارها الأهم ( لازم علاقة ديفيد ترجع بـ أمه ) وبالتالى حصل بينها وبينه الحوار اللى فوق ده .. ضغطت عليه لحد ما اقتنع وصحى مـ جواه تانى حبه لـ أمه .. أتصل بيها وبعد السلامات لقاها مستغربة إتصاله لأنها مش عوايده وسألته : هل أحفادى بخير ؟ .. طمنها عليهم وإنه عايز يعدى عليها عشان يعزمها ع العشاء .. وافقت وهى لسه حاسة إن فيه ( إن ) فـ الموضوع وإن إبنها مش طبيعى .. خد إذن مـ الشغل وروح بدرى يومها وهو راكب عربيته فـ إتجاهه لـ بيتها كان عصبى وإيده بتترعش ع الدركسيون وشايل هم المقابلة دى ..
 
يا ترى هتعاتبه ؟ .. هيتكلموا فـ إيه ؟ .. لو فكر إنه يعزمها ع السينما هتوافق ؟ .. ولو وافقت طب هيشوفوا أى فيلم ؟ .. وأساساً يعزمها فـ أنهى مطعم ؟ .. لوكشة أسئلة ملهاش أول مـ آخر مع إن دى مش أكتر مـ مجرد مقابلة مع أمه ! .. أمه أمه يعنى مش واحدة غريبة ! .. وصل .. لقاها مستنياه ع باب البيت لابسة فستان شيك وحلو وعاملة شعرها عند الكوافير وتقريباً بتتنطط مـ الفرحة .. سلموا ع بعض وقالتله : ( لقد أخبرت صديقاتى بأننى سأخرج اليوم مع إبنى ، وكن جميعاً مندهشات من تلك الأمسية لدرجة إنهن لن يصبرن إلى الغد لمعرفة ما سيحدث فى تلك الأمسية ) .. فتح لها الباب وركبت جنبه ..
 
راحوا مطعم قريب مـ البيت عندها .. وهما داخلين مسكت دراعه بحب وهو سندها عشان تقدر تطلع ع سلم المطعم .. قعدوا .. هو مسك قايمة الأكل عشان يختار هياكل إيه .. قلب فـ صفحات القايمة وأختار اللى هو عايزه وبص بعينه لقى أمه سايبة القايمة بتاعتها وبتبص له وهى مبتسمة ! .. قال لها : ( ألم تختارى ؟ ) .. ردت وهى بتسقف بإيديها زى الأطفال : ( لقد نسيت نظارتى فى المنزل؛ عيناى لا تستطيع أن ترى سواك ) .. مسك إيدها وباسها وقال : ( لقد حان الوقت لكى تستريحى وتمنحينى الفرصة لأرد لكِ الجميل ) .. القعدة كانت لطيفة مفيهاش أى عتاب ولا لوم ولا خناق .. اتكلموا كتير كتير كتير .. هو بيحكى عن مراته وولاده .. هى بتحكى عن يومها إزاى بتقضيه ومين اللى اتجوز فـ العيلة ومين اللى طلق ومين اللى مات أو سافر .. خلصوا أكل .. عدوا ع محل آيس كريم وجابلها ووقفوا ساندين ع العربية وهما بياكلوه .. راحوا بيتها وقعدوا فـ الجنينة بتاعتها .. أمه ركبت فوق المرجيحة اللى فـ الجنينة وهو مرجحها بإيده وكملوا كلام .. كان يوم لطيف .. وهو نازل من ع سلم البيت وهى بتودعه قبل ما يسيبها بص لها وقال لها : ( مهما كانت مشاغلى سأزورك كل أسبوع ) .. ردت وهى بتشاور له : ( بشرط ؛ سأدفع أنا تكلفة العشاء المرة القادمة ) .. هز راسه كأنه بيقول لها موافق ..
 
قبل ما يفتح باب العربية ويركب أمه ندهته فـ بص وقالت له : ( زوجتك إنسانة نبيلة ؛ حافظ عليها ) .. ركب العربية ووصل بيته وأول ما دخل لقى ( بيجى ) منتظراه وسألته قبل ما يقفل باب البيت حتى : ( كيف كان لقاؤكما ؟ ) .. بدون ما يرد حضنها وشالها من ع الأرض و لف بيها بإنبساط وهمس فـ ودنها ( لقد كان أروع مما أعتقد والفضل لكى ) .. من وقتها وبقى فيه عادة أسبوعية لـ ( ديفيد ) ومراته وولادهم إنهم يزوروا أمه .. بيقول ( ديفيد ) فـ نهاية قصته : ( تعاملت زوجتى مع غيرتها من أمى بذكاء ، وعندما غابت الغيرة جاء الحب للكل ، قليل مـ الغيرة يكفى ففى قلوبنا لا أحد يأخذ مكان أحد )
 
* الكاتبة ” منه على ” : (الغيرة كثُرتها تجعل منكِ امرأة متسلطة ومزعجة ولستِ واثقة بنفسك ولا برجَلُك وقِلتها تجعلك أنثى باردة تتخلى عن احد غرائزها الأنثوية كى لا تبدو ضعيفة ولكن الغيرة المحببة له هى التى تشعره برجولته وبها تجدد الحب بينكم )
 
– المدرسة الإعدادية اللى كنت فيها إسمها مدرسة ( طه حنفى ) .. مدرسة حكومية صمم والدى الله يرحمه إنى أدخلها بعد ما كنت فـ مدرسة لغات خاصة فـ المرحلة الإبتدائية ورغم إنى كنت طالع الثالث ع المحافظة فـ الشهادة الإبتدائية وقتها إلا إنه كان له بُعد نظر إنه عايز يخلينى أجرب وأتمرمط شوية فـ الدنيا لأن المدرسة اللغات كده كده مسيرى هسيبها فـ الثانوى أو الكلية أياً كان هسيبها هسيبها فيبقى الأفضل إنى أسيبها بدرى بدرى عشان أقدر أتعود ..
 
دخلت مدرسة ( طه حنفى ) و من أول أولى إعدادى كان معايا واحد فـ الفصل إسمه ( أحمد صابر ) .. المناطق المشتركة بينى وبينه كانت كتير .. كان معايا فـ الفصل ، وكان معايا فـ الدرس الخصوصى بتاع الرياضيات اللى كان بيديهولنا أ/ ( أيمن وحيد )، وكان جارى بينى وبينه 3 شوارع بالظبط ، وكنا إحنا الإتنين فـ فريق المدرسة بتاع الكورة .. والأهم مـ كل اللى فات كان فيه ندية وتحدى بينى وبينه دراسياً .. فـ إمتحانات الشهر كنا بنتبادل أنا وهو الأول والتانى ع طول ؛ بس هو كان أكتر منى .. يعنى مرتين هو ومرة أنا وهكذا .. ولما كان أبويا الله يرحمه يسألنى عملت إيه فـ الإمتحان أقول له : جبت 48 مـ 50 .. فـ يرد : ( حلو؛ المرة الجاية تجيب النهائية إن شاء الله ) .. أرد عليه بغيظ : ( أيوه بس أحمد صابر جاب 50 من 50 ) ! ..
 
بقيت ” بغير ” منه لدرجة إن أى نجاح أو درجات عالية ماكنش لها أى معنى عندى إلا لو كانت أعلى مـ درجات ( أحمد ).. مش هبالغ لو قلت إنى أوقات كنت بحس إنى بكرهه رغم إن الواد معمليش حاجة أصلاً ! .. الحقيقة إن المشكلة كانت عندى أنا لكن هو كان بيتعامل معايا عادى وولا ع باله أساساً .. أستمر الوضع ده لـ حد ثالثة إعدادى و فـ يوم رحت المدرسة الصبح فـ بداية تانى شهر فـ التيرم التانى و المفروض كنا هنعرف فـ نفس اليوم نتيجة إمتحانات الشهر اللى فات .. أحمد يومها ماجاش وماكنش واقف فـ الطابور زى العادة ! .. بدأت الإذاعة المدرسية وأستاذ ( صفوت ) ناظر المدرسة اللى شخصيته وشخطته كانوا قادرين يخلونا نعملها ع روحنا؛ راح مسك الميكروفون وكان باين إن فيه حاجة مش طبيعية وقال بصوت مخنوق ( البقاء لله اتوفى إمبارح زميلكم ” أحمد صابر ” فـ فصل تالتة رابع وهو بيعدى مزلقان الإبراهيمية راجع مـ درس العربى؛ إقروله الفاتحة ) ..
 
فاكر الجملة بتاعته بالنص كده؛ زى ما انا فاكر لحظة الصمت الرهيب اللى رنت فـ الحوش وقتها .. بكيت بحرقة يومها ومش فاكر إنى بكيت بنفس الطريقة اللهم إلا من سنتين لما والدى الله يرحمه اتوفى .. حسيت كأنى فقدت حتة منى ! .. وبقيت أكلمه كأنى شايفه قدامى وأقول له كان فين الحب والمعزة والغلاوة بتوعك دول مستخبيين جوايا يا أحمد ! .. تدريجياً بقيت حاسس غيابه واكتشفت إنى ضيعت مـ عمرى واحد كان ممكن يبقى أعز صاحب عشان بس كان فيه ستارة وهمية تافهة من ناحيتى مكلبشة علاقتنا إسمها ( الغيرة ) .. بالمناسبة لما النتيجة طلعت كنت أنا الأول وأحمد الله يرحمه التانى؛ بس دى كانت المرة الوحيدة اللى مفرحتش فيها لا بالنتيجة ولا كنت منتظرها .. من تقدير ومحبة الناس كلها له؛ ( أحمد صابر ) لحد النهاردة إسمه منور لوحده فـ لوحة شرف خاصة فـ أوضة مدير مدرسة ( طه حنفى ) الإعدادية بنين و ع فكرة عيد ميلاده يوم 28 يونيو الجاى .. .. كل سنة وأنت طيب وربنا يرزقك الجنة يا أبو صابر
 
* الروائى والصحفى ” ماريو بار غاس يوسا ” : (الغيرة تشوش العقل ولا تسمح بالتفكير المتعقل مثلها مثل الخمر )
 
– الغيرة زيها زى أى حاجة لما بتزيد عن حدها بتتقلب لـ ضدها .. حبل رابط بين أتنين .. بإيدك أنت إنه يكون حبل ” ود ” حرير وناعم محسوس بس مش متشاف .. وجوده بيثبت إننا مع بعض .. واثقين فـ بعض .. مكملين مع بعض .. و فـ إيدك برضه إنه يكون سلسلة حديد بتتلف حوالين الرقبة وتخنق .. كلنا بنغير بس مش كلنا بنتصرف بذكاء مع الغيرة .. إحساس اللى قدامك بإنوثتك كـ ست أو برجولتك كـ راجل ملهاش علاقة بـ لـ أى درجة إنت مسيطر عليه وعادد عليه تحركاته وأنفاسه .. الغيرة الحقيقية حرية .. ثقة فـ نفسك قبل ما تكون فـ الطرف التانى .. ساعات الغيرة بتخلينا نتعمى عن شوفة حاجات وناس حلوين وبنعرف قيمتهم جوانا متأخر لما بيضيعوا .. ماتكلبشوش الناس بالغيرة؛ فـ قلوبنا محدش بياخد مكان حد .. فيه مقولة لطيفة بتقول : ( نحن نغار على الذين نحبهم لأننا نحبهم ونغار على الذين يحبوننا لأننا نحب أنفسنا )
 
تامر عبده امين
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !