الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصة نجاح فيها عبر ومواعظ جميلة

قصة نجاح فيها عبر ومواعظ جميلة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
990 المشاهدات
قصة نجاح فيها عبر ومواعظ جميلة
“في صغري لم تكنُ لعائلتي القدرة لتُحضر لي جهاز كومبيوتر، فكنت أذاكرُ مادة تكنولوجيا المعلومات بناءًا على ما أستحضره من شرح المعلم، فأرسمُ في مخيلتي شاشاتٍ ونوافذ وقوائم مفتوحة.”
 
“درستُ مادة تكنولوجيا المعلومات لثلاث سنواتٍ دون أن أقابل الكومبيوتر في حياتي قط، ومع ذلك كنتُ الأكثر تميزًا بين أقرأني. وظل حلم الجلوس على جهاز كومبيوتر يتملكني إلى أن هدمتْ اسرائيل بيتنا، فانتقلتْ عائلتي إلى بيتٍ جديدٍ قريبٍ لمقاهي الانترنت. وفي ذلك الوقت كان الجلوسُ أمام كومبيوتر لساعة في مقهى مُكلفًا؛ فكنتُ أدخرُ مصروفي طيلة الشهر لأجل أن أُحظى بساعة أو ساعتين أمام جهاز كومبيوتر.”
 
“في بداية الأمر كنتُ مندهشًا أني أتعاملُ مع هذا الذي بدا لي حلمًا. في جلستي الأولى طلبتُ من صاحب المقهى أن يساعدني في الوصول إلى تلك البرامج التي كان يشرحها لي معلمي فيما مضى من سنوات، فرد عليَّ ساخرًا:” هذا لن يفيدك، الألعاب تُمتعك أكثر، فلا أحد يزورنا في سنك كي يتعلم”. بدأتُ أطبّق كل ما درسته على تلك البرامج؛ فأخذت معرفتي في الكومبيوتر تتطور أكثر فأكثر. كان صاحب المقهى يمنحني ساعة إضافية مقابل أن أراقب المكان في غيابه، كانت تلك الساعة أعظم جائزة بالنسبة لطفلٍ مثلي!”
 
“في الإجازة رحتُ أعمل في السوق القريب كي أجمع مصروفًا لثمن الساعات التي كنتُ أجلسها أمام أفضل اختراع. وبعد أن مرتْ السنوات، غزت الحواسيبُ مدينتنا، وانخفض سعرها قليلًا. قرر والدي حينها أن يُنفق مبلغًا كبيرًا ويشتري لي جهازًا. كان مؤمنًا أني سأصبح ذا شأن في هذا العالم.”
 
“دخل الانترنت حياتي في السادسة عشر، فتعلمتُ أساليب في التعامل مع الكومبيوتر وإصلاح مشاكله، وبناء المواقع، والحماية، والاختراق، والبرمجة. هذا جعلني أختارُ الحاسوب وهندسة البرمجيات تخصصًا جامعيًا أدرسه، فأظهرتُ تفوقًا منقطع النظير أهلني للعمل أثناء دراستي وبعد تخرجي، وها أنا الان أستكمل دراساتي العليا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وأطور نفسي برمجيًا في مجال الذكاء الصناعي.”
 
“ممتن لأبي الذي آمن بي أكثر من أي شخص آخر، للظروف الصعبة التي شكلّت شخصيتي، لكل موقفٍ علمني ولو شيئًا يسيرًا.”
 
– معتصم، ۲٦ عامًا، غزة
.
المصدر: سعيد كمال
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !