الرئيسية » قصص » قصص جميلة » قصة نجاح قصيرة واقعية مؤثرة جميلة

قصة نجاح قصيرة واقعية مؤثرة جميلة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
2180 المشاهدات
قصة نجاح قصيرة واقعية مؤثرة جميلة
“لم يكنٌ لوالداي علمٌ بما أنا عليه قبل ولادتي، غير أنهما لاحظا عند الولادة كم أبدو مختلفةً عن أقراني، فقد ولِدتُ بمتلازمة داون وثقبٍ في القلب. دخلتُ مدرسةً عاديةً تجاهلني فيها الطلابُ والمعلمون، حتى أن بعضهم علقوا على ملابسي وأخذوها مادةً للسخرية للدرجة التي كنتُ أبكي فيها، ليقرر والداي نقلي لمدرسةٍ خاصةٍ يدرسُ فيها أشخاصٌ مميزون مثلي.”
 
“في الثانية والنصف من عمري، أجرى الأطباء عملية قلب مفتوح لي، وخرجتُ منها حيةً كالمعجزة، فقد حدد الأطباءُ نسبة نجاحها بواقع ٥۰٪. لم أنمو مثلما ينمو الأطفال، وبدأت الحديث في وقت متأخر، حتى حينما تحدثتُ كان كلامي غير واضحٍ. كان الآخرون يركضون بينما كنتُ أتدربُ على المشي، لكن عائلتي لم تُعاملني بصورةٍ مختلفةٍ، لذا كبرتُ وكبرتْ داخلي الثقة. ولم أتذرع بما أنا عليه كي أخلق لنفسي أعذارًا.”
 
“في الثامنة عشر، قررتُ أن أزور خالتي التي تسكنُ بعيدةً عنا، أردتُ أن أذهب إليها بنفسي، فطلبتُ من أبي أن يسمح لي بالسفر وحدي دون أية مساعدةٍ. كان قلقًا جدًا، وأراد أن يذهبَ شخصٌ برفقتي ليساعدني في المطار، لكنني أردتُ أن أفعلها بنفسي، أحببت فكرة أن أكون مستقلةً حتى لو كان ذلك في شيء بسيط مثل التنقل في مطار. ولا أخُفي أنّي كنتُ متوترةً، لكنني استطعتُ أن أحافظ على هدوئي، لأصل أخيرًا إلى تلك المدينة حيث بيت خالتي. أعلم أنها كانت تجربةً بسيطةً، لكنها ألهمتني الكثير من الثقة، وذلك جعلني مُصرةً على أن أملأ وقتي وأبحثُ عن شغفي.”
 
“بعد أن انتهيتُ من المدرسة، رحتُ إلى مكتب والدي أساعده في ادخال البيانات، لكن ذلك كان مملًا، فلجأتُ إلى مشاهدة التلفاز حيث كان “ماستر شيف” برنامجي المفضل، واعتدتُ على مشاهدة يوتيوب أيضًا، وعلمتُ نفسي الطبخ. انتهى بي الأمرُ للذهاب إلى مكتب والدي مرةً أخرى، وهناك جاءتني فكرة أن أقدّم الشاي للموظفين، وقد أحبوا الشاي الذي أقدمه كثيرًا، وبدأتُ أطبخ أشياء مختلفة كل يوم، أكسبني ذلك ثقةً كبيرةً، فتكونت في بالي فكرة ” أن أملك مطعمي الخاص”، عرضتُ الفكرة على عائلتي، واندهشتْ فرحًا لذلك، وخلال سنتين ساعدتني عائلتي لتكون مساحة الحلم هذه جاهزةً، كنتُ أطهو، وأعد الفواتير، وأفحص المخزون، وأتحدثُ إلى زبائني، كما ألحقتُ اثنين ليعملا معي في المطعم. وحين حلتْ الذكرى الثانية لافتتاح المطعم في يناير المنصرم، خبزتُ كعكة الاحتفال، كنتُ صاحبة مطعم ناجحٍ في الثالثة والعشرين من عمرها ومصابة بمتلازمة داون، ولم أكن لأفعلها لو لم يؤمن بيَّ والداي، ولأرد هذا الامتنان قررتُ أن أجعل ذكرى ميلاد أمي الخمسين مميزةً قدر الإمكان، فبدأت أدخرُ ۱٥۰ روبيةً يوميًا ولمدة سبعة أشهر، وأرسلتُ دعواتٍ لكل أصدقاءها، ورتبتُ ما يلزم من الزخارف والطعام وكعكة الاحتفال، حتى أنني غنيتُ أغنيةً جعلتها تبكي سعادةً، لقد أثبتُ لنفسي كم أبدو مميزةً، ذلك لأن عائلتي وقفت بجانبي وأعطتني الفرصة لأكون على ما أنا عليه الآن!”
.
المصدر: سعيد كمال
.
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !