الرئيسية » قصص » قصص نجاح وكفاح » قصة نجاح قصيرة

قصة نجاح قصيرة

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1107 المشاهدات
قصة نجاح قصيرة
“أنهيتُ الثانوية العامة قبل أربع سنواتٍ، ومثل أي فتاةٍ كنتُ متحمسةً لألتحق بالجامعة، والتخصص الذي أُحب، لكن الظروف التي كانت عليها عائلتي لم تُسعف أبي العامل البسيط ليوفر مالًا من أجل أن أدخل الجامعة، فلم أجد خيارًا إلا أن أبيع قلادة ذهبٍ أهداها لي عمي وأدفع رسوم الفصل الأول على أمل أن تتبدل الظروف لاحقًا.”
 
“بعدها بأسبوعٍ رن هاتفي، كان أحد أقاربي يُعلمني أن هناك منحة متوفرة على موقع الجامعة التي التحقتُ فيها، فتملكني حينها إحساسٌ كبيرٌ أن شيء في حياتي قد يتغير بفعل هذه الفرصة، وأن الفتاة الشغوفة التي في داخلي سوف تُحظى بالأفضل، فأسرعتُ لآخذ طلب المنحة، وأُعبئه سريعًا، وأسلمه للجامعة، اخترتُ اللغات (الإنجليزية والفرنسية) تخصصًا.”
 
“بعد أيامٍ اتصلوا بي. تأهلتُ للمقابلة، وقد كانت تلك أول مقابلةٍ تُجرى لي في حياتي، ولم أشعر بمثل الذي شعرتُ فيه حينها من توثرٍ وقلق. لم أكن أعرف حتى ما الذي تعنيه “مقابلة”، ولم أجد أحدًا يُوجهني لأتجاوز تلك المقابلة.”
 
“جاء موعد المقابلة، سألوني عن تفاصيلٍ وجدتُ نفسي أبكي دون إرادةٍ وأنا أسردها، كنت أحتاج تلك المنحة أكثر من أي شيء آخر، أنهيتُ المقابلة. وبعد أيامٍ رن هاتفي وكانت تلك الكلمات أجمل ما مر على أذني:” وقع الاختيار على أربع طالباتٍ من الآفٍ قدمن لهذه المنحة، وأنتِ واحدة من أولئك الأربع.”
 
“ذلك الإحساس الذي شعرتُ فيه وأنا أعبئ طلب المنحة لم يخني، شعرتُ أنني أسعد مخلوقة على هذه الأرض بعد أن تلقيت ذلك الخبر. وعلى مدى السنين الأربع الماضية، عاهدتُ نفسي ألا أعتمد على أحدٍ، أن أطور نفسي بنفسي، أن أُحسّن من وضع عائلتي، أولئك الذين كانوا يدفعونني بقوّة لأكون فردًا فعالًا في هذا المجتمع، وثقوا بي جدًا وهذا أعطاني حريتي في الحركة والتعبير.”
 
“تخرجتُ السنة الماضية، وكنتُ سندًا لشقيقتي الصغرى كي تُكمل تعليمها الجامعي، وتعمل على مشروعها الخاص لتوفر معه دخلًا يساعدها في ذلك. لقد غيّر التعليم حياتي، فلم أشأ أن أكون تلك الفتاة التي تحيا حياةً عاديةً، أو تلك التي تتزوج قبل أن تبلغ العشرين حتى دون أي انجازٍ. لذا فإني أؤمن أن الاستثمار الحقيقي أيضًا هو في تعليم الفتيات، وليس من حق أي فتاةٍ أن تتنازل عن التعليم لأي سببٍ كان، وعدتُ نفسي أن أكمل ما بدأت فيه، وأكرس ما تبقى من حياتي لأساعد الفتيات اللاتي لم يستطعن أن يُكملن تعليمهن.”
 
– عبير، ۲۲ عامًا، غزّة
.
اقرأ أيضاً: قصص نجاح وكفاح
.
سعيد كمال
 
هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !