من بين الأفكار الشائعة في التنمية الذاتية و على لسان الوعاظ و الناصحين أنه ليس عليك تغيير الآخرين بل يتوجب عليك البدء بنفسك و تعمل جاهدا مكدا لتكون هكذا و هكذا ..
لحظة..
هذا القول يشعرني مباشرة بحالة من عدم الرضا الوجداني حتى الإنقباض : لماذا علي أن أتغير ؟ هل هذا يعني أني مذنب و غير مؤهل للعيش في هذا العالم؟
في نظري .. ليس عليك تغيير الآخرين و لكن أيضا لاداعي لتغير نفسك و تعلن المعركة مع ذاتك.
آه. . كم لا أريد التغيير!
الآية الكريمة ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” أرى لها تفسيراً يختلف عن الكثيرين أضمن به الحصول على أجر واحد على الأقل.
عندما أتقبل ذاتي و أتخلى عن معاركي ضد نفسي فهذا هو التغيير الحقيقي مهما ما كنت عليه من سوء سلوك .. وهكذا غيرت ما بنفسي بالتخلي عن المعارك.
الآن يمكنني أن آخذ نفسا عميقا و حالة من الرضا الوجداني تغمرني. . جميل .. ليس علي الاستيقاظ باكرا مثلا.
ماذا بعد ؟
من أجل التحكم في الأمور. . علي فقط التخلي عن الرغبة في التحكم و هذا معناه تحويل نقطة الارتكاز من التحكم نحو المراقبة ..
من أجل الحصول على ما أريد .. علي فقط أن اسمح للآخرين أن يكونوا كما هم و يحققوا نياتهم الداخلية، بتنازلي عن الرغبة في الحصول على ما أريد و استبدالها بنية العطاء. . أحصل بقوة النية الخارجية على ما أريده فعلا كما لو بفعل السحر. .
لا تصدق. . جرب فقط
عدم إعلان المعارك ضد نفسي يعني أني أعيش وفق معتقدي و أتخلى عن قناعي في الظهور بصورة أو بفكرة من أجل إرضاء الغير. .
هكذا .. أزيل قناعا تلو الآخر إلى أن أصل لذاتي الحقيقية و ليس أمامي مثال اتغير لأكونه لأني مخلوق سوي و نفخة ربانية أعيش رسالتي في الخلق والإبداع و أعيش تفردي. .
التفرد. . هبة ربانية
الكوتش رشيد
اقرأ أيضاً مقال يفسر الآية ” إن الله لا يغير ما بقوماً حتي يغيروا ما بانفسهم” بوعي آخر ومن زاوية مختلفة ، بعنوان: لا يغير الله ما بقوم – لن يغير الله ما بقوم حتى؟
اقرأ أيضاً: التغيير الايجابي – العقل الباطن
هل ساعدك هذا المقال ؟