الرئيسية » الذات » تطوير الذات » قوة الكلمة والتفكير

قوة الكلمة والتفكير

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1738 المشاهدات
قوة العقل الباطن

المحتويات

1- قوة الكلمة وتاثيرها

” كن ” .. كلمة من حرفين لكنها صنعت الوجود.. وهكذا وضع الله في كل كلمة قوتها للتأثير وقدرتها على التغيير.. فرب كلمة تقال ترفعك إلى قمم النجاح ورب كلمة تقال تهوي بك في غيابات الفشل.. نعم الكلمة طاقة.. وليس ذلك على سبيل التمثيل أو المجاز.. بل مبحث علمي تم تجريبه واثباته.. فكل كلمة ينطق بها لسانك تتحول في الأثير إلى موجة من الطاقة ذات تردد واتجاه يختلفان باختلاف الكلمات.. هذه الموجات تنطلق لتتفاعل مع المحيط فتؤثر فيه وتتأثر به إيجابا وسلبا .. ويطلعنا الباحث الياباني ماسارو ايموتو في تسعينات القرن الماضي كيف كان ذلك التأثير المدهش لطاقة الكلمات على بلورات الماء المتجمد.. فعندما ألقى على الماء كلمات الحب والراحه والسلام.. انتظمت بلوراته واتخذت لها أشكالا جميلة تحت المجهر.. بينما تفرقت بلورات الماء وتشتتت في تنافر عجيب عندما تم استبدال كلمات الحب بكلمات البغض والحرب والإنتقام.. وهنا تجدر بي الإشاره إلى أن 70% من مكون جسدك هو من الماء.. فما عساك أنت فاعل بجسدك من جراء ترديدك العشرات من الكلمات السلبية خلال اليوم.. انتبه!
 
في المقابل لك أن تفهم الآن الأثر النوراني لآيات الله والاذكار والتسابيح على جسدك ونفسك وعلى محيطك الخارجي أيضا. كما تكمن قوة الكلمة في أن الكلمات التى نلصقها بتجربتنا.. هي التي تصبح تجربتنا.. حيث أننا نصب ما يصلنا من الخارج في قوالب تسمى الكلمات.. فمثلا عندما تشاهد منظرا طبيعيا تغلب عليه زرقة السماء وخضرة الزروع و تشكيلات أسراب الطيور ستقوم مباشرة بوصف هذا المشهد على أنه مشهد جميل .. هنا سيؤثر عليك هذا المشهد بمقدار ما يكافئ معنى الجمال لديك.. بينما اذا وصفته على أنه منظر خلاب وبديع.. فسيتضاعف طيب تأثيره على نفسك وفقا لما حملته كلماتك في وصفه من قوة وتأثير.. ونحن للأسف ونتيجة للإستعجال والرغبة في سرعة إتخاذ القرارات.. غالبا ما نتسرع في إطلاق الأوصاف ونلصق التجارب الداخلة إلينا بكلمات محبطة أو ذات جودة ضعيفة تفقدنا القوة والحماس او حتى الاستمتاع بالحياة.. وعلى جانب الآخر قد يقودنا هذا الاستعجال إلى المبالغة في وصف المواقف السلبية التي نمر بها مما يعظم من شأنها ويزيد من حجم الألم الذي يمكن أن نعانيه من جراءها.. فندفع ثمنا باهظا ونسقط ضحايا لعنة الكلمات.. والحل جدا بسيط.. فقط دقق في إختيار الكلمات التى توصف بها تجاربك.

2- قوة التفكير الايجابي 

عزيزي.. عندما تدرك قوة الكلمة ستعرف كيف تكون أبا صالحا، وابنا بارا، وزوجا سعيدا، وتاجرا ماهرا، وطبيبا ناجحا، ومعلما مرموقا.. فقط اضبط كلماتك في حديثك مع نفسك ومع الآخرين.. وأقترح عليك الآن بعض الأدوات التي ترفع بها كفاءة وقوة كلماتك:
 
– عندما تمتلئ رأسك بالجمال ستنطق بالجمال.. والعكس صحيح.. إحرص على التواجد في مجالس الطيبين.. الإستماع للبرامج الإعلامية الإيجابية.. قراءة الموضوعات ذات الأسلوب الراقي.. وعندها سينضح فمك بكل ما في رأسك من جمال.
 
– عند وصفك لشئ يعجبك حاول اختيار كلمات قوية.. استبدل كلمة جميل بكلمة بديع .. شيق بـ مدهش.. جيد جدا بـ مذهل.. لا بأس بـ ممتاز.. ذكي بـ عبقري.. حسن المذاق بـ شهي… كل ذلك ينشط عاطفتك ويزيد استمتاعك بالحياة.
 
– عند وصفك لشئ لا يروق لك أو يزعجك.. فاضعف تأثيره عليك بإختيار كلمات أقل قوة لوصفه.. استبدل كلمة غبي بجملة يحتاج مزيدا من الإيضاح .. فاشل بـ يحاول التعلم.. تائه بـ يبحث عن شئ ما.. وهكذا.
 
– اكثر من استخدام لفظ المشيئه (بمشيئة الله) فهذا يدمج قوة كلامك بقوة الله المطلقة.
 
– اربط كلماتك دوما باليقين .. فانت اذا لم تصدق ما تقوله للاخرين لن يصدقه منك الاخرون.
 
– عبر عن افكارك بكلمات محدده وموجزه فخير الكلام ما قل ودل.
 
– استبدل عباراتك الضعيفة بأخرى ذات طاقه أعلى .. مثلا استبدل عبارة (ياريت) بعبارة (نويت) فألفاظ التمني تحمل في طياتها الصعوبة والاستبعاد بينما تحمل ألفاظ النية طاقة القدرة والنفاذ.
 
– قلل النفي في كلامك واستبدله بعبارات الاثبات.. فمثلا عند خطابك لصديق تود تهدأته استبدل عبارة (لا تقلق) بكلمة (اطمئن) هذه اكثر قوة واعظم تأثيرا.
 
– حاول ان تتجنب(سوف) والسين المستقبليه واستبدلهما بعبارات اكثر قوة واقرب انجازا .. مثلا استبدل عبارة (سوف أتزوج) بعبارة (في طريقي للزواج).
 
– احذر (أنا مريض/ أنا بدين/ أنا مسن/ ……. إلخ) فلهذه الكلمات قوة اذا رددتها تصيبك بما تردد.. تكلم دائما عن نفسك وغيرك بإيجابية.
 
– عندما يسألك أحدهم عن حالك.. فأيا كان حالك قل الحمد لله في أحسن حال.. استفد على الأقل من طاقة الكلمات.
 
وأخيرا انصحك بالإبتعاد عن العبارات السلبية المثبطة للهمم المدمره لطاقتك وطاقة الاخرين .. ولا أجمل من كلمات رسول الله الكريم حين قال” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”.
 
عزيزي.. إن كلماتك جهاز إتصال في يدك.. تستدعي به إما السعادة وإما الشقاء.. فاستدع سعادتك.. آن لك أن تعرف.. أن الكلمة حياة.
 
.
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !