الرئيسية » خواطر » كلمات رائعة » كلام عميق جدا

كلام عميق جدا

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1603 المشاهدات
كلام فلسفي عن الحياة - كلام كبير جدا
واعلم يا فتى أن الذئب يصرع مائة من الخراف منفردا.. لا لقوّة أنيابه كما يظنّ، بل لأنّه لا يمانع أن يدمى في سبيل ما هو عازم عليه.. ولا تصرع الخراف لضعف فيها كما يظن، فقرونها قد تقتل الذئب.. وإنما لخوفها الشديد من المواجهة..
 
وهكذا ترى أن السبيل الوحيد للحياة، هو مواجهة الموت.. أمّا الطريق الحتمي للموت، فيمرّ عبر الخوف منه.. ولو تردد الذئب للحظة مات.. ولو تشجعت الخراف للحظة نجت..
 
من رسائل المعلم فرحان إلى الفتى ذي الرأسين
– – – – – – – – – – – – – –
من خدع الحياة اللطيفة أن الإنسان دائما مشغول بالسؤال حول ما الذي يمكنه فعله لجعل حياته أفضل.. لا بدّ أن هنالك شيئا ما.. لكن الحقيقة أن الإجابة هي “لا شيء” .. لقد فعلت كل ما يمكنك فعله..
 
لكن السؤال الذي يجب طرحه هو.. ما الذي يمكنك التوقف عن فعله لتصبح حياتك أفضل؟ هنا يكمن المنجم الحقيقي.. هنا يمكنك البحث بلا كلل ولا ملل..
 
معظم التقدم في الحياة مرهون بالتوقف عن الأشياء السيئة التي تمارسها بالفعل.. لا باجتراح أشياء جديدة.. بما يجب التوقف عنه، لا البدء به..
– – – – – – – – – – – – – –
“يوم تبلى السرائر”.. آية صغيرة من ثلاث كلمات نمر عليها مرور الكرام حين نحفّظ أولادنا سورة الطارق.. لكننا لا نسأل أنفسنا أبدا لماذا تبلى السرائر؟ ولماذا يحصّل ما في الصدور؟ وإذا كانت أعمالنا أمامك كلها يا رب.. فلماذا تضع نوايانا أيضا على طاولة الاختبار؟ ما الداعي لذلك؟
 
ثم ندرك معنى أن تكون الأعمال بالنيات.. تدرك معنى أن يتشابه عملان ظاهريا.. لكن دوافعهما مختلفة تمام الاختلاف.. ألا يحتمل أنك حين أرسلت بطاقة دعوة زفافك إلى صديقتك.. لم يكن أبدا هدفك أن تشاركك الفرحة بل أن تغيظيها؟ عندما ساعدت ابن تلك الأرملة.. ألم يكن أبدا في حسابك أن هذا سيساعدك في التقرب منها؟ التبرع السخي الذي قدمته.. كان فعلا من أجل مستحقيه أم لتكسر شعورك الداخلي بأن نقودك جاءت من حرام؟ وهذا التقرير الذي قدمته للمدير.. أكان لمصلحة الشركة فعلا أم طعنا في زميلك؟
 
جدتي لأبي كانت امرأة قوية ومؤمنة.. وابتلاها الله عز وجلّ بأن مات سبعة من أبنائها صبيانا لم يبلغوا الحلم.. لم يأخذ ذلك من عزيمتها شيئا.. لكن جارة لها وكان بينهما عداوة.. كانت تتعمد كلما مات لجدتي طفل أن تسمي ابنها على اسم الطفل الذي مات.. فَلَمَّا مات لجدتي يوسف.. سمٌت يوسف.. ولمّا مات أحمد.. سمّت أحمد.. وهكذا.. حتى سمت أربعة من أبنائها بأسماء من قضوا من أعمامي.. وصارت كلّما رأت جدتي مقبلة على بيتها نادت بعلو صوتها على ابنها الرضيع باسمه.. لتسمع جدتي هذا الاسم وتحرق قلبها على ما مات من أطفالها.. وطبعا جدتي لم تستطع فعل شيء.. لأن من الطبيعي أن تنادي أم على طفلها.. فظاهر العمل كان عاديا.. لكنها السرائر..
 
في المرة القادمة التي تحفّظ فيها ابنك سورة الطارق.. تأكد من سرائرك..
– – – – – – – – – – – – – –
واحدة من أغرب الحكم التي نمر عليها مرور الكرام في حياتنا, دون أن نعي ماهيتها الحقيقية.. هي الحكمة التي تقول “كل يرى الناس بعين طبعه”..
 
للتوضيح.. لنفترض أنك تعمل في شركة ما.. وحدث هنالك نقص مالي في الخزينة.. وبدأت تظهر أقاويل أن المحاسب قد يكون اختلس هذه النقود الناقصة.. لكن لم يثبت شيء كون التحقيق لا يزال جاريا ولم يتحدد فيما إذا كان الرجل مذنبا أم لا.. هنا, لو مالت نفسك هنا إلى فكرة أن المحاسب قد اختلس فعلا.. فهذا لا يعني إلا أنك لو كنت في مكانه لاختلست.. ولو مالت نفسك لتبرئته.. فهذا يعني أنك لو كنت مكانه لما اختلست..
 
وأيضا لو حدث أن رأيت شاب وفتاة في موقف توحي حيثياته بوجود علاقة آثمة بينهما.. لكن بدون تأكيد.. أي أن الموقف يحتمل تفسيرين متضادين.. فمرة أخرى, ما سيترجح في رأسك, والظن الذي سيغلب هو بالضبط ما كنت أنت ستفعله لو كنت في ذات الموقف.. فلو برأتهم فأنت بريء.. ولو أدنتهم فأنت مدان..
 
من هنا.. كان التعبير القرآني في حادثة الإفك عبقريا فعلا.. قال تعالى وقتها “لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات (بأنفسهم) خيرا”.. ولم يقل ظنوا بإخوانهم خيرا.. وكأن الله يؤكد لنا أن ما نظنه في الآخرين ليس في الحقيقة سوى ظننا بأنفسنا.. وأن ما يحدث خارج ذواتنا ليس سوى انعكاس لما يحدث داخلها.. وهذا بالضبط ما يثبته لنا الأطفال حين يفسرون أسوأ المواقف بحسن نية وطيبة وبراءة .. لأنه لا يوجد في داخلهم إلا ذلك..
 
من أجل ذلك.. فالخير الذي تتوسمه في الآخرين ليس غباء أو سذاجة.. بقدر ما هو خير مزروع في داخلك .. والشر الذي تقذف به الناس لتتمايز زورا عنهم.. قد لا يكون في الحقيقة إلا نتاج قبيح أفعالك أنت.. وكل يرى الناس بعين طبعه..
– – – – – – – – – – – – – –
معجزة العقل البشري
 
لنفترض أنه تقدّم لخطبة أختك.. أو تقدّم لخطبتك أنت كفتاة شابّان.. الأول اسمه أحمد.. والثاني مصطفى.. ولدى السؤال عن كل منهما، تبيّن الآتي..
 
أول معلومة وردت من أحد رفاق أحمد القدامى في المدرسة، أفادت بأن أحمد كان شاذا جنسيا.. وربّما لم يعد كذلك الآن.. لكن كان كذلك في الماضي.. الآن هو محاسب في شركة كبيرة.. يحبّ الرسم والموسيقى.. لطيف مع الآخرين.. غير مدخن.. منطو على نفسه قليلا.. يهوى تسلّق الجبال وكرة السلّة والجودو.. يمتلك شقّته الخاصة.. ولديه بعض المدخرات في البنك..
 
مصطفى على الجانب الآخر.. موظف في إحدى شركات التأمين.. ملاكم سابق.. مغرم بكاظم الساهر وحريص على حضور حفلاته.. اجتماعي ولطيف.. يدخن الشيشة أحيانا.. ومهووس باقتناء السيارات الرياضية وكرة القدم.. اشترى شقة عن طريق البنك.. ووضعه المادي جيّد..
 
الآن لنحاول رسم صورة في مخيلتنا لكلا الشابين.. لنتمكن من المفاضلة بينهما.. خذ نصف دقيقة لفعل ذلك.. بشكل جدي.. ضع الهاتف جانبا.. أغمض عينيك وحاول أن تتخيلهما في ضوء ما عرفته.. وعد بعد ذلك للقراءة هنا..
 
الآن بعد أن عدت إلى هنا.. اتضح أن الشخص الذي نقل المعلومة الأولى عن أحمد كان مخطئا.. وأنه كان يقصد أحمدا آخر.. لكن أحمدنا هذا برئ من ادعاء الشذوذ الجنسي .. فهل تغيرت نظرتك له أم بقيت كما هي؟
 
على الأغلب بقيت كما هي.. وحتى لو كان ادعاء الشذوذ الجنسي غير صحيح.. إلا أن النظرة نحوه تبقى بأنه ناعم قليلا.. والفتاة لا تفضّل الرجل الناعم.. وتفضل مصطفى عليه.. مع أن أحمد قد لا يكون ناعما أبدا.. فهو يمارس الجودو وتسلّق الجبال.. وهذه أمور خشنة! لكننا لن نقتنع بذلك.. لأننا قرأنا هذه المعلومات في ضوء معرفتنا بأنه شاذ جنسيا.. وبالتالي، فلا نستطيع رؤيته إِلَّا ضمن هذا الإطار حتى لو تم تفنيده لاحقا..
 
وهذا أَيُّهَا السادة هو ما يعرف بالعقل البشري.. كثير من المعلومات المبنية في داخله، لا وجاهة لها إِلّا أنها دخلته قبل غيرها..
– – – – – – – – – – – – – –
‏”لا أعبد ما تعبدون”..
 
‏ثبات الفرد في وجه إعصار المجموع..
 
‏حافظ على ما في داخلك.. احمه وارعاه.. وأغلق معطف روحك عليه بقوة.. لن يصلوا إليك..
– – – – – – – – – – – – – –
.
اقرأ أيضاً: كلام عميق المعنى
اقرأ أيضاً: كلام فلسفي عميق
.
هل ساعدك هذا المقال؟ .. شاركه الآن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !