أعرف الحياة الآن

كيف تكون من عباد الله الصالحين

كيف تكون من عباد الله الصالحين
عباد الله
 
هناك من يبالغ في الضغط على نفسه و مشاعره و ارغام نفسه لأعمال ، قد لا يحب عمله حقيقة ، ولكن يعمله بقناعات عقلية لأرضاء الله و ضمان الأجر و ما شابه ، استنادا الى احكام دينه و وفق فهمه أو فهم تفسيرات من يثق بهم.
 
يا ترى كم من هؤلاء ترونهم و اذا انت لم تكن منهم ، و حياتهم لا يتمناها حتى العدو ؟. و احيانا يقولون انها تهلكة من الله او اختبار و الى اخره ، ولكن قد يسمي ذلك بالعقوبة الالهية للاخرين .
 
لذلك من وعيه منخفض ، لا بأس من اتباع ذلك لانه لا يعي حكمة وجود الله الا بالخوف و الترهيب و الترغيب. لان قناعاته متضاربة و يعيش حياته بالفعل و رد الفعل ، و يسقط أحكام حالة الحياة المادية على حالة الوعي بالخالق الذي ليس كمثله شيء . و يتصور ان الله خارجه و في مكان بعيد أو عالي جدا و لذلك يغفل وجوده عندما يبالغ في الانغماس في تركيزه داخل الحياة المادية (إي ينسى من أقرب اليه من حبل وريده ).
 
و قد يذكر نفسه دائما بترديد الولاء المادي لله من الخوف و التأكيد لتهذيب شكوكه الداخلية و احيانا احراج الاخرين و الضغط عليهم لكي يعملوا مثله ، أو جعل ذلك كأحساس بالأنا (الايكو) للفرد أو جماعات و استخدامه كتحدي و تميز على أتباع الدين او المذهب او المنهج الاخر و الدخول في صراعات و كأن الله كلفهم بتعديل الآخرين بالنيابة عنه .
 
ولكن الواعي أو المتنور يشعر انه نفخة من روح الله و هو خليفته و يعبر عن عظمة الله في تجربته الشخصية . لذلك مطمئن النفس يتكلم و يتحرك بمحبة كل الخلق في الله ودون ان يغفل عن ذلك و قد يردد اسماء الله و لكن بمحبة و انشراح مما يرتفع تردداته و اطمئنانه ، ولا ينتظر استلام الاجور المؤجلة و كأنه عبد دنيوي لصالح ملك معظم بحكم بشر مادي مثله و يحاول ارضائه .
 
ولا يتكبر على الآخر او على شيء في الدنيا و هو فهمه و مشاعره نابع من الآرتباط بحب الله مع كل الخلق بواسطة نور سرمدي ابدي .
 
لذلك من الممكن ان لا يخطأ و لا يظلم ، لأن عبادة الله تلقائي في نفسه المطمئنة بالله و في الله .
 
هذه كلمات عفوية مما شعرت به و من قناعتي و دون ان ادعي بأنني مثال للنوع الأخير بشكل كامل . و لكن أعي ذلك و اشعر به بنسبة مناسبة . و اتمنى ان تتقبلوا كلماتي بالنسبة لي فقط و دون ان أطلب منكم الموافقة عليه ، و لا انتظر منكم الرد بنصوص دينية محددة ، لأنني اعي ذلك جيدا و لا احتاجه . و انا لا احدد نفسي في فهم الوجود من منطلق منهج محدد . و حتى لو غادرتم هذه الصفحة بسبب صعوبة تقبلك رايي ، فانني احترم اختيارك ، لانني لا احب الا ان اكون نفسي و بحرية و محبة لكل الخلق مهما يكن اختياراتهم .
.
المهندس نجاة نوري
 
هل ساعدك هذا المقال ؟
Exit mobile version