الرئيسية » قوانين حياة من القرآن » لا يغير الله ما بقوم – لن يغير الله ما بقوم حتى؟

لا يغير الله ما بقوم – لن يغير الله ما بقوم حتى؟

بواسطة عبدالرحمن مجدي
1238 المشاهدات
لا يغير الله ما بقوم - لن يغير الله ما بقوم حتى؟

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

هذة رسالة واضحة انك غير مسؤل عما يصيب الناس من بأس فلن تستطيع تغيير واقعهم مهما فعلت. أفراد او جماعات او شعوب، لا تستطيع تغيير ما هم فيه ما لم يغيروا هم من أنفسهم.

حاول ثم حاول ثم حاول وإذا تعبت عد الى هذة الآية وأطبعها على ورقة كبيرة ثم اجعل لها إطار انيق وعلقها في بيتك وتأملها جيدا لعلك تدرك معناها.

نحن لا نستطيع تعليم الآخرين. اكثر شيء نستطيع القيام به هو ان ننشر المعرفة فقط.

التغيير فكر والفكر ينتشر. تخيل ان الناس ترفض ان تفكر الفكرة الصحيحة ثم يريدون تغيير واقعهم بإستخدام القوة او المال او التظاهر.

كل شيء يعود للفكر والفكر يغير النفس وهي تغير الواقع

س: ويأتوا إليك بأسلوب التأنيب يحسسونك انك انت من تسبب بهذه المعاناة!؟

ج: ولذلك أنا أردد دائما تحمل مسؤلية حياتك، لأن الناس سيحاولون تحميلك مسؤلية قراراتهم وإخفاقهم في فهم الحياة.

أكثر الناس يخافون من كلمة أنت غير مسؤل. يعتقدون بأن المطلوب منهم إعتزال الناس وتركهم يتألمون وهذا خلل في التفكير. الجبناااااااااااااااء دائما يبحثون عن القوة في الخارج ويزعجهم كثيرا أن يبتعد الناس عنهم لأنهم يريدون تحميل الآخرين نتائج إختياراتهم.

الذي لا يعرفه هؤلاء أن الناس عندما تبدأ بتحمل مسؤلية حياتها فإنهم يصبحون أكثر حكمة وأقل تهورا ويهتمون بإمورهم بأنفسهم فإن إحتاجوا لدعم الآخرين فيمكنهم الحصول عليه لأنهم لم يخفقوا إخفاقا كبيرا يستدعي أن يترك الناس حياتهم وتوجيه جهودهم نحو دعم المخفقين.

الذي يتحمل مسؤلية حياته تقل نسبة الخطأ لديه لأنه لا يستطيع إتهام الآخرين بأي شيء أو تحميلهم أي مسؤلية. الواقع يكذب كل المحاولات البهلوانية التي قام بها من تنازلوا عن مسؤلية حياتهم. على المستوى الشخصي وعلى المستوى القومي، كل من لام الآخرين لم يتغير وضعه كثيرا إن لم يصبح أسوأ.

تحمل المسؤلية قانون كوني لا يستطيع الناس الإلتفاف عليه وإلا تحولوا إلى مبتزين لبعضهم بعضا وأعتقد بأن هذا ما يحدث الآن.

الذي يتحمل مسؤلية حياته من ناحية تقل مشاكله لذلك يستطيع تقديم الدعم لمن يحتاجه. أكثر الذين تحملوا مسؤلية حياتهم هم الذين يساندون الناس في كل مكان، هم الذين يضمدون جراح العالم فأين المتباكين؟ صح، مازالوا يبحثون عن جهة يقعون عليها باللوم. لا يمكنهم رؤية الخلل في أنفسهم وفي قراراتهم.

عندما تبني ناطحة سحاب فإن ما يضمن جودتها هو تحملك للمسؤلية الكاملة لأي أخطاء تحدث أو أضرار يتعرض لها الناس وحينها فقط تتقن عملك لكن قارن هذا بمن يطلب منه بناء ناطحة سحاب بلا تحمل المسؤلية. فقط يبني ويمشي. هل تتوقع أن بناءه يعتمد عليه؟

تحمل المسؤلية هو نظام جودة معتمد. إن أردت الناس أن تعتني بجودة ما يصنعون فعليك أن تحملهم مسؤلية أعمالهم وقراراتهم.

كشعوب عاطفية نحن لا نهتم بالجودة لأننا لا نتحمل مسؤلية تصرفاتنا ومن جانب آخر يتم إبتزازنا بسهولة لأننا لا نعرف قيمة قوانين الجودة وهنا نتحدث عن جودة الحياة.

س: صورة الطفل على شاطئ تركيا..بسبب ما تعرضناله من حالة اكتئاب وغضب وبنسال بكل اتجاه شو نعمل؟؟ كيف نساعد؟؟ لانه قلبنا محروق

ج: الشعب الياباني لم يفهم معنى السلام إلا بعد أن ذاق الألم في ناجازاكي وهيروشيما. في سوريا وفي غيرها على الناس أن تدرك معنى السلام وتنشر الحب لكن هذا الكلام لا قيمة له الآن فالقلوب مشحونة بالإنتقام. يبدو أن حتى السلام يصبح فكرة سيئة عندما لا يكون الناس مستعدين له.

المساعدة الوحيدة التي يستطيع تقديمها الآن هي الحب فهذا أصعب بكثير من الإنتقام. كأطراف خارجية لا نستطيع أن نفهم الوضع السوري وتدخلنا سيزيد الوضع سوءً. على الشعب السوري نفسه أن يتجه للعقل والحكمة فما إحترق من سوريا ليس بالشيء الهين.

هذا السلام لن يأتي إلا بتظافر الجهود بين الحكومة والشعب، الكل يجب أن يقدم تنازلات والكل يجب أن يسمح للسلام بالتسلل إلى قلبه.

س: استاذ عارف حال سوريتي مدمي للعين و القلب مابعرف اي تغيير؟ المفروض نعملو ليتغير واقعنا انا بالنسبة الي الحمدلله عندي وعي و أمل رغم كلشي موجع صار بحياتي وعم اتخبط بين يأس و أمل هييييك حالي وعم حاول جاهدة ساعد غيري لو بعبارة ايجابية بس صدقني موضوع التغيير مو سهل بأخص لاشخاص مكروبين
الله يفرج هم سوريتي 🙁
و التغيير و ادراك اني انا بصنع قدري نعمة من الله مو اي حدا بيعرفها بأخص الام يلي خسرت ابنها بيصير الحال عندها معاناة متل ماما الله يكون بعونها

ج: أعرف بأن الحال مدمي للعين وللقلب وأمام السوريين أو أي شعب يمر بنفس النكبة خيارين. إما الإتجاه للسلام أو للمزيد من القتل التشريد.

مؤمنة، البطانيات والأغذية وأي دعم يقدمه الآخرون ينقذ الحياة لكن العقل وتحمل المسؤلية ينقذ الوطن الذي يعيش فيه الإنسان. إن كنتِ فعلا جادة في إنقاذ شعبك فأنشري فكرة أن على الناس الإتجاه للسلام وعدم الإصرار على الإنتقام.

في وقت النكبات الناس تتكاتف ويقدم الكل ما يستطيع لكنها مسؤلية الشعب نفسه الخروج من المحنة وتعلم الدروس من الأحداث الدامية.

الشعب لا يستطيع التغلب على السياسيين وما يحدثونه من دمار إلا بأن يتكاتف أفراده ولا يسمحون لأصحاب المصالح السياسية بتسييرهم نهو الجحيم وهذا يحتاج إلى تضحيات كبيرة على المستوى الفردي. عندما يقرر الإنسان أن يقبل السلام.

من يدري فقد يخرج من سوريا المنكوبة من يقود كل العرب نحو الحياة. هذا يحدث لمن جرب الحرب وويلاتها وآمن بيقين أن السلام هو الحل.

كلامك يكتب بالذهب ”السلام ” فعلا هذا فقط ما نحتاجه…….. فعلا متل ما قلت حضرتك كلمة معناها عميق وتحتاج للتضحية لتوصل لكل مواطن……….
شكرا استاذ دائما كلامك بلسم

س: أستاذي ، المقال هذا جاء في وقت انتشار الأخبار عن محنة إخواننا السوريين ولذلك أظنه يعني موضوعهم.
اذا كان فهمي صحيح فاسمح لي ان اختلف معك في طريقة عرض الآية.

اولا اتفق معك على مفهوم الآية ان ما يصيب امتنا (سوريين وفلسطينيين ومصريين وخليجيين…. الخ) هو بسبب أنفسنا. ولتغيير واقعنا فعلينا ان نغير أنفسنا اولا.

لكن أخشى ان يفهم البعض من كلامك ان معنى الآية انه لا حقوق علينا تجاه إخواننا المصابيين. يجب علينا وعلى حكوماتنا ان نقدم لهم المساعدة بالقدر الذي نستطيع. نستطيع إيواء النازحين منهم في بلادنا وفي بيوتنا ونستطيع ان نساعدهم ماليا واقتصاديا ونستطيع ان ندعوا الله لهم ان يخفف عنهم وينصرهم، وواجب علينا ان نهتم لأمرهم لان المسلمين المفروض ان يكونوا جسدا واحدا.

اما تغيير ما في داخل النفوس فهذا ما لا يستطيعه الا الله واصحاب النفوس ذاتها.

ارجوا ان لا أكون قد ذهبت بعيدا في فهمي واخطأت في فهم ما تريد. ولك مني التحية والتقدير على كل مجهوداتك.

ج: أعتقد بأن حملات التبرعات في الوطن العربي تقوم بعمل جبار في جمع المال. عندما تخرج من المسجد سترى الصناديق المختلفة للجمعيات التي تسحب الأموال من الناس بلا توقف.

كل ما قلته في الحقيقة هو أن يستخدم الناس عقولهم ولكن العقل هو آخر ما يكترثون له. يريدون سلاح، يريدون المزيد من القتل، المزيد من التشريد. إنبهر الناس بقوة السلاح والمال ونسوا أن التغيير الأكبر يحدث عندما نصل إلى قناعة أن السلام أسهل من كل ذلك.

شخصيا أنفقت الكثير من المال على القضايا العربية منذ أن كنت مراهقا والنتيجة؟ لا شيء. أعرف الكثيرين الذين ينفقون الملايين معتقدين أن هذا يساعد على تحسين الوضع ولكن الذي يحدث على أرض الواقع أن يعود الوضع أسوأ من السابق.

هل تذكر خطة إعمار لبنان التي أنفقت فيها دول الخليج المليارات؟ أين لبنان الآن؟
أتذكر مرة جمعنا مال كالمطر. إن لم تكن قد رأيت السماء تمطر مالا أنا رأيت شيء قريب منه، كان لدعم الفلسطينيين، رأين النساء يتبرعن بمجوهراتهم، رأيت الأطفال يتبرعون بألعابهم وملابسهم ورأيت ورأيت ورأيت لكن الوضع من سيء إلى أسوأ.

شعوب تحركها النعرات الطائفية والعنصرية والقبلية والعشائرية تبني بيد وتهدم باليد الأخرى.

س: صح جدا انا مسؤله عن نفسى واتحملها فقط اللى بيضحكنى انى بلاقى ناس مصره على تغيير اللى حواليها بأى شكل وياريتهم بيصلحوا من نفسهم حتى لا قاعدين فاضين للى حواليهم وهما جواهم بلاوى فعلا مرضى نفسيين واللهى

ج: ما عليك منهم. ركزي على نفسك ومن أراد يستطيع الاستعانة بك عندما يكون مستعدا

عارف الدوسري

هل ساعدك هذا المقال ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقك !